سياسية

أصبح هدف بايدن في العودة ألى ألاتفاق النووي الايراني أكثر صعوبة

بعد اغتيال الفيزيائي النووي الإيراني محسن فخري زاده, بدأ المتشددون في طهران يقرعون طبولهم

War Drums By Jatheish November 19, 2015

نمت العقبات التي تقف في طريق هدف الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لإنعاش الاتفاق النووي الإيراني أكثر وأكثر

عندما يصدر تهديد ( من ايران ) إثر جريمة قتل ، كيف يمكن تفادي التصعيد؟

هذا هو السؤال الذي يبتلى به السياسيون البارزون حاليًا في معظم أنحاء العالم

إنهم يحاولون إيجاد طريقة ما لتحويل الوضع الغامض المحيط بإيران وبرنامجها النووي لصالحهم

وما هي المفاجآت التي قد من الممكن أن نراها في ألايام القادمة

وقعت جريمة القتل المذكورة يوم الجمعة الماضي شرق طهران

ليس من الواضح تمامًا كيف قُتل محسن فخري زاده, الذي يُعتقد أنه أهم عالم نووي في إيران

يبدو أنه كان في سيارته في طريقه لزيارة والديه في أبسارد, التي تقع على بعد ٩٠ دقيقة بالسيارة من العاصمة طهران


نشرت مصادر إيرانية روايات متناقضة لاغتياله

تزعم إحدى الروايات أنه تعرض لهجوم من قبل عشرات المسلحين, بينما تزعم قصة أخرى أنه تعرض لإطلاق نار من سلاح رشاش يتم التحكم فيه عن بعد على جانب الطريق ( يزعم أبن محسن فخري زاده, بأن والده تعرض لأطلاق نار من ٤ الى  ٥ مرات )

لكن الواضح أن فخري زاده كان في خطر لبعض الوقت

ويبدو أنه كان برفقة حراس شخصيين عندما توفي

ليس هناك شك في أن دوافع الهجوم سياسية

تشير جميع المؤشرات إلى التدخل المباشر لإسرائيل, ومن المحتمل جدًا أن يكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تم إبلاغه مسبقًا

قبل عامين, وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام صورة للعالم النووي وقال

تذكروا هذا الاسم ، فخري زاده

رئيس وزراء اسرائيل يتحدث عن فخري زاده وقيادته لمشروع عماد, وهو مشروع سري لأنتاج أسلحة نووية , المؤتمر حصل بعد تهريب نصف طن من الوثائق من داخل العاصمة الايرانية طهران, بعملية نوعية من قبل الموساد ألاسرائيلي

مع استعداد الرئيس المنتخب جو بايدن لتولي منصب ترامب في كانون الثاني / يناير ٢٠٢١, يأمل الكثير في إيران وأوروبا في أن تنحسر التوترات قريبًا

أوضح بايدن أنه يعتزم الحديث مع طهران حول ألاتفاق

لكن قتل فخري زاده كان من الممكن أن يبدد تلك الآمال

السؤال الحاسم هو ما إذا كان الاتفاق الإيراني الموقع في عام ٢٠١٥ لا يزال له مستقبل

كان المكون الرئيسي للاتفاق, المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة, هو وعد إيران بتجميد برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات بواسطة الدول الموقعة على ألاتفاق, بما في ذلك ألمانيا, وتوثيق العلاقات الاقتصادية بين ايران وبين دول العالم

لكن ترامب تراجع عن ألاتفاقية, بعد تطبيقها, في عام ٢٠١٨ وتحول إلى سياسة ” الضغط الأقصى ” التي تضمنت عقوبات أكثر صرامة

منذ ذلك الحين, كانت أوروبا متمسكة بشدة بالصفقة, كما أن إيران أيضًا ملتزمة إلى حد ما ( ملاحظة / دير شبيغل لأنه ألمانية فأكيد تقول كذلك, بينما الواقع يقول بأن ايران خرقت غالبية البنود …بأعتراف الحكومة الايرانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية ) بمعظم بنودها

ثم جاء الإنذار بعد أيام قليلة من القتل, صادق مجلس صيانة الدستور في طهران, الأربعاء, على قانون صياغة المطلب الذي سبق أن أقره البرلمان

إذا لم يتم تخفيف العقوبات الأمريكية ضد شركات النفط والبنوك الإيرانية بشكل ملحوظ مع بداية شهر شباط / فبراير ٢٠٢١, فإن عمليات التفتيش على المنشآت النووية, التي هي من ضمن الصفقة, سوف تتوقف

مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيضطرون لمغادرة البلاد

لايوجد شيء صعب لايمكن فهمه, حول المستهدف من هذا القانون وألانذار, ( ظاهرا للدول ألاوربية ), لكن, من الواضح أنه موجه للرئيس الذي سوف يقسم في ٢٠ كانون الثاني / يناير ٢٠٢١

كما يدعو القانون الإيراني الجديد إلى تكثيف تخصيب اليورانيوم

نصت اتفاقية ٢٠١٥, على تخصيب لليورانيوم أقصى قدره ٣.٦٧ في المائة, وهو ما يكفي لتشغيل محطة للطاقة النووية

وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية, تتجاوز إيران حاليًا هذا الحد, ولو بشكل هامشي ( ملاحظة : أكثر من ٤.٥ ٪ )

في الوقت نفسه, تراكمت في البلاد من اليورانيوم ١٢ مرة أكثر مما هو مسموح به

يطالب القانون الجديد بزيادة تخصيب اليورانيوم بنسبة ٢٠ بالمئة

وهذا يعني أن إيران ستكون قادرة بعد ذلك على إنتاج مواد انشطارية يمكن استخدامها في صنع الأسلحة في غضون بضعة أشهر فقط

عندما صوت البرلمانيون الإيرانيون لصالح القانون, دعوات ” الموت لإسرائيل! ” و ” الموت لأمريكا! ” رنت في داخل البرلمان

الحرق والصياح ماركة تجارية ايرانية, لاينازعهم فيها أحد ( الصورة ليست حديثة, فقط للأستدلال )

لكن الرئيس الإيراني حسن روحاني أعرب على الفور عن معارضته للقانون, يعتبر روحاني معتدلاً ( ملاحظة / بشكل ظاهري فقط ), على نطاق واسع, وأشار بوضوح إلى أنه غير مهتم بالتصعيد

الحكومة لا توافق على هذا التشريع وتعتبره ضارا للدبلوماسية, صرح روحاني بعد الموافقة عن القانون من قبل المجلس

ماذا بعد؟

لطالما عارضت إسرائيل والمملكة العربية السعودية بشدة التقارب بين الولايات المتحدة وإيران, وطالما ظل ترامب في منصبه, يمكنه اتباع سياسة الأرض المحروقة لجعل الأمور صعبة قدر الإمكان على جو بايدن

أحد الأسئلة الرئيسية هو

ألى أي حد, ستقبل ايران بمزيد من  الاستفزازات ؟ ( المقصود, تفجير مفاعل نطنز, كذلك اسرائيل متهمة بهذا الموضوع, قتل علماءها البارزين, تخريب عملها في مجال الفضاء ..الخ )

الصورة الملتقطة بواسطة ألاقمار السرية ألامريكية لفشل ايران في أطلاق صاروخ للفضاء في عام ٢٠١٩

بالنسبة للأوروبيين, بدا الاتفاق الإيراني في البداية وكأنه نجاح كبير في السياسة الخارجية

كانوا يأملون في أن يجلب الاستقرار إلى منطقة عانت منذ فترة طويلة من الأزمات والفوضى, وقليلًا من التجارة الخارجية

كانت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لاعبين رئيسيين في المفاوضات التي أدت إلى الصفقة

ومع ذلك, فإن الإنذار النهائي من طهران بدأ الآن

ليس أمام أوروبا والولايات المتحدة وإيران خيار سوى الاستمرار في المناقشات

ترى برلين نفسها وسيطًا في العملية التي تأمل أن تؤدي إلى العودة إلى الصفقة الأولية

يقول مصدر حكومي في برلين



خدماتنا مطلوبة ، وهي موضع ترحيب ( ملاحظة / أكيد ..لأنه ألمانيا أصبحت مرتعا لايران )

إن دور أوروبا هو إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاقية مع دفع إيران أيضًا للالتزام بجميع متطلبات الصفقة

الهدف هو ” الامتثال الكامل مقابل الامتثال الكامل “, بمعنى آخر, إذا بدأت إيران في تنفيذ بنود ألاتفاق مرة أخرى, فسيتم تنفيذ ألالتزامات من ألاخرين

من غير المحتمل أن يتم الوصول إلى هذا الهدف بسرعة

على هذا النحو, اقترحت برلين نهجًا تدريجيًا

وتدعو الخطة إلى



أن يخفف بايدن العقوبات مع قيام إيران بتخفيض أنشطتها النووية بشكل يمكن التحقق منه

يمكن أن توفر هذه الخطوات بعد ذلك الأساس لمحادثات تهدف إلى إحياء الصفقة

يشارك دبلوماسيون رفيعو المستوى في برلين وجهة نظر الولايات المتحدة بأن الاتفاق النووي وحده لا ينبغي أن يكون هدف المفاوضات

ويقولون



إن إيران من خلال دعمها للميليشيات في لبنان واليمن وأماكن أخرى, هي مصدر عدم استقرار, ويجب أن يتغير ذلك

بالإضافة إلى ذلك, فإنهم يرغبون في تقليص برنامج الصواريخ الإيراني

وهكذا اقترح وزير الخارجية الألماني هيكو ماس ” اتفاقية نووية إضافية ” في مقابلة مع دير شبيغل نُشرت يوم الجمعة

من المنظور الإيراني, ليس لدى أوروبا الكثير لتقدمه

يقول أستاذ العلوم السياسية ناصر هديان, الذي يحافظ على علاقات ممتازة مع كبار المسؤولين الحكوميين في طهران



الأمريكيون فقط هم من يقررون, لقد علمنا أن الأوروبيين لا علاقة لهم بهذه الصفقة

ويقول

إن المزاج في العاصمة الإيرانية بعد الاغتيال واضح … ( نحن غاضبون )

في إيران, هناك شعور سائد بأن الأوروبيين قد وعدوا بالكثير في الآونة الأخيرة, لكنهم قدموا القليل جدًا

وسرعان ما انهارت مقاومتهم لنظام العقوبات الأمريكي الصارم, حيث أدرك الرؤساء التنفيذيون الألمان مدى صعوبة استمرار التجارة مع إيران بمجرد استدعائهم للاجتماع في السفارة الأمريكية في برلين

علاوة على ذلك, لم تعد البنوك الأوروبية متورطة بعد الآن في تحويل الأموال لداخل و خارج طهران

يقول هيلموت غوتليب, رئيس بنك ميلي إيران في هامبورغ



لقد قوض الأمريكيون سيادتنا الوطنية والجميع يراقب ولا يعمل شيئا

حذرًا من انتقام أمريكي محتمل, قامت شركة دويتشه تيليكوم, بإلغاء اتصال الإنترنت والهاتف الخاص ببنك ميلي

رفعت المؤسسة المالية دعوى قضائية بنجاح في محكمة إقليمية في هامبورغ, والقضية الآن في محكمة العدل الأوروبية, ومن المتوقع صدور الحكم الأساسي المحتمل في الربيع ٢٠٢١

إذا فاز بنك ميلي في الدعوى القضائية ضد شركة دويتشه تيليكوم, فقد يعني ذلك أن الشركات والبنوك الأخرى في أوروبا لن يُسمح لها بعد الآن بترك شركائها التجاريين الإيرانيين

في واشنطن, هناك آراء متضاربة حول إمكانية العودة إلى الصفقة الإيرانية

معسكر ترامب, بالطبع, يعارض بشدة

يمكن للجمهوريين الآخرين تخيل العودة إلى الصفقة في ظل ظروف معينة

إنهم لا يريدون فقط أن يفعلوا شيئًا حيال برنامج الصواريخ الإيراني والميليشيات التي تمولها طهران, بل يطالبون أيضًا بإزالة القيود الزمنية وجعل الصفقة دائمة

بايدن من جانبه اتخذ موقفا واضحا خلال الحملة

وكتب في مقال افتتاحي لشبكة سي إن إن في أيلول / سبتمبر ٢٠٢٠


نحن بحاجة ماسة لتغيير المسار, خلاصة القول هي أن إيران أقرب إلى قنبلة نووية اليوم مما كانت عليه عندما تولى دونالد ترامب منصبه

لهذا السبب كتب

سأقدم لطهران طريقًا موثوقًا به للعودة إلى الدبلوماسية

يجب أن تكون الخطوة الأولى هي

امتثال إيران الصارم للاتفاق النووي, وعند هذه النقطة, تابع بايدن

ستعود الولايات المتحدة إلى الاتفاق كنقطة انطلاق لمفاوضات أخرى

وأوضح أن تلك المحادثات ستركز على مجموعة واسعة من القضايا, بما في ذلك إطلاق سراح المواطنين الأمريكيين المسجونين والحرب في اليمن

يشبه برنامج بايدن في الأساس فكرة ” اتفاقية نووية إضافية “, والتي يسعى وزير الخارجية الألماني هيكو ماس إلى طرحها

سأل توماس فريدمان, كاتب العمود في صحيفة نيويورك تايمز, بايدن هذا الأسبوع, عما إذا كان لا يزال ينوي متابعة خطته في أعقاب اغتيال فخري زاده



جواب الرئيس المنتخب

سيكون الأمر صعبًا ، لكن نعم

ومع ذلك, فإن أكبر قدر من عدم اليقين عندما يتعلق الأمر بالوضع الحالي, موجود في طهران

يوجد في البلاد عدد من مراكز القوة المختلفة, ومن المرجح أن يعود الأمر إلى المرشد الأعلى علي خامنئي سواء أكان البرلمان ومجلس صيانة الدستور سيصلان إلى طريقهما أم ستفوز حكومة روحاني

التركيب السياسي لنظام الحكم في ايران


بالإضافة إلى ذلك, لا يوجد نقص في الخطاب العدائي في الوقت الحالي

ورد عنوان ” عين بالعين ” في صحيفة ” كيهان ” الإيرانية المحافظة, الذي أوصى بهجوم انتقامي على مدينة حيفا الساحلية الإسرائيلية

هدية, أستاذة العلوم السياسية, تقول



إنه إذا لم يف بايدن بالإنذار الذي أصدره المتشددون الإيرانيون, فقد وعدوا بقتال واسع النطاق

نووي, في الفضاء و على المستوى الإقليمي: شيء لم يسبق له مثيل

ومع ذلك, ظلت القيادة في طهران هادئة إلى حد ما خلال فترة رئاسة ترامب

يبدو من غير المرجح أن يتغير هذا الآن, مع بقاء بضعة أسابيع فقط من إدارة ترامب

ومع ذلك, على المدى الطويل, يمكن أن تمثل السنوات العديدة الماضية نقطة تحول في المزاج في إيران في نهاية المطاف

تقول الخبيرة الأمريكية في شؤون إيران, نرجس باجوغالي


إن الجيل الشاب يمكنه الآن فهم موقف المتشددين المناهض لأمريكا

انهار اقتصاد البلاد نتيجة للعقوبات, مع ارتفاع معدل التضخم والبطالة بسرعة

أولئك الذين قالوا إن الولايات المتحدة لا يمكن الوثوق بها أبدًا يشعرون أنهم قد تمت تبرئتهم

قد يلعب هذا الموقف دورًا في الانتخابات الرئاسية في إيران يوم ١٨ حزيران / يونيو ٢٠٢١

لا يُسمح لروحاني بالترشح مرة أخرى لإعادة انتخابه, ومن المحتمل أن يمنح مرشد ايران, المساحة الحالية حتى ذلك الحين للتفاوض بشأن إعادة محتملة للاتفاق النووي

لكن التصويت في حزيران / يونيو ٢٠٢١, يعني أيضًا

أنه إذا لم يمتثل جو بايدن للانذار الذي صدر, فلن يكون لديه الكثير من الوقت لتحقيق هدفه في صفقة جديدة

نقلا عن مجلة دير شبيغل ألالمانية ٤ كانون أول / ديسمبر ٢٠٢٠

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
إغلاق

أنت تستخدم مانع ألاعلانات

شكرا جزيلا لزيارة موقعنا - أنت تستخدم مانع ألاعلانات ٠ الرجاء قم بتعطيل مانع ألاعلانات حتى تتمكن من تصفح الموقع