سياسية

مُستشار الأمن الأمريكي يدعو إلى إستخدام ألية إعادة فرض العقوبات ( Snapback ) ضد إيران

قال مستشار الأمن القومي الأمريكي – جيك سوليڤان، للمسؤولين الإسرائيليين، خلال زيارته الأخيرة :-

” أن التهديد بإعادة فرض العقوبات – وفق ألية Snapback، الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة، يجب أن تُستخدم كوسيلة لردع إيران عن تخصيب اليورانيوم لمستوى الأسلحة النووية “، على الرغم من إن إيران قالت بإن نسبة الـ ٦٠ ٪ سوف تبقى، حتى وأن فشلت المفاوضات، ولن يتم تسريعها لمستوى الـ ٩٠ ٪، وكذلك من ضمن شروط إيران في المفاوضات الحالية، ( عدم فرض العقوبات مرة أخرى Snapback من قبل الولايات المتحدة ) !


بالنسبة لألية إعادة فرض العقوبات أو Snapback ، أهم آلية مُدمجة في إتفاق ٢٠١٥، لمعاقبة إيران، إذا أنتهكت بنود الإتفاقية، حيث يمكن لأي طرف في الإتفاقية فرض العقوبات الأممية.

ستكون العقوبات مُدمرة بشكل خاص للإقتصاد الإيراني، لأن جميع أعضاء الأمم المتحدة سيكونوا ملزمين بالإمتثال.

واصلت إيران تسريع برنامجها النووي، بينما تشارك في المفاوضات النووية في فيينا، حيث حذرت إسرائيل حلفاءها الغربيين، من أن إيران تتخذ خطوات فنية للإستعداد لتخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء ٩٠ ٪.

تضغط إسرائيل على الولايات المتحدة ومجموعة الثلاث ( E3 – فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة ) – لزيادة الضغط على إيران الآن، وأثارت إمكانية فرض عقوبات سريعة.

يقول المسؤولون الإسرائيليون، إن المملكة المتحدة فقط هي التي أبدت قبولها بفكرة ألية Snapback ، حتى الآن.

كانت الولايات المتحدة تحاجج الإسرائيليين بأن الضغط يجب أن يكون متوازنًا من خلال الدبلوماسية، وأن عمليات التخريب الإسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية دفعت الإيرانيين في الواقع إلى تسريع برنامجهم النووي !.

خلال إجتماع عقد في ٢٢ كانون الثاني / ديسمبر ٢٠٢١، للمنتدى الإستراتيجي الأمريكي-الإسرائيلي، حول إيران، قال جيك سوليڤان :-

إنه قلق للغاية من أن الإيرانيين شعروا أنهم يقتربون من إمكانية السعي للحصول على سلاح نووي “، حسبما قال المسؤولون الإسرائيليون لموقع أكسيوس.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، إنه لا يعرف ما إذا كان الضغط الأمريكي الإضافي أو غيره، من شأنه أن يدفع إيران للإقتراب أكثر من صنع قنبلة نووية.

لكنه قال:-

إن التهديد بفرض عقوبات سريعة – بالإضافة إلى تعزيز مصداقية التهديد العسكري ضد إيران – يجب إستخدامه لردع إيران عن زيادة تخصيب اليورانيوم إلى ٩٠ ٪

قال مسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية لمستشار الأمن القومي – جيك سوليفان، إنهم يعتقدون أن على الولايات المتحدة ومجموعة الثلاث – E3 ، المضي في فرض عقوبات سريعة على إيران، إذا وصلت محادثات فيينا إلى طريق مسدود، بغض النظر عن مستويات تخصيب إيران من اليورانيوم – حالياً عند نسبة الـ ٦٠ ٪.

لكن في نهاية الإجتماع، وافق مستشار الأمن الإسرائيلي، إيال هولاتا، على أن إستخدام ألية إعادة فرض العقوبات Snapback ، كرادع ضد التخصيب بنسبة ٩٠ ٪، أمر منطقي.

قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لـموقع أكسيوس Axios :-

إن الولايات المتحدة لن تعلق على المداولات الدبلوماسية الخاصة “، لكنه قال:-

إن الولايات المتحدة وإسرائيل متعاونان بشكل وثيق مع التهديدات الأمنية التي تشكلها إيران “.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس يوم الثلاثاء إنه كان هنالك ” بعض من التقدم المتواضع في الأيام الأخيرة، لمبحاثات فيينا

وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، في الإجتماع، إنه إذا لم يتم التوصل إلى إتفاق في فيينا في غضون أسابيع، ولم يتفاوض الإيرانيون بحسن نية، فيجب على الولايات المتحدة الإنسحاب من المحادثات، حسبما قال المسؤولون الإسرائيليون.

وقال كبير المفاوضين الإيرانيين، يوم الأربعاء ٥ كانون الثاني / يناير ٢٠٢٢:-

إن المحادثات النووية الجارية في فيينا تركز على رفع العقوبات الأمريكية عن إيران، وتعكس إتجاهًا إيجابيًا ومتقدمًا “، وفقاً لوكالة إنباء IRNA – الإيرانية.

أدلى علي باقري كاني بهذه التصريحات قبل دخوله قصر كوبورغ، حيث تعقد المفاوضات.

وأشار إلى :-

إن الجهود جارية لتحقيق نتيجة “، معلقا على نتائج المحادثات خلال الأيام القليلة الماضية منذ بداية جولتها الثامنة.

وقال :-

إن الرفع الفعلي للعقوبات الأمريكية على إيران أمر أساسي للتوصل إلى إتفاق في محادثات فيينا

وأشار إلى :-

كلما زادت الجدية التي أبدتها الأطراف الأخرى في رفع العقوبات، وقبول الآليات التي أقترحتها إيران لرفع القيود، خاصة فيما يتعلق بقضايا التحقق من رفع العقوبات والضمانات ( ** المستحيلة )، كلما كان من الممكن التوصل إلى إتفاق في وقت أقرب

قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا باربوك، بعد إجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلنكين، يوم الأربعاء :-

إن إيران أهدرت الكثير من الثقة “، محذرة من أنه ليس هنالك الكثير من الوقت لإحياء الإتفاق النووي.

على ما يبدو إن المفاوضات لاتسير بشكل جيد بكل الأحوال، عكس ما توحي وسائل الإعلام.

في تصريحات معاكسة لما مُعلن، صرح العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين والأمريكيين، أن المناقشات صعبة للغاية، وأن موقف إيران الحالي غير مرن.

إن الموقف الذي أتخذه الرئيس الإيراني المُنتخب حديثًا يواجه المفاوضين الأوروبيين بشكل أساسي بموقف واضح ولكن غير بناء من جانب إيران، فيما يتعلق بأي صفقة مُحتملة.

تتمثل المطالب الإيرانية الرئيسية في رفع العقوبات (النفطية) الحالية، التي تم إعادة فرضها، بعد إنسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق في عام ٢٠١٨.

بعد الأيام الأولى من جولة المفاوضات الأخيرة، كانت جميع الأطراف متفائلة نسبيًا، لكن المطالب الصارمة التي طرحتها إيران أدت إلى طريق مسدود مرة أخرى.

صرح المفاوضون الفرنسيون والألمان والبريطانيون بوضوح أن مطالب طهران غير واقعية، وهي حيود كبير عن التسويات السابقة المتفق عليها.

في رد فعل، أعرب وزير الخارجية الأمريكي – أنتوني بلنكين عن خيبة أمله.

وبحسبه، فأن إيران ليست مُستعدة للتوصل إلى حل وسط، أو حل للمأزق الحالي.

ذكر أنتوني بلنكين أنه إذا كانت الإتفاقية ( ٢ JCPOA)، غير واقعية، فستكون الخطة البديلة ( Plan B )، واقعية.

في الوقت الحالي، تقوم العديد من دول الخليج العربي، بالفعل، بتقييم داخلي، لما يمكن أن يكون عليه خيار الخطة الأمريكية البديلة ؟.

لقد أوضح السياسيون والمستشارون العسكريون الإسرائيليون بوضوح أنهم لن ينتظروا حتى تحقق حكومة إيران قدرات نووية شاملة.

من الواضح أن إيران تلعب على الجانبين.

رسميًا، تتجه نحو المفاوضات مع القوى الدولية، الذي يجب أن يشمل الولايات المتحدة ، ويؤدي إلى رفع العقوبات.

في الوقت نفسه، أفادت مواقع إخبارية إيرانية، أن إيران تبيع نفطها بأسعار ( مُغرية ) للمشترين الآسيويين، وخاصة الصين، الذين يرغبون في الإلتفاف على العقوبات الأمريكية.

ذكرت صحيفة إيرانية، أن البلاد تبيع النفط بمستويات أسعار منخفضة لدرجة أن المشترين الأجانب يرغبون في الإلتفاف على العقوبات الأمريكية.

وأشارت الصحيفة اليومية، إلى أن مبيعات النفط الإيراني إلى الصين في تشرين الثاني / نوفمبر ٢٠٢١، زادت بنسبة ٤٠ ٪ مقارنة بشهر تشرين أول / أكتوبر ٢٠٢١، لتصل إلى مستوى نحو ( ٦٠٠,٠٠٠ برميل يوميا ).

كانت وكالة بلومبيرج قد ذكرت بالفعل أن الحكومة الصينية سمحت للمصافي الغير حكومية الصغيرة بإستيراد المزيد من النفط في تشرين أول / أكتوبر ٢٠٢١، وخاصة النفط الإيراني.

ومع ذلك، تشير البيانات الرسمية، وفقًا لـ Kpler، إلى عدم وجود واردات نفطية إيرانية منذ كانون أول / ديسمبر ٢٠٢٠، لكن كيبلر أشارت، إلى أن صادرات النفط الإيرانية قد تم تغيير علامتها التجارية لتكون من ( ماليزيا أو عُمان ).

في كل الأحوال، لا يُتوقع حدوث إنفراج في المفاوضات في القريب العاجل.

في الوقت نفسه، يقوم الرئيس الإيراني الحالي إبراهيم رئيسي، في خطوة مُحتملة لقمع أي معارضة داخلية، من خلال القيام بترقية قادة الحرس الثوري الإيراني وأتباعهِ إلى مناصب رئيسية في الحكومة والمحافظات المحلية.

عين الأسبوع الماضي قائدين في الخدمة الفعلية للحرس الثوري، محافظين في محافظتين رئيسيتين.

تعيين زين العابدين خرم رضوي، قائد فيلق حرس الثورة الإسلامية في أذربيجان الشرقية، محافظاً، في حين أصبح ياغوبالي نزاري، قائد الحرس الثوري الإيراني في محافظة خراسان رضوي، محافظاً.

في الواقع، تعني هذه الخطوات، أن كلا المحافظتين تخضعان فعليًا للحكم العسكري.

في المقابل، لم تعين الحكومات السابقة سوى قادة سابقين في الحرس الثوري الإيراني، وليس قادة في الخدمة الفعلية.

منذ عام ٢٠٢٠، تم إنتخاب عدد من قادة الحرس الثوري ( السابقين ) في البرلمان.

مع تعيين صف آخر من قادة الحرس الثوري الإيراني محافظين، حيث أصبح نفوذ الحرس الثوري الإيراني قويًا للغاية.

إن التأثير المتزايد لقوات الحرس الثوري ملحوظ في المناقشات الجارية لإعادة إحياء الإتفاق النووي.

حذر محللون من أن حلم النهضة الديمقراطية في عهد رئيس متشدد، غير مرجحة للغاية.

يبدو أن المرشد الأعلى الإيراني، يحول الحكومة ببطء إلى هيئة يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني، ويزيل المعارضة المحتملة من الهامش.

يُعتبر الحرس الثوري الإيراني، أحد أكبر اللاعبين الإقتصاديين في البلاد، حيث يخضع لسيطرته مئات الشركات في جميع القطاعات.

مع نفاد الوقت بالنسبة لإحياء الإتفاق، فإن إيران تتقرب أكثر من روسيا.

وجهة النظر الرسمية الحالية للحكومة الروسية، هي أن المفاوضات تسير على ما يرام.

وصرح وزير الخارجية الإيراني، في الأيام الماضية، أن محادثات فيينا تسير في إتجاه جيد.

بينما كانت إيران تضغط من أجل رفع العقوبات النفطية في عهد دونالد ترامب، فإنها تمضي في زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب، وتعزيز قدرات التخصيب، ومعالجة اليورانيوم إلى ما يقرب من نسبة الأسلحة النووية.

أدت التطورات النووية بالفعل إلى مناقشات مباشرة وغير مباشرة بين ( إسرائيل، الإمارات، البحرين والمملكة العربية السعودية – على الأقل بشكل غير مباشر) حول ماهية الخطة البديلة ؟.

صرح وزير الخارجية الإسرائيلي – يائير لابيد بالفعل أن إسرائيل لن تسمح لإيران بأن تصبح دولة قادرة على الحصول على أسلحة نووية.

ولممارسة المزيد من الضغط الفوري على إجتماعات فيينا، أطلقت إيران صاروخ إلى الفضاء، على الرغم من فشله في وضع أي شيء في المدار.

يخشى محللون غربيون وإسرائيليون وعرب من عدم إستخدام الصاروخ للأغراض السلمية، من الأساس.

كما أن لدى الحرس الثوري الإيراني برنامجًا عسكريًا موازيًا.

ويتفق معظم المحللين الغربيين على أن إطلاق مثل هذا الصاروخ خلال محادثات فيينا، تظهر الثقة المتزايدة للمتشددين في إيران.

مع دعم روسيا لإيران رسميًا، وبقاء الصين على الهامش، لن تغير إيران موقفها.

وطالما أستمر مشترو النفط الآسيويون في شراء الخام الإيراني المُخفض ( سعراً )، فإن الحكومة الإيرانية لاتنتبه للتهديدات الغربية أو الإسرائيلية.

ومع ذلك، يجب على سوق النفط أن يأخذ في الحسبان، أن إسرائيل لاتظهر شيئا دائمًا الإ وكانت مستعدة لذلك، وأن توجيه ضربة عسكرية لمنشأت إيران النووية، واردة، وتزداد إحتماليتها، مع مرور الوقت.

المصدر
المصدرالمصدرالمصدر
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
إغلاق

أنت تستخدم مانع ألاعلانات

شكرا جزيلا لزيارة موقعنا - أنت تستخدم مانع ألاعلانات ٠ الرجاء قم بتعطيل مانع ألاعلانات حتى تتمكن من تصفح الموقع