ماذا بعد توقيع صفقة الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة

وقع خمسة عشر بلدا ( اقتصادا ) في منطقة آسيا والمحيط الهادئ يوم الأحد على ما يمكن أن يصبح أكبر اتفاقية للتجارة الحرة في العالم, تغطي ما يقرب من ثلث سكان العالم وحوالي ٣٠  ٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي

ستقوم الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة  بتخفيض الرسوم الگمرگية تدريجياً وتهدف إلى تعزيز الاستثمار والسماح بحرية حركة البضائع داخل بلدان المنطقة

من وقع على هذه ألاتفاقية ؟

تضم الصين واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا والأعضاء العشرة في رابطة دول جنوب شرق آسيا أو ألاسيان

  بروناي وفيتنام ولاوس وكمبوديا وتايلاند وميانمار وماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا والفلبين

وشاركت الهند في مناقشات مبكرة لكنها اختارت العام الماضي بسبب مخاوف تتعلق بالواردات الصينية الرخيصة

قالت الدول الأعضاء إنه لا يزال هناك متسع للهند للانضمام لهذه ألاتفاقية, يمكن لأي بلد الانضمام بعد مرور ١٨ شهرًا من دخولها ألاتفاقية حيز التنفيذ, لكن الهند, بصفتها أحد الشركاء المفاوضين الأصليين, يمكنها الانضمام في أي وقت بمجرد دخول ألاتفاقية حيز التنفيذ

ما الذي سيحدث بعد توقيع هذه ألاتفاقية ؟

تم التوقيع على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة في نهاية قمة الآسيان التي استمرت أربعة أيام في هانوي- ڤيتنام, يوم الأحد, ويجب الآن التصديق عليها قبل دخولها حيز التنفيذ, وهي عملية ستستغرق شهورًا لتبدأ وسنوات حتى تكتمل

وقالت وزارة الخارجية النيوزيلندية في بيان إن الاتفاقية المكونة من ٥١٠ صفحة والمكونة من عشرين فصلاً

لم تُعلن قبل حفل يوم الأحد لأن عددًا من الأطراف لن يوافق على نشر النص قبل التوقيع

ووفقًا لنسخ من الاتفاقية تم تحميلها على مواقع وزارة الخارجية للدول الأعضاء يوم الأحد

يجب أن يتم التصديق على الاتفاقية من قبل ست دول على الأقل من دول الآسيان ( العشرة ) وثلاث دول من خارج دول ألاسيان,  قبل دخولها حيز التنفيذ

التنافس في شرق آسيا

الجدير بالذكر أن أعلان عن هذه ألاتفاقية, يمثل المرة الأولى التي يتم فيها الجمع بين الصين, اليابان وكوريا الجنوبية بموجب اتفاقية تجارية واحدة, وهي عملية تخللتها خلافات بسبب تأريخ اليابان و نزاعات تاريخية ودبلوماسية

في العام الماضي, في ذروة النزاع التجاري بين اليابان وكوريا الجنوبية ، والذي ترجع جذوره إلى نزاع ناجم عن استعمار اليابان لشبه الجزيرة الكورية في زمن الحرب العالمية, قال مسؤولون كوريون جنوبيون إن القيود التجارية اليابانية تنتهك ” روح ” اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية

وقالت ديبورا إلمز من مركز التجارة الآسيوي ومقره سنغافورة

قد تجد اليابان فوائد كبيرة من هذه ألاتفاقية, حيث تتمتع الآن بوصول تفضيلي إلى كوريا الجنوبية والصين, وهو ما لم يكن موجودًا

متى يبدأ تطبيق هذه ألاتفاقية ؟

ألاتفاقية توفر بعض المرونة للأعضاء الأقل تطورًا لتنفيذ التغييرات العملية والتشريعية التي تتطلبها

كمبوديا ولاوس ، على سبيل المثال ، لديها ثلاث إلى خمس سنوات لتحديث الإجراءات الگمرگية

على وجه التحديد ، المناطق المفتوحة لتخفيضات الرسوم الگمرگية بموجب هذه ألاتفاقية, معقدة وتتغير من بلد إلى آخر

أدرجت بعض البلدان ما سوف تتضمنه هذه ألاتفاقية, بينما أدرجت دول أخرى ما الذي يجب عدم تضمينه

بالنسبة للبلدان التي لديها بالفعل اتفاقيات تجارة حرة مع بعضها البعض, هناك ميزة إضافية لهذه ألاتفاقية الجديدة, وهي أنها سوف تخلق مجموعة مشتركة من القواعد, والتي ستسهل حركة البضائع بين الأعضاء الخمسة عشر

كيف تقارن هذه ألاتفاقية مع أتفاقية الشراكة عبر ألهادي 

كان ينظر إلى فكرة أتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة

  التي ظهرت في عام ٢٠١٢, على أنها وسيلة للصين, أكبر مستورد ومصدر في المنطقة, لمواجهة النفوذ الأمريكي المتزايد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ, واكتسبت زخماً عندما انسحب ترامب الولايات المتحدة من الشراكة عبر المحيط الهادئ عام ٢٠١٧

و بعد أنسحاب ترامب, تم تغيير الأسم إلى الاتفاقية الشاملة والمتقدمة للشراكة عبر المحيط الهادئ  وهي تضم سبعة أعضاء من ألاتفاقية الجديدة, ولكن ليس الولايات المتحدة من ضمنها

تركز أتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة بشكل كبير على خفض التعريفات وزيادة الوصول إلى الأسواق ولكن يُنظر إليها على أنها أقل شمولاً من أتفاقية الشراكة عبر الهادي

كما أنها ( أتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة ) تتطلب تنازلات سياسية أو اقتصادية أقل وتركز بشكل أقل على حقوق العمال وحماية البيئة والملكية الفكرية وآليات تسوية المنازعات

حجم سوق لـ ( أتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة )

أكبر بخمس مرات تقريبًا من حجم أتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي, مع ضعف قيمته التجارية السنوية وإجمالي الناتج المحلي المشترك

قالت إلمز من مركز التجارة الآسيوي

بالنسبة للاتفاقية الموقعة مع الدول التي لم تتطوع للمشاركة وبهذه العضوية المتنوعة بشكل لا يصدق ، فإن جودة ( أتفاقية الشراكة ألاقتصادية ألاقليمية الشاملة ) تفوق التوقعات بالفعل

ستوفر فوائد اقتصادية كبيرة للعديد من الشركات

تقرير وكالة رويترز ١٦تشرين الثاني / نوڤمبر ٢٠٢٠