سفير أمريكا السابق في ألمانيا : إدارة بايدن هُزمت من قبل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في ثلاث أسابيع فقط

أوضحت ميركل أنها لن تنحاز إلى أي جانب بين الصين الشيوعية وأمريكا الرأسمالية, وألغت انسحاب ١٠,٠٠٠ جندي أمريكي كان ترامب قد أعلن عنه سابقًا وأوقفت تنفيذ العقوبات على خط الغاز الروسي

في الأسبوع الماضي جمد بايدن خطة سحب القوات الأمريكية من جمهورية ألمانيا الاتحادية.

في كانون أول / ديسمبر ٢٠٢٠, أصدر الكونغرس تشريعًا, قانون تفويض الدفاع الوطني, يتضمن عقوبات تستهدف الشركات والأفراد المشاركين في مشروع الغاز الروسي ( الخط الشمالي -٢ ).

ستنقل الصفقة الغاز الروسي إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية عبر خط أنابيب يمر تحت بحر البلطيق.

يقول النقاد

إن المشروع سيضمن أن تصبح ألمانيا معتمدة في احتياجاتها من الطاقة على روسيا – وهي خصم رئيسي للولايات المتحدة وأوروبا.

بالنسبة إلى غرينيل, كان سفيرا للولايات المتحدة في ألمانيا من ٢٠١٨ إلى ٢٠٢٠

” الرسالة ألالمانية هي : لديك سياسة ألمانيا أولاً , تعامل بكل حرية مع الصين, ولست بحاجة للانحياز بين الصين الشيوعية وأمريكا الرأسمالية “

” لطالما أرادت ميركل العودة إلى الطاولة حيث تجلس مقابل رئيس أمريكي ضعيف, و لا تحب السياسة التي أتبعها ترامب “

وفقًا لغرينيل, قال الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب لميركل

” أنا لا ألومك على رغبتك في سياسات تفيد ألمانيا, لكن لا يمكنك أن تلوميني على التمسك بسياسة أمريكا أولا “.

واجهت حكومة ميركل انتقادات شديدة خلال فترة رئاسة ترامب بسبب مزاعم أنها تعمل بشكل حر في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) من خلال عدم الوفاء بتعهدها بإنفاق ٢ ٪ من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع ( حوالي ٧٧ مليار دولار من الناتج المحلي إلاجمالي لألمانيا في عام ٢٠١٩, البالغ ٣.٨٦ ترليون دولار ).

وقال غرينيل

” من وجهة النظر الألمانية, فإنهم يحصلون على خط الأنابيب لإستيراد الغاز الطبيعي الروسي ولا يتعين عليهم سداد التزامات الناتو, أوروبا تريد رئيسًا أمريكيًا لن يطالبهم بدفع فواتيرهم “.

بالنسبة لخبراء الأمن والاستخبارات مثل غرينيل

إدمان إدارة ميركل على الغاز الروسي, فإن سياستها الحيادية تجاه الحزب الشيوعي الصيني وتخليها عن التزاماتها تجاه الناتو تعني أن ميركل تتخذ خطوة سريعة بعيدًا عن الغرب تحت قيادة بايدن

وحذر من العودة إلى العمل كالمعتاد مع أوروبا

” يريد الأوروبيون العودة إلى الأيام التي يطلب فيها الأمريكيون شيئًا بلطف, ويتجاهل الأوروبيون الطلب, ويذهب الجميع لتناول العشاء مع زجاجة نبيذ فاخرة “.

وقال


” حصل الألمان على تصريح مجاني من إدارة بايدن لعدم الانضمام إلى الغرب إذا لم يساعدهم ذلك بشكل شخصي “.

وقال غرينيل

” إن برلين حريصة على بدء تطبيع التجارة مع إيران, ألمانيا هي الشريك التجاري الأوروبي الأكبر للنظام الإيراني, في عام ٢٠١٩, أحتفلت حكومة ميركل بالذكرى الأربعين للثورة الإسلامية للنظام الإيراني في سفارة طهران في برلين “

تثير العلاقات الودية بين ألمانيا والحكومة الإيرانية, الدولة الرائدة في رعاية الإرهاب الدولي وفقًا لإدارتي أوباما وترامب, تساؤلات حول علاقات ميركل مع الحزب الشيوعي الصيني, لا سيما في ضوء أعمال الإبادة الجماعية التي تقوم بها بكين ضد المسلمين من أقلية ألاويغور

وكتب الصحفيون في مقال نُشر في ٢٦ كانون الثاني / يناير بعنوان

“ميركل إلى جانب الرئيس الصيني بشأن تجنب تكتلات الحرب الباردة “

” رفضت ميركل يوم الثلاثاء الدعوات إلى أوروبا لتحيز أي جانب بين الولايات المتحدة والصين, في إشارة إلى المناشدة التي قدمتها الصين “.

اتهم كل من وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو ووزير الخارجية الأمريكي الحالي أنتوني بلنكين حكومة الرئيس الصيني شي جين بينغ بارتكاب إبادة جماعية ضد الأقلية المسلمة من الأويغور في الصين.

لم تصنف ألمانيا اضطهاد الحزب الشيوعي الصيني لـ الأويغور على أنه إبادة جماعية.

عندما سئل المتحدث باسم ميركل عن إنتقادات غرينيل وما إذا كانت ألمانيا توافق على بيان بلنكين ( بأن الصين متورطة في إبادة جماعية تستهدف مواطنيها من الأويغور ), كتب لقناة فوكس نيوز

” لن نعلق على هذه التصريحات “.

قال ( دولقۇن ئەيسا ), رئيس المؤتمر العالمي للأويغور

” لقد تجنبت ميركل مناقشة هذه القضية علنًا, وهي حقيقة لم تغب عن انتباه آلة الدعاية الصينية “.

رفض متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية تقديم إجابات صريحة على أسئلة فوكس نيوز حول انتقادات غرينيل, وأشار إلى التعليقات التي أدلى بها وزير الخارجية هيكو ماس لوسائل الإعلام الألمانية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي, ورفض وصف سلوك الصين ضد سكان الأويغور بأنه إبادة جماعية.

كتب وزير الخارجية ألالماني هيكو ماس على تويتر

” من أجل التعامل مع تحدي الصين للمنافسة العادلة, خاصة بالنسبة لحقوق الإنسان, نحتاج إلى اتحاد مع الولايات المتحدة, يمكننا تحقيق الكثير عندما تكون الولايات المتحدة وأوروبا في نفس الموضوع “

رفض كل من مكتب ميركل وماس الإجابة على أسئلة فوكس نيوز فيما يتعلق بالدعوات الموجهة لألمانيا لإلغاء مشروع الغاز الروسي, حتى من الصحافة ألالمانية, وفرنسا.

شدد ماس على المحادثات الجارية مع روسيا, بدلاً من العقوبات الاقتصادية القوية ضد الحكومة الروسية لانتهاكاتها لحقوق الإنسان.

وقال في أوائل شباط /فبراير

“ التنسيق الوثيق بين الشركاء مهم, وبالتالي فإن إعلان الرئيس بايدن أن النهج تجاه روسيا سيتم تنسيقه بشكل وثيق مرة أخرى مع الحلفاء هو إشارة مهمة “

كشفت صحيفة بيلد, وهي أكبر صحيفة يتم تدوالها في ألمانيا, في عام ٢٠١٩, عن إميلي هابر, سفيرة ألمانيا في واشنطن, بأنها مارست الضغط بقوة على الكونغرس لصالح مشروع الغاز الروسي

U.S. President Donald J. Trump welcomed Emily Haber, #Germany’s newly credentialed Ambassador to the United States, to the Oval Office of the @WhiteHouse today. pic.twitter.com/szLvJ8dmME

— German Embassy (@GermanyinUSA) June 22, 2018

وفقًا لبيلد, قال أحد أعضاء الكونغرس

إنهم “صُدموا” من سلوك هابر لأنها “انحازت بشكل لا لبس فيه إلى روسيا”.

رفضت هابر الرد على استفسار من قناة فوكس نيوز.

خلال فترة وجود غرينيل في برلين, أنجز ما لم يستطع السفراء السابقون تحقيقه, وفقًا لمراقبين على المدى الطويل لسياسات القوة الأوروبية.

” الطريقة التي حصلنا بها على حظر حزب الله في ألمانيا كانت عامين من الضغط المستمر وإعطاء الأولوية للقضية, كانت هذه هي الطريقة الوحيدة التي تحرك بها الألمان, ولن يستمر الزخم في جميع أنحاء أوروبا ما لم تفعل إدارة بايدن أكثر من مجرد التشدق بالكلام واستخدام نفوذها, ودعونا نكون صادقين, هذا سيجعل بعض الناس يصرخون ( أنت وضيع ) “

وتعارض فرنسا فرض حظر على نطاق الاتحاد الأوروبي على منظمة حزب الله بأكملها بينما قامت بريطانيا وألمانيا وهولندا ولاتفيا وسلوفينيا وصربيا وإستونيا وليتوانيا بحظر الميليشيات الشيعية اللبنانية.

بالإضافة إلى إسرائيل والولايات المتحدة وكندا, تصنف الدول ذات الأغلبية المسلمة مثل السودان والبحرين, إلى جانب جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي, حزب الله بأكمله على أنه كيان إرهابي.

قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لشبكة فوكس نيوز يوم الثلاثاء

” إن الولايات المتحدة ملتزمة بالعلاقة بين الولايات المتحدة وألمانيا والحاجة إلى عمل منسق للتغلب على التحديات العالمية “.

وقال المتحدث

” إن إدارة بايدن تضع التحالفات في صميم السياسة الخارجية للولايات المتحدة, وسنعمل على تكييفها مع العالم الذي نواجهه, مما يجعلنا أقوى وأكثر أمانًا “

” لقد أوضحت إدارة بايدن أننا بحاجة إلى دعم حلفاء أقوياء وقادرين مثل ألمانيا , وأن إصلاح التحالفات وتحديثها يعني أيضًا أننا سنستمر في مطالبة حلفائنا بتقاسم المزيد من العبء العالمي وكذلك الوفاء به,وزيادة قدرات الناتو “

” عندما نعمل بشكل تعاوني مع الدول الأخرى التي تشاركنا قيمنا وأهدافنا, فإننا نجعل أنفسنا وحلفائنا أكثر أمانًا “.

كما قال المتحدث الرسمي [إدوارد] برايس

” تم تصميم خط الغاز من روسيا, لزيادة نفوذها على الحلفاء والشركاء, وهو يقوض الأمن عبر المحيط الأطلسي “

” ستواصل الولايات المتحدة العمل مع حلفائنا وشركائنا لضمان أن أوروبا لديها موثوقية, وتنوع إمدادات الطاقة التي لا تقوض الأمن الجماعي “

وكما أوضح الرئيس بايدن

” فإن خط أنابيب الغاز الروسي صفقة سيئة “.