صحة

الصين مُحرجة من بيانات الكفاءة للقاحاتها, تهاجم اللقاحات ذات الكفاءة العالية بحملة معلومات مُضللة

اقرأ في هذا المقال
  • الصين تهاجم اللقاحات ذات الفعالية العالية بحملة معلومات ُمضللة
  • الشركات الصينية المصنعة للقاحات تواجه أنتقادات شديدة متعلقة بفعاليتها ونقص البيانات
  • الصحف الشيوعية الصينية تهاجم وسائل ألاعلام ألامريكية, بحجة تسقيط اللقاح الصيني
sinopharm

في حديثه أمام جمعية الصحة العالمية العام الماضي, دعا الرئيس الصيني شي جين بنغ إلى ” التضامن والتعاون ” في تطوير لقاحات لفيروس كورونا, ” أقوى سلاح لدينا ” لمواجهة الوباء.

لكن مع مواجهة الشركة الطبية الصينية Sinovac أسئلة حول فعالية اللقاح الخاص بفيروس كورونا, يبدو أن جهاز الدعاية في البلاد قد نسى خطاب الرئيس الصيني.

بدلاً من ذلك, أختارت وسائل الدعاية ألاعلامية للحزب الشيوعي الصيني, مهاجمة اللقاحات الأخرى, وهي مناورة خطيرة, يمكن أن تؤدي ألى تقويض الثقة العامة في اللقاحات الجماعية تمامًا كما يحتاج العالم بشدة إلى تلقيح أكبر عدد ممكن ضد الفيروس.

تم الإشادة بالصين على نطاق واسع لقرارها التركيز على توفير اللقاحات للبلدان النامية, حيث تركز شركتا( سينوڤاك Sinovac و سينوفارم Sinopharm ), على إنتاج لقاحين مرشحين لا يتطلبون تخزينًا باردًا باهظ الثمن, على عكس تلك الصادرة عن شركات الأدوية الغربية ( مثل فايزرPfizer-BioNTech و مودرنا Moderna ), التي يجري أستخدامها في الولايات المتحدة حاليا, بعد موافقة السلطات الصحية عليها.

كان الأمل مرتفعاً بشكل خاص عندما قالت الشركتان الصينيتان, إن لقاحاتهما ( التي تعتمد على فيروس ميت يحقن في جسم ألانسان لأنتاج أجسام مضادة ضد فيروس كورونا ), كانت فعالة بنسبة تزيد عن ٧٨ ٪, وهي أعلى من فعالية اللقاح الذي أنتجته جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة و شركة أسترازنكا المتخصصة في بريطانيا ( يعتمد على فيروس ألانفلونزا في الشمبانزي, لتحقيق المناعة داخل جسم ألانسان بعد حقنه به )

وتأتي في المرتبة الثانية بعد اللقاحات القائمة على طريقة mRNA ( وهي أحدث طريقة مستخدمة في تطوير اللقاحات, نجحت لأول مرة ), التي طورتها الشركات ألامريكية ( فايزر ومودرنا ), والتي تتطلب التخزين البارد و أكثر صعوبة في التوزيع.

coronavirus

ثم جاءت النتائج من البرازيل.

أفادت تجارب المرحلة النهائية لشركة ( سينوڤاك Sinovac ), في ولاية ساوباو, في دولة أمريكا الجنوبية, أن معدل الفعالية لا يصل الى ٧٨ ٪ , ولكن ٥٠.٣٨ ٪, بالكاد أعلى من عتبة الفعالية البالغة ٥٠ ٪ التي حددتها منظمة الصحة العالمية للموافقة عليها.

معدل الفعالية الحقيقي للقاح ( الصيني ) لا يزال غير واضح.

بالإضافة إلى الرقم الأولي ٧٨ ٪, أبلغت تركيا, التي وافقت على لقاح شركة سينوڤاك Sinovac , للأستخدام الطارئ الأسبوع الماضي, عن فاعلية بنسبة ٩١.٢٥ ٪ ، بينما أبلغت إندونيسيا عن ٦٥.٣ ٪.

دافعت شركة سينوڤاك Sinovac عن لقاحها, حتى مع قيام بعض الدول بوضعه قيد المراجعة وإيقاف طرحه مؤقتًا, لكن العلماء طالبوا الشركة بنشر المزيد من البيانات.

سلط هذا الارتباك أيضًا الضوء على الدور الذي تلعبه السلطات الصينية في التحكم في المعلومات حول اللقاحات التي تنتجها الشركات المحلية, على الرغم من أن سينوڤاك Sinovac, على عكس سينو فارم الحكومية Sinopharm – هي شركة خاصة اسمياً.

جعل المسؤولون الصينيون ووسائل الإعلام الحكومية اللقاحات في البلاد نقطة رئيسية للفخر الوطني وطريقة لكسب تأييد عالمي بعد رد فعل عنيف واسع النطاق بشأن سوء التعامل الأولي مع تفشي فيروس كورونا في مدينة ووهان

حيث اتُهم المسؤولون الصينيون بإسكات المبلغين عن المخالفات والفشل في موجهة الوباء, وعدم التصرف في الوقت المناسب لاحتواء العدوى.

ربما كان من المحتم, إذن, أن يُنظر إلى أي أسئلة ( أنتقادت حول الفعالية ) تثار حول لقاح صيني على أنها هجوم على الدولة, لا سيما في مناخ من العداء الشديد بين بكين وواشنطن بشأن استجابة البلدين للوباء.

كتب هو شي جن, يوم السبت, المحرر المؤثر في صحيفة الحزب الشيوعي الناطقة باللغة ألانگليزية, التي تديرها الدولة ( غلوبال تاميز Global Times )

إذا نظرت إلى المواقع الإلكترونية لوسائل الإعلام الرئيسية في الولايات المتحدة والغرب بصورة عامة, فإن كل الأخبار التي تقرأها تقريبًا عن اللقاح الصيني الصنع سلبية “.

الصحافة تعمل على تدمير سمعة اللقاح الصيني, على أمل أن ينتظر العالم شركة فايزر وغيرها من الشركات الأمريكية والغربية لإنتاج جرعات كثيرة جدا والحصول أخيرًا على التطعيم “.

قاد مقال ( هو شن جن ), الطريق في الدفاع عن اللقاحات المنتجة في الصين, ليس من خلال إثبات فعاليتها, ولكن من خلال السعي إلى تقويض سمعة اللقاحات ألاخرى, خاصة تلك التي تنتجها شركة فايزر الأمريكية.

في مقال افتتاحي الأسبوع الماضي, اتهمت صحيفة غلوبال تايمز وسائل الإعلام الناطقة بالإنگليزية ” بالتقليل من أهمية ” الوفيات في النرويج التي يبدو أنها تدعي ( الصحيفة الصينية ) أنها مرتبطة باللقاحات, ” كما لو كانت قد توصلت بالفعل إلى إجماع بأن الوفيات ناتجة عن اللقاح ألامريكي“.

وأضاف التقرير ( تقرير صحيفة غلوبال تاميز )

أن ” وسائل الإعلام الغربية الكبرى ستضج على الفور بأي معلومات ( مثل التي تدعي بأنها من اللقاحات, الوفيات في النرويج ) عن اللقاحات الصينية وتحاول تضخيم تأثيرها على الرأي العام “.

في حين أن الوفيات ( في النرويج ) حدثت بعد التطعيم, وقد أبلغت عنها شبكة سي إن إن, من بين عدد كبير جدا من وسائل الإعلام الأمريكية الأخرى, قالت السلطات الصحية النرويجية

إنه بالنظر إلى عمر هؤلاء الذين تم تلقيحهم وضعفهم, من المتوقع أن تكون الوفيات من وقت التطعيم

ومع ذلك, على تويتر, اتهمت ليو شن, المقدمة في محطة CGTN الحكومية, مرارًا وتكرارًا, وبدون دليل, أن وسائل الإعلام الغربية تجاهلت الوفيات وقللت المخاوف بشأن لقاح فايزر.

في تغريدة نشرها الدبلوماسي الصيني البارز زاو لي جيان, المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية, نقلا عن المقدمة في المحطة الصينية الحكومية

إنها لا تستطيع ” التحقق بشكل مستقل” عن المزاعم التي تروج لها ( الصحيفة الغير معروفة, ربما هندية ), وأشارت ألى عددًا من وسائل الإعلام الدولية ( بي بي سي, أسوشييتد برس, سي أن أن و رويترز ) وسألت ” ما رأيكم بقراءة هذه ؟ هل يسمعني أحد؟؟؟ “


CGTN LIU Xin


قضى المتحدث بأسم وزارة الخارجية الصينية معظم وقته على موقع ( تويتر ) للترويج للتغطية لبرنامج التطعيم الصيني, بالإضافة إلى المعلومات المُضللة مثل تلك التي شاركها عن المقدمة في القناة الصينية الحكومية.

وضع الدوبلماسي الصيني, خلفية لحسابه على تويتر …تقول

china


هذا وقت الوقائع وليس الخوف.

هذا هو وقت العلم وليس الشائعات.

هذا وقت التضامن وليس وصمة العار.

بالنسبة للصحفيين, سواء كانوا مقيمين في الصين أو الولايات المتحدة أو في أي مكان في العالم, يوجد سبب وجيه للغاية لعدم التسرع في الإبلاغ عن الوفيات التي يُفترض أنها مرتبطة باللقاحات.

في الواقع, تم انتقاد بعض وسائل ألاعلام, بسبب المبالغة في ردود الفعل التحسسية للقاحات أو الإبلاغ عن وفيات الأشخاص الذين تم تلقيحهم مؤخرًا دون دليل على أي صلة باللقاح.

يتم تطعيم ملايين الأشخاص ضد فيروس كورونا حول العالم.

سيموت البعض في أعقاب تلقي اللقاح لأسباب لاتمت بصلة باللقاح, وقد يموت عدد قليل جدًا نتيجة لرد فعل تحسسي شديد تجاه اللقاح.

لكن لا يعني أي منهما أن التطعيم نفسه غير آمن.

الدكتور كيلي مور, المدير المساعد لتحالف عمل التحصين الأمريكي, قال لشبكة سي أن أن الشهر الماضي.

أحد الأشياء التي نريد التأكد من توضيحها للناس هو أنه لا ينبغي أن يشعروا بالقلق دون داع إذا كانت هناك تقارير, بمجرد بدء التطعيم, عن وفاة شخص أو عدة أشخاص في غضون يوم أو يومين من تلقيحهم

هذا هو الحال بشكل خاص في المراحل الأولى من برامج اللقاح ، عندما يكون غالبية الأشخاص الذين يتم تلقيحهم من كبار السن أو الذين يعانون من ضعف المناعة.

كتب ديريك لوي, الخبير في صناعة الأدوية, مؤخرًا أنه

إذا أخذت ١٠ ملايين شخص, ولوحت بيدك لهم ..فقط… فمن المتوقع أن ترى في الشهرين المقبلين حوالي ١٤,٠٠٠ حالة وفاة بسبب النوبات القلبية والسكتات الدماغية والسرطان وأسباب الوفيات المعتادة الأخرى

وأضاف

لكن إذا أخذت هؤلاء العشرة ملايين شخص وأعطيتهم لقاحًا جديدًا بدلاً من ذلك, فهناك خطر حقيقي من أن تلك النوبات القلبية وتشخيص السرطان والوفيات ستُنسب إلى اللقاح“.

في حين أن المقالات المتعلقة بردود الفعل التحسسية والوفيات المرتبطة باللقاحات قد تضع الأمر في سياق مناسب, غالبًا ما يكون من الصعب على العناوين الرئيسية ( وسائل ألاعلام ) القيام بذلك.

هذا يخلق خطرًا لا يرى الناس سوى وقوع وفيات والحصول على انطباع خاطئ أن لقاحات فيروس كورونا خطيرة.

هذا هو السبب في أن المعلومات المُضللة التي تنشرها وسائل الإعلام الحكومية الصينية والمسؤولون, كل ذلك باسم الدفاع عن لقاح ( سينوڤاك Sinovac ) الذي يريد الجميع في العالم أن ينجح بشدة, والذي يطلب منتقدوه فقط مزيدًا من المعلومات عنه, هو خطير جدا.

يُعد التردد بشأن اللقاح مشكلة كبيرة بالفعل, ويرجع الفضل في ذلك إلى التغطية الإعلامية غير المسؤولة للخوف من مرض التوحد MMR, والذي روج له طبيب بريطاني موصوم بالعار الآن.

تعد الصين من بين أقل البلدان ترددًا في أخذ اللقاحات في العالم, وفقًا لدراسة أجرتها مجلة Nature مؤخرًا, والتي قد تفسر سبب شعور منافذ الدعاية في البلاد بحرية أكبر , ولكن تتردد في الإبلاغ عن نجاح اللقاحات الغربية.

جدول بالنتائج النهائية لأستطلاع مجلة نيتشر
جدول بالنتائج النهائية لأستطلاع مجلة نيتشر

لكن لدحر الوباء, نحتاج إلى حوالي ٨٠ ٪ من الناس لتحقيق الحصانة, ودفع المعلومات المُضللة يهدد بتقويض عمل شركات مثل سينوڤاك Sinovac لتحقيق ذلك.

المصدر
المصدر
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
إغلاق

أنت تستخدم مانع ألاعلانات

شكرا جزيلا لزيارة موقعنا - أنت تستخدم مانع ألاعلانات ٠ الرجاء قم بتعطيل مانع ألاعلانات حتى تتمكن من تصفح الموقع