عسكرية

بلدان جديدة ستنضم لحلف شمال الأطلسي، قريبة من حدود روسيا !

التدريبات التي أُجريت في أذار / مارس ٢٠٢٢، هي المرة الأولى التي تشكل فيها قوات من ( فنلندا، السويد ) لواءً مشتركًا في مناورة مقررة لحلف شمال الأطلسي في القطب الشمالي في النرويج، تُعرف بإسم ” الإستجابة في الأجواء الباردة Cold Response “.

دول حلف شمال الأطلسي – الناتو

كانت التدريبات مخططة منذ فترة طويلة، لكن الغزو الروسي لأوكرانيا في ٢٤ شباط / فبراير ٢٠٢٢، زاد من الرغبة في أجراءها في وقت مبكر.

قال الرائد السويدي ستيفان نوردستروم Stefan Nordstrom لوكالة رويترز:-

سنكون ساذجين إذا لم ندرك أن هنالك تهديدا، لقد تغير الوضع الأمني ​​في أوروبا بأكملها وعلينا قبول ذلك، وعلينا أن نتكيف معه “.

يعني هذا الشعور بالتهديد، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي شرع في ما يسميه بالعملية الخاصة في أوكرانيا جزئيًا لمواجهة توسع حلف شمال الأطلسي – الناتو، قد يرى قريبًا جار جديد من الحلف العسكري.

تمتلك ( فنلندا ) حدودًا بطول ١,٣٠٠ كيلومتر مع روسيا.

طلب رئيس فنلندا – سولي نينيستو Sauli Niinisto من الأمين العام لحلف الناتو – ينس ستولتنبرغ في مكالمة هاتفية بتاريخ ٢٨ أذار / مارس ٢٠٢٢، تفاصيل حول المبادئ والخطوات لقبول أعضاء جدد في الحلف العسكري.

قالت وزيرة الخارجية الفنلندية – بيكا هافيستو Pekka Haavisto لوكالة رويترز:-

إن زعماء فنلندا ناقشوا إمكانية الدخول في العضوية، مع جميع أعضاء الناتو تقريبا، وسيقدمون مراجعة إلى البرلمان بحلول منتصف نيسان / أبريل٢٠٢٢ “.

السويد – دولة لم تخض حربًا منذ عام ١٨١٤ – أكثر ترددًا.

لكن إستطلاعًا للرأي أجري مؤخرًا لمحطة تلفزيونية سويدية كبيرة، وجد أن ٥٩ ٪ من السويديين يريدون الإنضمام إلى الناتو، إذا فعلت فنلندا ذلك.

بالنسبة للبعض في الحلف، فإن البلدين المحصورين بين ( روسيا والنرويج ) العضو في الناتو هما بالفعل شريكان.

قال الجنرال الأمريكي ديفيد بيرغر David Berger، قائد فيلق مشاة البحرية الأمريكية، للصحفيين، خلال التدريبات ( إنهم – بغض النظر عن سياسة العضوية – إخوة في السلاح أثناء التدريب ).

وقال :-

بالنسبة لمشاة البحرية على المستوى العمليات .. لا فرق، يجب أن أعرف فقط أن الوحدة هناك، نحن ندعمهم، لقد قاموا بدعمنا

أعلن أمين عام حلف شمال الأطلسي في أوائل أذار / مارس ٢٠٢٢، أن الناتو يشارك الآن جميع المعلومات حول الحرب في أوكرانيا مع السويد وفنلندا.

كلا البلدين ( السويد وفنلندا ) يحضران بإنتظام إجتماعات الناتو.

في التدريبات في النرويج، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، إنه لا توجد دول أخرى في العالم شركاء أوثق منهم.

لكنه أشار إلى إختلاف مهم:-

الضمانات الأمنية المطلقة التي نقدمها لحلفاء الناتو، هي فقط لحلفاء الناتو “.

بوصف ( السويد وفنلندا ) غير أعضاء في الحلف العسكري، فإن السكان كلا البلدين البالغ عددهم ١٦ مليونًا لا يتمتعون بحماية الحلف.

حذرت الحكومة الروسية، مرارًا وتكرارًا كلا البلدين ( السويد وفنلندا ) من الإنضمام إلى الناتو.

قالت وزارة الخارجية الروسية في ١٢ أذار / مارس ٢٠٢٢ :-

ستكون هنالك عواقب عسكرية وسياسية خطيرة، إذا حدث ذلك “، بحسب وكالة الأنباء الروسية إنترفاكس.

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، إنه سيكون من الممكن السماح لفنلندا والسويد بالدخول في عضوية الحلف – بسرعة كبيرة.

قال متحدث بإسم وزارة الدفاع الأمريكية، إن أي قرار ستتخذه الدول نفسها لكن إنضمامها سيحتاج إلى موافقة جميع الحلفاء الثلاثين.

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي في كانون الثاني / يناير ٢٠٢٢:-

الرئيس بوتين يريد خفض حلف شمال الأطلسي على حدود روسيا، لكنه سيحصل على المزيد من أعضاء الناتو “.

توفي حوالي ( ٩٦,٠٠٠ ) فنلندي، أو ٢.٥ ٪ من السكان، أثناء القتال ضد الغزو الروسي، في حربين بين عامي ١٩٣٩ و ١٩٤٤، وفقد ما مجموعه ٥٥,٠٠٠ طفل آباءهم، وفقد أكثر من ٤٠٠,٠٠٠ شخص منازلهم بسبب التنازل عن الأراضي.

لكن الفنلنديين، الذين قاتلوا تحت غطاء من الغابات الكثيفة، صدوا الروس ومنذ ذلك الحين، كان لدى فنلندا هدف واضح، وهو ( دفاع عسكري قوي وعلاقات ودية مع روسيا ).

قامت الدولة ببناء جيش عسكري – لديهم حوالي ٩٠٠,٠٠٠ ( رجل وامرأة ) جيش إحتياطي- ووفقًا للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، لديهم أحد أكبر وحدات المدفعية في أوروبا.

الغزو الروسي لأوكرانيا أدى إلى ما يقرب من ٣,٠٠٠ طلب من الفنلنديين للإنضمام إلى الجمعيات المحلية لجنود الإحتياط بالإضافة إلى ما يقرب من ١,٠٠٠ إلى مجموعات التأهب للطوارئ ( النسائية ).

فنلندا هي واحدة من الدول الأوروبية القليلة التي تحافظ على إمدادات الطوارئ الوطنية من الوقود والأغذية والأدوية.

بناء ملاجئ الطوارئ أسفل كل مبنى رئيسي إلزاميًا منذ الحرب العالمية الثانية.

تقول فنلندا إن ملاجئها البالغ عددها ٥٤,٠٠٠ تتسع لـ ٤.٤ مليون من أصل ٥.٥ مليون نسمة.

أرتفع دعم الفنلنديين للإنضمام إلى الناتو إلى أرقام قياسية خلال الشهر الماضي، حيث أظهر إستطلاع حديث، الذي أجرته محطة Yle العامة ( أن ٦٢ ٪ من المستطلعين يؤيدون ذلك مقابل ١٦ ٪ فقط ضده ).

قال جهاز الأمن في فنلندا – سوپو – Supo ، في ٢٩ أذار / مارس ٢٠٢٢، إنه يجب على فنلندا أن تَحذر من أي إنتقام روسي محتمل على مناقشات بشأن الإنضمام إلى الناتو، أو التدخل في النقاش العام حول الإنضمام.

لسنا بحاجة لإتخاذ أي قرارات سريعة بشأن دفاعنا لكن بالتأكيد قد يؤدي طلب العضوية المحتمل إلى جعلنا هدفا للتدخل أو الإجراءات المختلطة، يجب أن تستعد فنلندا لذلك وأن تستمع كذلك إلى رد فعل دول الناتو “.

السويد، التي تحاجج بأن عدم الإنحياز قد خدم شعبها جيدًا، أبطأ في رؤية روسيا كتهديد – على سبيل المثال، سمحت للإنفاق على الدفاع بالإنخفاض وتردي وضع الملاجئ الطارئة – بعد الحرب الباردة.

لكن المزاج العام يتغير.

بعد أن غزت روسيا شبه جزيرة القرم في عام ٢٠١٤، سارعت الحكومة السويدية بإعادة التسلح وعززت قوتها العسكرية في جزيرة غوتلاند، بالقرب من المقر الرئيسي لأسطول البلطيق الروسي، كما أعادت التجنيد الإجباري المحدود في ذلك العام.

قالت الحكومة السويدية في وقت سابق من الشهر الماضي، إنها ستضاعف الإنفاق الدفاعي تقريبًا إلى حوالي ٢ ٪ من الناتج المحلي الإجمالي GDP، وتعمل على تجديد شبكة من ملاجيء الطوارئ لإيواء ما يصل إلى سبعة ملايين شخص، وإن هنالك حاليا حوالي ٦٥,٠٠٠ مأوى معظمها في منازل خاصة.

يشعر حوالي ٧١ ٪ من السويديين بالقلق من زيادة التهديد العسكري من روسيا – إرتفاعًا من ٤٦ ٪ في كانون الثاني / يناير ٢٠٢٢ – وفقًا لمسح أجراه منظمو إستطلاعات الرأي ديموسكوب Demoskop لصحيفة افتونبلاديت Aftonbladet اليومية في ٢ أذار / مارس ٢٠٢٢.

قال فريدريك ستوكهاوس، مؤسس Criseq، وهو متجر سويدي على الإنترنت لوكالة رويترز:-

زادت مبيعات مجموعات أدوات الأزمات، وأجهزة الراديو، وفلاتر المياه وحاويات المياه – كل شيء تقريبًا “، لا يقيس مكتب الإحصاء السويدي المبيعات على هذا المستوى من التفاصيل.

يقول دبلوماسيون وسياسيون، إنه إذا ذهب أي من البلدين للإنضمام إلى عضوية الناتو، فإن فنلندا تبدو مستعدة للتحرك أولاً.

قال وزير الخارجية الفنلندي، إنه يجري محادثات شبه يومية، مع نظيره السويدي حول هذا الموضوع.

قال ماتي پيزو Matti Pesu، محلل السياسة الخارجية في المعهد الفنلندي للشؤون الدولية لوكالة رويترز :-

لن يكون من المثالي أن تذهب فنلندا بمفردها، لأن جميع المخاطر في عملية التقديم ستكون على فنلندا “.

في السويد، تجري الحكومة والمعارضة تحليلاً للسياسة الأمنية من المتوقع في أيار / مايو ٢٠٢٢.

شددت رئيسة الوزراء ماغدالينا أندرسون Magdalena Andersson عبر التلفزيون الوطني يوم ٣٠ أذار / مارس ٢٠٢٢، على أهمية الإنتظار ومعرفة النتائج التي سيتم التوصل إليها.

يعارض الحزب الإشتراكي الديمقراطي الحاكم الإنضمام للحلف العسكري، لكن أربعة أحزاب معارضة تؤيده.

قالت آنا ويزلاندر Anna Wieslander ، مديرة شمال أوروبا في مركز أبحاث المجلس الأطلسي، إنه على الرغم من ذلك، فإن حالة عدم الإنحياز السويدية غير واضحة بشكل متزايد.

وقالت لوكالة رويترز :-

إذا نظرتم إلى الأمر، فإننا نستعد لمواجهة الخصم معًا وأعتقد أنه لا شك في أي معسكر نحن، يمكنكم أن تروا التحذيرات التي وجهتها روسيا، لذلك ليس هنالك شك من جانبهم “.

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي – ينس ستولتنبرغ اليوم الثلاثاء – ٥ نيسان / أبريل ٢٠٢٢:-

إن حلفاء الناتو سيرحبون بفنلندا والسويد في الحلف إذا قرروا الإنضمام لكن أي خطوة من هذا القبيل تعود إلى الدولتين

وقال في مؤتمر صحفي:-

الأمر متروك لهم بالطبع لكن إذا تقدموا بالطلب، أتوقع أن يرحب بهم الـ ٣٠ دولة في الحلف

إن الناتو سيجد على الأرجح طرقًا لمعالجة المخاوف التي قد تكون لديهم بشأن هذه الفترة المؤقتة بين تقديم الطلب وحتى آخر تصديق من قبل الحلفاء” ، في إشارة إلى رد روسي محتمل قبل أن يصبح الثنائي تحت حماية الناتو بالكامل.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
إغلاق

أنت تستخدم مانع ألاعلانات

شكرا جزيلا لزيارة موقعنا - أنت تستخدم مانع ألاعلانات ٠ الرجاء قم بتعطيل مانع ألاعلانات حتى تتمكن من تصفح الموقع