الصين تُنهي عام ٢٠٢١ بأكبر تفشي لفيروس كورونا في مدينة صناعية مهمة !
أنهت الحكومة الصينية أسبوعها الأخير من عام ٢٠٢١، بأكبر حصيلة لحالات الإصابة بفيروس كورونا المحلية، منذ بدء الوباء في مدينة ووهان منذ ما يقرب من عامين، على الرغم من القرارات المشددة بعدم السماح بأي إصابات !
أبلغت لجنة الصحة الوطنية الصينية اليوم السبت عن ( ١٧٥ إصابة ) جديدة بفيروس كورونا مؤكدة مصحوبة بأعراض واضحة، حيث وصل العدد الإجمالي للحالات المحلية المصحوبة بأعراض في الصين، في الأسبوع الماضي إلى ( ١,١٥١ ).
كان الدافع وراء الزيادة في الإصابات في الغالب هو تفشي المرض في مدينة شيان Xian، وهي المركز الصناعي والتقني في الشمال، حيث يبلغ عدد سكانها ١٣ مليون نسمة.
أبلغت المدينة، التي تخضع للإغلاق منذ ١٠ أيام، لغاية يوم السبت، عن ( ١,٤٥١ ) حالة أصابة محلية، منذ ٩ كانون أول / ديسمبر ٢٠٢١، وهو أعلى عدد لأي مدينة صينية في عام ٢٠٢١.
في حين أن عدد الحالات في الصين ضئيل مقارنة بالعديد من حالات تفشي المرض في أماكن أخرى من العالم، فإن منع حدوث إصابات كبيرة مثل هذه في عام ٢٠٢٢، سيكون أمرًا مهمًا للقيادة الصينية.
ستستضيف العاصمة بكين دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في شهر شباط / فبراير ٢٠٢٢، وسيعقد الحزب الشيوعي الحاكم مؤتمرًا – كل خمس سنوات، في الخريف، حيث من المرجح أن يحصل الرئيس الصيني شي جن بنغ فترة ولاية ثالثة كسكرتير للحزب الشيوعي.
ظهور سلالة أوميكرون Omicron شديدة الإنتقال سيدفع الحكومة الصينية إلى الإلتزام باليقظة الشديدة ضد الفيروس.
بحسب السلطات الصينية، سجلت عدد قليل من حالات الإصابة بسلالة أوميكرون Omicron ( من الخارج )، وحالة واحدة على الأقل منتقلة محليًا.
منذ أب / أغسطس ٢٠٢١، حاولت الصين السيطرة على أي تفشي في غضون أسبوعين تقريبًا، وهو أقصر بكثير من أربعة إلى ستة أسابيع في الحالات السابقة ضد حالات التفشي الكبيرة، المتفرقة في البلاد، في أعقاب الوباء الأولي على مستوى البلاد، وفقًا للجنة الصحة الوطنية الصينية.
تعد المدن الواقعة على طول حدود الصين أكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس، إما بسبب وجود خطوط نقل بري أو دخول مسافرين مصابين من دول أخرى.
أصيب البعض منهم بتفشي المرض، وأدى إلى قيود قاسية على السفر العام الماضي.
أبلغت مقاطعة يونان، التي تشترك في الحدود مع ( مينمار، لاوس وفيتنام )، عن حالات أعراض محلية جديدة ( خلال فترة ٩٢ يومًا )، من أصل ٣٦٥ يومًا في العام الماضي، أو حوالي نسبة الـ ٢٥ ٪ من أيام السنة الماضية، أكثر من أي مقاطعة أو منطقة ذاتية الحكم أو بلدية أخرى في الصين.
يمكن إرجاع تفشي مدينة شيان Xian، الذي أدى إلى حدوث حالة أصابة في مدن أخرى، بما في ذلك العاصمة بكين، بسبب رحلة قادمة من باكستان، لكن لم يتضح كيف أنتشر إلى المجتمعات المحلية.
مُنع الكثير من الناس من مغادرة مجمعاتهم السكنية، لكن مسؤولًا حكوميًا قال يوم الجمعة:-
” إنه سيتم تخفيف القيود في المجمعات الأقل خطورة عندما يحين الوقت “
قالت لي جيا شين Li Jiaxin، طالبة الدراسات العليا، البالغة من العمر ٢٣ عامًا :-
” لا يمكن لأي شخص مغادرة حرم الجامعة “، حيث أمضت ليلة رأس السنة الجديدة مع رفاقها الثلاثة في الغرفة، ولم تتمكن من مقابلة صديقها وعائلتها.
وقالت:-
” قد أكون متأثرة بشكل قوي بالطقوس، لذلك ما زلت أشعر بالحزن قليلاً لأننا لسنا معًا في هذا الوقت “.
ساعدت سياسات الحكومة الصينية الصارمة المتعلقة بالوباء في منع قطاعها الصناعي الكبير من الانزلاق إلى عمليات إغلاق مطولة، وجني مكاسب تصدير مهمة مع ضعف ركائز النمو الأخرى.
لكن الإضطرابات غير المتوقعة هزت معنويات المستهلكين وألحقت الضرر بقطاعات التموين والضيافة والسياحة.
قالت موظفة في مقهى تقليدي في كونمينغ Kunming، عاصمة مقاطعة يونان :-
” إن إيرادات الشركة التي تعمل فيها أنخفضت إلى النصف مقارنة بمستويات ما قبل الوباء “
” قدم العديد من الضيوف من المقاطعات الأخرى إلى المقهى الخاص بنا خصيصًا لتذوق شاي بوير في يونان، لكن الآن أصبح عددهم أقل “.
” لم يتم تخفيض راتبي، لكني أشعر أنني قد أفقد وظيفتي في أي وقت “.
حذرت كل من شركة سامسونج للألكترونيات Samsung Electronics و شركة مايكرون للتقنية Micron Technology ، وهما من أكبر صانعي شرائح الذاكرة في العالم، من أن القيود الصارمة بسبب فيروس كورونا، في مدينة شيان Xian ، يمكن أن تعطل قواعد تصنيع الرقائق في المنطقة.
يفرض الإغلاق في المدينة مزيدًا من الضغط على سلاسل التوريد العالمية ويضيف إلى عام مرهق للمصدرين الذين يواجهون تكاليف شحن أعلى بشكل حاد حتى مع إرتفاع أسعار المواد الخام بما في ذلك أشباه الموصلات.
قالت شركة مايكرون، يوم الأربعاء الماضي:-
“ إن القيود قد تتسبب في تأخير توريد رقائق ذاكرة من نوع ( ذاكرة عشوائية ديناميكية DRAM )، والمستخدمة على نطاق واسع في مراكز البيانات Data Centers والحاسبات PCs “
” إن القيود الصارمة، التي دخلت حيز التنفيذ في وقت سابق من هذا الشهر، قد تكون من الصعب تخفيفها بشكل متزايد، وقد أدت إلى مستويات توظيف أقل في موقع التصنيع “
قالت شركة سامسونج للألكترونيات Samsung Electronics، يوم الأربعاء الماضي :-
” إنها ستُعدل عمليات الإنتاج مؤقتًا في منشآتها التصنيعية في المدينة الصينية Xian لرقائق ذاكرة فلاش ( NAND )، المستخدمة لتخزين البيانات في مراكز البيانات والهواتف الذكية والأدوات التقنية الأخرى “
ذكرت مجموعة وسائل الإعلام الصينية Yicai يوم الخميس:-
” أن منشأة مدينة شيان Xian لأشباه الموصلات التابعة لشركة سامسونج Samsung تعمل بشكل طبيعي في الوقت الحالي “
قالت شركة ترند فورس TrendForce للتحليلات :-
” إن مصنع مدينة شيان Xian التابع لشركة سامسونج Samsung يعمل بدون مشاكل كبيرة في الوقت الحالي، ويبدو أن إمدادات المواد الخام كافية، ولكن قد يكون هنالك إنخفاض طفيف في الإنتاج إذا لم يتم السيطرة على الوباء “
قال يان تشنغيين Yan Chengyin، المستشار والمدير في شركة Bayes Consulting ومقرها بكين:-
” يمكن السيطرة على التأثير على الإمدادات العالمية، على الرغم من وجود شكوك “.
قال محللون مقيمون في كوريا الجنوبية – سيول :-
“ إن الرقائق الألكترونية المصنوعة في مصنع شركة سامسونج من نوع NAND في مدينة شيان تذهب أساسًا إلى الصين، وبشحنات محدودة متوجهة إلى الخارج، وإن بعض من أكبر الطلب على نوع الرقائق المصنوعة في المصنع يأتي من شركات الخوادم الصينية Chinese Servers “
قالت شركة ترند فورس TrendForce :-
” إن صانعي الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة قد يتأثرون بشكل مباشر، بأي تغييرات في العمليات في الإنتاج في مدينة شيان Xian ، ولكن مستوى مخزون شركة سامسونج Samsung المرتفع نسبيًا، يمكن أن يزود المشترين دون أي عقبات على المدى القصير “
قالت شركة مايكرون للتقنية Micron ، في منشور لها :-
” نحن نتعامل مع سلسلة التوريد العالمية الخاصة بنا، بما في ذلك شركائنا من الباطن، للمساعدة في خدمة عملائنا لمنتجات رقائق الذاكرة من نوع DRAM “.
” نتوقع أن تسمح لنا هذه الجهود بتلبية معظم طلبات عملائنا، ولكن قد يكون هنالك بعض التأخير على المدى القريب أثناء تنشيط شبكة عملاءنا، نعمل على تقليل مخاطر إنتقال الفيروس وقد أستخدمت تدابير تشمل التباعد الجسدي والإختبار في الموقع وتشجع التطعيم “
يعد تشغيل شريحة ذاكرة من إنتاج شركة سامسونج Samsung في مدينة شيان Xian أحد أكبر المشاريع الأجنبية في الصين.
تمتلك الشركة خطي إنتاج في مدينة شيان Xian ، يصنعان مُنتجات شرائح NAND Flash المتقدمة، والتي تمثل ٤٢.٥ ٪ من إجمالي سعة إنتاج ذاكرة فلاش من هذا النوع NAND و ١٥.٣ ٪ من إجمالي سعة الإنتاج العالمية ، وفقًا لشركة ترند فورسـ TrendForce.