محاولات إنقاذ ( الإتفاق النووي الميت ) !
جي بي مورغان JPMorgan Chase & Co يتوقع نسبة ٣٠ ٪ لتوصل الولايات المتحدة وإيران لإتفاق بحلول منتصف ٢٠٢٢
ستجتمع القوى العالمية الكبرى ( روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا وألمانيا )، الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، والمفاوضيين الإيرانيين في فيينا، اليوم الإثنين لمحاولة إنقاذ ( الميت سريرياً )، الإتفاق النووي لعام ٢٠١٥، لكن مع تمسك الحكومة الإيرانية ( الحالية ) بموقفها المُتشدد، الذي يصر على رفع العقوبات كاملة منذ ( ٢٠١٧ )، والإحباط الذي يخيم على ممثلي القوى الغربية بشكل متزايد، تبدو الآمال في تحقيق ( إنفراج قريب في المحادثات )، ضئيلة أو شبه معدومة.
يريد المسؤولون الإيرانيون أن يتم رفع العقوبات الأمريكية ( النووية والغير نووية ) التي فُرضت بعد إنسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الإتفاق في أيار / مايو ٢٠١٨.
( ** قسم من العقوبات التي تم فرضها بموجب صلاحيات الرئيس الأمريكي، ووزارة الخارجية، وضع الحرس الثوري الإيراني بكامله في قائمة المنظمات الإرهابية، مكتب مرشد إيران وأبن مرشد إيران، وعقوبات أخرى ليس لها علاقة بالإتفاق النووي، هذه العقوبات لاتستطيع إدارة جو بايدن الحالية رفعها، حتى لو أرادت ذلك ).
كما تطالب إيران بضمان من الولايات المتحدة ( من الرئيس الأمريكي جو بايدن )، بأنها لن تنسحب من أي صفقة، الإتفاق النووي لعام ٢٠١٥، أو أي إتفاق أخر يتم التوصل إليه، مرة أخرى، حتى بعد مغادرة جو بايدن منصبه.
يقول المسؤولون الأمريكيون : إنهم لا يستطيعون تقديم وعود مُلزمة للإدارات المستقبلية في الولايات المتحدة، أو إلغاء العقوبات الحالية، بينما تواصل إيران التخصيب ومنع المفتشين الدوليين من الوصول الكامل إلى جميع المنشآت.
قال مايكل سينغ Michael Singh، المدير السابق لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، يشغل الأن منصب المدير لمعهد واشنطن، لوكالة بلومبرغ : إن الجانبين ( الولايات المتحدة وإيران )، متباعدين للغاية.
حذرت باربرا وودوارد Barbara Woodward، سفيرة المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة : مع إستمرار المحادثات ، فإن تقدم إيران النووي، يعني أن الحكومة الإيرانية، تقترب أكثر من أي وقت مضى من القدرات اللازمة لبناء أسلحة نووية.
أحد أسباب عدم إندفاع الحكومة الإيرانية ( القيادة العليا في البلاد ) نحو إبرام صفقة للعودة إلى إلتزاماتها السابقة، ضمن بنود إتفاقية عام ٢٠١٥، هو أن ( تجارتها النفطية غير المشروعة – بسبب العقوبات، مع الصين ) تسير بشكل جيد نسبيًا.
( ** بسبب تغاضي إدارة جو بايدن، منذ قدومها وهي تغض الطرف )
ضاعفت إيران صادراتها من النفط الخام إلى ما يصل إلى ( أكثر من ٧٠٠,٠٠٠ برميل / يوميًا )، معظمها إلى الصين، كما يقول هومايون فلكشاهي Homayoun Falakshahi ، كبير محللي السلع في ( كبلر Kpler )، وهي شركة بيانات للسلع الحيوية للأسواق، وخبير في تجارة النفط الإيراني، تحدث لوكالة بلومبرغ.
قال ( علي واعظ Ali Vaez )، رئيس مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية : إذا كانت الولايات المتحدة تريد حقًا إتفاقًا، فسيكون التنسيق مع خصمي الولايات المتحدة والصين وروسيا أمرًا أساسيًا.
” هذا يعني أن الولايات المتحدة ستضطر إلى منح المحادثات وقتًا، وهو ما قد يخدم مصلحة إيران “
هنالك مصدر آخر للضغط الدولي على إيران، وهو معاهدة حظر إنتشار الأسلحة النووية، ( ١٩٧٠ NPT )، التي تفرض على الدول السماح بتفتيش مخزوناتها النووية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
قال روبرت كيلي Robert Kelley ، مهندس الأسلحة النووية الأمريكي، الذي قاد عمليات التفتيش التي قامت بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العراق وليبيا وجنوب إفريقيا
” إذا تخلت إيران عن ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال الإنسحاب من معاهدة حظر الإنتشار النووي ، فإن ذلك من شأنه أن يشير إلى نوايا سيئة خطيرة “.
تقول ناتالي توتشي Nathalie Tocci، المستشارة الخاصة السابقة لوزير خارجية الإتحاد الأوروبي، جوسيب بوريل Josep Borrell، الأن المديرة لمعهد الشؤون العالمية Istituto Affari Internazionali.، مقره في إيطاليا -روما :-
” إن لأوروبا دور مهم تلعبه في المحادثات، لكن إذا كنا نهتدي بالماضي، فأن الإتحاد الأوروبي لن يتمكن من تهدئة المخاوف الإيرانية، بشأن ( إنسحاب محتمل ) للإدارات الأمريكية المستقبلية من أي إتفاق “
( ** توعد الجمهوريون الإدارة الحالية في البيت الأبيض، وإيران، بإعادة كافة العقوبات، لو تم رفعها الأن، وربما زيادة عن تلك المرفوعة، عند حصولهم على الأغلبية في الكونغرس ٢٠٢٢، وكذلك حصولهم على الرئاسة ٢٠٢٤ )
حذرت إسرائيل مراراً وتكراراً، من أنها قد تقوم بعمل عسكري، ضد منشأت إيران، إذا لم تنجح المحادثات.
قال مايكل أورين Michael Oren، السفير السابق لإسرائيل، لدى الولايات المتحدة، وعضو البرلمان الإسرائيلي : لا يمكن لإسرائيل أن تتسامح مع إيران بقدرات نووية.
” بينما يمكن للولايات المتحدة، من الناحية النظرية، أن تتعايش مع إيران تمتلك قدرات نووية، فإن إسرائيل لا تستطيع ذلك “
قال إيان بريمر Ian Bremmer، مؤسس ورئيس مجموعة أوراسيا Eurasia Group، هذا الشهر، خلال منتدى بلومبيرغ للإقتصاد الجديد : –
” لقد أخفقنا … نحن في ورطة … إدارة جو بايدن تريد العودة السريعة للإتفاق … لا يمكننا إنجاز ذلك !
نتيجة لذلك، أصبحت إيران دولة قادرة في الحصول على أسلحة نووية “.
يقول دبلوماسيون : إن الوقت بدأ ينفد لإحياء الإتفاقية.
قبل الجولة الحالية، تم عقد ست جولات من المحادثات غير المباشرة ( نيسان / أبريل لغاية حزيران / يونيو ٢٠٢١ ).
يقول الدبلوماسيون الغربيون : إن فريق التفاوض الجديد لإيران، حددوا مطالب غير واقعية.
قال المبعوث الأمريكي روبرت مالي ( روب مالي Robert Malley )، لهيئة الإذاعة البريطانية – بي بي سي :-
“ إذا أعتقدت إيران أن بإمكانها إستغلال هذا الوقت لبناء المزيد من الضغط على القوى الغربية، ثم عادت للمفاوضات، وتقول، إنها تريد شيئًا أفضل !
لن ينجح ذلك ببساطة !
لن نذهب نحن وشركاؤنا من أجل ذلك “
وحذر المبعوث الأمريكي ( روب مالي ) : إن الولايات المتحدة ستكون مُستعدة لتكثيف الضغط على إيران، إذا انهارت المحادثات.
أصر المسؤولون الإيرانيون : إن تركيزهم سوف ينصب فقط على رفع العقوبات، بدلاً من القضايا النووية.
( الوفد المكون من ٤٠ عضواً، يضم في الغالب مسؤولين إقتصاديين )
قال دبلوماسيون : إن ( إدارة جو بايدن )، أقترحت التفاوض على ( إتفاق مؤقت ) مع إيران، طالما لم يتم التوصل إلى إتفاق دائم.
قد يؤدي الفشل في التوصل إلى إتفاق إلى رد فعل من إسرائيل.
قال مبعوث الحكومة الروسية، ميخائيل أوليانوڤ Mikhail Ulyanov، على موقع تويتر : –
” المحادثات لا يمكن أن تستمر إلى الأبد، هنالك حاجة واضحة لتسريع العملية “
إن المخاطر كبيرة، مع تداعيات مُحتملة على أسواق الطاقة العالمية وكذلك على إستقرار الشرق الأوسط.
عندما تولى الرئيس جو بايدن منصبه، أعتقدت أسواق الطاقة والعديد من القادة السياسيين : أن الصفقة قد تتم بسرعة.
لقد تبدد هذا الأمل.
أصبح المأزق شديد التعقيد !