الإستخبارات و التجسس

ألمانيا تقف بوجه دعوات جمهورية التشيك للحد من تنقل الجواسيس الروس في الإتحاد الأوربي

جمهورية التشيك أقترحت إنهاء حرية التنقل للروس

كشفت صحيفة التلغراف البريطانية أن ألمانيا تمنع فرض قيود أكثر صرامة على الجواسيس الروس في جميع أنحاء أوروبا.

أقترحت جمهورية التشيك إنهاء حرية الحركة للدبلوماسيين الروس وعائلاتهم ضمن حدود البلدان الأوربية الموقعة على منطقة شنغن التابعة للاتحاد الأوروبي، وسط سلسلة من الهجمات داخل هذه الدول مستوحاة من توجيهات من قبل الحكومة الروسية.

يُزعم أن المستودعات التي تحتوي على مساعدات متوجهة إلى أوكرانيا، و مصانع الأسلحة التي تزودها بالمعدات العسكرية، و البنية التحتية للسكك الحديدية المتجهة شرقًا (بإتجاه أوكرانيا)، كانت كلها هدفًا للحرب المتُصاعدة التي تشنها روسيا على البلدان الأوربية الحليفة لأوكرانيا.

غالبًا ما تنشر الحكومة الروسية، ضباط الإستخبارات في أوروبا، تحت ستار البعثات الدبلوماسية.

كتب يان ليباسفسكي Jan Lipasvsky، وزير الخارجية التشيكي، في رسالة حديثة إلى ممثل السياسة الخارجية للإتحاد الأوربي، جوزيف بوريل Josep Borrell:-

“أن منطقة التنقل الحر في الإتحاد الأوروبي، و التي تمتد عبر ٢٩ دولة، تساهم في تسهيل الأنشطة الخبيثة في جميع أنحاء الكتلة

حث وزير الخارجية التشيكي، بدعم من ثمانية وزراء خارجية في الإتحاد الأوروبي، على تقييد حركة الدبلوماسيين الروس، و أفراد أسرهم على أراضي دولة التي تم يتواجدون فيها فقط، و هذا الإجراء سيساهم في التضييق بشكل كبير المساحة التشغيلية للعملاء الروس.

قال مسؤول السياسة الخارجية في الإتحاد الأوربي، جوزيب بوريل:-

إن رسالة الوزراء، كانت علامة على الدعم المتزايد للإستجابة الجماعية.

لكن، جوزيب بوريل، حذر من وجود “آراء متباينة بشأن القيود المُقترحة“، ضمن رده الرسمي للوزراء، و الذي أطلعت عليه صحيفة التلغراف البريطانية.

كشف دبلوماسيون أوروبيون تحدثوا إلى صحيفة التلغراف البريطانية، و وكذلك مذكرات دبلوماسية أطلعت عليها الصحيفة، أن ألمانيا تشكل عائقًا رئيسيًا أمام الحملة المُقترحة.

وقد أثار ذلك المزاعم، بأن الحكومة الألمانية، تحاول تعزيز العلاقات مع روسيا، على الرغم من الوعود بإنهاء إعتمادها على إمدادات الطاقة الروسية الرخيصة، في السابق.

قال دبلوماسي لصحيفة تلغراف البريطانية:-

“إن ألمانيا لديها نهج العودة إلى العمل كالمعتاد مع روسيا، و يعتقدون أن هذا تصعيد”.

زعمت الحكومة الألمانية، رسميًا، أن التَحرك لحرمان دبلوماسي روسيا من حقوق الحركة الحُرة، داخل حدود الدول الأوربية، من شأنه أن يؤدي إلى أعمال إنتقامية مُماثلة.

و وفقًا لمذكرة دبلوماسية أطلعت عليها صحيفة التلغراف، أعرب المسؤولون الألمان عن “مخاوفهم من رد فعل روسي قوي” في محادثات مع نظرائهم الأوروبيين.

و تخشى ألمانيا، أن يتعطل “حضورها القوي” في روسيا، إذا فرضت حظرا على حركة الدبلوماسيين الروس.

حيث يوجد ٣٥٠ دبلوماسي ألماني في روسيا، بين مبانيها الدبلوماسية في العاصمة موسكو و مدينة سان بطرسبرغ الروسية.

بينما أغلقت الحكومة الألمانية، قنصلياتها في كل من ( يكاترينبورغ Yekaterinburg، نوفوسيبيرسك Novosibirsk و كالينينغراد Kaliningrad) بعد أكثر من عام من غزو روسيا لأوكرانيا.

قال دبلوماسيون، للصحيفة البريطانية، إن إيطاليا، وهي عضو في مجموعة الدول السبع، ظهرت كعقبة آخرى بسبب العدد الكبير من الإيطاليين الذين يعيشون في روسيا.

حيث قالت الحكومة الإيطالية، إنها لن تكون قادرة على تقديم خدمات قُنصلية في جميع أنحاء روسيا، إذا ردت الحكومة الروسية من خلال حظر متبادل على التحركات الدبلوماسية.

وكذلك أعربت الحكومة الإيطالية، عن دعمها للحفاظ على “القنوات الدبلوماسية المفتوحة” مع روسيا، حيث توجد تكتيكات أخرى لمحاربة عملاء المخابرات الروسية.

و تقدر الحكومة التشيكية، أن هناك أكثر من ٢,٠٠٠ روسي يعيشون بجوازات سفر دبلوماسية، بما في ذلك أفراد الأسرة والمسؤولون.

قال دبلوماسي من جمهورية التشيك:-

“ليس سرا أن هناك العديد من العملاء يختبئون تحت غطاء دبلوماسي، و نحن لا نريد أن نجعل ممارسة نشاطهم التجسسي سهلاً”

تريد الحكومة التشيكية، كذلك، حظر دخول الروس الذين يحملون جوازات سفر غير بيومترية Biometeric، إلى الإتحاد الأوروبي، وهو حظر ساري بالفعل في جمهورية التشيك.

دخل العملاء (رسلان بوشيروف Ruslan Boshirov وألكسندر بتروف Alexander Petrov)، وهما ضابطا الإستخبارات الروسيان اللذان قيل إنهما مسؤولان عن تسميم سيرغي سكريبال Sergei Skripal في سالزبوري Salisbury، بريطانيا، بجوازات سفر مزورة.

تم استخدام وثائق مزورة مماثلة من قبل الجواسيس الروس وراء هجوم مميت عام ٢٠١٤، على مستودع في فيربتيس Vrbětice، وهي قرية صغيرة في جنوب شرق جمهورية التشيك، في محاولة مبكرة لإحباط الإمدادات إلى أوكرانيا.

على الرغم من بريطانيا، ليست عضوًا في منطقة شنغن، التابعة للإتحاد الأوروبي، إلا أن صحيفة التلغراف، تقول، بأن بريطانيا تدعم الإقتراح التشيكي.

في وقت سابق من هذا العام، طردت بريطانيا، الملحق العسكري الروسي، وهو مُسجل كدبلوماسي، ردًا على إرتفاع النشاط الروسي “الخبيث” في جميع أنحاء بريطانيا، و أوروبا.

كما ألغى جيمس كليفرلي James Cleverly، وزير الداخلية البريطاني، في حكومة المحافظين، آنذاك، الوضع الدبلوماسي للعديد من الممتلكات المملوكة لروسيا، و التي كانت تستخدم كقواعد تجسس.

كما حددت بريطانيا الوقت الذي يُسمح للدبلوماسيين الروس بالبقاء فيه في البلاد.

و قال مُتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية:-

“إن منطقة شنغن بدون ضوابط حدودية منهجية هي واحدة من أهم الإنجازات في أوروبا، حيث يتمتع الناس بحرية التنقل داخل منطقة شنغن – وهذا ينطبق أيضًا على الدبلوماسيين،

لقد أخذت وزارة الخارجية الألمانية علماً بالرسالة الواردة من العديد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بشأن القيود المفروضة على تحركات الدبلوماسيين الروس داخل منطقة شنغن،

و نحن نجري حاليًا محادثات مفتوحة، و غير مُتحيزة مع شركائنا في الإتحاد الأوروبي بشأن هذه المسألة.”

المصدر
المصدر
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
error: الشكر الجزيل لكم لزيارة موقعنا, أستمتعوا بقراءة الأخبار
إغلاق

أنت تستخدم مانع ألاعلانات

شكرا جزيلا لزيارة موقعنا - أنت تستخدم مانع ألاعلانات ٠ الرجاء قم بتعطيل مانع ألاعلانات حتى تتمكن من تصفح الموقع