سياسية

محاولات إنقاذ ( الإتفاق النووي الميت ) !

جي بي مورغان JPMorgan Chase & Co يتوقع نسبة ٣٠ ٪ لتوصل الولايات المتحدة وإيران لإتفاق بحلول منتصف ٢٠٢٢

ستجتمع القوى العالمية الكبرى ( روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا وألمانيا )، الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، والمفاوضيين الإيرانيين في فيينا، اليوم الإثنين لمحاولة إنقاذ ( الميت سريرياً )، الإتفاق النووي لعام ٢٠١٥، لكن مع تمسك الحكومة الإيرانية ( الحالية ) بموقفها المُتشدد، الذي يصر على رفع العقوبات كاملة منذ ( ٢٠١٧ )، والإحباط الذي يخيم على ممثلي القوى الغربية بشكل متزايد، تبدو الآمال في تحقيق ( إنفراج قريب في المحادثات )، ضئيلة أو شبه معدومة.

FILE PHOTO: U.S. President Joe Biden removes his face mask as he arrives to deliver remarks in honor of labor unions in the East Room at the White House in Washington, U.S., September 8, 2021. REUTERS/Kevin Lamarque
U.S. President Joe Biden September 8, 2021. REUTERS/Kevin Lamarque


يريد المسؤولون الإيرانيون أن يتم رفع العقوبات الأمريكية ( النووية والغير نووية ) التي فُرضت بعد إنسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الإتفاق في أيار / مايو ٢٠١٨.

( ** قسم من العقوبات التي تم فرضها بموجب صلاحيات الرئيس الأمريكي، ووزارة الخارجية، وضع الحرس الثوري الإيراني بكامله في قائمة المنظمات الإرهابية، مكتب مرشد إيران وأبن مرشد إيران، وعقوبات أخرى ليس لها علاقة بالإتفاق النووي، هذه العقوبات لاتستطيع إدارة جو بايدن الحالية رفعها، حتى لو أرادت ذلك ).

كما تطالب إيران بضمان من الولايات المتحدة ( من الرئيس الأمريكي جو بايدن )، بأنها لن تنسحب من أي صفقة، الإتفاق النووي لعام ٢٠١٥، أو أي إتفاق أخر يتم التوصل إليه، مرة أخرى، حتى بعد مغادرة جو بايدن منصبه.

يقول المسؤولون الأمريكيون : إنهم لا يستطيعون تقديم وعود مُلزمة للإدارات المستقبلية في الولايات المتحدة، أو إلغاء العقوبات الحالية، بينما تواصل إيران التخصيب ومنع المفتشين الدوليين من الوصول الكامل إلى جميع المنشآت.

قال مايكل سينغ Michael Singh، المدير السابق لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، يشغل الأن منصب المدير لمعهد واشنطن، لوكالة بلومبرغ : إن الجانبين ( الولايات المتحدة وإيران )، متباعدين للغاية.

إيران ستأتي بقائمة مهمات خاصة بها، سوف تطلب المزيد من التنازلات، بينما تقدم إلتزامات أقل، وبعد ذلك قد يستغرق الأمر بعض الوقت من الأطراف الأخرى حتى تجبر إيران على تقديم المزيد من الإلتزامات، يمكنكم ببساطة مُلاحظة إن المحادثات تُستأنف، ولكنكم لاتجدون نتيجة نهائية لها “.

مايكل سينغ، متحدثاً لوكالة بلومبرغ

مع بدء المحادثات مرة أخرى، قد ترى إيران التقدم في برنامجها النووي كوسيلة لتسليط ضغط على بقية القوى

فؤاد إزادي Foad izadi – استاذ مشارك، الدراسات العالمية بجامعة طهران

هذه هي اللغة التي تفهمها الولايات المتحدة

النخبة الحاكمة في البلاد قد وجدت طريقة لتحمل العقوبات الحالية و فيروس كورونا، على الرغم من التوقعات التي رأت عكس ذلك، فربما يعني ذلك

أن إيران ستواصل المسار الحالي للعيش تحت العقوبات كما فعلت طوال العقود الماضية

فؤاد إزادي Foad izadi – استاذ مشارك، الدراسات العالمية بجامعة طهران
( ** الذي تغافل بشكل صريح عن المساعدة الصينية والروسية والخليجية – بعض الدول، وغض الطرف من قبل الولايات المتحدة )

حذرت باربرا وودوارد Barbara Woodward، سفيرة المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة : مع إستمرار المحادثات ، فإن تقدم إيران النووي، يعني أن الحكومة الإيرانية، تقترب أكثر من أي وقت مضى من القدرات اللازمة لبناء أسلحة نووية.

برنامج إيران النووي، لم يكن أبدًا أكثر تقدمًا مما هو عليه اليوم !

إن تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى ٦٠ ٪ هو أمر غير مسبوق في دولة غير حائزة للأسلحة النووية، وخطوة رئيسية في تطوير سلاح نووي !

نحن مستعدون للعودة إلى المفاوضات في فيينا لإبرام صفقة سريعة، وهي صفقة عادلة وشاملة

يجب أن تنتهز إيران الفرصة، لإبرام صفقة الآن “.

باربرا وودوارد Barbara Woodward، متحدثة لوكالة بلومبرغ

قال ماسيج ووجتال Maciej Wojtal، مؤسس شركة أمتلون كابيتال Amtelon Capital، مقرها بريطانيا-لندن ، التي تدير الإستثمارات في بورصة طهران للأوراق المالية

إن أي توافق في فيينا، قد يعني نهضة إقتصادية لإيران

إن إستئناف صادرات النفط الإيراني، سيحقق ما لا يقل عن ٥٠ مليار دولار سنويًا من عائدات العملة الصعبة، الأمر الذي من شأنه أن يحل مشكلة عجز الميزانية، وهذا من شأنه أن يُثبت سعر الصرف للعملة الإيرانية ويقلل التضخم “.

أنخفض سعر الصرف للعملة الإيرانية بشكل كبير، منذ التوقيع على الإتفاق النووي لعام ٢٠١٥
www.bonbast.com


أحد أسباب عدم إندفاع الحكومة الإيرانية ( القيادة العليا في البلاد ) نحو إبرام صفقة للعودة إلى إلتزاماتها السابقة، ضمن بنود إتفاقية عام ٢٠١٥، هو أن ( تجارتها النفطية غير المشروعة – بسبب العقوبات، مع الصين ) تسير بشكل جيد نسبيًا.

( ** بسبب تغاضي إدارة جو بايدن، منذ قدومها وهي تغض الطرف )

ضاعفت إيران صادراتها من النفط الخام إلى ما يصل إلى ( أكثر من ٧٠٠,٠٠٠ برميل / يوميًا )، معظمها إلى الصين، كما يقول هومايون فلكشاهي Homayoun Falakshahi ، كبير محللي السلع في ( كبلر Kpler )، وهي شركة بيانات للسلع الحيوية للأسواق، وخبير في تجارة النفط الإيراني، تحدث لوكالة بلومبرغ.

MGN_1280x720_01124C00-MAOJA-860x484

يحدث الكثير من ذلك بسبب التوقعات ( ** من إيران وجميع الإطراف المشاركة في هذه العملية ) بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لن تكون صارمة مثل دونالد ترامب في النظر إلى التدفقات الفعلية والناقلات الفعلية والبحث في معاقبتها أو مصادرتها !

ربما تقوم الولايات المتحدة بهذا الأمر، لتسهيل عودة العلاقات مع الصين وكذلك للمساعدة في إحياء الإتفاق مع إيران

ماسيج ووجتال Maciej Wojtal، مؤسس شركة أمتلون كابيتال Amtelon Capital، مقرها بريطانيا-لندن ، التي تدير الإستثمارات في بورصة طهران للأوراق المالية

1200x-1


قال ( علي واعظ Ali Vaez )، رئيس مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية : إذا كانت الولايات المتحدة تريد حقًا إتفاقًا، فسيكون التنسيق مع خصمي الولايات المتحدة والصين وروسيا أمرًا أساسيًا.

هذا يعني أن الولايات المتحدة ستضطر إلى منح المحادثات وقتًا، وهو ما قد يخدم مصلحة إيران

من المؤكد أن الوقت يمضي أسرع في أوروبا والولايات المتحدة، مما هي عليه في روسيا والصين !

الحقيقة : كلما قررت الولايات المتحدة التحول إلى الخطة البديلة، فإن النتائج المرجوة من تلك الخطة، ستعتمد على ما إذا كانت تحظى بدعم روسيا والصين “.

علي واعظ Ali Vaez، رئيس مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية


هنالك مصدر آخر للضغط الدولي على إيران، وهو معاهدة حظر إنتشار الأسلحة النووية، ( ١٩٧٠ NPT )، التي تفرض على الدول السماح بتفتيش مخزوناتها النووية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

قال روبرت كيلي Robert Kelley ، مهندس الأسلحة النووية الأمريكي، الذي قاد عمليات التفتيش التي قامت بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العراق وليبيا وجنوب إفريقيا

إذا تخلت إيران عن ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال الإنسحاب من معاهدة حظر الإنتشار النووي ، فإن ذلك من شأنه أن يشير إلى نوايا سيئة خطيرة “.

تقول ناتالي توتشي Nathalie Tocci، المستشارة الخاصة السابقة لوزير خارجية الإتحاد الأوروبي، جوسيب بوريل Josep Borrell، الأن المديرة لمعهد الشؤون العالمية Istituto Affari Internazionali.، مقره في إيطاليا -روما :-

إن لأوروبا دور مهم تلعبه في المحادثات، لكن إذا كنا نهتدي بالماضي، فأن الإتحاد الأوروبي لن يتمكن من تهدئة المخاوف الإيرانية، بشأن ( إنسحاب محتمل ) للإدارات الأمريكية المستقبلية من أي إتفاق

( ** توعد الجمهوريون الإدارة الحالية في البيت الأبيض، وإيران، بإعادة كافة العقوبات، لو تم رفعها الأن، وربما زيادة عن تلك المرفوعة، عند حصولهم على الأغلبية في الكونغرس ٢٠٢٢، وكذلك حصولهم على الرئاسة ٢٠٢٤ )

لسوء الحظ لا يمكن محو الماضي، وهو ماضٍ يُظهر الضعف الأوروبي !

على الرغم من النوايا الحسنة، لم يتمكن الإتحاد الأوروبي من الوفاء بتوقعاته ووعوده لمساعدة إيران بعد إنسحاب دونالد ترامب من الإتفاقية

ناتالي توتشي Nathalie Tocci، المستشارة الخاصة السابقة لوزير خارجية الإتحاد الأوروبي، جوسيب بوريل Josep Borrell، الأن المديرة لمعهد الشؤون العالمية Istituto Affari Internazionali.، مقره في إيطاليا -روما

حذرت إسرائيل مراراً وتكراراً، من أنها قد تقوم بعمل عسكري، ضد منشأت إيران، إذا لم تنجح المحادثات.

قال مايكل أورين Michael Oren، السفير السابق لإسرائيل، لدى الولايات المتحدة، وعضو البرلمان الإسرائيلي : لا يمكن لإسرائيل أن تتسامح مع إيران بقدرات نووية.

بينما يمكن للولايات المتحدة، من الناحية النظرية، أن تتعايش مع إيران تمتلك قدرات نووية، فإن إسرائيل لا تستطيع ذلك

إن إيران التي تتمتع بقدرات لصنع أسلحة نووية، ستفرض رقابة كبيرة على قدرتنا على الدفاع عن أنفسنا ضد حزب الله وحماس والوكلاء الإيرانيين الآخرين !

على أمريكا أن تدرك حقيقة أن هذه هي خطوطنا الحمراء !

لانتسامح مطلقاً بأي خطأ “

مايكل أورين Michael Oren، السفير السابق لإسرائيل، لدى الولايات المتحدة، وعضو البرلمان الإسرائيلي


قال محللو الطاقة في جي بي مورغان JPMorgan Chase & Co، من ضمنهم ناتاشا كانيڤا Natasha Kaneva

لقد وضعنا الإحتمالات بأقل من ٣٠ ٪ بأن الولايات المتحدة وإيران يمكنهما وضع اللمسات الأخيرة على شروط إتفاق بحلول منتصف عام ٢٠٢٢ !

حتى ذلك الحين، فإننا نُقَدرْ أن الأمر سيستغرق من إيران حوالي عامين لزيادة إنتاج النفط إلى مستويات ما قبل عام ٢٠١٨

مع ذلك، فإن التأخير المطول أو الإنحراف الكامل للمحادثات يبدو مسار واقعي للغاية
“.

المحللون في غولدمان ساكس Goldman Sachs Group Inc، بما في ذلك المحلل دايمن كورڤيلن Damien Courvalin

يتوقعون إن العقوبات على إيران، قد تُرفع بحلول نيسان / أبريل ٢٠٢٢ !

ولكن، يقرون بوجود مخاطر واضحة، بشأن المسار المستقبلي !

تقييمهم يمكن أن يكون مُفرط في التفاؤل

قال إيان بريمر Ian Bremmer، مؤسس ورئيس مجموعة أوراسيا Eurasia Group، هذا الشهر، خلال منتدى بلومبيرغ للإقتصاد الجديد : –

لقد أخفقنا … نحن في ورطة … إدارة جو بايدن تريد العودة السريعة للإتفاق … لا يمكننا إنجاز ذلك !

نتيجة لذلك، أصبحت إيران دولة قادرة في الحصول على أسلحة نووية
“.

يقول دبلوماسيون : إن الوقت بدأ ينفد لإحياء الإتفاقية.

قبل الجولة الحالية، تم عقد ست جولات من المحادثات غير المباشرة ( نيسان / أبريل لغاية حزيران / يونيو ٢٠٢١ ).

يقول الدبلوماسيون الغربيون : إن فريق التفاوض الجديد لإيران، حددوا مطالب غير واقعية.

قال المبعوث الأمريكي روبرت مالي ( روب مالي Robert Malley )، لهيئة الإذاعة البريطانية – بي بي سي :-

إذا أعتقدت إيران أن بإمكانها إستغلال هذا الوقت لبناء المزيد من الضغط على القوى الغربية، ثم عادت للمفاوضات، وتقول، إنها تريد شيئًا أفضل !

لن ينجح ذلك ببساطة !

لن نذهب نحن وشركاؤنا من أجل ذلك

وحذر المبعوث الأمريكي ( روب مالي ) : إن الولايات المتحدة ستكون مُستعدة لتكثيف الضغط على إيران، إذا انهارت المحادثات.

أصر المسؤولون الإيرانيون : إن تركيزهم سوف ينصب فقط على رفع العقوبات، بدلاً من القضايا النووية.

( الوفد المكون من ٤٠ عضواً، يضم في الغالب مسؤولين إقتصاديين )

قال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، علي باقري كاني Ali Bagheri Kani، متحدثاً لصحيفة بريطانية ( Financial Times )

لضمان أن تكون أي إتفاقية مُقبلة صارمة، يجب على الغرب أن يضمن عدم فشله في الحفاظ الصفقة !

كما هو الحال في أي عمل تجاري، فإن الصفقة هي صفقة، وأن التخلي عنها له عواقب

مبدأ الإمتثال المتبادل … لا يمكن أن يُشكل قاعدة مناسبة للمفاوضات، لأن الحكومة الأمريكية هي التي تركت الصفقة من جانب واحد “.

كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، علي باقري كاني Ali Bagheri Kani، متحدثاً لصحيفة بريطانية ( Financial Times )


قال دبلوماسيون : إن ( إدارة جو بايدن )، أقترحت التفاوض على ( إتفاق مؤقت ) مع إيران، طالما لم يتم التوصل إلى إتفاق دائم.

قد يؤدي الفشل في التوصل إلى إتفاق إلى رد فعل من إسرائيل.

قال مبعوث الحكومة الروسية، ميخائيل أوليانوڤ Mikhail Ulyanov، على موقع تويتر : –

المحادثات لا يمكن أن تستمر إلى الأبد، هنالك حاجة واضحة لتسريع العملية

إن المخاطر كبيرة، مع تداعيات مُحتملة على أسواق الطاقة العالمية وكذلك على إستقرار الشرق الأوسط.

عندما تولى الرئيس جو بايدن منصبه، أعتقدت أسواق الطاقة والعديد من القادة السياسيين : أن الصفقة قد تتم بسرعة.

لقد تبدد هذا الأمل.

أصبح المأزق شديد التعقيد !

المصدر
المصدرالمصدر
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
إغلاق

أنت تستخدم مانع ألاعلانات

شكرا جزيلا لزيارة موقعنا - أنت تستخدم مانع ألاعلانات ٠ الرجاء قم بتعطيل مانع ألاعلانات حتى تتمكن من تصفح الموقع