مابين ( روسيا، أوكرانيا والإتحاد الأوربي ) إنتخابات المجر ٢٠٢٢
تتجه الإحتمالات إلى حد ما لصالح رئيس الوزراء المجري القومي – ڤيكتور أوربان، أحد أقدم زعماء أوروبا، الذي ربما يمدد فترة حكمه التي أستمرت ١٢ عامًا في الإنتخابات الحالية، بمساعدة سيطرة حكومته الصارمة على وسائل الإعلام الحكومية.
قلبت الحرب في أوكرانيا خطط رئيس الوزراء المجري ڤيكتور أوربان وأجبرته على مناورات غير مريحة في الداخل، بعد أكثر من عقد من العلاقات الوثيقة مع روسيا، كما غيرت الحديث السياسي في المجر في المرحلة الأخيرة من الإقتراع.
تحالف المعارضة المكون من ستة أحزاب الآن على مسافة قريبة من حزب ( فيدسزFidesz ) بزعامة ڤيكتور أوربان في إستطلاعات الرأي.
وفقًا لآخر إستطلاع أجرته شركة ( Zavecz Research )، يتقدم حزب Fidesz بنسبة ٣٩ ٪ مقابل ٣٦ ٪ للمعارضة، في حين أن خُمس الناخبين لم يقرروا بعد.
صَوّر زعيم المعارضة، المحافظ، بيتر ماركي زاي Peter Marki-Zay ، البالغ من العمر ٤٩ عامًا، الإنتخابات على أنها إختيار للشعب الهنغاري بين الشرق ( روسيا ) والغرب.
يقول بإن ( ڤيكتور أوربان حول المجر بإتجاه روسيا، مما أدى إلى تآكل الحقوق الديمقراطية وتوجيه الدولة بعيدًا عن الإتحاد الأوروبي حيث تنتمي ).
بعض اللوحات الإعلانية للمعارضة تعرض صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء ڤيكتور أوربان، كتب عليها ( ” هل تريدون بوتين مجري أم أوروبا ؟” ).
بينما رئيس الوزراء المجري – ڤيكتور أوربان صوّر نفسه بأنه مدافع عن المصالح المجرية، برفضه طلب الإتحاد الأوروبي بالتخلي عن النفط والغاز الروسيين.
كما أتهم ( معارضيه ) بمحاولة جر المجر إلى حرب أوكرانيا، وهي تهمة ينفونها.
كتب رئيس الوزراء المجري ڤيكتور أوربان على صفحته على فيسبوك، يوم الجمعة :-
” لقد وَقع اليسار إتفاقية مع الأوكرانيين، إذا فازوا، ستبدأ شحنات الأسلحة بالوصول لأوكرانيا، وسوف يحظرون إستيراد الغاز ( ** الروسي ) ويدمرون الإقتصاد “.
لم يستخدم رئيس الوزراء المجري ڤيكتور أوربان ( حق النقض )، ضد أي عقوبات من جانب الإتحاد الأوروبي ضد روسيا، رغم أنه قال إنه لا يتفق معها.
كما سمحت حكومتهِ بنشر قوات الناتو في المجر، حيث بلغ الدعم العام لعضوية الناتو ٨٠ ٪ في إستطلاع ( GLOBSEC ) لعام ٢٠٢١.
أيد رئيس الوزراء ڤيكتور أوربان قرار الإتحاد الأوروبي إرسال أسلحة إلى أوكرانيا لكنه حظر شحنات الأسلحة من الأراضي المجرية، قائلا:-
” إن مثل هذه الخطوة قد تشكل خطرا أمنيا “
ساعدت هذه المناورات في ترسيخ دعمه بين ناخبي الحزب الأساسيين.
أثار إنتقادات من بعض الحلفاء، بما في ذلك بولندا، التي قال زعيم الحزب الحاكم، ياروسلاف كاتشينسكي Jaroslaw Kaczynski :-
” غير سعيد بموقف أوربان الحذر تجاه روسيا “
” إذا سألتني ما إذا كنت سعيدًا، فجوابي … لا، لكنني سأنتظر الإنتخابات، سنرى ما بعد الإنتخابات “.
قال لازلو كورونا Laszlo Korona، رياضي مشهور، المعجب برئيس الوزراء ڤيكتور أوربان منذ فترة طويلة، إن دعمه لم يتزعزع عندما سئل عن تفضيله في التصويت في العاصمة المجرية بودابست.
قال مُستذكراً خطاب ڤيكتور أوربان الشهير في ذلك الوقت: –
” لقد أحببته حقًا عندما وقف أمام أكثر من ١٠٠,٠٠٠ شخص وطلب من الروس العودة إلى ديارهم ( ** كان ذلك في عام ١٩٨٩)”.
” علينا تنحية السياسة جانبا من أجل الحصول على الطاقة، هذا ما يفعله أوربان الآن، لكنه ليس خيانة “.
سوف تفتح صناديق الإقتراع أبوابها في الساعة ٤:٠٠ صباحا بتوقيت غرينتش اليوم الاحد، وتغلق في الساعة ١٧:٠٠ مساءاً بتوقيت غرينتش.
على الرغم من حرب أوكرانيا تحتل موقع الصدارة، يشعر العديد من المجريين بالإنزعاج من إرتفاع أسعار المستهلكين، مع إرتفاع التضخم إلى أعلى مستوى في ١٥ عامًا عند ٨.٣ ٪ في شباط / فبراير ٢٠٢٢، حتى مع فرض رئيس الوزراء ڤيكتور أوربان حدودًا قصوى على أسعار الوقود بالتجزئة والمواد الغذائية الأساسية ومعدلات الرهن العقاري.
قال مركز الأبحاث ( Global Knowledge Initiative – GKI ) :-
” إن مسح ثقة المستهلك أظهر إنخفاضًا بمقدار ١١ نقطة في أذار / مارس حتى بعد فورة الإنفاق قبل الإنتخابات في أوربان لدعم الأسر “
أستغل السخط الشعبي تحالف المعارضة، الذي يضم أحزاب ( الإئتلاف الديمقراطي اليساري leftist Democratic Coalition وحزب العزم الليبرالي liberal Momentum وحزب جوبيك Jobbik اليميني المتطرف الذي تحول إلى مُعتدل )، منتقدين ما وصفوه بالفساد المنهجي الذي أثرى القلة المقربة من حزب فيدسز ( وهو الحزب الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء ڤيكتور أوربان ).
قالت أناماريا فارناي Annamaria Varnai، مؤيدة للمعارضة في العاصمة بودابست :-
” لا يمكنني التحمل … أنهم فككوا الديمقراطية و لقد سرقوا بلدنا منا، وسرقوا ثروة بلدنا وحوّلوها إلى ملكية خاصة “.
من المرجح أن تسجل أحزاب المعارضة نصراً كاسحا بناء على إستطلاع أجرته شركة Median هذا الأسبوع.
بعد سنوات من الإشتباكات مع الإتحاد الأوربي حول الحريات الإعلامية وسيادة القانون والهجرة، يعتمد جزء من حملة أوربان الحالية على الدفاع عن قيم الأسرة المسيحية المحافظة.
Orban seeks a fourth straight term in office, a coalition of opposition parties are framing the election as a referendum on Hungary’s future in the West. (AP Photo/Petr David Josek)
قال رئيس الوزراء ڤيكتور أوربان، وهو يدلي بصوته في العاصمة بودابست ، للصحفيين، إنه يتوقع ( نصرًا كبيراً )، وصَوّر الإقتراع على أنه خيار بين ( السلام أو الحرب )، متهمًا خصومه مرة أخرى بمحاولة جر المجر إلى الصراع الأوكراني.
عندما سُئل مرارًا وتكرارًا عن علاقاته الوثيقة مع روسيا والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال أوربان:
” أنا أؤيد على أساس المصالح القومية المجرية، أنا مؤيد للهنغاريين “
*** بعد نتائج الإنتخابات الأولية ***
حقق رئيس الوزراء المجري – فيكتور أوربان فوزًا ساحقًا رابعًا على التوالي في إنتخابات يوم الأحد، حيث أيد الناخبون طموحه بدولة محافظة ” غير ليبرالية “، وتجاهلوا المخاوف بشأن العلاقات الوثيقة بين المجر وروسيا.
شن حملة ناجحة لإقناع الناخبين الأساسيين في حزبه ( فيدسز ) بأن تحالف المعارضة المكون من ستة أحزاب بقيادة بيتر ماركي زاي الذي يعد بإصلاح العلاقات مع الإتحاد الأوروبي قد يقود البلاد إلى الحرب.
قال رئيس الوزراء المجري بعد تحقيقه الفوز في الإنتخابات:-
” لقد أحرزنا نصراً كبيراً بحيث يمكن رؤيته حتى من القمر، كذلك تراه بروكسل، لقد دافعنا عن سيادة المجر وحريتها “.
أظهرت النتائج الأولية مع فرز حوالي ٩٨ ٪ من أصوات القائمة الحزبية الوطنية، أن حزب فيدسز الذي يتزعمه يتقدم بنسبة ٥٣.١ ٪ من الأصوات مقابل ٣٥ ٪ لتحالف ماركي زي المعارض.
كما فاز حزب فيدسز بـ ٨٨ مقعد من أصل ١٠٦ دائرة إنتخابية.
إستنادًا إلى النتائج الأولية، قال مكتب الإنتخابات الوطني:-
| إن فيدسز سيحصل على ١٣٥ مقعدًا، بأغلبية الثلثين، وسيحصل تحالف المعارضة على ٥٦ مقعدًا، كما وصل حزب يميني متطرف – وطننا Our Homeland إلى البرلمان، وفاز بسبعة مقاعد |
شجع فوزه المريح في أجندته السياسية التي يقول النقاد إنها ترقى إلى تقويض الأعراف الديمقراطية وحرية الإعلام وحقوق الأقليات.
قال ماركي زي، في معرض إعترافه بالهزيمة:-
” إن فوز حزب فيدسز كان بسبب ما وصفه بآلة الدعاية الضخمة، بما في ذلك الهيمنة الإعلامية “
” لا أريد إخفاء خيبة أملي، حزني … كنا نعلم أن هذا سيكون ملعبًا غير متكافئ“.
” نعترف بأن حزب فيدسز حصل على أغلبية كبيرة من الأصوات، لكننا ما زلنا نختلف فيما إذا كانت هذه الإنتخابات ديمقراطية وحرة “
أرسلت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) بعثة مراقبة الإنتخابات على نطاق واسع، وهي ثاني جهد من هذا القبيل في دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.
يقول النقاد إن رئيس الوزراء ڤيكتور أوربان سعى إلى ترسيخ حكم الحزب الواحد من خلال إصلاح الدستور، والسيطرة على غالبية وسائل الإعلام وإعادة تنظيم قواعد الإنتخابات، بالإضافة إلى تعيين الموالين له في المناصب الحكومية الرئيسية ومكافأة رجال الأعمال المقربين من حزب فيدسز بعقود حكومية مربحة.
مع ذلك، فإنه يحظى بتأييد العديد من الناخبين الأكبر سنًا والفقراء في المناطق الريفية الذين يتبنون قيمه المسيحية التقليدية ومع العائلات التي تستفيد من مجموعة من الإعفاءات الضريبية وسقوف أسعار الوقود وبعض المواد الغذائية.
يقول منتقدون، إن التصور العام للحرب تأثر بوسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة والتي ضاعفت من الإتهامات التي يطلقها رئيس الوزراء ڤيكتور أوربان، بأن الحكومة التي تقودها المعارضة ستدعم فرض عقوبات على الغاز الروسي وتعرض المجر للخطر بشحن أسلحة إلى أوكرانيا.
في خطاب النصر، أنتقد رئيس الوزراء ڤيكتور أوربان ( بيروقراطيي بروكسل والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي )، واصفا إياهم ” بالمعارضين “.
أنتقد الرئيس الأوكراني، مرارًا وتكرارًا، حظر رئيس الوزراء المجري ڤيكتور أوربان على نقل الأسلحة إلى أوكرانيا.
قال في خطاب النصر:-
” لم يكن لدينا قط مثل هذا العدد من المعارضين، بيروقراطيو بروكسل … وسائل الإعلام الدولية الرئيسية، والرئيس الأوكراني “
