شركة صينية تجمع التسلسلات الجينية للنساء الحوامل حول العالم لصالح الجيش الصيني !
- شركة صينية تجمع التسلسلات الجينية للنساء الحوامل حول العالم لصالح الجيش الصيني !
وجدت مراجعة لوكالة رويترز لمجموعة وثائق متاحة بشكل عام، أن إختبار ( ما قبل الولادة ) أجرته ملايين النساء الحوامل على مستوى العالم، طورته شركة التسلسل الجيني الصينية BGI Group ، بالتعاون مع الجيش الصيني وتستخدمه الشركة لجمع بيانات التسلسل الجيني حول العالم، لصالحهِ.
التقرير هو الأول من نوعه الذي يكشف عن تعاون الشركة بي جي أي BGI Group، مع جيش التحرير الشعبي (PLA) لتطوير وتحسين الإختبار، الذي يتم إجراؤه في بداية الحمل، بالإضافة إلى ( تخزين البيانات وتحليلها من قبل شركة بي جي أي BGI )، حيث ترى الولايات المتحدة أن جهود شركة بي جي أي BGI لجمع وتحليل بيانات الجينات البشرية تمثل تهديدًا للأمن القومي.
بدأت شركة بي جي أي BGI ، أكبر شركة في الصين لعلوم الجينات والتسلسل الجيني ( التسلسل الوراثي )، بتسويق ( هذا الإختبار للنساء في الخارج في عام ٢٠١٣، وهو يحمل العلامة التجارية NIFTY )، وهو من بين أفضل إختبارات ما قبل الولادة مبيعًا في العالم، تقوم هذه الأجهزة بفحص عينة من دم المرأة الحامل لإكتشاف التشوهات مثل متلازمة داون في الجنين النامي.
وأكدت الشركة لوكالة رويترز : إنها تستخدم عينات الدم المتبقية المرسلة إلى مختبرها في هونغ كونغ والبيانات الوراثية من إختبارات الأبحاث السكانية.
وجدت وكالة رويترز : أن البيانات للتسلسل الوراثي، لأكثر من ٥٠٠ امرأة خضعن للإختبار، بما في ذلك نساء في أوروبا وآسيا، مُخزنة أيضًا في بنك الصين الوطني للجينات الوراثية GeneBank الذي تموله الحكومة الصينية في شن زن ، حيث مقر شركة بي جي أي.
لم تجد وكالة رويترز أي دليل على إنتهاك شركة بي جي أي BGI لإتفاقيات أو لوائح الخصوصية، حيث قالت الشركة إنها حصلت على موافقة موقعة وتتلف العينات المأخوذة والبيانات الخارجية بعد خمس سنوات.
وقالت الشركة : في أي مرحلة من مراحل عملية الإختبار أو البحث، لا يكون لدينا حق الوصول إلى أي بيانات شخصية.
ومع ذلك، تنص سياسة الخصوصية Privacy Policy للإختبار، على أنه يمكن ( مشاركة البيانات ) التي تم جمعها عندما تكون ذات صلة مباشرة بالأمن القومي أو أمن الدفاع الوطني في الصين.
وقالت شركة بي جي أي BGI : إنه لم يُطلب منها أبدًا تقديم – ولم تقدم – بيانات من إختبارات NIFTY إلى السلطات الصينية لأغراض الأمن القومي أو الدفاع الوطني.
الشركات الأخرى التي تبيع إختبارات ما قبل الولادة تعيد أيضًا إستخدام البيانات من أجل عمليات البحث العلمي، لكن لا أحد يعمل على مستوى الذي تنتهجه شركة بي جي أي BGI الصينية، كما يقول العلماء وعلماء الأخلاق، أو لديه صلات بشركة بي جي أي BGI، أو له معرفة بسجلها الحافل بالتعاون مع جيش تحرير الصين.
بدأت شركة بي جي أي BGI العمل مع المستشفيات العسكرية الصينية لدراسة التسلسل الوراثي للأجنة، في عام ٢٠١٠، ونشرت أكثر من أثنتي عشرة دراسة مشتركة مع باحثين من جيش التحرير الشعبى الصينى، لتجربة وتحسين إختبارات ما قبل الولادة، حسبما أظهرت مراجعة لوكالة رويترز لأكثر من ١٠٠ وثيقة منشورة للعامة.
أجرى مستشفى جيش تحرير الصين الشعبي PLA العام في العاصمة بكين والجامعة الطبية العسكرية الثالثة في Chongqing تجارب سريرية على إختبار NIFTY في عام ٢٠١١، وعملوا مع باحثي شركة بي جي أي BGI ( لتوسيع إختبار NIFTY في الكشف عن أي إختلال أو أعتلال في الجينات الوراثية ) ، كما تظهر البحوث المنشورة في ٢٠١٩ و ٢٠٢٠، والتي راجعتها وكالة رويترز.
في أحد الأمثلة، عمل مستشفى جيش تحرير الصين الشعبي PLA العام، مع شركة بي جي أي BGI في أول تجربة صينية قبل الولادة للكشف عن التقزم لدى ألاطفال dwarfism، والتي قدمتها شركة بي جي أي BGI لاحقًا إلى السوق.
كذلك، أستخدمت دراسة لشركة بي جي أي BGI نُشرت في عام ٢٠١٨، كمبيوترًا عسكريًا عملاقًا لإعادة تحليل بيانات إختبار NIFTY ورسم خريطة لإنتشار الفيروسات لدى النساء الصينيات، والبحث عن مؤشرات المرض العقلي لديهن، وتحديد ( الأقليات التبتية والأويغورية ) للعثور على روابط بين جيناتهم الوراثية وخصائصها.
بالإضافة إلى المعلومات الوراثية حول الجنين والأم، عملية الإختبار تأخذ المعلومات الشخصية، مثل بلد العميل ووزنه وطوله وتاريخه الطبي، وفقًا لرمز الكمبيوتر للخزن لدى شركة بي جي أي BGI الذي راجعته وكالة رويترز.
تحدثت وكالة رويترز إلى امرأة أجرت الاختبار في عام ٢٠٢٠، وهي مديرة مكتب تبلغ من العمر ٣٢ عامًا في بولندا، حيث قالت ( إنها إذا كانت تعلم أنه يمكن مشاركة بياناتها مع الحكومة الصينية، أو فهمت مدى البحث الثانوي الذي تجريه شركة بي جي أي BGI على البيانات المجمعة، لأختارت اختبارًا مختلفًا ).
تعمل شركة بي جي أي الصينية BGI على تقديم ( إختبارات فيروس كورونا ) حول العالم، خصوصاً في مركز لها في دولة ألامارات، كذلك أثيرت حولها ألاسئلة بأن هذه الإختبارات يتم مشاركتها مع الحكومة الصينية.