سياسية

عودة بايدن للأتفاق النووي الايراني أكثر صعوبة و خطورة ألان

أوضح الرئيس المنتخب جو بايدن خلال حملته الانتخابية أن إدارته ستفضل العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام ٢٠١٥, في عكس للسياسة الخارجية للرئيس دونالد ترامب في الشرق الأوسط


 بعد ثلاث سنوات من ” الضغط الأقصى ” في ظل عقوبات ترامب وتعميق انعدام الثقة بشكل كبير بين طهران وواشنطن, قد تكون العودة للأتفاق أبعد بكثير مما تبدو

قال بهنام بن طالبلو, الزميل البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات, لشبكة سي أن بي سي,  بعد فترة وجيزة من الانتخابات الأمريكية

بغض النظر عن مدى رغبة أدارة بايدن من أجل صفقة جديدة مع ايران, سيكون رد إيران هو الأكثر أهمية

ألمح المسؤولون الإيرانيون إلى العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة ( ألاتفاق النووي ٢٠١٥ ), كما هو معروف رسميًا, بشرط

أن تقدم واشنطن بعض التنازلات الجادة و ” تعوض ” إيران عن العقوبات الاقتصادية التي تعرضت لها في ظل أدارة ترامب

تقلص الاقتصاد الإيراني بمعدل ٦ ٪ كل عام منذ انسحاب ترامب من جانب واحد من الاتفاق متعدد الدول, الذي توسطت فيه إدارة أوباما لقمع النشاط النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات

ألانتحار السياسي؟



قال ريان بول محلل شؤون الشرق الأوسط في شركة ستراتفور لاستشارات المخاطر

يمكننا أن نتوقع أن تحاول إدارة بايدن إعادة المفاوضات مع إيران, لكن العقبة الرئيسية هي أن إيران نفسها قد لا تكون على استعداد للتفاوض, ليس بدون تنازلات أمريكية ملحوظة, والتي ( هذه التنازلات ) لن تمر بسهولة حتى مع رئاسة بايدن

 

كما يقول ديف دي روش, الأستاذ المشارك في جامعة الدفاع الوطني

قد يكون هذا ” أنتحارا سياسيًا ” في الولايات المتحدة محليًا

 

سوف تجد إدارة بايدن القادمة أن أدواتها المتاحة أقل  بكثير مما كانت عليه ( لإدارة هيلاري كلينتون لو فرضنا أنها أصبحت رئيسة للولايات المتحدة في ٢٠١٦)

فرضت إدارة ترامب حاليًا المزيد من العقوبات على ايران قبل انتهاء فترة ولايته

وبينما يمكن لبايدن إلغاء العديد من هذه العقوبات بأمر تنفيذي

من غير المرجح أن تكون إيران مستعدة للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة دون بعض التنازلات الأمريكية, مثلا, رفع العقوبات عن حزب الله, وبرامج الصواريخ, ومنتهكي حقوق الإنسان الإيرانيين

بايدن ليس لديه خيارات مقنعة



كتب بايدن في أيلول / سبتمبر

 

أنه كرئيس ، سوف يقدم لطهران طريقًا موثوقًا به للعودة إلى الدبلوماسية, يعزز ويوسع بنود الاتفاق النووي, بينما يعالج أيضًا قضايا أخرى ذات أهمية, مثل

أنتهاك حقوق الإنسان و الأنشطة المزعزعة للاستقرار

ولكن مع احتمال تولي إدارة إيرانية جديدة وأكثر تشددًا السلطة بعد انتخابات إيران في حزيران / يونيو ٢٠٢١, ومرشد ايران لايثق بألامريكيين, والذي انتقد باستمرار التفاوض معهم, وتحقيق صفقة أوسع تزيد من تقييد تطوير أسلحة إيران, سيكون الوكلاء الإقليميون تحديًا خطيرًا في أحسن الأحوال

قال بول



الديموقراطيون لا يريدون ببساطة الانصياع لإيران, بايدن ليس لديه خيارات مقنعة مع إيران

 

عززت طهران إنتاجها لليورانيوم منخفض التخصيب بما يتجاوز حدود خطة العمل الشاملة المشتركة رداً على انتهاكات الولايات المتحدة 

مع زيادة النشاط بشكل كبير منذ النصف الثاني من عام ٢٠١٩, على الرغم من تباطؤه في الأشهر الأخيرة

بعد تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة في عام ٢٠١٦, وضع المنظمون النوويون الدوليون قدرة إيران على إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة في غضون عام واحد

الآن, يقول الخبراء أن الجدول الزمني قد انخفض إلى ثلاثة أشهر

ومع ذلك, يقول الخبراء إن سنوات من الضغط الأقصى والاقتصاد على وشك الانهيار قد يجبران طهران على التفاوض

قد يحاول الرئيس الإيراني حسن روحاني الدفع من أجل العودة إلى الاتفاق قبل انتخابات حزيران / يونيو إذا حصل على موافقة مرشد ايران, على الرغم من أن هذه الموافقة ليست مضمونة على الإطلاق

الخوف من عودة ترامب



لكن بالنسبة لبايدن, من المحتمل ألا تكون الصفقة الإيرانية أولوية قصوى

 

من المقرر أن تُستنفد الأشهر الستة الأولى له في معالجة وباء فيروس كورونا والاقتصاد الأمريكي المنهك

وداخل الولايات المتحدة, يشك خبراء الأمن القومي في الامتثال الحقيقي لإيران إذا هرعت واشنطن للحصول على أتفاق سريع

قالت كيرستن فونتينروز, مديرة مبادرة سكوكروفت الأمنية للشرق الأوسط في المجلس الأطلسي




من المرجح أن تعرض رئاسة بايدن بعض التراجع عن العقوبات على إيران لتحفيزها على العودة إلى المحادثات النووية, ونأمل أن تدخل في محادثات حول سلوكها الإقليمي

 

لكن علينا على الأرجح أن نتوقع من إيران أن تستفيد من هذا التراجع الأولي عن حسن النية ومحاولة الحصول على أكبر قدر ممكن من إدارة بايدن بينما تمنح القليل جدًا في ألالتزام

في هذه الأثناء في طهران, بغض النظر عن مقدار النوايا الحسنة التي قد تأتي من إدارة بايدن, فإن القلق المستمر من عودة ترامب أو أي شخص مثله في عام ٢٠٢٤, سيبقى ملتصقا بأذهان المسؤولين الإيرانيين ( رئاسة بايدن لمدة ٤ سنوات فقط )

 

أمير هنجاني ، زميل في معهد كوينسي ، قال لشبكة سي إن بي سي ، واصفا تفكير طهران



مهما كانت الصفقة التي تبرمها ايران مع جو بايدن, يمكن أن يأتي الرئيس القادم ويفككها بكل سهولة, فكيف نجعلها ثابتة؟

 

سيكون هذا الاختبار الحقيقي لأي صفقة

لكن أي مفاوض إيراني, لا نحسده على الموقف الذي يقع فيه, سيتعين عليه العودة إلى إيران ويقنع ألمرشد الأعلى, وهو أمر صعب للغاية

كرر الرئيس الإيراني, الأربعاء, أمله في أن يعيد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن السياسة الأمريكية تجاه إيران إلى حيث ترك الأمور كنائب للرئيس قبل أربع سنوات, حسبما أفاد التلفزيون الرسمي

قال حسن روحاني



إنه إذا تمكنت إيران والولايات المتحدة من إيجاد طريق للعودة إلى الوضع في ٢٠ كانون الثاني / يناير ٢٠١٧, يوم تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, فقد يكون ذلك حلاً هائلاً للعديد من القضايا والمشاكل

 

ودعا روحاني بايدن

إلى ” الإدانة الصريحة ” لحملة الضغط الأقصى لترامب وكذلك  التعويض عن السياسات الخاطئة التي انتهجتها على مدى السنوات الأربع الماضية 

في إشارة محتملة إلى الخسائر المالية الهائلة التي تكبدتها إيران نتيجة حملة عقوبات ترامب

وأشار روحاني,  إلى جانب وزير الخارجية الإيراني, إلى

استعداد البلاد للتراجع عن تخصيب اليورانيوم والعودة إلى المفاوضات

على الرغم من أنه من غير المرجح أن يرفع بايدن العقوبات عن إيران في ” خطواته الأولى ” في منصبه, كما طالب روحاني في خطابه يوم الأربعاء, فقد أشار الرئيس المنتخب إلى أنه سيعود إلى الاتفاق النووي إذا عادت إيران أولاً إلى الامتثال

نقلا عن سي أن بي سي و وكالة ألاسوشييتد برس ٢٥ تشرين الثاني / نوڤمبر ٢٠٢٠

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
إغلاق

أنت تستخدم مانع ألاعلانات

شكرا جزيلا لزيارة موقعنا - أنت تستخدم مانع ألاعلانات ٠ الرجاء قم بتعطيل مانع ألاعلانات حتى تتمكن من تصفح الموقع