أحد أفراد مشاة البحرية الملكية البريطانية السابقين، الذي دشن حملة رفيعة المستوى من أجل إنقاذ الحيوانات من داخل أفغانستان، وصل الى بريطانيا ومعه ما يقرب من ( ٢٠٠ من الكلاب والقطط )، تم إنقاذهم من هناك … ولكن … بدون الموظفين الأفغان التابعين لمؤسسته الخيرية، الذين تُركوا في العاصمة كابل.
هبطت الطائرة المستأجرة والممولة من القطاع الخاص تحمل ( باول فارثنغ Paul Farthing ) وحيواناتهِ في مطار هيثرو الدولي، بلندن، اليوم الأحد، بعد ملحمة عصفت ببريطانيا وقسمتها، مما أثار تساؤلات صعبة حول القيمة النسبية لحياة ( الإنسان والحيوان ).
وقال إيان ماكغيل Iain McGill، وهو طبيب بيطري شارك في هذه الجهود : إن الحيوانات بدت بصحة جيدة وتم وضعها في الحجر الصحي.
باول فارثنغ، الذي أسس جمعية نوزاد الخيرية Nowzad charity، بعد خدمته مع القوات البريطانية في أفغانستان قبل ١٥عامًا، كان مؤهلاً للإجلاء في الجسر الجوي العسكري البريطاني إلى جانب الموظفين الأفغان وعائلاتهم، لكنه رفض المغادرة بدون الحيوانات.
لعدة أيام، أستخدم باول فارثنغ وسائل التواصل الإجتماعي والمقابلات الصحفية لتوثيق محاولاته للمغادرة مع رفاقه ( القطط والكلاب )، وسط الهجرة الجماعية الفوضوية من مطار كابل، حيث ضغط أنصاره على الحكومة البريطانية للمساعدة في جهود الإنقاذ التي أطلق عليها اسم ” سفينة نوح Operation Ark “.
Pen Farthing and his pets were assisted through the system at Kabul airport by the UK Armed Forces. They are currently being supported while he awaits transportation.
— Ministry of Defence Press Office (@DefenceHQPress) August 27, 2021
حصل باول فارثنغ على دعم المشاهير بما في ذلك الممثل الكوميدي ريكي غرڤياس Ricky Gervais والعديد من العروض لتبني الحيوانات التي تم إنقاذها.
لكنه أثار إنتقادات، من أولئك الذين قالوا إن القضية تستنزف الوقت والطاقة من مهمة إنقاذ الأفغان المعرضين للخطر من حكام حركة طالبان الجدد في البلاد.
قالت الحكومة البريطانية إنها أجلت أكثر من ١٥,٠٠٠ مواطن بريطاني وأفغان معرضين للخطر في جسر جوي استمر أسبوعين وأنتهى يوم السبت.
لكن المسؤولين يقولون : إن ما يصل إلى ١,١٠٠ أفغاني ممن يحق لهم القدوم إلى المملكة المتحدة قد تُركوا وراءهم.
يعتقد بعض المشرعين البريطانيين الذين كانوا يحاولون مساعدة اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل وأسرهم أن الإجمالي الحقيقي أعلى بكثير !
يقول باول فارثنغ، وأنصاره : إن عملية ” سفينة نوح “، لم تأخذ مقاعد الطائرة من الناس أو تستنزف الموارد من عملية الإجلاء الرسمية.
لكن المسؤولين الحكوميين في المملكة المتحدة أصبحوا صريحين بشكل متزايد في إحباطهم.
قال وزير الدفاع بن والاس : إن على الجيش إعطاء الأولوية للناس على الحيوانات الأليفة، وشكا من أن بعض أنصار فارثنغ الأكثر تشددًا قد أستهلكوا الكثير من وقت كبار القادة وأرسلوا الإساءات إلى الطاقم العسكري.
نشرت صحيفة صنداي تايمز تسجيلاً لرسالة مليئة بالكلمات البذيئة تركها فارثنغ الأسبوع الماضي للمسؤول الدفاعي الكبير، بيتر كوينتن ، متهمة إياه بـ ” منع الإجلاء ” والتهديد بقضاء بقية وقته ( باول فارثنغ ) في تدميره على وسائل التواصل الاجتماعي “
قال دومينك داير Dominic Dyer، الناشط في مجال رعاية الحيوان : والذي عمل كمتحدث باسم فارثنغ، في المملكة المتحدة : إن فارثنغ كان بطلاً قومياً كان يواجه حملة تشهير من قبل المسؤولين الحكوميين.
كانت قافلة تحمل فارثنغ، الطاقم والحيوانات، بالقرب من مطار كابل يوم الخميس عندما فجر إنتحاري وقتل ما لا يقل عن ١٦٩ أفغانياً و ١٣ جنديا أمريكيا وجرح المئات من ضمنهم ١٨ من مشاة البحرية ألامريكية.
يوم الجمعة، بعد أيام من المحاولات الفاشلة من قبل المجموعة للوصول إلى بر الأمان، قال الجيش البريطاني إنه أعطى تصريحًا للرحلة المستأجرة وإن القوات البريطانية ساعدت فارثنغ والحيوانات في الوصول إلى المطار.
وقال دومينك داير : إن حراس حركة طالبان لم يسمحوا للموظفين الأفغان بالدخول رغم أن لديهم أوراق تسمح لهم بالقدوم إلى بريطانيا، وأن جمعية نوزاد ستواصل العمل لنقلهم بأمان إلى بريطانيا.