دراسة جديدة : التخلص من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لن يوقف تغير المناخ
حتى إذا تم تخفيض انبعاثات غازات ألاحتباس الحراري العالمية إلى الصفر بحلول نهاية ٢٠٢٠ ، تشير دراسة جديدة من النرويج إلى أن مناخ الأرض ، بعد انخفاض قصير في درجات الحرارة العالمية, سيستمر في زيادة درجة الحرارة لـعام ٢٥٠٠ على الأقل
بحلول عام ٢٥٠٠ ، تشير عمليات المحاكاة بأستخدام النماذج الرياضية
إلى أن مناخ الأرض سيكون أكثر حرارة بمقدار ٣ درجات مئوية ، في المتوسط ، مما كان عليه في عام ١٨٥٠ – حتى مع التخلص السريع من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وفقًا للنموذج الرياضي، ستكون مستويات سطح البحر أعلى بثمانية أقدام ( ٢.٤٣ متر ), على الأقل
باستخدام بيانات من تقارير ( الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ – اي پي سي سي ) المختلفة
قام الباحثون في ( كلية ألاعمال في النرويج ) بتحليل العلاقة بين خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتغيرات في المناخ العالمي بين عام ١٨٥٠ وحتى الوقت الحاضر
قال المؤلف الرئيسي للدراسة يورغن راندرز
استخدمنا بعد ذلك المجموعة الناتجة من العلاقات ( السبب / النتيجة ) – هيكلية ( السبب / النتيجة ) للنموذج – لحساب التطورات المستقبلية
قال راندرز ، أستاذ إستراتيجية المناخ
كل عملية حساب ، أو كل تنبيء مستقبلي ، مدفوع بمعدل خارجي محدد لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري من صنع الإنسان
على عكس العديد من النماذج المناخية الرائدة ، والتي تتسم بدرجة عالية من التعقيد ، وتتطلب الكثير من الوقت, فإن النموذج الذي طوره راندرز وشركاؤه في البحث سهل نوعًا ما
قال راندرز
نموذجنا بسيط نسبيًا مقارنة بالنماذج المتداولة العامة الكبيرة التي يشيع استخدامها, يتم تشغيله في ثوانٍ على جهاز كمبيوتر محمول
أظهر النموذج أنه إذا بلغت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ذروتها خلال ٢٠٣٠ وتم تخفيضها إلى الصفر بحلول نهاية القرن ٢١٠٠ ، فستكون درجات الحرارة العالمية أكثر بمقدار ٣ درجات مئوية في سنة ٢٥٠٠ عما كانت عليه في عام ١٨٥٠
وسترتفع مستويات سطح البحر بنحو ١٠ أقدام ( حوالي ٣ أمتار )
النتائج ، التي نُشرت يوم الخميس ١٢ تشرين الثاني / نوڤمبر ٢٠٢٠, في مجلة ( نيتشر ), تعكس تلك النتائج التي توصلت إليها الدراسات السابقة ، والتي أظهرت أن بعض المستويات من ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع مستوى سطح البحر قد أصبحت جزء من أنظمة مناخ الأرض
يعتقد مؤلفو البحث
أن الأرض ستستمر في أرتفاع درجة حرارتها ، حتى بعد التخلص من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان
لأن الجليد سيستمر في الذوبان في القرون القادمة ، مما يؤدي إلى إطلاق بخار الماء والميثان وثاني أكسيد الكربون – جميع الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي للأرض
بالإضافة إلى ذلك ، تشير عمليات أستخدام النماذج الرياضية الجديدة إلى
أن فقدان الجليد القطبي سيؤدي إلى انعكاس أقل من طاقة الشمس مرة أخرى في الفضاء
يقول المؤلفون إن النتائج التي توصلوا إليها ليست مبررا للأستسلام
نواصل التأكيد على أن البشرية يمكنها تحسين الوضع بشكل كبير من خلال التخلص التدريجي من استخدام النفط في أسرع وقت ممكن, للحد من ارتفاع درجة الحرارة قبل تسارع الذوبان الذاتي – ومن خلال الاستعداد لإزالة ثاني أكسيد الكربون على نطاق واسع
أقر راندرز بوجود الكثير من أوجه عدم اليقين في نموذج المناخ الخاص بهم ، كما هو الحال في معظم النماذج المناخية
هذا أحد الأسباب التي جعلت هو وزملاؤه يحاولون إبقاء نموذجهم بسيطًا قدر الإمكان ، حتى يتمكن العلماء الآخرون من استخدامه بسهولة في أبحاثهم الخاصة
قال راندرز
لقد نشرنا البحث من أجل جعل بقية العلماء المتخصصين ببناء النماذج الرياضية, يتحققون مما إذا كانت ظاهرة الذوبان الذاتي للتربة الجليدية يمكن ملاحظتها أيضًا في نماذجهم عند تشغيلها, لفترة طويلة بما يكفي في المستقبل
عنوان البحث الخاص بهم
An earth system model shows self-sustained melting of permafrost even if all man-made GHG emissions stop in 2020
يُظهر نموذج رياضي ذوبانًا مستدامًا ذاتيًا للتربة الجليدية حتى لو توقفت جميع انبعاثات غازات ألاحتباس الحراري من صنع الإنسان في عام ٢٠٢٠
ملخص البحث
في الآونة الأخيرة ، كانت هناك تحذيرات من أن بعض النقاط الحرجة تقترب أكثر من أن يتم تجاهلها
نورد في هذا البحث, أنه من خلال أستخدام نموذج رياضي, يظهر أن العالم تجاوز بالفعل نقطة اللاعودة للاحتباس الحراري
نلاحظ ذوبان التربة الجليدية المستدام ذاتيًا لمئات السنين, حتى لو تم أيقاف جميع انبعاثات غازات ألاحتباس الحراري من صنع الإنسان على الفور
نشجع صانعي النماذج الآخرين على استكشاف ما وجدناه, في نماذجهم ( الأكبر ) ، والإبلاغ عن النتائج التي توصلوا إليها
الذوبان للجليد هو نتيجة الارتفاع المستمر في درجة الحرارة العالمية
هذا الارتفاع في درجات الحرارة هو التأثير المشترك لثلاث عمليات فيزيائية
تناقص مساحات البيضاء بسبب ذوبان الغطاء الجليدي في القطب الشمالي
زيادة كميات بخار الماء في الغلاف الجوي مدفوعًا بدرجات حرارة أعلى
التغيرات في تركيز غازات ألاحتباس الحراري في الغلاف الجوي, مدفوعة بامتصاص ثاني أكسيد الكربون في الكتلة الحيوية والمحيطات, وانبعاث الكربون الميثان وثاني أكسيد الكربون من ذوبان التربة الجليدية
هذه العملية المستدامة, على أعتبار عدم وجود المزيد من انبعاثات غازات ألاحتباس الحراري, تم حسابها وفقا لـ مخطط السبب / النتيجة
عملية الذوبان هي عملية فيزيائية محددة سببيًا تتطور بمرور الوقت
يبدأ مع أرتفاع درجة ألحرارة من صنع الإنسان حتى الخمسينيات من القرن الماضي, مما يؤدي إلى زيادة كمية بخار الماء في الغلاف الجوي, بالنتيجة يزيد من درجة الحرارة, سوف يؤدي إلى زيادة إطلاق الكربون من ذوبان التربة الجليدية ، وفي الوقت نفسه انخفاض في بياض السطح
لوقف هذه العملية المستدامة ، يجب التخلص من كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي
المصدر / يو پي اي + مجلة نيتشر
١٢ تشرين الثاني / نوڤمبر ٢٠٢٠
