بسبب عدم ألالتزام بالمعايير العالمية, سلطة سوق الذهب تهدد بوضع الإمارات ومراكز أخرى على القائمة السوداء
أظهرت رسالة اطلعت عليها رويترز أن هيئة سوق الذهب الأكثر نفوذا في العالم تهدد بوقف دخول السبائك من دول من بينها الإمارات العربية المتحدة إلى السوق الرئيسية إذا فشلت في تلبية المعايير التنظيمية
في الرسالة المؤرخة في ٦ تشرين الثاني / نوڤمبر ٢٠٢٠ والموجهة إلى البلدان ذات الأسواق الكبيرة للذهب ، وضعت جمعية سوق السبائك في لندن
المعايير التي يجب أن تفي بها بشأن قضايا مثل غسيل الأموال ومكان الحصول على الذهب …. أو إدراجها في القائمة السوداء
هي المرة الأولى التي يثير فيها سوق أو سلطة حكومية تحاول معالجة الإنتاج غير القانوني أو غير الأخلاقي للذهب وتداوله احتمالية قطع صناعة السبائك في مركز مالي رئيسي
هدفنا هو العمل بشكل مشترك مع هذه الأسواق الرئيسية للنهوض بالمعايير العالمية ، وليس الانسحاب منها
وقالت روث كروويل الرئيس التنفيذي لـجمعية سوق السبائك في لندن, لرويترز ردا على سؤال حول الرسالة
مع ذلك, نحن ملتزمون أيضًا بالعمل إذا لم يكن هناك تحسن ذي مغزى وفعال
لم يستهدف الخطاب الموجه أي مركز على وجه الخصوص ، لكن أربعة أشخاص شاركوا في صياغته قالوا لرويترز إن صناعة الذهب في دبي بالإمارات العربية المتحدة هي المحور الرئيسي
الرسالة موجهة إلى الصين, هونغ كونغ, الهند, اليابان, روسيا, سنغافورة, جنوب أفريقيا, سويسرا, تركيا, الإمارات العربية المتحدة, المملكة المتحدة, والولايات المتحدة وكلها حُددت كمراكز ذهب رئيسية
وقال أحد المصادر
الموضوع يخص مراكز السبائك بأكملها بسبب قضايا خطيرة في دبي, ما لم تلتزم بالمعايير المطلوبة بحلول أوائل العام المقبل فلا يمكن السماح بدخول الذهب من دبي
تعد جمعية سوق السبائك في لندن
عبارة عن مجموعة تجارية وليست وكالة حكومية ولكنها تمتلك نفوذًا على السوق لأن البنوك الدولية الكبيرة التي تهيمن على تجارة الذهب عادةً ما تتعامل فقط مع المعادن من المصافي التي تعتمدها الرابطة
الأولوية الحاسمة
الإمارات العربية المتحدة هي واحدة من أكبر مراكز الذهب في العالم وتصدر سبائك بمليارات الدولارات إلى المصافي المعتمدة من قبل الرابطة المذكورة كل عام
مجموعة العمل المالي – فاتف, وهي مراقب حكومي دولي لمكافحة غسيل الأموال ، انتقدت ضوابطها ( ألامارات ) ، كما فعلت المنظمات غير الحكومية
ووجد تحقيق أجرته رويترز العام الماضي أن ذهبًا بقيمة مليارات الدولارات تم تهريبه إلى دبي من إفريقيا ، ومعظمه يتم تعدينه بواسطة عمال حرفيين يعملون غالبًا في ظروف صعبة, بمجرد وصول الذهب إلى الإمارات العربية المتحدة ، يمكنه بعد ذلك دخول السوق العالمية
غسيل ألاموال أمر شائع أيضًا في الإمارات العربية المتحدة ، وقالت مجموعة العمل المالي في نيسان / أبريل, إن الدولة ( ألامارات ) لا تفعل ما يكفي لمنع غسل الأموال
وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بدولة الخليج ردا على أسئلة من رويترز
الإمارات ستنظر بالتأكيد في الأسئلة والمخاوف التي أثارتها جمعية سوق السبائك في لندن بمجرد استلامها الرسالة
وقالت
إن دولة الإمارات العربية المتحدة تدرك أهمية صناعة السبائك لديها وتطوير آليات قوية بشكل متزايد لمواجهة التحديات الناجمة عن الجرائم المالية
وشددت الدولة الخليجية اللوائح المالية في محاولة للتغلب على تصور بين بعض المستثمرين الأجانب بأنها مركز شائع للأموال غير المشروعة
وأقرت قانونا لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في ٢٠١٨ وعملت مع حليفتها الولايات المتحدة لمعاقبة الجماعات الإسلامية المتشددة
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية
إن تعزيز إطارها التنظيمي يمثل أولوية وطنية حاسمة
رفض مركز دبي للسلع المتعددة, وهو هيئة حكومية تضع معايير لصناعة الذهب وتعتمد بعض المصافي, التعليق
الأهداف الاستراتيجية
وقالت جمعية سوق السبائك في لندن
إن البلدان التي أرسلت الرسالة إليها قد تم اختيارها لأنها تعالج كميات كبيرة من الذهب المعاد تدويره ، وهو خطر خاص لغسيل الأموال لأن أصل سبائك الذهب والمجوهرات الخردة قد يكون من السهل إخفاءه
تنص الرسالة على أن الأهداف الإستراتيجية لـجمعية سوق السبائك في لندن
هي ضمان التوريد المسؤول للذهب المعاد تدويره ، ووضع حد لغسيل ألاموال ودعم عمال المناجم الحرفيين والتجار الصغار
تطلب من المستفيدين إعلان دعمهم لمعايير جمعية سوق السبائك في لندن بحلول ١١ كانون أول / ديسمبر ومشاركة خطة العمل لتنفيذها بحلول نهاية كانون الثاني / يناير, أذا كانوا غير ملتزمين بتلك المعايير
وجاء في الرسالة
أن عدم التعاون أو عدم الرغبة في الالتزام علنًا بهذه المعايير ومشاركة الجدول الزمني المقترح مع جمعية سوق السبائك في لندن
سيعني أننا لا نسمح للمستفيدين من سوق الذهب بعد الآن بألاستفادة من المواد التي صدرت من مركز السبائك الدولي أو مرت عبره
وفرضت الحكومات والأمم المتحدة في السابق عقوبات على دول مثل فنزويلا أو على أفراد وشركات في دول من بينها جمهورية الكونغو الديمقراطية ، حيث تم استخدام الذهب في تمويل الصراعات
الإمارات العربية المتحدة لديها أكثر من ١٠ مصانع تنقية الذهب, لم يتم اعتماد أي منها من قبل جمعية سوق السبائك في لندن
ومعظمها يفتقر إلى أي اعتماد لسياسات مصادر الذهب
ومع ذلك ، تظهر أرقام جمعية سوق السبائك في لندن
أن المصافي التي تصادق عليها ، بشكل رئيسي في سويسرا ، استوردت ٢١٢ طنًا من الذهب من ألامارات في ٢٠١٨ ، وهو آخر عام توفرت عنه بيانات
بالأسعار الحالية ، سيكون الذهب المستورد بقيمة ١٣ مليار دولار
تقول شركات التكرير التي تأخذ السبائك من الإمارات إنها تفحص مورديها بعناية وأن العديد من شركات دبي تدار بشكل أخلاقي
ومع ذلك ، تتجنب بعض المصافي الأخرى التعامل مع أي مادة من ألامارات
وقالت ساشا لزنيف ، نائبة مدير السياسة في مؤسسة ( سينتري ) ، وهي منظمة غير حكومية نشرت تقريرًا عن صناعة الذهب في دبي يوم الثلاثاء
هذه المبادرة لها نفوذ يمكن أن تؤثر بشكل هادف على تجار الذهب مثيروا النزاعات ومصافي التنقية
المصدر / وكالة رويترز ١٢ تشرين الثاني / نوڤمبر ٢٠٢٠
