الإنخفاض الكبير في حالات الإصابة بفيروس كورونا في الهند يترك الخبراء في حيرة من أمرهم
- إنخفاض الإصابات في الهند يحير العلماء, هل له علاقة بإكتساب المناعة الجماعية, أم اللقاحات هي السبب, أم أن ألامراض السائدة في الهند جعلت أجسامهم مقاومة للأمراض والفيروسات
- الخبراء يحذرون من التراخي في التعليمات الصحية الخاصة بفيروس كورونا
عندما أنتشر فيروس كورونا في الهند, كانت هناك مخاوف من أنه سيغرق النظام الصحي الهش في ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان, حيث أرتفعت الإصابات بشكل كبير لعدة أشهر, وفي وقت ما بدت الهند وكأنها قد تتفوق على الولايات المتحدة باعتبارها الدولة التي لديها أعلى عدد من الإصابات.
إنخفاض كبير في حالات الإصابة بفيروس كورونا في الهند, لكن الأسباب غير معروفة
لكن الإصابات بدأت في الانخفاض في أيلول / سبتمبر ٢٠٢٠, والآن أبلغت البلاد عن حوالي ١١,٠٠٠ حالة إصابة جديدة يوميًا, مقارنةً بذروة تبلغ حوالي ١٠٠,٠٠٠ إصابة, مما يترك الخبراء في حيرة من أمرهم, عن سبب هذا إلانخفاض الكبير في عدد إلاصابات اليومية
لقد اقترحوا العديد من التفسيرات المحتملة للإنخفاض المفاجئ, الذي شوهد في كل منطقة تقريبًا, بما في ذلك, أن بعض مناطق البلاد ربما وصلت إلى ( المناعة الجماعية للسكان ), أو أن الهند قد يكون لديها بعض الحماية الموجودة مسبقًا من الفيروس.
كما عزت الحكومة الهندية التراجع في عدد إلاصابات جزئيًا إلى ارتداء الكمامات, وهو أمر إلزامي, في الأماكن العامة في الهند.
كما أن الانتهاكات تفرض عليها غرامات باهظة في بعض المدن.
لكن الخبراء أشاروا إلى أن الوضع أكثر تعقيدًا, لأن الإنخفاض ( موحد ) على الرغم من تضاؤل إمتثال السكان في إرتداء الكمامة في بعض المناطق.
إن الموضوع أكثر من مجرد لغز مثير للإهتمام.
يمكن أن يساعد تحديد سبب الإنخفاض في الإصابات السلطات في السيطرة على إنتشار الفيروس في البلاد, التي أبلغت عن ما يقرب من ١١ مليون حالة وأكثر من ١٥٥,٠٠٠ وفاة.
توفي حوالي ٢.٤ مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
الهند, مثل البلدان الأخرى, ( لم يتم تسجيل ) العديد من الإصابات, وهناك أسئلة حول كيفية حساب الوفيات الناجمة عن الفيروسات.
لكن ( الضغط / القصد حالات دخول المستشفى ) على مستشفيات الدولة قد انخفض أيضًا في الأسابيع الأخيرة, وهو مؤشر آخر على تباطؤ انتشار الفيروس.
عندما تجاوزت الحالات المُسجلة ٩ ملايين في تشرين الثاني / نوفمبر ٢٠٢٠, أظهرت الأرقام الرسمية أن ما يقرب من ٩٠ ٪ من جميع ألاسرة الخاصة بالرعاية ( المكثفة ) المزودة بأجهزة التنفس في نيودلهي, كانت ممتلئة.
لغاية يوم ١١ شباط / فبراير ٢٠٢١, ١٦ ٪ من هذه الأسرة فقط, مشغولة.
لا يمكن أن يُعزى هذا النجاح إلى التطعيمات, لأن الهند بدأت في إعطاء اللقاحات في كانون الثاني / يناير ٢٠٢١.
ولكن مع حصول المزيد من الناس على لقاح, ممكن التوقعات تكون بشكل أفضل.
على الرغم من أن الخبراء قلقون أيضًا بشأن ( السلالات المتحورة للفيروس ) التي تم تحديدها في العديد من البلدان والتي يبدو أنها أكثر عدوى وتجعل بعض العلاجات واللقاحات أقل فعالية.
لكن الخبراء حذروا من أنه حتى لو كانت المناعة الجماعية للسكان, في بعض الأماكن مسؤولة جزئيًا عن الإنخفاض, فإن السكان ( ككل ) يظلون معرضين للخطر, ويجب أن يستمروا في اتخاذ الاحتياطات.
هذا صحيح بشكل خاص لأن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن الأشخاص الذين أصيبوا بنوع واحد من الفيروس قد يصابون مرة أخرى بنسخة جديدة.
أشارت ڤينيتا بال, على سبيل المثال, إلى إستطلاع حديث في ماناوس بالبرازيل, قدّر أن أكثر من ٧٥ ٪ من الناس هناك, لديهم أجسام مضادة للفيروس في تشرين أول / أكتوبر ٢٠٢٠, قبل أن ترتفع الحالات مرة أخرى في كانون الثاني / يناير ٢٠٢١.
في الهند, البيانات ليست مثيرة.
قدّر الفحص الوطني للأجسام المضادة من قبل وكالات الصحة الهندية
” أن حوالي ٢٧٠ مليون, أو واحد من كل خمسة, قد أصيب بالفيروس, قبل بدء التطعيمات, وهذا أقل بكثير من معدل ٧٠ ٪ أو أعلى, الذي يقول الخبراء أنه قد يكون عتبة فيروس كورونا, للحصول على ( المناعة الجماعية ), رغم أن هذا غير مؤكد “
لكن الفحص الوطني من قبل السلطات الصحية الهندية قدم نظرة ثاقبة أخرى حول سبب إنخفاض العدوى في الهند.
أظهر أن عدد المصابين في مدن الهند أكبر من عددهم في قراها, وأن الفيروس كان ينتقل ببطء عبر المناطق الريفية النائية.
قال جميل ، من جامعة أشوكا
” إذا كان بالإمكان السيطرة على فيروس كورونا في ( الأنف والحلق ), قبل أن يصل إلى الرئتين, فلن يصبح الأمر خطيرًا “
” تعمل المناعة الفطرية على هذا المستوى, من خلال محاولة تقليل العدوى الفيروسية ومنعها من الوصول إلى الرئتين “.
على الرغم من الأخبار السارة في الهند, فقد أضاف ظهور متغيرات جديدة تحديًا آخر للجهود المبذولة هنا وفي جميع أنحاء العالم للسيطرة على الوباء.
حدد العلماء العديد من ( السلالات ) في الهند, بما في ذلك بعض التي تم إلقاء اللوم عليها في التسبب في إصابات جديدة لدى الأشخاص الذين لديهم بالفعل نسخة سابقة من الفيروس.
لكنهم ما زالوا يدرسون الآثار المترتبة على الصحة العامة.
يفكر الخبراء في ما إذا كانت ( السلالات الجديدة ) قد تؤدي إلى زيادة في الحالات في ولاية كيرالا الجنوبية, والتي أعتبرت سابقا كنموذج يحتذى بها للسيطرة على الفيروس.
ولاية كيرالا الآن تمثل ما يقرب من نصف حالات الإصابة بفيروس كورونا الحالية في الهند.
اقترحت الأبحاث الممولة من الحكومة أن نسخة أكثر عدوى من الفيروس يمكن أن تلعب دورًا, والجهود مستمرة من أجل الكشف عن تسلسله لجيني.
مع عدم وضوح أسباب نجاح الهند, يشعر الخبراء بالقلق من أن الناس سوف يتخلون عن حذرهم.
لقد عادت أجزاء كبيرة من الهند بالفعل إلى الحياة الطبيعية.
في العديد من المدن, الأسواق تنتعش, والطرق مزدحمة والمطاعم شبه ممتلئة.
قال جيشنو داس, الخبير الاقتصادي الصحي بجامعة جورج تاون, والذي يقدم المشورة لولاية غرب البنغال بشأن التعامل مع الوباء
” ربما ليس بعد “
وحذر قائلاً
“لا نعرف ما إذا كان هذا سيعود ( الفيروس ) بعد ثلاثة إلى أربعة أشهر”.