لقاء صحفي بين صحيفة دير شبيغل ألالمانية ورئيس وزراء باكستان 
س/ السيد رئيس الوزراء ، مع وقوع حوالي ٦,٧٠٠ حالة وفاة بسبب فيروس كورونا في باكستان ، البلد الذي يبلغ عدد سكانه ٢٢٠ مليون نسمة ، بالإضافة إلى عدد أقل بكثير من الإصابات ، يبدو أن بلدك يعمل بشكل أفضل من جيرانك, كيف فعلتم هذا ألامر بشكل مختلف؟
ج/ يعيش ما يقرب من نصف الشعب الباكستاني على أجر يومي وأسبوعي, لذلك ، قمنا بإغلاق ذكي, قمنا بتقييد المناطق فقط إذا اكتشفنا تفشي المرض ، ولم نوقف خطوط الإمداد لدينا
لم نتوقف عن قطاع الزراعة وسرعان ما أعدنا فتح قطاع البناء ، لأن هذا هو ما يوظف معظم الناس في المناطق الحضرية, هذا التصرف أنقذنا
-
-
-
-
بدلاً من ذلك, فرضت الهند قيودًا على الأشخاص في منازلهم في المناطق الفقيرة – إغلاق كامل, لديهم الكثير من الفقر الآن ، نفس الشيء في إيران
س/ كم عدد الأشخاص الذين يتم اختبارهم لفيروس كورونا كل أسبوع ؟
هل لدى حكومتك صورة واضحة للوباء في البلاد؟
ج/ يخضع حوالي ١٨٠,٠٠٠ إلى ٢٠٠,٠٠٠ شخص للاختبار كل أسبوع ويقوم فريق التنسيق الوطني لدينا بفحص إحصائيات متعددة ولديه صورة واضحة جدًا للوباء
من أرقام الذروة في حزيران / يونيو ، شهدنا انخفاضًا ثابتًا في الحالات والوفيات في جميع أنحاء البلاد حتى أواخر أب / أغسطس, الآن ، نأمل أن ننجو من الموجة الثانية
س/ لم يتبق سوى أيام قليلة على الانتخابات الأمريكية, من برأيك لديه فرصة أفضل للفوز ، دونالد ترامب أم جو بايدن ؟
ج/ جو بايدن في المقدمة في استطلاعات الرأي ، لكن دونالد ترامب لا يمكن التنبؤ به للغاية ، لأنه ليس مثل السياسيين العاديين, يلعب بقواعده الخاصة
س/ يبدو أنك معجب بذلك
ج/ بصفتي سياسيًا أسس حزبه الخاص ثم أنشأه ليصبح أكبر حزب في باكستان على مدار ٢٢ عامًا ، كان علي أيضًا أن أفعل الكثير من التفكير خارج المتعارف عليه في لعبة السياسة, كنا أول من اعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي وأول من جذب الشباب إلى مسيراتنا
س/ هل ترى أوجه تشابه بينك وبين ترامب؟
ج/ كان علينا أن نكون غير تقليديين للغاية ، وفي بعض النواحي ، يفعل دونالد ترامب نفس الشيء
س/ مع من تفضل العمل ؟
ج / ما نريده حقًا من الولايات المتحدة هو معاملة عادلة فيما يتعلق بالهند ، خاصة مع النزاع في كشمير
المنطقة نقطة ساخنة ، يمكن أن تشتعل في أي وقت
لهذا السبب نتوقع أن تكون الولايات المتحدة ، باعتبارها أقوى دولة في العالم ، متساوية ، بغض النظر عن من يصبح رئيساً
تعتقد الولايات المتحدة أن الهند ستحتوي الصين ، وهي فرضية معيبة تمامًا
الهند هي تهديد لجيرانها ، للصين وبنغلاديش وسريلانكا ولنا
لديها أكثر الحكومات تطرفا وعنصرية في شبه القارة الهندية
إنها دولة فاشية مستوحاة من النازيين في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي
س/ هذه مقارنة متطرفة إلى حد ما, ألا تبالغ ؟
ج/ عليك بقراءة كتابات راشتريا سوايامسيفاك سانغ ، الخلفية الفكرية لمثقفي حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي
لقد أعجبوا بهتلر علانية, أراد النازيون التخلص من اليهود, الخلفية الثقافية الهندية أرادت تخليص الهند من المسلمين
س/ لقد قلتم في عدة مناسبات أن واشنطن أجبرت باكستان على خوض حرب مضللة في أفغانستان المجاورة, هل يمكنك شرح ذلك لنا؟
ج/ لا علاقة لباكستان بهجمات الحادي عشر من أيلول / سبتمبر الإرهابية
كان تنظيم القاعدة في أفغانستان, بعد الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر
ما كان يجب أن نسمح لجيشنا بالتورط في الحرب
لقد عارضته منذ اليوم الأول
مارست الولايات المتحدة ضغوطا علينا واستسلم الديكتاتور العسكري برويز مشرف لتلك الضغوط
هل لدى حكومتك صورة واضحة للوباء في البلاد؟
س/ في ذلك الوقت ، كانت باكستان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة هي الدول الوحيدة التي تدعم طالبان
كان أسامة بن لادن قد صُنف بالفعل على أنه إرهابي دولي بحلول ذلك الوقت وكانت طالبان تستضيفه
ج/ لا تنسي أن أسامة بن لادن كان بطلاً في الثمانينيات
لقد دعم المجاهدين ضد السوفييت في أفغانستان ، وكان مدعومًا من قبل كل من وكالة المخابرات المركزية ألامريكية و باكستان
س/ كان ذلك قبل ١١ أيلول / سبتمبر بوقت طويل, لقد تغير الكثير بعد ذلك
ج/ كان من حق باكستان الاعتراف بطالبان ، لكن باكستان لم تكن لها سيطرة على طالبان
عندما طلبت باكستان من طالبان تسليم أسامة بن لادن للأمريكيين ، رفضوا
س/ لقد شكر ترامب رسميًا مؤخرًا على مساعدتك في جلب طالبان إلى طاولة المفاوضات
كيف تمكنت من القيام بذلك إذا لم يكن لباكستان روابط وثيقة معهم ، كما تدعي ؟
ج/ مع وجود ٢.٧ مليون لاجئ أفغاني في باكستان ، لدينا قدر معين من النفوذ, والذي استخدمناه إلى أقصى حد
أنا سعيد جدًا لأننا نجحنا
س/ يبدو كما لو أن طالبان على وشك تحقيق انتصار عسكري على حكومة كابول بعد تأمين اتفاق سلام مع الولايات المتحدة
وفي الوقت نفسه ، فإنهم يتظاهرون بالتفاوض مع ممثلي الحكومة
هل بلدك المجاور أفغانستان معرض لخطر الانزلاق مرة أخرى إلى دكتاتورية يديرها متشددون متوحشون ؟
ج/ أخشى أنه لا أحد يستطيع التنبؤ بأي اتجاه ستسير الأمور في أفغانستان الآن
ما يمكنني قوله هو أنه بعد أفغانستان ، الدولة التي تريد السلام أكثر من غيرها هي باكستان
لقد فقدنا ٧٠,٠٠٠ شخص في هذا الصراع ، وتعرضت مناطقنا القبلية المتاخمة للحدود الأفغانية للدمار في السنوات الخمس عشرة الماضية
نصف الناس في هذه المناطق أصبحوا نازحين داخليا ، حوالي ١.٥ مليون منهم – ضحايا الصراع بين طالبان باكستان والجيش
منذ اليوم الأول لحكومتي ونحن نشجع الحوار
س/ لقد استقبلت مؤخرًا قائدًا معروفًا للمجاهدين المتشددين من أفغانستان ، قلب الدين حكمتيار
يُزعم أنك ناقشت صفقة تقاسم السلطة بينه وبين طالبان بمجرد انسحاب القوات الأمريكية
ماذا كانت نصيحتك له ؟
ج/ قلب الدين حكمتيار شارك في الانتخابات في أفغانستان ويقبل دستور أفغانستان
س/ من الصعب تصديق ذلك
ج / قبل التحدث معه ، تحدثت مع الدكتور عبد الله عبد الله ، الذي يقود المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان
ليس لدينا مفضلات في أفغانستان
مصلحتنا الوحيدة هي أن الحكومة المستقبلية في كابول لا تسمح للهند بالعمل من هناك ضد باكستان
س/ منذ سنوات ، اتُهمت باكستان بلعب لعبة مزدوجة ، باستخدام مسلحين للعمل في كشمير وأماكن أخرى أثناء استخدام طالبان لإبعاد الهند عن أفغانستان, ما هو ردك على مثل هذه الاتهامات ؟
ج/ من المؤسف أن باكستان تبدو على هذه الصورة
بدأ كل شيء في الثمانينيات ، بعد الثورة الإيرانية
بدأ الكثير في الغرب ينظرون إلى الدول الإسلامية كما لو كان هناك انقسام بين الليبراليين والأصوليين – وهو تقييم مصطنع للغاية
الدول الإسلامية لا تختلف عن المجتمعات الأخرى
كل الطوائف تنقسم إلى معتدلين يشكلون الأغلبية ومتطرفين
س/ قريباً ، سيتم تطبيق قانون جديد يحظر انتقاد الجيش القوي في البلاد, هل هذه نهاية حرية التعبير في بلدك ؟
ج/ تتمتع باكستان بحرية تعبير أكبر من أي دولة غربية تقريبًا
وأنا أستخدم كلمة ” الحرية ” بحذر شديد ، بعد أن أمضيت ما يقرب من عقدين من حياتي في إنجلترا ، حيث لديهم قوانين قوية جدًا بشأن الكلام المهين
كانت هناك قضية تشهير بيني وبين أحد نجوم الكريكيت الإنجليزي فزت بها ، لأن قوانين التشهير قوية جدًا هناك
لكن قوانين التشهير هذه غير موجودة في باكستان
لقد تم التشهير بي خطأً كرئيس للوزراء ، هنا وذهبت إلى المحكمة ، لكن حتى كرئيس للوزراء ، لم أستطع تحقيق العدالة
س/ هذا القانون الجديد ، مع ذلك ، يحمي فقط الأجهزة الأمنية, يبدو أن الأمر لا يتعلق بالحقيقة بقدر ما يتعلق بما يعرفه الجيش بأنه تشهير
ج/ طالما أن النقد قائم على الحقائق والوقائع ، فإنه مقبول
كل يوم تفقد قواتنا الأمنية أشخاصًا في المعركة, كل دولة تحمي مؤسساتها, ليس عندما ترتكب خطأ, ولكن عندما تتعرض للهجوم
س/ قد يجعل القانون الجديد من المستحيل على الصحفيين كتابة تقارير عن الجيش في المستقبل
ج/ ستكون هناك طريقة أخرى للتعامل مع قوات الأمن – ليس من خلال وسائل الإعلام, ولكن من خلال الحكومة
سأتحدث إلى قائد الجيش إذا اعتقدت أن هناك خطأ ما
هناك دائما انتهاكات لحقوق الإنسان في العمليات العسكرية وأحيانا نتحدث عنها عندما تحدث
لكن هذا لا ينبغي أن يتم في الأماكن العامة
عندما يخاطر الجنود بحياتهم ، لا يمكنك إضعاف معنوياتهم في الأماكن العامة
س/ يمر الشرق الأوسط حاليًا بتحول عميق, قوتان إقليميتان متنافستان ، المملكة العربية السعودية وإيران ، هما القوة الدافعة وراء الحروب بالوكالة في اليمن وسوريا وأماكن أخرى, لقد عرضت التوسط بين هذين البلدين, هل رأيت أي تقدم ؟
ج/ عندما وصلت إلى السلطة ، عرضت على الفور التوسط في اليمن
إن مثل هذه الكارثة الهائلة لحقوق الإنسان تحدث هناك
لقد تحدثت إلى إيران ثم تحدثت مع محمد بن سلمان ، ولي عهد المملكة العربية السعودية
لكن لا يمكنك إجبار أي شخص على الموافقة على محادثات السلام إذا لم يرغب في ذلك
س/ هل يمكنك أن تتخيل دخول الرياض و طهران في حرب مباشرة ؟
ج/ ستكون كارثة, سيكون ذلك مدمرا للدول في جميع أنحاء العالم ، وخاصة الفقراء منها ، وسوف يرتفع سعر النفط
س/ لقد أقامت الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان علاقات مع إسرائيل ، ومن المحتمل أن تحذو المملكة العربية السعودية حذوها, هل باكستان التالية ؟
ج/ لكل دولة أولوياتها في السياسة الخارجية
عليهم أن يفكروا في شعبهم ، وهذا قرارهم
أما بالنسبة لباكستان ، فقد تحدث مؤسس الأمة محمد علي جناح ، وهو رجل لامع ، في الأربعينيات من القرن الماضي عن الوضع الفلسطيني باعتباره انتهاكًا جسيمًا لحقوق الإنسان
لا تزال باكستان تتبنى هذا الرأي
ما لم تكن هناك تسوية عادلة ، لا يمكننا الاعتراف بإسرائيل
س/ لقد أثنيت في كثير من الأحيان على نظام الحزب الواحد في الصين الذي يتحدث عن البلاد كمثال اقتصادي يجب أن تتبعه باكستان, لماذا هذا ؟
ج/ ما حققته الصين رائع, أنا معجب بالصين لأنها أخرجت ٧٠٠ مليون شخص من براثن الفقر خلال فترة قصيرة بلغت ٤٠ عامًا
هذا هو النموذج الذي أريد تطبيقه في باكستان
على الرغم من عدم وجود سياسات انتخابية ، إلا أنهم جيدون في جلب أفضل الأشخاص إلى القمة في بلدهم
إنه نظام قائم على الجدارة
لقد رأيت كيف يقوم الحزب الشيوعي بنقل كل المواهب وإحضارها إلى القمة
علاوة على ذلك ، في السنوات السبع الماضية ، وضعت الصين ٤٥٠ مسؤولاً على المستوى الوزاري في السجن بتهم الفساد
س/ ما هي الاستنتاجات التي تستخلصها من ذلك؟
ج/ البلدان ليست فقيرة بسبب نقص الموارد, إنه بسبب الفساد بين القيادة
كما نعلم من وثائق بنما ، ينطبق الشيء نفسه على السياسيين الباكستانيين
ذهبت ملايين الدولارات إلى عقارات في أغلى المناطق في لندن ، وسُحبت من هذا البلد
س/ لقد وحد بعض هؤلاء السياسيين قواهم لإخراجك أنت وحكومتك من المنصب, هل تخاف منهم؟
ج/ عفوًا, كنت أتوقع ذلك, يريدون ابتزازي لإخراجهم من قضايا الفساد
لكن لا توجد طريقة للتخفيف من هذا ألامر
انظري ، نحن نواجه أكبر فجوة تجارية في تاريخنا
كانت وارداتنا ٦٠ مليار دولار ، لكن الصادرات كانت ٢٠ مليار دولار فقط
الروبية تنخفض وهناك تضخم لأننا نستورد الوقود
كل شيء يزداد تكلفة ، حتى الكهرباء
علينا زيادة إيراداتنا ، لذلك علينا زيادة قاعدتنا الضريبية
نحن نمر بهذه الإصلاحات المؤلمة وكل هؤلاء الرجال من المعارضة يجتمعون
إنهم قلقون من أنه بمجرد استقرار الأمور ، سينتهي بهم الأمر جميعًا في السجن بسبب قضايا الفساد الضخمة
س/ لقد تزوجت مؤخرًا, السيدة الأولى ، بشرى بيبي ، معالجة روحانية معروفة, هل تأخذ نصيحتها في القضايا السياسية ؟
ج/ فقط الأحمق لا يتحدث عن كل شيء مع زوجته
لديها حكمة عظيمة
أناقش معها كل شيء ، وكذلك المشاكل التي أواجهها في الحكومة ، والتعامل مع المواقف المعقدة
هي توأم روحي
هي رفيقتي
لم أكن لأعيش بدونها
رئيس الوزراء ، شكرًا جزيلاً لك على هذه المقابلة
نقلا عن صحيفة دير شبيغل ألالمانية
٣٠ تشرين أول / أكتوبر ٢٠٢٠
