- دراسة جديدة ( قاطعة ) تقول بأن ألامراض التي عانوا منها الجنود المشاركين في حرب الخليج ليس بسبب التعرض لليورانيوم المُستنفذ, ولكن لغاز السارين
ربع مليون من قدامى المحاربين في المملكة المتحدة والولايات المتحدة والدول الحليفة عانوا من مرض طويل الأمد منذ الصراع قبل ثلاثة عقود.
اليورانيوم المُستنفذ أم غاز السارين ؟
تشمل الأعراض الحادة والمزمنة التعب, الصداع, آلام المفاصل, وعسر الهضم, والأرق, والدوخة, وإضطرابات الجهاز التنفسي, ومشاكل الذاكرة, ويعتقد العلماء أنها تبدو مُتجذرة في الضعف العصبي.
أخذ الإختبار في الاعتبار الإنخفاض المتوقع في اليورانيوم المُستنفذ من جسم الانسان بمرور الوقت منذ التعرض المحتمل و لغاية الإختبار, و بإستخدام طريقة إختبار شديدة الحساسية ( التحليل الطيفي ), بالتزامن مع عمليات دراسة النماذج الرياضية الخاصة بالتمثيل الغذائي للجسم.
” أظهرت الدراسات الطبية أنه ( اليورانيوم المُستنفذ ), يمكن أن يتسبب في الإصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية ولعقود من الزمان, كان يُزعم أنه المُسبب الرئيسي في مرض حرب الخليج, الذي يؤثر على حوالي ٢٥٠,٠٠٠ من القوات المتحالفة التي يزيد عددها عن ٧٥٠,٠٠٠ “
طور البروفيسور باريش طريقة للكشف عن اليورانيوم المُستنفذ في البول, حتى بعد التعرض قبل سنوات عديدة واختبر ١٥٤ من قدامى المحاربين الأمريكيين الذين خضعوا للمراقبة جيدًا والذين يعانون من المرض.
وفقًا للدراسة التي أجريت مع الدكتور روبرت هالي, من جامعة
Texas Southwestern Medical Center
في دالاس, ونشرت في مجلة
Nature Scientific Reports
لم يتم العثور على أي أثر لليورانيوم المُستنفذ في العينات التي أعقبت الإختبار, وهو أكثر حساسية ١٠ مرات من الإختبارات السابقة, ولم يتم العثور على أي اختلافات مع مجموعة المراقبة ( مجموعة المراقبة / في ألاختبارات والدراسات واللقاحات, يتم تقسيم العينة المراد دراستها, ألى مجموعتين, مجموعة للدراسة ومجموعة للمقارنة )
” من المهم العثور على أسباب لظروف مثل هذه, حتى لو استغرق الأمر وقتًا طويلاً وقد تكون الأسباب مثيرة للجدل “
قال آندي بايك, رئيس السياسات والأبحاث في الفيلق البريطاني الملكي
” بينما نرحب بالمزيد من الأبحاث التي تساعد على تحسين معرفتنا بالتجارب التي واجهها قدامى المحاربين في حرب الخليج, هناك القليل من الأبحاث المجدية المنشورة في المملكة المتحدة بشأن العلاج الفعال لمن يعانون من أمراض حرب الخليج “
أسم الدراسة
Resolving whether inhalation of depleted uranium contributed
to Gulf War Illness using high‑sensitivity mass spectrometry
تحديد ما إذا كان إستنشاق اليورانيوم المُستنفذ قد ساهم في مرض حرب الخليج, بإستخدام جهاز التحليل الطيفي عالي الحساسية
اليورانيوم المُستنفذ
يتكون اليورانيوم الطبيعي من ( ٠.٧٢ ٪) يورانيوم ( ٢٣٥ ), ( ٩٩.٢٧ ٪ ) يورانيوم ( ٢٣٨ ), والمتبقي يورانيوم ( ٢٣٤ ), ألارقام تشير ( عدد الكتلة ..يختلف عن العدد الذري لليورانيوم وهو ٩٢ )
يتم استخلاص اليورانيوم المُخصب (EU) الذي يحتوي على نسبة عالية من ( يورانيوم ٢٣٥ ) من اليورانيوم الطبيعي, من خلال عمليات ( التخصيب ), مما يُترك المتبقي ( المُستنفذ ) من اليورانيوم بشدة على شكل ٢٣٨ مع زيادة كبيرة في نسبة ( يورانيوم ٢٣٨ / يورانيوم ٢٣٥ ) بحوالي ( ٥,٠٠٨ مرة ).
مقتطفات من الدراسة
٣٠ سنة مرت منذ حرب الخليج ١٩٩١, أستخدمت قوات التحالف ما يقدر بـ ٣٠٠ طن من اليورانيوم المُستنفذ بواسطة الدبابات, المدفعية والطائرات خصوصا على إهداف في محافظة البصرة حيث تم تدمير عدد كبير جدا من الدبابات بإستخدام هذه الذخائر.
في تموز / يوليو ١٩٩١ حدث إنفجار وحريق في مخزن للعتاد ( مخزن عتاد للأسلحة التي تحتوي على اليورانيوم المستنفذ ) في الكويت.
أدت إلى سلسلة من الانفجارات التي تضمنت عدة أطنان من ذخائر اليورانيوم المنضب, مما تسبب في إطلاق المواد الصلبة العالقة في الجو المرتبطة باليورانيوم المُستنفذ, حيث كان العديد من الأفراد مكشوفين لهذا الدخان أثناء الاحتواء والتنظيف, الخسائر في ذلك الوقت ( ٤٠ مليون دولار )
أجريت سلسلة من الدراسات بين عامي ١٩٩٣ و ٢٠٠٩, لتحديد ما إذا كان التعرض لليورانيوم المُستنفذ في حرب الخليج عام ١٩٩١, سبب إمتصاص كميات كبيرة وكافية للكشف عنها في البول بعد سنوات من التعرض له ( الفحص ).
في البداية, قدمت أعداد صغيرة من الجنود الأمريكيين الذين تعرضوا لإنفجارات بنيران صديقة, ثم لاحقًا قدامى المحاربين الأمريكيين الذين أرادوا الخضوع للإختبار, عينات بول للفحص.
حاولت كل الدراسات التعرف على اليورانيوم المُستنفذ بقياس إجمالي اليورانيوم.
بعض, وليس كل, المحاربين القدامى الذين يحملون شظايا اليورانيوم المُستنفذ الموثقة بالأشعة السينية والمحتفظ بها في أجسادهم وُجد لديهم مستويات إجمالية عالية للغاية من اليورانيوم, أعلى بكثير من نسبة ٩٥ في المائة من سكان الولايات المتحدة, وأعلى من قدامى المحاربين الذين تعرضوا للاستنشاق ولكن لاتحتوي أجسامهم على شظايا.
ومع ذلك, في الدراسات الحديثة, حددت القياسات ذات الدقة المنخفضة من قدامى المحاربين ( ٣ ) من أصل ١,٧٠٠ مع نسبة ( يورانيوم ٢٣٨ / يورانيوم ٢٣٥ ), أعلى من النسب الموجودة لدى ( ١٦٦ شخص ) مؤكدة نسب اليورانيوم المُستنفذ في البول لديهم, ولكن ٢ من هؤلاء الثلاثة لديهم إجمالي يورانيوم أقل من النسب الخاصة باليورانيوم المُستنفذ والثالث عن نقطة بداية ظهور وجود اليورانيوم المُستنفذ
في حين أن ٢٩ من المحاربين القدامى الذين لم يكن لديهم دليل على اليورانيوم المُستنفذ, كانوا مع ذلك أعلى من نقطة بداية تسجيل ظهور اليورانيوم الكلي, والمحاربين القدامى الآخرين الذين تذكروا التعرض للإستنشاق كان لديهم مستويات إجمالية لليورانيوم أقل بكثير.
في حين أظهرت هذه الدراسات أن بعض المحاربين القدامى الذين يعانون من شظايا موجودة في أجسامهم يفرزون مستويات عالية جدًا من اليورانيوم المُستنفذ, الطريقة غير دقيقة للغاية فيما يخص التعرض للإستنشاق.
والأهم من ذلك, نظرًا لعدم قياس أي من الدراسات الأعراض المستمرة للمحاربين القدامى أو تطبيق تعريفات حالة ( المرض بسبب حرب الخليج GWI القياسية ) لم تتناول أي دراسة بعد مسألة ما إذا كانت أعراض GWI يمكن أن تكون بسبب التعرض لليورانيوم المُستنفذ.
في هذه الورقة البحثية, نوسع نطاق العمل السابق ليشمل قياس إفراز اليورانيوم المُستنفذ في قدامى المحاربين الأمريكيين مع أو بدون GWI
الذي أبلغ عن معلومات حول التعرضات المحتملة لليورانيوم المُستنفذ.
قمنا بحساب تركيز اليورانيوم المُستنفذ في البول المتوقعة
( كدالة للوقت / يعني تغير التركيز مع الوقت ) منذ التعرض لمستويات معقولة من أوكسيد اليورانيوم المُستنفذ, بسبب أنفجار شهر تموز / يوليو ١٩٩١ في قاعدة عسكرية تضم ذخائر تحتوي على اليورانيوم المُستنفذ
ثم قمنا بعد ذلك بتقييم قدرة الطرق الثلاثة التالية لإكتشاف وجود اليورانيوم المُستنفذ في البول
١ – فحص إجمالي اليورانيوم.
٢- قياس نسبة يورانيوم ٢٣٨ / يورانيوم ٢٣٥, مع
( جهاز القياس الطيفي ) عالي الحساسية (MC-ICP-MS) لـ يورانيوم ( نقي ) كيميائيًا.
( جهاز مشابه )
٣- تحليل المتغيرات
تحليل النسب ( يورانيوم ٢٣٦ / يورانيوم ٢٣٨ ) و ( يورانيوم ٢٣٨ / يورانيوم ٢٣٥ ).
لقد طبقنا هذه الأساليب على عينة مدروسة جيدًا من قدامى المحاربين الأمريكيين الذين تم نشرهم في حرب الخليج وغير المنتشرين في منطقة الخليج.
تم تحديد ( مرض حرب الخليج (GWI)), من خلال تعريفات الحالة القياسية, والتي تعرضت لليورانيوم المُستنفذ, في زمن الحرب
تم التأكد من ذلك من خلال مقابلتهم, والذين قدموا عينات بول ( ٢٤ ساعة ) بعد ١٨-٢٠ سنة من الحرب.
قارنا هذه القيم المُقاسة بتلك التي تم توقع وجودها بعد ١٨-٢٠ سنة من التعرض لمستويات اليورانيوم المُستنفذ
كان الهدف هو توفير أفضل فرصة للعثور على اليورانيوم المُستنفذ, إذا كان التعرض استنشاقًا محتملًا يسبب المرض
النتائج
القيم المستقاة من التعرض السابق لأوكسيد اليورانيوم المُستنفذ
: إن إستنشاق الجزيئات الصغيرة من أوكسيد اليورانيوم المُستنفذ تؤدي الى دخول هذه الجزيئات الى الرئة, تتحلل ببطء وتدخل مجرى الدم, أثناء تبادل ألاوكسجين مع ثاني أوكسيد الكاربون, ومن ثم تخزن في العظام, الكلى وبقية أعضاء الجسم.
خلال هذه المرحلة مثل أي مادة مشعة, تتحلل ببطء مطلقة نشاط أشعاعي.
عملية التحلل هي ( متغير ) أساسي لعملية تحديد والكشف عن بقايا اليورانيوم المُستنفذ في ( البول ), حتى بعد سنين من التعرض.
من أجل التأكد بأن اليورانيوم المُستنفذ قد لعب دورا في ( مرض حرب الخليج ), يجب أولا قياس التركيز لهذا اليورانيوم ( المتوقع ) في عينات ( البول ), كدالة للتعرض لإستنشاق أوكسيد اليورانيوم ( الجرعة ونوع ألاوكسيد الأصلي ), الوقت منذ التعرض ألاولي, وأحتمالية وجود ( اليورانيوم الطبيعي ..موجود في الأغذية ) قبل تقديم عينات البول
بدون هذه القياسات من المستحيل معرفة بأن ( مرض حرب الخليج ) هو نتيجة التعرض لإستنشاق أوكسيد اليورانيوم …أو أن الطرق السابقة للفحص غير دقيقة في تحديد السبب.
بحسب الدراسات المقدمة من وزارة الدفاع ألامريكية, منظمة الصحة العالمية والجمعية الملكية البريطانية , يتم تقسيم وضع ساحة الحرب الى ثلاث مستويات من التعرض لغبار المواد الصلبة لليورانيوم المُستنفذ التي من الممكن أن تحدث
١- مستوى ألاولى ( مرتفع )
٢- المستوى الثاني ( متوسط )
٣- المستوى الثالث ( منخفض )
المستوى المرتفع : يتضمن التعرض المباشر لغبار أوكسيد اليورانيوم المُستنفذ.
المستوى المتوسط : يتضمن التعرض الغير مباشر لغبار أوكسيد اليورانيوم المُستنفذ, مثلا العربات المدمرة بهذه الاسلحة.
المستوى المنخفض : يتضمن التعرض من مسافة بعيدة لأثار غبار الحريق, أو أثار متبقية في منطقة الإنفجار.
الجرعات ( بالمليغرام ) بحسب التعريفات السابقة لمستويات التعرض تم قياسها مع أدلة من دراسات أخرى, من ضمنها دراسات موقعية, وقياسات أثناء عمليات تدمير بإستخدام اليورانيوم المُستنفذ.
أستخدمنا طرق ( النمذجة الرياضية / من الجمعية الملكية البريطانية, منظمة الصحة العالمية و مجلس رقابة اليورانيوم المُستنفذ DUOB )
من أجل تقدير إفراز البول لليورانيوم كدالة لجرعة الإستنشاق
أعتبرنا أن الجرعات المأخوذة لمستويات نموذج الجمعية الملكية البريطانية بعد ١٨ سنة من التعرض للإستنشاق و نسب أحتمالية وجود اليورانيوم الطبيعي قبل قياس عينات البول, من أجل إستنتاج معدل ألافراز الحالي ( بعد ٣٠ سنة ) لأوكسيد اليورانيوم ( UO2 و U3O8 / المسحوق ألاصفر )
نتائج النموذج سمحت لنا بحساب المعدلات الحالية المتوقعة للمتغيرات الثلاثة التالية الأكثر استخدامًا للكشف عن التعرض السابق لليورانيوم المُستنفذ من فحوصات البول:
*إجمالي اليورانيوم
*نسبة يورانيوم ٢٣٨ / يورانيوم ٢٣٥ للنظائر
*نسبة يورانيوم ٢٣٦ / يورانيوم ٢٣٨ الموجودة في الجدول رقم ( ١ )