مقال رأي وتحليلات

فشل كبير للسياسة الخارجية الأمريكية في ٢٠٢١، فيما يخص الإتفاق النووي لعام ٢٠١٥

كانت إحدى أكبر إخفاقات السياسة الخارجية للولايات المتحدة في عام ٢٠٢١، وهي المفاوضات النووية مع إيران، حيث يستمر الوضع بلا حل.

Natanz nuclear facility. July 8, 2020. Credit…Maxar Technologies via NewYork times


مقال رأي في صحيفة ( spectator البريطانية ) بواسطة ( جيك واليس سيمونز Jake Wallis Simons )
بعنوان

Inside Joe Biden’s disastrous negotiations with Iran
( حقيقة ما جرى في مفاوضات جو بايدن الكارثية مع إيران )


بعد التحدث إلى عدد من المصادر الدبلوماسية في جوانب مختلفة في الأسابيع الأخيرة، من الصعب تجنب الإستنتاج :-

إن المحادثات كانت غير كفؤة بشكل مؤسف

لم يكن هنالك فشل كبير في الحصول على أي تنازلات من طهران، فقط – ولكن وقف التقدم الإيراني الهائل نحو القنبلة النووية، أصبح بعيد المنال.

إضافة إن المفاوضين الغربيين أصبحوا يلفون أنفسهم في سحابة من غبارٍ، بسبب الاختلاف الداخلي ومواقف متنافسة وتوتر.

كل هذا بالطبع هدية للإيرانيين الذين دخلوا عام ٢٠٢٢، في موقع متقدم.

في الحقيقة، كان المفاوضات محكوم عليها بالفشل منذ البداية.

حتى قبل إنتخابه، كان الرئيس الأمريكي جو بايدن راغباً بشدة لإعادة الولايات المتحدة لصفقة خطة العمل الشاملة المشتركة JCPOA أو الإتفاق النووي لعام ٢٠١٥، أرث أوباما !

وقال لشبكة سي إن إن الأخبارية الأمريكية:-

النبأ السار هو أنه لا يزال هنالك طريقة أفضل ، الإدارة الجديدة ستجعل من أولوياتها تصحيح سياسة إيران

ربما لم يقل الرئيس الأمريكي جو بايدن ( بلسانه )، إنه سيخضع لشروط إيران، للتوصل إلى إتفاق.

لكن الإيرانيين يعرفون رغبته في العودة للإتفاق بأي ثمن، وكذلك كبار أعضاء إدارة جو بايدن.

وصفت مصادر دبلوماسية – روبرت مالي ( روب مالي )، المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، الذي أختاره جو بايدن، الذي يقود المفاوضات في فيينا، أنه ” أكثر المسؤولين رغبة في التوصل لإتفاق على الإطلاق “.

في الواقع، ( خضع )- الرئيس السابق لمجموعة الأزمات الدولية International Crisis Group- وهي مؤسسة فكرية مكرسة لحل النزاعات، وتجسيدًا لمبدأ الليونة – لطلبات إيران حتى الأن، كما قال أحد المسؤولين.

إنه يتحدث الآن إلى إيران وفي عينه اليأس

بدأت المحادثات بخطوة أميركية مذهلة.

بمجرد بدء موضوع المحادثات، أذهل المفاوضون الأمريكيون الشركاء الدوليين من خلال تقديم إقتراح كان سخيًا لدرجة، أن الإيرانيين أضطروا إلى ( فرك أعينهم لتصديقه ).

في أذهان الأمريكيين، كان هذا عرضًا لإيران – ( إما عليهم قبوله أو رفضه )، مباشرة بدون مقدمات.

لكنها لم تصل إلى القيادة الإيرانية بهذه الطريقة.

بمجرد أن التقط الإيرانيون أنفاسهم، وعادوا إلى طاولة المفاوضات، شرعوا في المطالبة بمزيد من التنازلات، إعتقادًا منهم ( أن العرض الأمريكي كان مجرد بداية للمفاوضات ).

لكن الأمريكيون أستمروا في الإصرار على أنه كان عرضًا لمرة واحدة !

لكنهم فشلوا بشكل حاسم في إثبات ذلك، بالإبتعاد عن طاولة المفاوضات، أو التلويح بعقوبات.

لذلك أستمر الإيرانيون في المطالبة بالمزيد.

نتج عن ذلك ما لا يمكن وصفه، إلا بالمصطلح العبري ( بالاغان balagan – فوضى Mess )، حيث تلاشى أي شعور حقيقي بالضغط والخطر.

جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، هو صوت أكثر منطقية في المعسكر الأمريكي.

لكن المبعوث الأمريكي – روبرت مالي قام بتهميشه بإستمرار، حيث كان قادرًا على صياغة نسخته الخاصة من المفاوضات عند تقديم تقرير إلى أنتوني بلنكين، وزير الخارجية الأمريكي.

نتيجة لذلك، فإن الحجم الحقيقي للكارثة مخفي عن البيت الأبيض – والرئيس جو بايدن كان منشغلًا بالشؤون الداخلية على أي حال !

مع إستمرار المأزق شهرًا بعد شهر، وإستمرار الإيرانيين في تعزيز موقفهم من خلال تأخير الأمور أكثر أثناء تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى، أصبح المزاج السائد بين الدبلوماسيين الغربيين متشرذمًا، وكاد المسؤولون يسمعون الإيرانيين وهم يفركون أيديهم.

على الجانب البريطاني، الأمور أكثر تماسكًا.

على الرغم من بعض الخلافات، فإن موقف بريطانيا أكثر حزماً.

أدى ذلك إلى حالة غير متوقعة تتعاطف فيها بريطانيا مع الإسرائيليين أكثر من أمريكا.

نتيجة لذلك، تبذل إسرائيل جهودًا خاصة في الضغط على الحكومة البريطانية، لإنقاذ الولايات المتحدة من نفسها !

مع ذلك، فإن الدبلوماسيين البريطانيين غارقون في مستنقعين في آن واحد:-

( المحادثات النووية في فيينا، والمناقشات المنفصلة حول الرعايا الأجانب المسجونين في إيران )

من الصعب تجنب الإستنتاج بأن عام ٢٠٢٢ سيكون عام تتقدم فيه إيران.

لقد خففت إيران من أثار العقوبات الغربية من خلال التركيز إقتصاديًا على الصين وروسيا.

يقومون كذلك بإختيار دول الخليج العربي واحدة تلو الأخرى….

( ** فقدان أثار العقوبات على إيران، في الحقيقة بسبب غض البصر من إدارة جو بايدن، ومساعدة دول الجوار الإيراني ).

على الرغم من تحالف هذه الدول مع إسرائيل، تعد الإمارات الآن ثاني أكبر عميل نفط لإيران… ( ** بنفس الوقت تساعدها في تجاوز العقوبات الأمريكية بحسب ما صرح به المسؤوليين الأمريكيين ).

السعوديون فقط هم من يستمرون في التمسك ( بحزم تام ) ضد النفوذ الإيراني.

في غضون ذلك، كان الإسرائيليون يضغطون بشدة على الأمريكيين لوضع خيار عسكري موثوق به، والذي بدونه تفتقر المفاوضات إلى رد فعل قوي.

ولكن حتى لو كان الضغط الإسرائيلي ناجح، فليس هنالك ما يضمن نجاح الضربات الجوية للمنشأت النووية الإيرانية من قبل إسرائيل / أو الولايات المتحدة.

المنشآت النووية الإيرانية مدفونة تحت الجبال في مواقع متعددة في جميع أنحاء البلاد، وكثير منها في مناطق مدنية.

هذا يترك الغرب أمام خيارين:-

* إما / غزو بري جماعي على غرار ما حصل في العراق.
* أو / أكبر حملة جوية منذ الحرب العالمية الثانية، ضد إيران.

لا يمكن تنفيذ كلا الأمرين إلا من قبل دولة واحدة.

وبالنظر إلى مزاج الجمهور الأمريكي، وغرائز قيادتها السياسية، هنالك فرصة أكبر للفرح في وسط طهران هذا العام.

علاوة على ذلك، لطالما إنتشرت القوات الوكيلة لإيران في جميع أنحاء المنطقة.

في حالة الحرب، قد يتم الطلب منها لضرب أهداف متعددة في وقت واحد.

يمكن لإيران حتى إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره ٣٠ ٪ من طاقة العالم….( ** في الحقيقة هذا الخيار مكلف جداً لإيران، من الناحية السياسية والعلاقات الإقتصادية، خصوصاً مع أصدقاءها ).

هل هنالك بصيص أمل؟

كما هو متعارف، يميل الأمريكيون إلى السماح لمفاوضيهم ومبعوثيهم بالسعي حتى التعب، ثم يتم إستبدالهم.

هنالك شعور واضح في الدوائر الدبلوماسية، بأن الساعة قربت من نهايتها بالنسبة للمبعوث الأمريكي – روبرت مالي.

إذا تم إستبداله قريبًا، فإن المفاوضات ستدخل في حالة من الفوضى المؤقتة، والتأجيل اللاحق سيفيد إيران.

لكن هذا التدمير الخلاق، قد يسمح لشخص جيد و أكثر جدية بقيادة الوفد الأمريكي للمفاوضات.

نخشى أن هذا هو أفضل ما يمكن أن نأمله حاليًا.

صدقونا … نتمنى لو كانت هنالك أخبار أفضل.

المصدر
المصدر
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
إغلاق

أنت تستخدم مانع ألاعلانات

شكرا جزيلا لزيارة موقعنا - أنت تستخدم مانع ألاعلانات ٠ الرجاء قم بتعطيل مانع ألاعلانات حتى تتمكن من تصفح الموقع