الإستخبارات و التجسس

ماذا تريد وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية من مؤسس ويكيليكس ؟

مع وجود مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج في سفارة الإكوادور في لندن، بريطانيا، قامت وكالة الإستخبارات المركزية بالتآمر لإختطافهِ، مما أثار جدلاً محتدمًا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمسؤولين في إدارته، حول شرعية ( والفائدة ) لمثل هذه العملية.

مدير وكالة الإستخبارات المركزية – مايك بومبيو – ٢٠١٧ – ( وزير الخارجية السابق في عهد دونالد ترامب )
صورة وكالة بلومبرغ

Andrew Harrer/Bloomberg

تحقيق بواسطة موقع Yahoo NEWS ، نشر بتأريخ ٢٦ أيلول / سبتمبر ٢٠٢١، بعد عدة لقاءات مع مسؤوليين سابقين كبار في إدارة دونالد ترامب، أكثر من ٣٠ مسؤول سابق في الإدارة، ٨ مسؤوليين منهم وصفوا تفاصيل مخطط لوكالة الإستخبارات المركزية لإختطاف مؤسس ويكليكس – جوليان أسانج

بعنوان
Kidnapping, assassination and a London shoot-out: Inside the CIA’s
secret war plans against WikiLeaks
( بالخطف، الإغتيال و مواجهة مباشرة في لندن : تفاصيل خطط وكالة الإستخبارات ضد موقع ويكيليكس )

( في أدناه الترجمة الكاملة للتحقيق )

بعض كبار المسؤولين داخل وكالة الإستخبارات المركزية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ناقشوا خطط لقتل جوليان أسانج، وطلب المسؤوليين بـ ” مخطط ” أو ” خيارات ” لكيفية إغتياله.

قال مسؤول كبير لموقع ياهو نيوز : المناقشات حول إختطاف أو قتل جوليان أسانج، حدثت على أعلى المستويات في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومن الواضح أنه لن يقف بوجهها أحد.

كانت النقاشات حول هذا الموضوع، جزءًا من الحملة الموجهة من قبل وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية – سي أي اي CIA، غير المسبوقة، ضد موقع ويكيليكس Wikileaks ومؤسسهِ.

كما تضمنت الخطط المتعددة الجوانب، إجراء عمليات تجسس واسعة النطاق على شركاء موقع ويكيليكس، زرع ( الفتنة ) بين أعضاءه، وسرقة أجهزتهم الإلكترونية.

كان مؤسس موقع ويكيليكس، جوليان أسانج مُتابعٌ من عدة وكالات إستخبارية أمريكية، من ضمنها وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية – سي أي اي CIA، لسنواتٍ.

كانت الخُطط التي وضعتها وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية في شن عمليات واسعة ضد الموقع ومؤسسهِ، بعد أن قام الموقع بنشر ( أدوات قرصنة شديدة الحساسية تستخدمها الوكالة والمعروفة بإسم “Vault 7” )، والتي تُعد من قبل الوكالة ( أكبر خسارة للبيانات في تأريخها ).

مدير وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية الجديد للرئيس دونالد ترامب، مايك بومبيو ( وهو وزير الخارجية السابق )، كان يسعى للإنتقام من موقع ويكيليكس ومؤسسهِ جوليان أسانج.


لجأ جوليان أسانج، وهو أسترالي، إلى السفارة الإكوادورية منذ ٢٠١٢، لتجنب تسليمه إلى السويد بتهم الإغتصاب، والتي ينفيها، جملة وتفصيلا.

قال مستشار أمن قومي سابق في إدارة دونالد ترامب، لموقع ياهو نيوز : مايك بومبيو وغيره من كبار مدراء الوكالات، كانوا منفصلين تمامًا عن الواقع، لأنهم كانوا يشعرون بالحرج الكبير بسبب نشر برامج الإختراق الخاصة بالوكالة، وكانوا يخططون للإنتقام من جوليان أسانج، حتى بواسطة الإغتيال.

قال مسؤولون سابقون في الإستخبارات لموقع ياهو نيوز : دفع غضب وكالة الإستخبارات المركزية من موقع ويكيليكس ومؤسسهِ، لحديث علني لمدير الوكالة، مايك بومبيو، في عام ٢٠١٧، حيث أعتبر فيه الموقع بأنه “جهاز إستخبارات مُعادي، ولكن ليس مدعوم من دولة معينة “.

حديث مدير الوكالة بهذا الشكل، مَثلَ أكثر من مجرد نقطة نقاش إستفزازية، حيث فتح الباب أمام عملاء الوكالة لإتخاذ إجراءات أكثر عدوانية، ضد الموقع ومؤسسهِ ، والتعامل معه كما لو كان يقوم بخدمات تجسس مُعادية للولايات المتحدة.

في غضون أشهر من ذلك، كان جواسيس الولايات المتحدة يراقبون إتصالات وتحركات العديد من موظفي موقع ويكيليكس، بما في ذلك المراقبة السمعية والبصرية لمؤسس الموقع جوليان أسانج، وفقًا لما تحدث به المسؤولين السابقين لموقع ياهو نيوز.


كانت الحملة بقيادة مدير الوكالة مايك بومبيو، وهو عازم على تخطي القيود القانونية المهمة، التي من شأنها أن تعرض عمل وزارة العدل الأمريكية للخطر في سلوك الطريق القانوني بإتجاه مقاضاة جوليان أسانج، وكذلك المخاطرة بإحداث ضرر كبير في العلاقات مع المملكة المتحدة، أقرب حليف للولايات المتحدة.

كمواطن أمريكي، أجد ذلك أمرًا مشينًا للغاية، حكومتنا تفكر في الإختطاف أو إغتيال شخص ما دون أي إجراءات قضائية، بكل بساطة لأنه نشر معلومات صادقة

باري بولاك Barry
Pollack، محامي جوليان أسانج في الولايات المتحدة، لموقع ياهو نيوز

جوليان أسانج موجود الآن في سجن في العاصمة البريطانية، لندن، حيث تنظر أحد المحاكم البريطانية بشأن طلب الولايات المتحدة لتسليمهِ، بتهمة محاولة مساعدة مُحللة سابقة في الجيش الأمريكي ( تشيلسي ماننغ )، من خلال إختراق جهاز كمبيوتر سري للجيش الأمريكي، والتآمر للحصول معلومات مخزنة ونشر المستندات، التي تنتهك قانون التجسس ( المُقر في عام ١٩١٧، والذي يجرم تسريب المعلومات السرية، وليس ضد حرية التعبير الموجودة في التعديل الأول للدستور الأمريكي ).

آمل وأتوقع أن المحاكم البريطانية سوف تأخذ بنظر الإعتبار المعلومات في هذا التحقيق – تحقيق ياهو نيوز، وسوف تزيد من تعزيز القرار، بعدم تسليمه للولايات المتحدة

محامي جوليان أسانج في الولايات المتحدة لموقع ياهو نيوز

لا يوجد ما يشير إلى أن الإجراءات الأكثر تطرفا من قبل وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية – سي أي اي CIA، قد تمت الموافقة عليها، ويرجع ذلك جزئيًا إلى إعتراضات من محامي البيت الأبيض.

لكن مقترحات الوكالة الخاصة بموقع ويكيليكس ومؤسسهِ واعضاءه، أقلقت بعض مسؤولي إدارة دونالد ترامب، الذين تواصلوا بهدوء مع الموظفين و أعضاء الكونغرس في ( مجلسي النواب والشيوخ ) في لجان الإستخبارات، لتنبيههم إلى ما يقترحه مدير الوكالة مايك بومبيو.

قال مستشار أمن قومي سابق في أدارة دونالد ترامب : كانت هنالك مخاوف جدية بشأن الرقابة الإستخباراتية من خلال هذه المغامرة.

أثار القلق بعض مسؤولي مجلس الأمن القومي في أدارة دونالد ترامب، من أن المقترحات لوكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية – سي أي اي، بخطف جوليان أسانج، ليست غير قانونية فقط، ولكن قد تعرض عمليات محاكمتهِ للخطر.

كذلك أثار القلق وزارة العدل من أن خطط الوكالة من شأنها أن تعرقل إحتمالية بناء قضية جنائية ضد جوليان أسانج، حيث سارعت في صياغة ( التهم الموجهة ضده )، للتأكد من جاهزيتها، إذا وافقت المحكمة البريطانية على طلب إحضاره إلى الولايات المتحدة.

في أواخر عام ٢٠١٧، في خضم الجدل الدائر حول الإختطاف و تدابير متطرفة أخرى، خُطط الوكالة أنقلبت رأسا على عقب، عندما حصل المسؤولون الأمريكيون، ما أعتبروه تقارير مُقلقة، مؤكدة، تفيد بأن عملاء المخابرات الروسية كانوا يستعدون لتهريب جوليان أسانج من المملكة المتحدة إلى روسيا.

كانت التقارير الإستخباراتية حول تهريب محتمل لجوليان أسانج، إلى روسيا، ينظر إليها على أنها ذات مصداقية على أعلى المستويات في الولايات المتحدة.

في ذلك الوقت، كان المسؤولون الإكوادوريون قد بدأوا بجهود لمنح جوليان أسانج وضعاً دبلوماسياً، كجزء من مخطط لمنحهِ غطاء لمغادرة السفارة في بريطانيا، والسفر إلى روسيا، للتواجد في بعثة الإكوادور في روسيا.

رداً على ذلك، بدأت وكالة الإستخبارات المركزية، وإدارة دونالد ترامب، في التحضير لعدد من المخططات، لإفشال تهريب جوليان أسانج إلى روسيا، وفقًا لثلاثة مسؤولين سابقين تحدثوا لموقع ياهو نيوز.

وشملت هذه المخططات ( معارك محتملة بالأسلحة النارية مع عملاء الحكومة الروسية في شوارع لندن، وإرتطام سيارة بشكل متعمد بالمركبة الدبلوماسية الروسية التي تقل جوليان أسانج، ومن ثم الإمساك به، وإطلاق النار على إطارات الطائرة الروسية التي سوف تقل جوليان أسانج قبل أن تقلع إلى موسكو، حيث طلب المسؤولون الأمريكيون من نظرائهم البريطانيين، القيام بإطلاق النار على الإطارات، إذا لزم الأمر، ووافق البريطانيون )، وفقًا لمسؤول كبير سابق في إدارة دونالد ترامب.

كان لدينا كل الأسباب للإعتقاد بأنه كان يفكر بالخروج من السفارة الإكوادورية، أحد التقارير تحدثت عن محاولة تهريبه بواسطة عربة الغسيل، كان سيكون مثل فلم الهروب من السجن

مسؤول سابق في إدارة دونالد ترامب

المؤامرة حول هروب محتمل لجوليان أسانج من السفارة الإكوادورية خلقت نوعاً من التزاحم والمنافسة بين عدة وكالات للتجسس في لندن ( أمريكية، بريطانية والروسية والوكالات الأخرى )، والتي تنشر عدة عملاء سريين، متمركزين حول السفارة الإكوادورية.

بالنسبة للعملاء الروس، كان الهدف هو تسهيل هروب جوليان أسانج من السفارة.

بالنسبة للولايات المتحدة، كان الأمر يتعلق بمنع مثل هذا الهروب.

قال مسؤول كبير سابق في إدارة دونالد ترامب : لقد كان الأمر كوميدياً … وصل الأمر إلى حدٍ أن كل شخص متواجد في دائرة نصف قطرها ثلاثة بنايات، يعمل مع أحد أجهزة الإستخبارات – سواء كان هذا الشخص يعمل في تنظيف الشارع، رجل في الشرطة أو من حراس الأمن.

أطلعَ مسؤولو البيت الأبيض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحذروه من أن الأمر قد يؤدي إلى وقوع حادث دولي – أو ما هو أسوأ من ذلك … قال المسؤول السابق لموقع ياهو نيوز : قلنا له، الوضع سيصبح سيئاً.

مع إحتدام الجدل حول ويكيليكس، كان البعض في الإدارة الأمريكية قلق من أن الحملة ضد ويكيليكس ومؤسسهِ، ستؤدي إلى إضعاف أمريكا.

قال مستشار أمن قومي سابق في إدارة دونالد ترامب : من خلال رفع المحددات التي تمنع الحكومة من إستهداف الصحفيين والمؤسسات الإخبارية، إلى أي مدى سوف يتجاوز هذا الأمر القوانين ؟

عندما أنطلق موقع ويكيليكس على الإنترنت في كانون الأول / ديسمبر ٢٠٠٦، كان نموذجًا غير مسبوق تقريبًا، يمكن لأي شخص في أي مكان من العالم، تقديم المواد والوثائق، بدون أن يتم التعرف عليه.

وقد فعل العديد ممن أرسلوا الوثائق للموقع، من مواضيع تتعلق بطقوس ( الأخوية السرية )، إلى تفاصيل عمليات المعتقلين في خليج غوانتنامو التابعة للحكومة الأمريكية.

ومع ذلك ، فإن جوليان أسانج، الناشط الأسترالي، الذي قاد المجموعة، لم يحظ بالكثير من الإهتمام، حتى عام ٢٠١٠، عندما نشر موقع ويكيليكس، لقطات مصورة لكاميرا طائرة هليكوبتر أمريكية عسكرية في عام ٢٠٠٧
تابعة للجيش الأمريكي، في بغداد، وهي تطلق النار على مجموعة قُتل فيها عشرات الأشخاص، من بينهم صحفيان من وكالة رويترز، و جرح طفلين صغيرين.


بالنسبة لوزارة الدفاع الأمريكية لم تسمح بنشر الفديو في وقتهِ، لكن شخصًا ما، أرسله لموقع ويكيليكس.

في وقت لاحق من ذلك العام، نشر موقع ويكيليكس، عدة وثائق حكومية أمريكية سرية وحساسة ذات صلة بالحروب في أفغانستان والعراق، فضلا عن أكثر من ٢٥٠,٠٠٠ برقية دبلوماسية أمريكية.

تم الترحيب بعمل جوليان أسانج البطولي لدى البعض، ولكن البعض الآخر أعتبر عمله شريرًا.

بالنسبة إلى وكالات الإستخبارات الأمريكية وتنفيذ القانون، كان السؤال الأهم، هو كيفية التعامل مع هذه المجموعة ، التي تعمل بشكل مختلف عن المنافذ الإخبارية التقليدية.

قال مسؤول إستخباراتي سابق لموقع ياهو نيوز : كانت المشكلة بالنسبة لموقع ويكيليكس، أنه لم يكن هنالك أي شيء مماثل له !

لطالما أربكت عملية تصنيف موقع ويكيليكس، الجميع، من المسؤولين الحكوميين، لدعاة الصحافة.

يرى البعض، أن موقع ويكيليكس مؤسسة صحفية مستقلة.

في حين أن البعض الآخر يؤكد أنه يخدم التجسس الأجنبي.

إنهم ليسوا منظمة صحفية، ليسوا قريبين من أي منها

ويليام إيڤانينا William Evanina، متقاعد في بداية ٢٠٢١، وهو مسؤول سابق لمكافحة التجسس في الولايات المتحدة، لموقع ياهو نيوز ، لم يناقش أي تفاصيل حول مخططات الوكالة ضد موقع ويكيليكس أو جوليان أسانج
ويليام إيڤانينا William Evanina

لكن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما كانت تخشى العواقب بسبب موضوع حرية الصحافة – وردود الفعل السلبية بسبب عمليات البحث عن المسربين للوثائق – قامت بتحديد التحقيقات ضد جوليان أسانج وموقع ويكيليكس، قال ويليام إيڤانينا : كنا في حالة ركود لسنوات، كان هنالك تحفظ لإدارة باراك أوباما على مستوى عالٍ للسماح للوكالات بالمشاركة في أنواع معينة من جمع المعلومات الإستخبارية ضد موقع ويكيليكس، بما في ذلك الإتصالات والعمليات الإلكترونية.

بدأ ذلك يتغير في عام ٢٠١٣، عندما قام إدوارد سنودن Edward Snowden، وهو متعاقد مع وكالة الأمن القومي NSA، بالفرار إلى هونغ كونغ مع كم هائل من ( الوثائق السرية ) الخاصة بوكالة الأمن القومي، من هذه الوثائق كشفت أن حكومة الولايات المتحدة كانت تتجسس بشكل غير قانوني على الأمريكيين.

ساعد مؤسس موقع ويكيليكس، جوليان أسانج، في ترتيب هروب إدوارد سنودن إلى روسيا من هونغ كونغ.

كما رافق أحد محرري موقع ويكيليكس، أدوارد سنودن إلى روسيا، حيث مكث معه خلال إقامته القسرية لمدة ٣٩ يومًا، في مطار موسكو، وعاش معه لمدة ثلاثة أشهر، بعد أن منحت روسيا إدوارد سنودن اللجوء.

Sam Tsang/South China Morning
Post
إدوارد سنودن في هونغ كونغ ٢٠١٣

في أعقاب تسريبات إدوارد سنودن، سمحت إدارة بارك أوباما لمجتمع الإستخبارات بإعطاء الأولوية لموقع ويكيليكس، كما قال ويليام إيڤانينا، الآن الرئيس التنفيذي لمجموعة إيڤانينا Evanina.

قبل ٢٠١٣، إذا إحتاج مكتب التحقيقات الفيدرالي – أف بي اي FBI، أمراً للبحث في قواعد بيانات موقع ويكيليكس في الولايات المتحدة، أو أراد إستخدام السلطة في إستدعاء أي شخص، أو إستخدام سلطات الأمن القومي للوصول إلى القيود المالية لموقع ويكيليكس ذات الصلة … لن يتمكنوا من ذلك.

قال مسؤول كبير سابق في مكافحة التجسس : لقد تغير ذلك بعد ٢٠١٣.

قال ويليام إيڤانينا : من تلك الفترة فصاعدًا، عملت المخابرات الأمريكية عن كثب مع وكالات تجسس صديقة لتكوين تصور حول موقع ويكيليكس، وشبكة إتصالاتهِ، وربطها بإستخبارات دول أجنبية معادية للولايات المتحدة.

قامت وكالة الإستخبارات المركزية بتكوين فريق خاص بموقع ويكيليكس، مجموعة محللين يعرفون بشكل غير رسمي بإسم ” فريق ويكيليكس Wikileaks Team “، في مكتب لهم خاص، يدعى ( Office of Transnational Issues – يوفر هذا المكتب خبرة وظيفية فريدة لتقييم التهديدات الحالية والناشئة للأمن القومي الأمريكي ويزود كبار صانعي السياسة والمخططين العسكريين وسلطات تنفيذ القانون في الولايات المتحدة بالتحليل والتحذير والدعم في الأزمات )، مهمة هذا الفريق تقييم موقع ويكيليكس، وفقًا لمسؤول سابق في الوكالة.

رغم ذلك لايزالون مستاءين من القيود المفروضة.

كبار مسؤولي المخابرات ضغطوا على الإدارة الأمريكية، لإعادة تعريف وضع موقع ويكيليكس بصفتهِ ” وسطاء لبيع المعلومات المسربة “، حتى بعض الصحفيين الكبار، ضمن هذا التعريف، هذا الأمر الذي كان من شأنه أن يفتح الباب أمام إستخدام المزيد من أدوات التحقيق ضد الموقع، وفقا لمسؤولين سابقين في الإدارة الأمريكية تحدثوا لموقع ياهو نيوز.

قال مسؤول سابق في مكافحة التجسس : لقد كانت خطوة مهمة إلى الأمام، إذا وصلنا إلى هذا الحد، فإننا نتعامل مع عملاء لقوة أجنبية.

من بين الصحفيين، الذين أرادوا المسؤولين الأمريكيين، تعيينهم كـ “وسطاء لبيع المعلومات المسربة “:-

* غلين غرينوالد Glenn Greenwald, وهو صحفي في صحيفة الغارديان البريطانية.
* لورا پويتراس Laura Poitras، وهي مخرجة تلفزيونية أمريكية، التي كان لها دور فعال في نشر الوثائق التي قدمها إدوارد سنودن.

Glenn Greenwald
Laura Poitras


قال مسؤول سابق لموقع ياهو نيوز :

هل موقع ويكيليكس هو وسيلة صحفية ؟
هل لورا پويتراس و غلين غرينوالد صحفيون حقاً ؟


لقد حاولنا تغيير هذه التصنيفات، وطلبت من البيت الأبيض إعادة تعيينهم كوسطاء لبيع المعلومات المسربة … تم رفض الطلب !

قال مسؤول كبير سابق في مكافحة التجسس لموقع ياهو نيوز : كانت سياسة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إذا كان هنالك شخص ينشر الوثائق، لا يهم المكان الذي يعمل فيه، يجب علينا معاملتهم كأفراد محميين بموجب التعديل الأول في الدستور الأمريكي، الذي يسمح بحرية التعبير !

كانت هنالك بعض الإستثناءات لهذه القاعدة، لكنها كانت مقيدة بشكل كبير جداً، جداً، جداً قليلة ومتباعدة …الإدارة قررت أن موقع ويكيليكس لا يتناسب مع هذا الإستثناء.

وقالت لورا پويتراس في تصريح لموقع ياهو نيوز، حول محاولات تصنيفها، غلين غرينوالد و جوليان أسانج على أنهما ” وسطاء لبيع المعلومات المسربة “، وليسوا صحفيين ، هي محاولات إهانة وتهديد، للصحفيين في جميع أنحاء العالم “.


أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تآمرت من أجل تسليم أو إغتيال جوليان أسانج خارج نطاق القضاء جريمة ترعاها الدولة ضد الصحافة “.

لورا پويتراس لموقع ياهو نيوز

أنا لست مندهشاً من أن وكالة الإستخبارات المركزية، منذ فترة طويلة مؤسسة إستبدادية ومعادية للديمقراطية، خططت لإيجاد طريقة لتجريم الصحافة والتجسس على الآخرين، وإرتكاب أعمال عدوانية ضد الصحفيين

غلين غرينوالد متحدثاً لموقع ياهو نيوز

بحلول عام ٢٠١٥، كان موقع ويكيليكس موضوع نقاش حاد حول ما إذا كان ينبغي إستهدافه بموجب القانون الخاص ( بوكالات تنفيذ القانون ) أو قوانين التجسس.

قال البعض بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي – أف بي اي FBI، يجب أن يكون مسؤولاً حصريًا عن التحقيق بموضوع موقع ويكيليكس، مع عدم وجود دور لوكالة الإستخبارات المركزية أو وكالة الأمن القومي.

وزارة العدل، على وجه الخصوص، كانت محافظة لسلطاتها، فيما إذا يتم توجيه الإتهام إلى جوليان أسانج، وما إذا كان يجب التعامل مع موقع ويكيليكس مثل أي ” وسيلة إعلامية “، بحسب محامي كبير لمجتمع الإستخبارات الأمريكية، خلال فترة إدارة باراك أوباما، روبرت لت Robert Litt.

ثم، في صيف عام ٢٠١٦، في ذروة موسم الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، قام موقع ويكيليكس بنشر رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالحزب الديمقراطي، مما شكل زلزال في تغيير وجهة نظر الحكومة الأمريكية تجاه الموقع.

خلصت أجهزة الإستخبارات الأمريكية في وقت لاحق إلى أن الإستخبارات الروسية، المعروفة بـإسم GRU قامت بإختراق ( قرصنة ) رسائل البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي.

رداً على هذا التسريب، بدأت وكالة الأمن القومي بمراقبة حسابات تويتر لأعضاء المخابرات الروسية المشتبه بها،
الناشطين الذين كانوا ينشرون الرسائل المسربة للبريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي
، وفقًا لمسؤول سابق في وكالة الإستخبارات المركزية.

كشفت وكالة الأمن القومي أن هذه المجموعات تتبادل ( رسائل مباشرة DM ) بينهم، الذين أطلق عليهم اللقب Guccifer 2.0 ، وحسابات موقع ويكيليكس على موقع تويتر.

نفى جوليان أسانج في ذلك الوقت بشدة أن تكون الحكومة الروسية هي مصدر رسائل البريد الإلكتروني، التي نشرتها بقية مواقع الأخبار السائدة.

ومع ذلك، تواصل جوليان أسانج مع المشتبه بهم الروس، ثَبتْ الأمر بالنسبة لبعض المسؤولين الأمريكيين.

أحداث عام ٢٠١٦ بلورت الإعتقاد لدى مسؤولي الإستخبارات الأمريكية بأن مؤسس موقع ويكيليكس كان يتصرف بالتواطؤ مع الأشخاص الذين كانوا يستخدمونه للإضرار بمصالح الولايات المتحدة، بحسب روبرت لت.

قال مسؤول سابق في الإدارة الأمريكية : بعد نشر رسائل البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي أنتهى النقاش حول مسألة ما إذا كانت وكالة الإستخبارات المركزية سوف تزيد من تجسسها على موقع ويكيليكس.

ولكن، ما زالت هنالك حساسية، كيف سنفعل ذلك ؟

تعتبر وكالة الإستخبارات المركزية، الآن، الإشخاص المنتسبين إلى موقع ويكيليكس أهداف صالحة لأنواع مختلفة من التجسس، بما في ذلك المراقبة التقنية عن قرب لهؤلاء الأشخاص، أو حتى عمليات تجسس داخلية للمجموعة، و ” العمليات عن بعد ضدهم “، من بين أمور أخرى، وإختراق أجهزة أعضاء موقع ويكيليكس من بعيد، بحسب مسؤولين استخباراتيين سابقين تحدثوا لموقع ياهو نيوز.


خضعت وجهة نظر إدارة باراك أوباما للتغيير بشأن موقع ويكيليكس، قبل فترة وجيزة من فوز دونالد ترامب، الذي ساعدته، جزئيًا، عمليات نشر البريد الألكتروني للحزب الديمقراطي، على هيلاري كلينتون، في إنتخابات عام ٢٠١٦، بحسب ويليام إيڤانينا.

عندما أستلم فريق الأمن القومي للرئيس دونالد ترامب مواقعهم في وزارة العدل ووكالة الإستخبارات المركزية، تساءل المسؤولون عما إذا، دونالد ترامب، الذي عبر عن إعجابه بموقع ويكيليكس، والمسؤولون المعينون حديثاً من قبله، سيتخذون موقفا أكثر تشدداً تجاه الموقع !

لم يصابوا بخيبة أمل !

كان هنالك تغيير جوهري في كيفية التعامل مع موقع ويكيليكس

مسؤول سابق في مكافحة التجسس

عندما يتعلق الأمر بمقاضاة جوليان أسانج، فإن الأمر يتعلق برفض إدارة باراك أوباما فعل ذلك

إدارة دونالد ترامب كان لها أسلوب مختلف، لا أحد في هذه الإدارة سيكون

شديد القلق بشأن قضايا التعديل الأول للدستور الأمريكي لحماية حرية التعبير “.

مسؤول سابق في وزارة العدل

في ١٣ نيسان / أبريل ٢٠١٧، كان مايك بومبيو يسير إلى المنصة في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS) ، وهو مركز أبحاث في واشنطن، لحديث علني بصفته المدير الجديد لوكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية.

بدلاً من إستخدام هذه المناسبة لإعطاء لمحة عامة عن التحديات العالمية أو لوضع أي تغييرات جديدة في الوكالة، كرس المدير الجديد لوكالة الإستخبارات المركزية، مايك بومبيو، الكثير من خطابه على التهديد الذي يشكله موقع ويكيليكس.

موقع ويكيليكس يتصرف مثل جهاز إستخبارات معادي، ويتحدث مثل جهاز إستخبارات معادي ويشجع متابعيه للعثور على وظائف في وكالة الإستخبارات المركزية من أجل الحصول على الوثائق السرية

مدير وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية – مايك بومبيو – ٢٠١٧

لقد حان الوقت لوضع موقع ويكيليكس في موقعه الصحيح : جهاز إستخبارات معادي، تحرضه دولة، مثل روسيا “.

مدير وكالة الإستخبارات المركزية – مايك بومبيو ٢٠١٧

لقد مرت خمسة أسابيع فقط منذ أن فاجأ موقع ويكيليكس وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية عندما أعلن حصوله على ملفات مهمة جداً، برامج إختراق ألكترونية مهمة تابعة للوكالة – التي أطلق عليها اسم ” Vault 7 ” – من قسم الإختراق الفائق السرية للوكالة.

على الرغم من تصعيد وكالة الإستخبارات المركزية ضد موقع ويكيليكس، جاء الإعلان عن نشر الملفات بمفاجأة كاملة للوكالة، ولكن بمجرد أن نشر الموقع جزء من الملفات، وكالة الإستخبارات المركزية علمت أنها تواجه كارثة.

قال مسؤول سابق في وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية : إن نشر الملفات، والتي تعرف ” Vault 7 ” أضرت بالوكالة بشكل كبير.

كان مسؤولو وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية، دائماً يضحكون على موقع ويكيليكس، ويَسْتَهْزِئُونَ بوزارة الخارجية الأمريكية، ووزارة الدفاع حول عدم قدرتهم على السيطرة على الوثائق في وزاراتهم.

كان مدير الوكالة مايك بومبيو خائفًا على ما يبدو من غضب الرئيس دونالد ترامب، كان مترددًا في البداية في إطلاع الرئيس على تسريب الملفات لموقع ويكيليكس ” Vault 7 “، وفقًا لمسؤول كبير سابق في إدارة دونالد ترامب.

قال مايك بومبيو لأحدهم: لا تخبروه، فهو لا يحتاج إلى معرفة ذلك.

قال مسؤول سابق في الإدارة الأمريكية : تم إخبار مايك بومبيو، بأن المعلومات حساسة ويجب إبلاغ الرئيس.

قال مستشار سابق في الأمن الوطني في إدارة دونالد ترامب : إن كبار المسؤولين في مكتب التحقيقات الفيدرالي – أف بي اي FBI، ووكالة الأمن القومي الأمريكية NSA، دعوا مرارًا وتكرارًا، إلى إجتماعات بين الوكالات، لتحديد مستوى الضرر، بسبب تسريب ملفات ” Vault 7 “.

بحسب مسؤول أمريكي سابق تحدث لموقع ياهو نيوز: أعتقدت وكالة الأمن القومي – NSA ، أنه على الرغم من أن تسرب الملفات يخص وكالة الإستخبارات المركزية، الإ أنه ممكن أن يعطي مؤشرات ( للصين وروسيا ) حول العمليات التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الأمريكية.

قال مسؤول إستخباراتي كبير سابق : إن الأسلوب الذي تحدث به مايك بومبيو أثناء تواجده في مركز الأبحاث CSIS، يكشف عن الأسلوب العدواني !

يريد أن يدفع الأمور إلى أقصاها خلال شَغلهِ لمنصبه كمدير لوكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية.

كانت إدارة دونالد ترامب ترسل إشارات بأنها ( لن تكون ملزمة بما حددته الإدارة السابقة – إدارة باراك أوباما، فيما يخص موقع ويكيليكس ).

بالنسبة لبعض من مسؤولي المخابرات الأمريكية، هذا التغيير كان موضع ترحيب !

كانت هنالك عداوة هائلة لموقع ويكيليكس، منذ البداية، من قبل مجتمع الإستخبارات “، روبرت لت.

دفع تسريب ملفات الإختراق الخاصة بوكالة الإستخبارات المركزية – Vault 7 إلى التفكير بعقلية جديدة تماما من قبل الإدارة، حول كيفية رؤية موقع ويكيليكس بإعتباره جهة مناوئة للولايات المتحدة

كان ذلك شيء جديد، شيء ينعش عمل مجتمع الإستخبارات و وكالات تنفيذ القانون

ويليام إيڤانينا – مسؤول سابق في مكافحة التجسس

كانت المعلومات حول جوليان أسانج في كثير من الأحيان مدرجة في ملخص للرئيس دونالد ترامب، الملخص هو معلومات إستخبارية عالية السرية، تعدها وكالات الإستخبارات الأمريكية، والتي تذكر بشكل ملخص قضايا الأمن القومي الأكثر أهمية في ذلك اليوم، وفقا لمسؤول أمن وطني سابق في إدارة دونالد ترامب.

كان السؤال الفوري الذي يواجه المدير الجديد مايك بومبيو و وكالة الإستخبارات المركزية – CIA : كيف ننتقم من جوليان أسانج وموقع ويكيليكس.

وجد المسؤولون في الوكالة الإجابة من خلال ( التجريم القانوني ).

في العادة، بالنسبة للإستخبارات الأمريكية من أجل التدخل بشكل سري فيما يخص أنشطة أي فاعل أجنبي ضد الولايات المتحدة، يجب على الرئيس التوقيع على وثيقة تسمى ” الدليل “ ، وبالتالي سوف يسمح للوكالة بالتدخل بعمليات سرية.

كذلك يجب إطلاع لجان الإستخبارات في الكونغرس ( مجلس الشيوخ والنواب ).

في حالات حساسة للغاية، يقتصر إطلاع لجان الكونغرس، فقط لإعضاء محددين، يسمون مجموعة الثمانية – وهم الزعماء الأربعة في ( مجلس النواب – زعيم الجمهورين وزعيم الديمقراطيين / مجلس الشيوخ – زعيم الأغلبية وزعيم الأقلية )، بالإضافة إلى رؤوساء والأعضاء الكبار في لجان الإستخبارات.

بحسب مسؤولون سابقون في الإستخبارات : هنالك العديد من الإجراءات التي تتخذها وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية، ضد وكالة تجسس أخرى، تعتبر ” أنشطة مكافحة تجسس “، والتي تقوم بها دون الحاجة لموافقة الرئيس أو إطلاع الكونغرس.

قال مسؤول سابق : في كثير من الأحيان، تقوم وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية بإتخاذ هذه القرارات داخليا، بناء على تفسيرات ما يسمى ” القانون المتعارف عليه “، ولا أعتقد أن الجمهور يدرك مقدار ما تستطيع وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية [CIA] القيام به ضمن ” عمليات مكافحة التجسس “، حيث لايوجد الحد الأدنى من الرقابة على العمليات.

بحسب مسؤول في الإستخبارات : تكمن الصعوبة في إثبات أن موقع ويكيليكس يعمل بتوجيه من الحكومة الروسية، لذلك، كان هذا عاملا رئيسياً وراء خطوة وكالة الإستخبارات المركزية – CIA ، لتعيين الموقع بإنه مجموعة إستخبارات معادية.

كان هنالك الكثير من النقاش القانوني، هل أن مؤسس موقع ويكيليكس عميل روسي ؟

لم يكن واضحاً هذا الأمر.

لذلك كان السؤال، هل يمكن أن يتم وصفهم بأنهم كيان معادٍ للولايات المتحدة ؟

بحسب محامي مجتمع الإستخبارات : نعم، أنه يمكن إعتبارهم كيان معادٍ للولايات المتحدة.

بحسب مسؤول سابق في إدارة دونالد ترامب : عندما أعلن مدير وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية، مايك بومبيو بأن موقع ويكيليكس إستخبارات معادية غير حكومية !لم يكن يتحدث عن فراغ، تم إختيار هذه العبارة بعناية، والتي تعبر عن رأي الإدارة.

لكن إعلان مدير وكالة الإستخبارات المركزية مايك بومبيو فاجأ روبرت لت، الذي ترك منصبه كمستشار عام لمكتب مدير المخابرات الوطنية، بعد ثلاثة أشهر.

بناء على المعلومات التي رأيتها، أعتقد أن مدير الوكالة تجاوز كثيراً “، روبرت لت.

بالنسبة للعديد من مسؤولي الإستخبارات، كان وصف مايك بومبيو لموقع ويكيليكس، خطوة إيجابية.

قال مسؤول سابق في وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية : أتفقنا جميعا على أن موقع ويكيليكس كان منظمة إستخبارية مُعادية وينبغي التعامل معها وفقا لذلك.

قال مسؤول سابق في وكالة الإستخبارات المركزية : بعد فترة وجيزة من خطاب مدير وكالة الإستخبارات المركزية، طلب مايك بومبيو من مجموعة صغيرة من كبار ضباط وكالة المخابرات المركزية، بإستخدام ” فن الممكن “، عندما يقتصر الأمر بالنسبة لموقع يكيليكس.

لاتلتزموا بأي محددات، لا تضعوا رقابة ذاتية على تفكيركم، أريد منكم أفكار عملياتية، لاتقلقوا بشأن
المحامون في واشنطن.


مقر وكالة المخابرات المركزية في لانغلي، أرسل رسائل لتوجيه محطات الإستخبارات والقواعد في جميع أنحاء العالم لتحديد أولويات بالنسبة لموقع ويكيليكس.

قال ويليام إيڤانينا : تصنيف وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية لموقع ويكيليكس بإعتباره ” مجموعة إستخبارات غير حكومية “، أدى إلى مضاعفة الجهود على الصعيد العالمي و محليا في جمع المعلومات الإستخبارية ضده.

قال مسؤول في مكافحة التجسس لموقع ياهو نيوز : تشمل تلك الجهود تتبع تحركات وإتصالات جوليان أسانج و الموظفين في موقع ويكيليكس، وتكثيف الجهود في الجانب التقني، وتجنيد المزيد من الإشخاص.

لم تكن المهمة سهلة.

قال مسؤول إستخباراتي سابق : إن موظفي موقع ويكيليكس كانوا أناس متشككون بشكل كبير.

قدرت وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية : بإنه توجد مجموعة صغيرة ( أفراد موقع ويكيليكس ) لديهم إمكانية الوصول للملفات المسروقة ” Vault 7 “، والتي تريد الوكالة إستردادها.

أستخدم هؤلاء الأفراد، إجراءات أمنية، جعلت من الحصول على المعلومات ( إستردادها ) أمرًا صعبًا، بما في ذلك الإحتفاظ بهذه المعلومات في محركات أقراص تخزين مشفرة ، حملوها معهم أو في خزائن، وفقًا لمسؤولين سابقين.


زعم موقع ويكيليكس، أنه لم ينشر سوى جزء بسيط من ملفات ” Vault 7 “، التي حصلوا عليها.

لذا، ماذا لو وجدت الإستخبارات جزء من تلك الملفات غير المنشورة، عبر الانترنت ؟

في البيت الأبيض، بدأ المسؤولون التخطيط لهذا المسار.

هل يمكن للولايات المتحدة شن هجوم إلكتروني على الكمبيوترات التي تحتوي على هذه الملفات، أو التي يستخدمها موقع ويكيليكس لخزن هذه الوثائق ؟

لم يكن المسؤولون متأكدين مما إذا كانت وزارة الدفاع لديها سلطة القيام بذلك في ذلك الوقت، في غياب توقيع الرئيس الأمريكي على هذا الأمر.

بدلا من ذلك، أقترحوا، ربما وكالة الإستخبارات المركزية يمكن أن تنفذ نفس الإجراءات في ظل السلطات الداخلية التي تمتلكها لـ ” مكافحة التجسس “.

بعد كل هذا، يعرف المسؤولون، بأن الوكالة سوف تقوم بحذف هذه الملفات العائدة لها.

مع ذلك، جواسيس الولايات المتحدة لم يعثروا مطلقًا على نسخة من ملفات ” Vault 7 “، غير المنشورة، عبر الإنترنت، لذا في النهاية، كان مجرد موضوع للنقاش، وفقًا لمسؤول سابق في الأمن القومي.

رغم ذلك، حققت وكالة الإستخبارات المركزية بعض النجاحات.

قال مسؤولون سابقون : أنه بحلول منتصف عام ٢٠١٧، كان لدى جواسيس الولايات المتحدة معلومات إستخباراتية ممتازة، عن العديد من أعضاء موقع ويكيليكس وشركائهم، ليس فقط جوليان أسانج.

وفقاً لمسؤوليين سابقين تحدثوا لموقع ياهو نيوز : شملت هذه المعلومات، ماذا كان هؤلاء الأفراد يقولون، ومع من يتحدثون، المناطق التي سافروا لها، وأين يتواجدون ( تأريخ ووقت )، و ما المنصات التي كان هؤلاء الأفراد يتواصلون من خلالها.

طورت وكالات التجسس الأمريكية معلومات إستخبارية جيدة حول موقع يكيليكس بربط ” أنماط الحياة ” ، ولاسيما من يسافرون داخل أوروبا، وفقاً لمسؤول أمن وطني سابق.

كانت الإستخبارات الأمريكية حريصة بشكل خاص على المعلومات الخاصة بتوثيق سفر أعضاء موقع ويكيليكس إلى روسيا أو دول في فلك روسيا، بحسب مسؤول سابق تحدث لموقع ياهو نيوز.

قال مسؤول كبير سابق لموقع ياهو نيوز : بالنسبة لوكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية، كان التصنيف الجديد ضد موقع ويكيليكس يعني أن جوليان أسانج أصبح ليس فقط هدفاً لجمع المعلومات الإستخبارية، وأنما منعه من الهروب لروسيا.

إقتراحات بدأت تظهر لدى أعلى مسؤولين في وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية ووكالة الأمن القومي للقيام بأنشطة تخريبية مختلفة جوهرها هو ” مكافحة التجسس ” ضد موقع ويكيليكس.

وفقاً لمسؤوليين ثلاث سابقين لموقع ياهو نيوز : شملت هذه العمليات، شل البنية التحتية الرقمية للموقع، تعطيل الإتصالات الخاصة بالموقع، إثارة النزاعات الشخصية الداخلية، داخل مجموعة موقع ويكيليكس، عن طريق نشر المعلومات التي تثير المشاكل بينهم، وسرقة الأجهزة الإلكترونية لأعضاء موقع ويكيليكس.

وفقاً لمسؤوليين في الإستخبارات سابقين تحدثوا لموقع ياهو نيوز : تم رفض أسلوب التسلل الشخصي إلى المجموعة، إما بواسطة شخص حقيقي يتواصل مع المجموعة أو عن طريق إختراع شخصية إلكترونية لكسب ثقتهم ، لأنه من غير المرجح أن ينجح، لأن أعضاء موقع ويكيليكس كانوا واعين جدًا بموضوع الأمن.

قال مسؤول في الإستخبارات سابق لموقع ياهو نيوز : إن زرع الخلاف داخل المجموعة بدا أسهل طريق للنجاح، ويرجع ذلك جزئيًا، إلى أن هؤلاء الإعضاء يكرهون بعضهم البعض ويثيرون المشاكل مع بعضهم البعض، طوال الوقت.

لكن العديد من الأفكار الأخرى لم تكن جاهزة في الوقت المناسب.

كان بعض الإعضاء الذين يعملون مع موقع ويكيليكس يتنقلون حول العالم، وأرادت وكالة الإستخبارات سرقة أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، لأنهم أعتقدوا أنه ربما قد تكون الملفات المسروقة ( Vault 7 )، موجودة فيها

مسؤول سابق في الإستخبارات الأمريكية تحدث لموقع ياهو نيوز

المسؤول في الإستخبارات لم يتمكن من الإفصاح أو تحديد هذا الشخص.

ولكن بعض من المقترحات السابقة للوكالة قد تمت الموافقة عليها في نهاية المطاف.

في كانون أول / ديسمبر ٢٠٢٠، متسلل ألماني ( آندي مولر-ماغون Andy Müller-Maguhn )، مرتبط بشكل وثيق بـموقع ويكيليكس، والذي ساعد في نشر ملفات ” Vault 7 “، المسروقة من الوكالة، أدعى، أنه تعرض لمحاولة إقتحام لمنزلهِ، الذي كان مؤمن بقفل ألكتروني متقن للحماية.

قال أندي مولر : إنه بالفعل كان مُتابعاً بواسطة شخصيات غامضة، وأن هاتفه تعرض للإختراق والتنصت عليه.

Andy Müller-Maguhn
أندي مولر متحدثاً في مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا – ٢٠١٤

رداً على سؤال من موقع ياهو نيوز، عما إذا كانت وكالة الإستخبارات المركزية قد أقتحمت منازل موظفي موقع ويكيليكس، سرقة أو مسح أقراصهم الصلبة التي عليها بيانات أو وثائق، رفض مسؤول الإستخبارات السابق الخوض في التفاصيل، لكنه قال : أن بعض الإجراءات تم إتخاذها.

بحلول صيف عام ٢٠١٧، كانت مقترحات وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية تدق ناقوس الخطر لدى ( مجلس الأمن القومي ).

قال مسؤول سابق في مجلس الأمن القومي في إدارة دونالد ترامب، لموقع ياهو نيوز : كان مدير الوكالة مايك بومبيو مهتماً جداً بموقع يكيليكس، بعد نشر ملفات الإختراق الخاصة بالوكالة ” Vault 7 “، طلب من نائبة مدير الوكالة جينا هاسبل، الإنتقام من جوليان أسانج.

وفقاً لـ ٤ مسؤوليين سابقين : في إجتماعات بين كبار مسؤولي إدارة دونالد ترامب، بعد أن بدأ موقع ويكيليكس في نشر ملفات الإختراق الخاصة بوكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية ” Vault 7 “، بدأ مدير الوكالة، مايك بومبيو بمناقشة مقترح إختطاف جوليان أسانج.

قال مسؤول سابق: كان مفهوم الإختطاف لجوليان أسانج، قد سبق تولي مايك بومبيو إدارة الوكالة، لكنه دافع عن هذه المقترحات.

أقترح مدير الوكالة الجديد مايك بومبيو، وآخرون في الوكالة، إختطاف جوليان أسانج من السفارة الإكوادورية، وإحضاره خِلسة للولايات المتحدة، عبر دولة ثالثة – كان هذا الإجراء معروف بإسم ( التسليم rendition – أو هو إجراء يتبع فقط في الولايات المتحدة من خلال إرسال مجرم أجنبي أو إرهابي مشتبه، سراً، إلى دولة أخرى، ليتم إستجوابه، حيث هذه الدولة لاتوجد فيها معايير إحترام حقوق الإنسان ).

قال مسؤول في الإستخبارات سابق : كانت الفكرة هي إقتحام السفارة الإكوادورية، إخراج جوليان أسانج وجلبهِ إلى حيث تريد الوكالة.

قال المسؤول : كانت عملية أخرى مُقترحة، أقل إثارة للمشاكل، تضمنت خطف عملاء أمريكيين لجوليان أسانج من السفارة وتسليمه إلى السلطات البريطانية.

كانت مثل هذه الإجراءات، من المؤكد أن تخلق أزمة دبلوماسية وسياسية عاصفة، لأنها تنطوي على إنتهاك الحرمة
لسفارة الإكوادور، وإختطاف مواطن لدولة شريك مهم للولايات المتحدة، وهي – أستراليا – في عاصمة المملكة المتحدة، لندن، وهي أقرب حليف للولايات المتحدة.

قال مسؤول الإستخبارات السابق : إن محاولة إخراج جوليان أسانج من سفارة في العاصمة البريطانية، صدمت البعض، وتم وصفها بأنها “سخيفة “.

هذه ليست باكستان أو مصر – نحن نتحدث عن بريطانيا

مسؤول إستخبارات سابق

لم يكن الإذعان البريطاني مضمونًا.

المسؤولون السابقون أختلفوا فيما بينهم حول مدى معرفة السلطات البريطانية بخطط تهريب جوليان أسانج، لدولة أخرى، أثناء تحدثهم لموقع ياهو نيوز.

ولكن في مرحلة ما، أثار المسؤولون الأمريكيون هذه القضية مع نظرائهم البريطانيين.

The Ecuadorian Embassy in London
السفارة الإكوادورية في لندن، حيث كان جوليان أسانج يتواجد فيها
Will Oliver/EPA/Shutterstock

كان هنالك نقاش مع البريطانيين، إذا علمتم بأن عملاء وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية، دخلوا وأخذوا جوليان أسانج من السفارة، فلا تهتموا للأمر !

لكن البريطانيين قالوا : مستحيل، لايمكنكم فعل ذلك على أراضينا، ولن نسمح بحدوث ذلك
“.

مسؤول كبير في مكافحة التجسس في الولايات المتحدة ، تحدث لموقع ياهو نيوز

بالإضافة إلى المخاوف الدبلوماسية بشأن التهريب السري لجوليان أسانج، بعض من مسؤولي وكالة الأمن القومي الأمريكية، يعتقدون : أن إختطاف جوليان أسانج سيكون من الواضح بأنه عمل غير قانوني.


قال مسؤول سابق في وكالة الأمن القومي : لا يمكنك ببساطة جر الناس لسيارة وخطفهم.

في الواقع، قال هذا المسؤول السابق : بالنسبة لبعض موظفي مجلس الأمن القومي، كان السؤال الرئيسي : هل كان من الممكن التصرف ضد جوليان أسانج تحت سلطات وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية الخاصة بمكافحة التجسس ؟.


بحسب إعتقاد هذا المسؤول السابق : تلك السلطات تهدف إلى تمكين أنشطة التجسس التقليدية للوكالة ضد وكالة تجسس أجنبية ! … يختلف عن الوسائل التي إستخدمتها الوكالة لمحاربة الإرهاب.…( ** يقصد عمليات التعذيب ضد المتورطين في الإرهاب، تنظيم القاعدة وغيرهم، التي تم فضحها، وهزت وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية كذلك ).

بعض من المقترحات، تجاوزت موضوع الإختطاف.

طبقا لما أفاد به ( ٣ ) مسؤولون سابقون لموقع ياهو نيوز : لقد فكروا في قتل جوليان أسانج.

قال أحد هؤلاء المسؤولين الثلاث، لموقع ياهو نيوز : طرح هذا الأمر خلال إيجاز في إجتماع ربيع ٢٠١٧، حيث تم إطلاعي، بأنه تم طرح الموضوع على الرئيس دونالد ترامب، عما إذا كانت وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية، يمكن أن تغتال جوليان أسانج وقدموا له خيارات، لكيفية القيام بذلك.

يتذكر هذا المسؤول الكبير في وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية : كان يُنظر لهذا الإقتراح بأنه أمر سخيف ومثير للسخرية.

ليس من الواضح مدى جدية المقترحات الخاصة بقتل جوليان أسانج.

قال أحد المسؤوليين السابقين في مكافحة التجسس في إدارة دونالد ترامب لموقع ياهو نيوز : قيل لي إنها مجرد ثرثرة عابرة، أنتم تعرفون دونالد ترامب !

ومع ذلك، في نفس الوقت تقريبًا، قال مسؤول سابق في الإستخبارات لموقع ياهو نيوز : إن المدراء التنفيذيون للوكالة طلبوا عمليات ومخططات، وتلقوا هذه المخططات، لقتل جوليان أسانج وغيره من أعضاء موقع ويكيليكس، الذين يتخذون من أوروبا مقراً لهم، ممن لديهم حق الوصول إلى الملفات المسربة الخاصة بوكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية ” Vault 7 “.

كانت هنالك نقاشات حول ما إذا كان قتل جوليان أسانج يعتبر قانونياً، بحسب المسؤول السابق.

لم يستطع موقع ياهو نيوز Yahoo News تأكيد ما إذا كانت هذه المقترحات قد وصلت البيت الأبيض.

بعض المسؤولين الذين لديهم إطلاع على مقترحات إختطاف جوليان أسانج، قالوا لموقع ياهو نيوز، بإنهم لم يسمعوا عن مقترحات لقتل جوليان أسانج.

في تصريح لـموقع ياهو نيوز Yahoo News ، نفى الرئيس السابق دونالد ترامب إنه كان يريد مقترحات لإغتيال جوليان أسانج، وقال : هذا الموضوع كذب، لم يحدث مطلقاً.

وبدا أن دونالد ترامب كان يعبر عن بعض التعاطف مع محنة جوليان أسانج.

في الحقيقة، أعتقد أنه تم معاملتهِ بشكل سيء للغاية “، قال الرئيس السابق دونالد ترامب لموقع ياهو نيوز.

مهما كانت وجهة نظر دونالد ترامب في الأمر في ذلك الوقت، فإن محامي مجلس الأمن القومي الخاص به، كان حصناً قانونياً منيعاً، فيما يخص مقترحات وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية الغير قانونية.

وفقا لمسؤول كبير سابق في الإستخبارات في إدارة دونالد ترامب، تحدث لموقع ياهو نيوز : بينما يعتقد الناس إن إدارة دونالد ترامب لاتعطي أهمية للقوانين، ولكن كان لديهم محامون جيدون يهتمون بهذا الأمر.

President Donald Trump at CIA headquarters
Mandel Ngan/AFP
الرئيس السابق دونالد ترامب في مقر وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية في لانغلي – ٢٠١٧

قال مسؤول سابق في وكالة الأمن القومي : أثارت النقاشات حول إختطاف جوليان أسانج، إنزعاجا شديداً لدى بعض كبار المسؤولين في إدارة دونالد ترامب، ومنهم جون أيزنبرغ John Eisenberg، كبير محامي مجلس الأمن القومي، ومايكل إليس Michael Ellis، نائبهِ، من أن المدير الجديد لوكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية مايك بومبيو يدعو إلى عمل أشياء من المحتمل أن تكون غير قانونية، خصوصاً عمليات الإختطاف والتعذيب في دولة ثالثة.

كتب جون أيزنبرغ إلى المستشارة العامة لوكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية كورتني إلوود Courtney Simmons Elwood ، معربًا عن مخاوفه بشأن هذا الموضوع، بحسب مسؤول في وكالة الأمن القومي في إدارة دونالد ترامب.

ليس من الواضح مدى معرفة المستشارة العامة للوكالة، بالمقترحات.

عندما تولى المدير الجديد للوكالة مايك بومبيو زمام الأمور، أستبعد الكثير من المحامين، بحسب أحد كبار المحامين السابقين في مجتمع الإستخبارات.

Courtney Simmons Elwood
خلال جلسة إستماع في مجلس الشيوخ لترشيحها لمنصب مستشارة عامة لوكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية
٢٦ نيسان / أبريل ٢٠١٧
C-SPAN

وجود المدير الجديد لوكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية، مايك بومبيو، شخصياً، إلى البيت الأبيض، حيث سيلتقي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحده، إلى تفاقم المخاوف لدى المحامين.

شعر جون أيزنبرغ بالقلق من أن المدير الجديد للوكالة خلال الإجتماعات يأخذ الموافقة والتوقيع من الرئيس على عمليات لايعرف عنها شيئًا ( ** المحامي جون أيزنبرغ لايعرف عنها )، وفقًا لما قاله المسؤولين السابقين لموقع ياهو نيوز.

كما أعرب مسؤولو مجلس الأمن القومي عن قلقهم بشأن توقيت المقترحات حول إختطاف جوليان أسانج.

المناقشات حول عمليات الإختطاف حدثت قبل أن تقدم وزارة العدل أي ملف جنائي تتهم بشكل رسمي جوليان أسانج ، حتى وأن كانت الإجراءات القانونية في طور الأعداد – بمعنى أنه كان من الممكن أن تكون وكالة الإستخبارت المركزية الأمريكية قد قامت بإختطاف جوليان أسانج من السفارة، دون أي أساس قانوني، لمحاكمته في الولايات المتحدة.

وحث جون أيزنبرغ مسؤولي وزارة العدل على الإسراع في صياغة التهم الموجهة إلى جوليان أسانج، في حالة إن وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية ماضية في مخططاتها في إختطاف جوليان أسانج، وفقاً لمسؤول سابق في إدارة دونالد ترامب، تحدث لموقع ياهو نيوز.

طلب البيت الأبيض من المدعي العام جيف سيشنز Jeff Sessions، إذا كانت وزارة العدل ماضية في تقديم لائحة إتهام ضد جوليان أسانج، فعليهم الإسراع بهذا الأمر، وفقًا لما ذكره أحد كبار المسؤولين السابقين في إدارة دونالد ترامب، تحدث لموقع ياهو نيوز.

أصبحت الأمور أكثر تعقيدًا في أيار / مايو ٢٠١٧، عندما تم إسقاط تهم الإغتصاب ضد جوليان أسانج في السويد، والتي كان ينفيها بشكل مستمر.

مسؤولو البيت الأبيض طوروا خطة إحتياطية: سيقوم البريطانيون بتوقيف جوليان بأسانج بتهمة عدم تنفيذ أمر المحكمة بالحضور في عام ٢٠١٢، وإعطاء وزارة العدل الأمريكية فسحة من الوقت، لمدة ٤٨ ساعة، للإسراع في إصدار لائحة إتهام قانونية ضده.


كان جون أيزنبرغ قلقًا بشأن الآثار القانونية من خلال إختطاف جوليان أسانج بدون تهم جنائية، وفقًا لمسؤول سابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية تحدث لموقع ياهو نيوز.

قال مسؤول أخر في وكالة الأمن القومي الأمريكية، كان يحضر الإجتماعات لمجلس الأمن القومي حول الموضوع، لموقع ياهو نيوز : عندما لاتوجد لائحة إتهام رسمية ضد جوليان أسانج، عندما تختطفه الوكالة وتحضره، هل سنعود إلى” المواقع السوداء “؟ … ( ** المواقع السوداء Black Sites – كانت تديرها وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية في دول أخرى، حيث لايوجد أي سلطة أخرى، غير سلطة الوكالة، حيث تستخدم طرق التعذيب، التي تم فضحها، بعد أحداث ١١ أيلول / سبتمبر ٢٠٠١، التي أستخدمت ضد المشتبه بهم بإرتكاب جرائم إرهابية، وتوعدت الوكالة بعدم اللجوء مرة أخرى لهذه الطرق ).

خلال النقاش الدائر بين المسؤولون الأمريكيون حول شرعية إختطاف جوليان أسانج ، يعتقد المسؤولين بأنهم كانوا يتسابقون مع الزمن.

حذرت تقارير إستخبارية من أن الحكومة الروسية، لديها خططها الخاصة لتهريب مؤسس موقع ويكيليكس من السفارة الإكوادورية، إلى موسكو، وفقًا للمسؤول السابق ويليام إيفانينا، والذي كان أعلى مسؤول في مكافحة التجسس في الولايات المتحدة، من عام ٢٠١٤ حتى أوائل عام ٢٠٢١، حيث تقاعد وأصبح مدير مجموعة إيڤانينا.

قال المسؤول في مكافحة التجسس لموقع ياهو نيوز : لدى الولايات المتحدة مجموعة رائعة من الخطط، كنا واثقين جدًا من أننا قادرين على منع أي من محاولات التهريب هذه.

Simulation: Some of the ‘enhanced interrogation techniques’ used at the CIA ‘black site’ run by Trump’s pick to direct it were shown on Zero Dark Thirty, the movie about the hunt for bin Laden
صورة من فلم سينمائي، توضح المواقع السوداء وعمليات التعذيب

أصبح المسؤولون الأمريكييون قلقين بشكل خاص عندما لاحظوا أن العملاء الروس بالقرب من السفارة الإكوادورية في سيارات دبلوماسية يقوموم بمناورة ” التسرب بشتى الإتجاهات ” ، وهو أسلوب شائع لوكالات التجسس في إثارة التشتت لدى وكالات الإستخبارات الأخرى، من خلال التهرب من المراقبة، وفقًا لمسؤولين سابقين تحدثوا لموقع ياهو نيوز.

قد تكون هذه الممارسة بالتنسيق مع الإكوادوريون في السفارة، لإخراج جوليان أسانج وتهريبه لروسيا، بحسب ما أعتقده المسؤولون الأمريكيون في ذلك الوقت.

الإكوادوريون سوف يطلعون الروس على أنهم سيخرجوا جوليان أسانج من السفارة، وبعد ذلك سوف يصطحبه العملاء الروس ويقومون بتهريبه إلى روسيا

مسؤول سابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية تحدث لموقع ياهو نيوز
جوليان أسانج يحيي أنصاره أمام السفارة الإكوادورية في لندن – أيار ٢٠١٧

Assange greets supporters outside the Ecuadorian Embassy
in London on May 19, 2017
AFP

قال مسؤول سابق في إدارة دونالد ترامب لموقع ياهو نيوز : طور المسؤولون الأمريكيون خططًا متعددة، لإحباط أي محاولة من قبل عملاء الحكومة الروسية لتهريب جوليان أسانج إلى روسيا، من إشتباكات بالإيدي مع العملاء الروس في شوارع لندن، إلى عملية إصطدام سيارات ببعضها البعض والتي تحمل جوليان أسانج.

أختلف المسؤولون الأمريكيون حول كيفية منع تهريب جوليان أسانج !

قال مسؤول سابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية لموقع ياهو نيوز : إقتراح الإصطدام بواسطة سيارة لوقف المركبة التي تقل جوليان أسانج، ليس تجاوزاً للحدود، أو مسار للعمل خارج عن القانون، هذا شيء عادة نفعله في أفغانستان، لكن ليس في المملكة المتحدة.

ولكن توجد مشكلة بشكل خاص، إن جوليان أسانج، من المرجح أن يتم تهريبه في مركبة دبلوماسية روسية !

قال أحد كبار المسؤوليين في إدارة دونالد ترامب لموقع ياهو نيوز : إذا تمكن الروس من نقل جوليان أسانج إلى طائرة، فإن عملاء الولايات المتحدة أو عملاء بريطانيون سوف يمنعونها من الإقلاع من خلال سد الطريق أمامها بسيارة على المدرج، أو تحوم طائرة هليكوبتر فوقها أو أمامها أو إطلاق النار على إطاراتها.

في حالة نجاح العملاء الروس في إخراج جوليان أسانج بطائرة، فأن الولايات المتحدة سوف تطلب من دول الإتحاد الأوربي، بحرمان الطائرة من التحليق في المجال الجوي العائد لها.

بحسب ويليام إيڤانينا المسؤول الكبير في مكافحة التجسس في الولايات المتحدة : في النهاية، طورت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ” ملفًا مشتركًا ” لمنع تهريب جوليان أسانج، لمنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، من الحصول على الدعاية، التي حصل عليها، عندما تم تهريب إدوارد سنودن، المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية، إلى روسيا في عام ٢٠١٣.

Russian President Vladimir Putin at a press conference
in Moscow on July 1, 2013
Alexander Nemenov/AFP
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – موسكو ٢٠١٣

إنه ليس الوحيد الذي سوف يصل إلى روسيا ويأخذ الأسرار معه !

سوف يحصل فلاديمير بوتين على الإثنين معاً، إدوارد سنودن وجوليان أسانج !

سيحصل بوتين على إنتصار سياسي أقليمي كبير، له ولأجهزتهِ الإستخبارية
“.

ويليام إيڤانينا – المسؤول الكبير السابق في الولايات المتحدة، في مكافحة التجسس


أن تحالف الإستخبارات بين الدول الخمس / الولايات المتحدة، بريطانيا، أستراليا، كندا، ونيوزلندا أو العيون الخمس للإستخبارات، كان حاسماً بهذا الشأن !

كنا واثقين جدًا، أننا سنكون قادرين على منعه من الذهاب إلى هناك ( ** روسيا ) “.

ويليام إيڤانينا – المسؤول الكبير السابق في الولايات المتحدة في مكافحة التجسس، متحدثاً لموقع ياهو نيوز، ورفض التحدث عن الخطط لمنع تهريب جوليان أسانج لروسيا

شهادة في تحقيق جنائي إسباني تشير بقوة إلى أن الإستخبارات الأمريكية كان لها عيون داخل السفارة الإكوادورية، تساعدها في الحصول على المعلومات بشكل مستمر.

بحلول أواخر عام ٢٠١٥، أستعانت سفارة الإكوادور بشركة أمن إسبانية، تدعى UC Global، حيث أمضى جوليان أسانج بالفعل عدة سنوات في تشغيل موقع ويكيليكس من هناك.

مع ذلك، لا حكومة الإكوادور، ولا السفارة الإكوادورية، بحلول منتصف عام ٢٠١٧، يعرفون، إن شركة الأمن ( UC Global )، تعمل لصالح وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية، وفقًا لموظفين سابقين الذين ثبتا شهادتيهما في تحقيق جنائي إسباني، أوردته لأول مرة صحيفة El País.

كانت الشركة الإسبانية تزود وكالات الإستخبارات الأمريكية بتقارير مفصلة عن أنشطة جوليان أسانج وزواره،
كذلك المراقبة بالصوت والصورة لجوليان أسانج، بواسطة الأجهزة المثبتة سراً في السفارة
، بحسب شهادة الموظفين.

أكد مسؤول سابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي، لموقع ياهو نيوز : أن الإستخبارات الأمريكية تمكنت من الوصول إلى فيديوات المراقبة لجوليان أسانج، داخل السفارة، لكنه أمتنع عن تحديد كيفية حصولهم عليها.

بحلول كانون أول / ديسمبر ٢٠١٧، كانت خطة نقل جوليان أسانج إلى روسيا، جاهزة.

علمت شركة الأمن والحماية في السفارة الإكوادورية ( التي تتعامل مع وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية – يو سي غلوبال – UC Global)، أن جوليان أسانج سوف يحصل على جواز سفر دبلوماسي من حكومة الإكوادور، بهدف المغادرة إلى بلد ثالث، قبل ذهابه إلى روسيا، بحسب موظف سابق.

في ١٥ كانون أول / ديسمبر، قامت حكومة الإكوادور بجعل جوليان أسانج دبلوماسيًا رسميًا تابعاً لها، و
تعتزم تكليفهِ بالعمل في سفارة الإكوادور في موسكو
، بحسب الوثائق التي حصلت عليها وكالة الأسوشييتد پرس.

قال جوليان أسانج، إنه لم يكن على علم بالخطة التي يريد تنفيذها وزير خارجية الإكوادور من خلال تكليفه بالعمل الدبلوماسي في موسكو، وإنه رفض قبول هذا العرض، بحسب فيدل نارڤايز Fidel Narvaez، الذي كان السكرتير الأول في سفارة الإكوادور في لندن، بين الأعوام ( ٢٠١٧- ٢٠١٨ ).

قال فيدل نارڤايز Fidel Narvaez، لموقع ياهو نيوز : إنه تم توجيههِ من قبل المسؤوليين في السفارة لمحاولة حصول جوليان أسانج على صفة دبلوماسي في سفارة لندن.

ومع ذلك، كان لدى حكومة الإكوادور خطة أخرى، وقد علمت أنها أرادت عمله كدبلوماسي في موسكو، بحسب فيدل نارڤايز.


آيتور مارتينيز Aitor Martínez، محامي إسباني عن جوليان أسانج، عمل عن كثب مع حكومة الإكوادور للحصول على الوضع الدبلوماسي لموكلهِ، أكد بإن وزير الخارجية الإكوادوري، قدم تعيين جوليان أسانج، كدبلوماسي في روسيا، كأمر واقع – وأن جوليان أسانج، عندما سمع بذلك، رفض على الفور.

في ٢١ كانون أول / ديسمبر، وجهت وزارة العدل الأمريكية، الإتهام سراً لجوليان أسانج، وزادت من فرص التسليم القانوني لجوليان أسانج للولايات المتحدة.

بنفس اليوم، سجلت شركة الأمن المعينة بواسطة السفارة الإكوادورية ( UC Global )، لقاءاً، عقد بين جوليان أسانج ورئيس جهاز الإستخبارات في الاكوادور، لمناقشة خطة تهريبه من السفارة ، وفقًا لـصحيفة El País الإسبانية.

بعد ساعات من الإجتماع – الذي سجلته شركة الأمن UC Global، سفير الولايات المتحدة نقل الأمر لسفير حكومة الإكوادور، وأن الولايات المتحدة لديها العلم بمحاولة تهريب جوليان أسانج، كما ذكرت صحيفة El País الإسبانية.


يقول أيتور مارتينيز: إن الخطة – التي نظمها رئيس الإستخبارات الإكوادورية – لتهريب جوليان أسانج خارج سفارة الإكوادور في لندن، كدبلوماسي، إلى دولة ثالثة، تم إلغاءها، بعد أن علموا أن الأمريكيين كانوا على علم بذلك.

لكن مسؤولي الإستخبارات الأمريكية أعتقدوا أن روسيا خططت لإخراج جوليان أسانج، في عشية أعياد الميلاد.

بحسب موظف سابق لدى شركة الأمن ( UC Global )، إن مدير شركة الأمن المعينة بواسطة سفارة الإكوادور، ناقش بإتصالاته من الأمريكيين، إمكانية ترك باب السفارة مفتوحاً، وكأن الموضوع حدث بالمصادفة، مما سيسمح للأشخاص ( العملاء ) بالدخول من خارج السفارة، وخطف جوليان أسانج.

في الشهادة التي تم الإبلاغ عنها لأول مرة في صحيفة الغارديان البريطانية، تم مناقشة فكرة أخرى، وهي ” دس السُم ” لجوليان أسانج، بحسب شهادة الموظف السابق، الذي قال بأن مديره، أخبره بذلك.

حتى جوليان أسانج بدا وكأنه خائف من الإغتيال.

وفقاً لعدة مسؤوليين أمريكيين سابقين : الملفات المسروقة من وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية ” 7 Vault
“، كانت أكثر ضرراً بكثير من الملفات التي نشرها موقع ويكيليكس، لذلك قام مؤسس الموقع جوليان أسانج بتوزيع الملفات على موظفي موقع ويكيليكس، وحدد لهم تعليمات بنشر هذه الملفات في حالة مَقتل أحدهم.

كان السؤال الأساسي للمسؤولين الأمريكيين، هو ما إذا كانت خطط وكالة الإستخبارات المركزية لإختطاف أو قتل جوليان أسانج كانت قانونية أم لا.

وفقاً لمسؤوليين سابقين : جرت المناقشات في الوكالة ( حول قتل أو إختطاف جوليان أسانج ) وفقا لسلطات مكافحة التجسس.

يعتقد بعض المسؤولين : أن هذه الخطط ضد جوليان أسانج، كانت عدوانية للغاية، ومن المحتمل أن تكون مخالفة من الناحية القانونية.

وفقاً لمسؤوليين أمريكيين سابقين، تحدثوا لموقع ياهو نيوز : بدون موافقة رئاسية والتي تستخدم لتبرير العمليات السرية – من إغتيال أو خطف أو غيرها ضد جوليان أسانج أو غيرهم من أعضاء ويكيليكس ستكون هذه العمليات غير قانونية.

وفقاً لمسؤول سابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية : في بعض الحالات، حتى بوجود التوقيع الرئاسي على تنفيذ العمليات السرية، ليس كافياً لجعل الإجراء قانونيًا.

وفقاً لمحامي كبير سابق لمجتمع الإستخبارات، قال لموقع ياهو نيوز : صلاحيات وكالة الإستخبارات الأمريكية لمكافحة التجسس ضد موقع ويكيليكس ومؤسسهِ، لم تكن لتصل إلى الإغتيال.

هذا النوع من العمل الفتاك، سيكون بعيدًا عن نشاط الإستخبارات الشرعي أو مكافحة التجسس.

وفقاً لمسؤول كبير سابق في الإستخبارات، تحدث لموقع ياهو نيوز : في النهاية، لم تسفر النقاشات حول إغتيال جوليان أسانج عن أي شيء.

وقال : إن فكرة قتل جوليان أسانج لم تحصل على الإصغاء المطلوب، كانت مجرد مضيعة للوقت.

وفقاً لمسؤول سابق في وكالة الأمن القومي تحدث لموقع ياهو نيوز : داخل البيت الأبيض، حجج مدير وكالة الإستخبارات المركزية، مايك بومبيو الحماسية الخاصة بموقع ويكيليكس لم تحرز تقدمًا ملحوظاً.

كانت مقترحات مدير الوكالة مايك بومبيو العدوانية تجاه موقع ويكيليكس، تم التعاطي معها بجدية داخل الوكالة، ولكن ليس داخل مجلس الأمن القومي.

بحسب مسؤول سابق : حتى وزير العدل الأمريكي جيف سيشنز، المناهظ بشكل كبير لمؤسس موقع ويكيليكس، كان يعارض تعدي وكالة الإستخبارات المركزية على صلاحيات وزارة العدل، وكان يعتقد أن موضوع موقع ويكيليكس أفضل طريقة للتعامل معه من خلال الطرق القانونية.

بحسب مسؤوليين سابقين تحدثوا لموقع ياهو نيوز : عكست مخاوف وزير العدل، جيف سيشن، التوترات بين تكثيف جهود جمع المعلومات الإستخبارية وتعطيل موقع ويكيليكس، وهدف وزارة العدل لإدانة جوليان أسانج بشكل قانوني.

كلما أصبحت مقترحات وكالة الإستخبارات المركزية أكثر عدوانية، زاد قلق المسؤولين الأمريكيين الآخرين، بشأن ما قد يتم كشفه خلال عملية إدانة جوليان أسانج في الولايات المتحدة الأمريكية.

كنت موجوداً بجميع تلك المحادثات، بقدر ما حصلنا على الضوء الأخضر للقيام بما نريد القيام به، كل ما فعلناه أو أردنا القيام به، كان له تداعيات على أجزاء أخرى في الإدارة الأمريكية.

في بعض الأحيان، قد يطلب مسؤولو الإدارة من مجتمع الإستخبارات إما عدم القيام بشيء ما أو القيام بذلك بشكل مختلف، حتى لا نضطر إلى التضحية بمجموعة المعلومات التي لدينا، والتي ستنشر بشكل علني في حالة الحاجة لتقديم لائحة إدانة ضد موقع ويكيليكس
“.

ويليام إيڤانينا – المسؤول الكبير في مكافحة التجسس

في نهاية المطاف، نجح أولئك الذين يدافعون عن الأسلوب القائم على القانون داخل الإدارة، بدلاً من التجسس والعمل السري.

في ١١ نيسان / أبريل ٢٠١٩، بعد أن ألغت الحكومة الإكوادورية الجديدة لجوء جوليان أسانج، وطُردته من السفارة، أخرجت الشرطة البريطانية مؤسس موقع ويكيليكس وأعتقلته، بتهمة عدم تسليم نفسه للمحكمة، بناءً على أمر صادر في عام ٢٠١٢

حكومة الولايات المتحدة كشفت عن لائحة الإتهام الأولية ضده في نفس اليوم.

ركزت لائحة الإتهام الأمريكية حصريًا، على مزاعم إنه في ٢٠١٠، عرض جوليان أسانج مساعدة مُحللة ( مُحلل ) الإستخبارات ( تشليسا ماننغ / في الحقيقة هي متحولة جنسياً )، لإختراق كلمة المرور، لشبكة سرية حكومية أمريكية، وهو فعل من شأنه أن يكون فيه تجاوز لما تقوم به وسيلة صحفية.

لكن في خطوة أثارت الإستهجان من المدافعين عن الصحافة، قام المدعون لاحقًا بتوجيه إتهامات بتسريب معلومات سرية، ضد جوليان أسانج، وفقاً لقانون التجسس لعام ١٩١٧.

في الحقيقة هو أمر تفعله وسائل الإعلام الأمريكية الأخرى بإنتظام.

يبدو أن ملحمة جوليان أسانج القانونية قد بدأت للتو.

في كانون الثاني / يناير، حكم قاضٍ بريطاني، ضد تسليمه للولايات المتحدة، وقال أنه ربما يكون إنتحاراً تسليم جوليان أسانج ووضعه في سجن أمريكي.

على الرغم من أنصار جوليان أسانج يأملون في أن إدارة جو بايدن قد تسقط القضية ضده.

لكن، الولايات المتحدة قررت الإستئناف ضد قرار القاضي البريطاني.

في تموز / يوليو، سمحت محكمة في المملكة المتحدة، رسميًا، بإستئناف الولايات المتحدة ضد حكم القاضي البريطاني.

جوليان أسانج – يواجه القضاء البريطاني – ١١ نيسان / أبريل ٢٠١٩

Assange, facing an extradition warrant in London, is seen
arriving at Westminster Magistrates’ Court on April 11, 2019.

(Rob Pinney/LNP/Shutterstock)

قال باري بولاك، محامي جوليان أسانج، لـموقع ياهو نيوز Yahoo News : إذا كان جوليان أسانج سوف يتم تسليمه ليواجه المحاكمة في الولايات المتحدة، فهذا التحقيق من قبل الموقع، والطبيعة المتطرفة لسوء السلوك الحكومي، سوف يكون سبباً في إسقاط التهم عنه.

شبه محامي جوليان أسانج، الإجراءات المستخدمة ضد موكله، بتلك التي قامت بها إدارة الرئيس الأمريكي نيكسون، ضد دانيال إليزبرغ لتسريبه وثائق سرية لوزارة الدفاع، مشيراً إلى إنه تم إسقاط التهم الموجهة ضده في نهاية الأمر.

في غضون ذلك، قد يصبح موقع ويكيليكس عديم القيمة.

تزايد قدرة الجماعات والأفراد – المبلغين عن المخالفات أو المنشقين أو الجواسيس أو المجرمين – لنشر المواد المسربة عبر الإنترنت، تقلل من أهمية إستمرار الموقع.

نحن الأن في مرحلة ما بعد موقع ويكيليكس “، قال أحد كبار المسؤولين السابقين في مكافحة التجسس لموقع ياهو نيوز.

ومع ذلك، فإن وكالات التجسس الأخرى، تستخدم بشكل متزايد ( نموذج يشبه ما قام به موقع ويكيليكس ) لنشر الملفات والوثائق المسروقة عبر الإنترنت.

في عام ٢٠١٨، قامت إدارة دونالد ترامب بمنح صلاحيات لوكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية، سرًا، للقيام بنفس النوع من ( القرصنة ونشر المعلومات عبر الأنترنت )، التي أستخدمتها المخابرات الروسية مع ويكيليكس.

من بين الإجراءات الأخرى، أستخدمت الوكالة الصلاحيات الجديدة لتسريب معلومات عبر الأنترنت حول شركة روسية تتعامل مع جهاز التجسس الحكومي الروسي.

بالنسبة لمسؤول سابق في الأمن القومي في إدارة دونالد ترامب، فإن الدروس المستفادة من حملة وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية ضد موقع ويكيليكس ومؤسسهِ، واضحة.


كان هنالك مستوى غير مناسب من الإهتمام بجوليان أسانج، نظر للإحراج الذي سببه للوكالة، وليس التهديد الذي مثله، يجب أن لا نتصرف أبدًا، بدافع الإنتقام “.

لمقارنة الترجمة مع النص الأنگليزي، يرجى الإطلاع على الملف


مؤسس موقع ويكيليكس البالغ من العمر ٥٠ عامًا، يقترب خطوة من تسليمه للولايات المتحدة، بعد فوز الحكومة الأمريكية بإستئناف أمام المحكمة العليا في لندن.

قال القاضي تيموثي هولرويدي Timothy Holroyde، اليوم الجمعة ١٠ كانون أول / ديسمبر ٢٠٢١ :-

إن المحكمة تقبل الإستئناف “.

في الولايات المتحدة، سيواجه جوليان أسانج تهماً جنائية، بما في ذلك إنتهاك ( قانون التجسس والتآمر لإختراق أجهزة الكمبيوتر الحكومية ).

قال القاضي تيموثي هوليرود :-

إن الولايات المتحدة أكدت لبريطانيا، أن إحتجاز جوليان أسانج متضمناً الإيفاء بشروط معينة

توجه له ( ١٨ تهمة )، مما يعني أنه يواجه عقوبة بالسجن ١٧٥ عامًا.

قالت خطيبة جوليان أسانج، ستيلا موريس Stella Moris، الجمعة:-

سنستأنف هذا القرار في أقرب وقت ممكن “.

ووصفت حكم المحكمة العليا:-

بأنه خطير ومضلل و خطأ جسيم في تطبيق العدالة “.

كيف يمكن أن يكون هذا عدلاً، كيف يمكن أن يكون هذا صواباً، كيف يمكن أن يحدث تسليم جوليان إلى نفس البلد الذي تآمر لقتله؟

خطيبة جوليان أسانج، ستيلا موريس Stella Moris


قالت منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان:-

إن التهم الموجهة إلى أسانج ذات دوافع سياسية، ويجب إسقاطها

أن التأكيدات التي قدمتها الولايات المتحدة، تترك السيد أسانج عرضة لسوء المعاملة، لا يمكن الإعتماد عليها، ينبغي رفضها “.

إن التأكيدات فقدت مصداقيتها، بسبب إعتراف الولايات المتحدة، بأنها تحتفظ بالحق في التراجع عن تلك الضمانات “.

وقالت كريستين هرافنسون Kristinn Hrafnsson، المكلفة برئاسة تحرير موقع ويكيليكس، في بيان:-

تتعرض حياة جوليان أسانج مرة أخرى لتهديد خطير، وكذلك حق الصحفيين في نشر المواد التي تجدها الحكومات والشركات غير ملائمة

هذا يتعلق بحق الصحافة الحرة في النشر، دون أن تتعرض للتهديد من قبل قوة عظمى متنمرة “.

يأتي إستئناف الولايات المتحدة بعد أن قضى قاضٍ في مقاطعة لندن في ٤ كانون الثاني / يناير :-

بأنه لا ينبغي تسليم أسانج، لأنه من المُحتمل أن ينتحر في سجن بالولايات المتحدة

قالت القاضية فانيسا بارايتسر Vanessa Baraitser في كانون الثاني / يناير:-

إن التسليم سيكون قمعيًا بسبب صحة أسانج العقلية

تم إسقاط القضية السويدية ضده.

تم طرد جوليان أسانج من السفارة الإكوادورية في نيسان / أبريل ٢٠١٩، وأُعتقل من قبل السلطات البريطانية، بسبب كفالة، في المملكة المتحدة.

حكم عليه بالسجن لمدة ٥٠ أسبوعًا، ولا يزال مُحتجزًا.

المصدر
المصدر
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
إغلاق

أنت تستخدم مانع ألاعلانات

شكرا جزيلا لزيارة موقعنا - أنت تستخدم مانع ألاعلانات ٠ الرجاء قم بتعطيل مانع ألاعلانات حتى تتمكن من تصفح الموقع