نفط، غاز، معادن وطاقة

مستقبل أمن الطاقة العالمية لعقود قادمة يعتمد على شركات النفط الوطنية

تمتلك سبع شركات نفط وطنية (NOCs) النصيب الأكبر من موارد النفط والغاز المكتشفة المتبقية، بحسب تقرير لوود مكنزي Wood Mackenzie، وهي مجموعة تحليل موارد الطاقة العالمية.

بعد غزو روسيا على أوكرانيا، تتغير توقعات العرض والطلب وأسعار النفط والغاز بإستمرار، مما يؤدي إلى إعادة تقييم تدفقات النفط والغاز العالمية، لتعزيز أمن الطاقة.

أشار تقرير شركة تحليل الطاقة ( وود مكنزي Wood Mackenzie )، إلى أن شركات النفط الوطنية ( الشركات تحت سيطرة الدولة الكاملة )، أكتشفت ٤١ ٪ من الموارد التقليدية للنفط والغاز المضافة العالمية منذ عام ٢٠١١.

حصة هذه الشركات آخذة في الإرتفاع منذ عام ٢٠١٨، على الرغم من أن طرق الإستكشاف الخاصة بها، مع إزدياد وتيرة التحول في مجال الطاقة، هي كذلك تتطور بسبب هذا التأثير.

تمتلك سبع شركات نفط وطنية حكومية، وهي :-

  • قطر للطاقة QatarEnergy
  • أرامكو السعودية Saudi Aramco
  • شركة النفط الوطنية الحكومية الفنزويلية PDVSA
  • شركة النفط الوطنية الإيرانية NIOC
  • شركة الغاز الوطنية الروسية – غازبروم Gazprom
  • شركة النفط الوطنية – أبو ظبي – الإمارات – ادنوك ADNOC
  • شركة النفط الوطنية الروسية – روسنفت Rosneft.

أكثر من نصف الموارد العالمية للطاقة المتبقية.

يمكن لشركات النفط الوطنية العملاقة هذه الإستمرار في الإنتاج بمعدلاتها الحالية لمدة ( ٤٠ – ٦٠ سنة ) من الموارد الحالية، وإن هذا يمكن أن يستمر لفترة أطول، إذا قامت هذه الشركات بتحويل بعض المصادر الأخرى ( التي تعتبر موجودة بكميات كبيرة لكن غير مطورة بشكل جيد بسبب عدم وجود التقنية المناسبة، كلف الإستخراج كبيرة ) إلى نشاط تجاري.

شركة وود مكنزي تؤكد، إن الكميات الجديدة المُكتشفة من قبل شركات النفط الوطنية ( التي تستورد النفط والغاز ) يتم تسويقها بسرعة.

شركات النفط الوطنية تساهم بإستمرار بأكثر من ثلث الموارد المُكتشفة حديثًا في العالم، وإن هذه النسبة قد وصلت إلى أكثر من ٥٠ ٪ في بعض السنوات القليلة الماضية.

دور الإستكشاف ( البحث عن مصادر النفط والغاز ) بالنسبة لأولئك الذين لديهم موارد وفيرة يختلف عند مقارنته مع البلدان المستوردة للنفط والغاز.

بحسب تقييم شركة وود مكنزي لتحليل مصادر الطاقة، يحتاج مستوردو النفط والغاز إلى شراء موارد جديدة بسرعة لتلبية متطلبات أمن الطاقة.

على الرغم من أنه من المتوقع أن تتجاوز شركات النفط الوطنية المصدرة للنفط والغاز العملاقة بالمقارنة مع ( شركات النفط الوطنية في البلدان التي تستورد النفط والغاز ) من حيث توقعات الإنتاج من الإستكشافات الخاصة بها، إلا أن كميات جديدة أكتشفتها شركات النفط الوطنية في البلدان المستوردة للنفط والغاز- النفط مثلاً في غيانا، الغاز مثلاً في تركيا، تستمر بالزيادة.

هنالك فرق كبير بين شركات النفط الوطنية التي لديها مصادر وفيرة، مع تلك التي لديها نسبة قليلة، من حيث النسبة المئوية من إجمالي الإنتاج.

سيساهم الإنتاج الجديد القادم من الإكتشافات في العقد الماضي بنسبة ٤ ٪ من الإنتاج المستقبلي لشركات النفط الوطنية المصدرة على الأكثر.

بحسب تقديرات شركة وود مكنزي، خلال عشر سنوات قادمة، مقابل كل ( خمسة براميل تنتجها شركات النفط الوطنية المستوردة للنفط والغاز والتي لديها موارد قليلة ) ، فقط ( برميل واحد ) منها نتيجة عمليات الإستكشاف التي تمت في السنوات العشر الماضية.

الكثير من الموارد الجديدة لشركات النفط الوطنية ( التي تستورد النفط والغاز ) لا تزال ( غير مطورة ) حيث أكتشفت هذه الشركات أكثر من ١٠٠ مليار مكافيء من النفط (boe) منذ عام ٢٠١١، وهو ضعف حصيلة شركات النفط الكبرى.

أداء الشركات الوطنية الكبرى أفضل بكثير من حيث النشاط التجاري، حيث أن حوالي ( ثلثي الأحجام ) التي أكتشفتها شركات النفط الكبرى تعتبر موارد قابلة للإستخراج.

من ناحية أخرى، لا يزال حوالي ( ثلثي الأحجام ) المُكتشفة لشركات النفط الوطنية (NOCs) التي تعمل في مجال الإستكشاف الحالي ( غير مطور بشكل كبير ).

تقول شركة وود مكنزي Wood Mackenzie، إن هنالك تناقض كبير آخر، هو إن أكثر من ٧٥ ٪ من إكتشافات شركات النفط الكبرى موجودة في المياه العميقة Offshore Deep Water، بينما بالنسبة لشركات النفط الوطنية الأخرى ( فهي حوالي الثلث فقط ).

دفعت الأشهر الماضية بعض عمليات إعادة النظر الجادة في الأولويات في العواصم الأوروبية وفي الولايات المتحدة، لقد تحول ( كلاهما ) من خصوم أقوياء للنفط والغاز إلى مدافعين حذرين، حيث تَغلب أمن الطاقة على مخاوف الإنبعاثات لغاز ثاني أوكسيد الكاربون المسبب للإحتباس الحراري، لأول مرة منذ سنوات.

تعتقد الحكومات الأوربية والولايات المتحدة، وهما من أكبر مُستهلكي النفط والغاز على مستوى العالم، أن إعادة التركيز على أمن الطاقة لن يكون سوى أمر قصير المدى.

حيث سيكون النفط والغاز ضروريين فقط لبضع سنوات أخرى، بحسب منطقهم، حتى تقوم هذه البلدان ببناء ما يكفي من مصادر الطاقة من الرياح، الطاقة الشمسية و الفحم.

لكن الدول الأوربية في حال من التسابق لشراء كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة وغيرها، تشير إلى، الإعتراف بأن النفط والغاز قد يظلان ضروريين للغاية ليس لسنوات ولكن لعقود قادمة.

هنالك ( سبع شركات نفط وطنية فقط ) يمكنها الإستمرار في إمداد هذا النفط و الغاز لعقود قادمة، دون ضغوط التنظيم الحكومي ( أو ناشطي البيئة )، الذي تعرضت له شركات النفط الكبرى في السنوات الأخيرة.

المصدر
المصدر
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
إغلاق

أنت تستخدم مانع ألاعلانات

شكرا جزيلا لزيارة موقعنا - أنت تستخدم مانع ألاعلانات ٠ الرجاء قم بتعطيل مانع ألاعلانات حتى تتمكن من تصفح الموقع