سياسية

أقدم صحيفة يهودية في العالم تؤكد : الموساد قتل العالم إلايراني بمعدات عسكرية تزن ( ١ طن ) تم تجميعها في إيران على مدى شهور

اقرأ في هذا المقال
  • الموساد هو من قتل العالم إلايراني ( محسن فخري زاده ) بحسب تقرير أقدم صحيفة يهودية في العالم

كشفت مصادر استخباراتية, أن فريق التجسس الذي يضم أكثر من ٢٠ شخصًا, والذي يتألف من مواطنين إسرائيليين وإيرانيين, نفذ الهجوم الذي قتل العالم النووي إلايراني ( محسن فخري زاده ), بعد ثمانية أشهر من المراقبة المُضنية.

فريق تجسس من الموساد قتل محسن فخري زادة

لقد قدر نظام طهران سرا أن الأمر سيستغرق ست سنوات قبل أن يعمل بديل لكبير العلماء محسن فخري زاده بكامل طاقته.

في غضون ذلك, خلص محللون إسرائيليون

إلى أن موته قد أدى إلى تمديد الفترة الزمنية التي ستستغرقها إيران في صنع قنبلة من حوالي ثلاثة أشهر ونصف إلى عامين, مع قيام شخصيات استخباراتية بارزة بتصنيفها بشكل خاص إلى خمس سنوات.

يأتي هذا الكشف في الوقت الذي تقدم فيه ( صحيفة جويش كرونكل The Jewish Chronicle ), أكبر وصف حتى الآن للإغتيال الذي أحتل عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم وأدى إلى تدهور كبير في القدرات النووية لطهران.

محسن فخري زاده, ٥٩ عامًا, المعروف باسم ” أب القنبلة الايرانية “, فقد حياته بـ ١٣ رصاصة أثناء سفره مع زوجته و ١٢ من حراسه الشخصيين على طريق أبسارد, بالقرب من طهران, شرق العاصمة, في ٢٧ تشرين الثاني / نوفمبر ٢٠٢٠.

ولم تتضرر زوجته ولا أي من أفراد فريقه الأمني ​​في الهجوم, الذي تم بإستخدام سلاح آلي شديد الدقة لحماية المدنيين من الأضرار الجانبية.

منذ وفاة فخري زاده, أنتشرت التكهنات بشأن مقتله, حيث لم تعلن أي وكالة مخابرات مسؤوليتها عن جريمة القتل.

وظلت ملابسات القتل محاطة بالغموض, حيث ألقت تقارير ( غريبة ) باللوم بشكل خاطئ على فريق مكون من ٦٢ مسلحًا.

الآن يمكن للصحيفة, أن تؤكد أن وكالة التجسس الإسرائيلية ( الموساد ), كانت وراء مقتله, والتي تم تنفيذها من خلال تركيب جهاز القتل في شاحنة نيسان صغيرة ( نيسان بكب Nissan Pickup ).

كان السلاح المصمم حسب الطلب, والذي تم تشغيله عن بعد بواسطة عملاء على ( الأرض ), أثناء متابعتهم الهدف, ثقيلًا جدًا لأنه تضمن قنبلة دمرت الأدلة بعد القتل.

وقد علمت الصحيفة

أن العملية نفذتها إسرائيل وحدها دون تدخل أمريكي.

ووفقًا لمصادر استخباراتية دولية رفيعة, لم يتم أعطاء المسؤولون الأمريكيون سوى دليل بسيط, قبل الهجوم.

وقالت المصادر

إن العملية الجريئة, التي أذلّت القيادة إلايرانية , نجحت بسبب إنشغال أجهزة الأمن الإيرانية بمراقبة المعارضين السياسيين المشتبه بهم.

قال يعقوب نيجل, أحد كبار مسؤولي الدفاع الإسرائيليين, الذي عمل كمستشار للأمن القومي لبنيامين نتنياهو

الموساد لديه وثائق تثبت أن فخري زاده عمل على عدة رؤوس حربية نووية, كل منها قادر على التسبب بكارثة بحجم ( ٥ قنابل نووية ), مثل قنبلة هيروشيما

” كان جادا ( محسن فخري زاده ), كان يريد أن يفعل ما خطط له, لذلك قرر شخص ما ( إسرائيل ), أنه لديهم ما يكفي من الوقت لقتله “.

عندما لقي محسن فخري زاده حتفه, أذهلت عملية الاغتيال النظام الإيراني وتصدرت عناوين الصحف حول العالم.

ولكن بعد مرور ثلاثة أشهر, لا تزال الأسئلة الرئيسية بلا إجابة.

لا أحد يعرف حتى كيف قُتل العالم النووي

أشارت التقارير الأولية إلى أنه قتل برصاص مسلحين !!

لاحقًا, ألقى مسؤول بالحرس الثوري باللوم على بندقية ” تعمل بالأقمار إلاصطناعية ” بإستخدام الذكاء الاصطناعي.

من أين أتى مثل هذا الجهاز, وكيف تم إعداده, لا يزال ألامر غير مُفسر.

حتى يومنا هذا, لا أحد يعرف ما إذا كانت العملية كانت خطوة مفاجئة أو تم التخطيط لها منذ شهور.

وعلى الرغم من العديد من النظريات, لا أحد يعرف بالضبط سبب مقتله.

كما يحوم عدم اليقين بشأن دور الرئيس ترامب في العملية

جادل بعض المحللين

بأنه كان يترك بصمته قبل مغادرته منصبه

بينما نفى آخرون التدخل الأمريكي.

والأهم من ذلك كله, على الرغم من التكهنات السائدة بأن إسرائيل هي المسؤولة , لم يحدد أحد هوية المسؤولين عن القتل.

الى الآن.

اليوم, يمكن للصحيفة, أن تؤكد أن العملية نفذها الموساد وفي أكمل وصف للعملية نُشر حتى الآن, يمكننا الكشف لأول مرة عن إجابات الأسئلة التي استعصت على العالم.

لفهم الحاجة إلى مثل هذه العملية الرفيعة المستوى والمحفوفة بالمخاطر, يجب إرجاع العملية إلى ليلة ٣١ كانون ألثاني / يناير ٢٠١٨, إلى منطقة تجارية قاتمة في ضواحي العاصمة الإيرانية, ووميض ضوء خافت في الداخل مستودع مظلم.

كانت تلك بداية أحد أهم العمليات الإستخباراتية التي نفذها الموساد في الآونة الأخيرة.

بعد عام من المراقبة, سرق الجواسيس أرشيفًا ضخمًا من الأسرار النووية الإيرانية, مستخدمين ( المشاعل ) التي ساهمت في فتح الخزائن ( ٢,٠٠٠ درجة مئوية / موضعية ) لإخراج الوثائق من ٣٢ خزنة عملاقة.

بدءًا من المجلدات السوداء التي تحتوي على أكثر المعلومات حيوية, قام العملاء بنقل ٥٠٠,٠٠٠ صفحة من الوثائق و ١٦٣ قرصًا مضغوطًا تحتوي على التفاصيل الكاملة لبرنامج إيران السري للأسلحة النووية.

Prime Minister Benjamin Netanyahu showcases material he says was obtained by Israeli intelligence from Iran’s nuclear weapons archive, in Tel Aviv on April 30, 2018. (Amos Ben-Gershom (GPO)
iran
iran

اليوم, الأرشيف النووي – الذي كشف عنه بنيامين نتنياهو في عنوان شهير في وزارة الدفاع الإسرائيلية عام ٢٠١٨ – موجود في وحدة مؤمنة في مكان سري في إسرائيل.

وأكدت مصادر

أن الدولة اليهودية تستخدم الآن المعلومات الاستخباراتية التي احتوتها لإقناع إدارة بايدن, عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية, بأنه لا يمكن الوثوق بطهران بالالتزام بشروط أي اتفاق نووي.

وقال مصدر إسرائيلي

سنبني حججنا هذه المرة على معلومات استخبارية خالصة, وليس على السياسة, سيكون القيام بذلك أفضل وأوضح

وأوضح المصدر

أن الأسرار لن تكون جديدة على الأمريكيين, لكن المسؤولين الإسرائيليين سيعرضون تفسيرهم الخاص والتأكيد.

في وقت سابق من هذا الشهر, عقد الموساد اجتماعًا, لتقرير كيفية منع الولايات المتحدة من الدخول في اتفاق نووي معيب آخر من شأنه فقط تمكين إيران.

تعتقد إسرائيل أن اتفاقية أوباما لعام ٢٠١٥, خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA), سمحت بشكل كارثي لطهران بالحفاظ على برنامجها النووي سليمًا, وأوقفته مؤقتًا دون تفكيكه.

وسمحت للنظام بسرقة الأموال لميليشياته العديدة التي تعمل بالوكالة بمجرد رفع العقوبات, مما عرض المنطقة لسنوات من الفوضى.

وأشار الأرشيف

” إلى أن إيران فشلت في احترام شروط صفقة أوباما “

وتأمل إسرائيل أن تقنع جو بايدن بعدم تكرار الأخطاء التي ارتكبها صديقه القديم, وأن تحافظ على بعض مظاهر حملة ” الضغط الأقصى” لدونالد ترامب على الحكومة إلايرانية.

من الناحية التشغيلية, كان الأرشيف يعني شيئًا آخر.

حالما فتح المحللون الإسرائيليون تلك الملفات مرة أخرى في عام ٢٠١٨, أدركوا, أن محسن فخري زاده يجب أن يتم التخلص منه ” باللغة العامية العراقية ..لازم يطير Depart “.

As soon as Israeli analysts opened those black ringbinders back in 2018, they knew that Mohsen Fakhrizadeh was destined — to use Mossad slang — to “depart”.

وقال المصدر

أحتوت على وثائق أصلية تأمر بإخفاء البرنامج النووي, وكثير منها بخط يد فخري زاده“.

أدرك المحللون أنهم كانوا ينظرون إلى حبره وبصمات أصابعه وضغطه على الورقة أثناء كتابته, هو الذي كان وراء الخداع إلايراني كله.

كان فخري زاده أبا لكل ما وجدناه في الأرشيف.

كان كل شيء تحت إمرته, من العِلم والمواقع السرية إلى الأفراد والمعرفة.

لقد قاد العملية لإخفائها عن العالم.

منذ تلك اللحظة, كان الموضوع ..مسألة وقت ..لقتله

بدأ تنفيذ ( عملية إلاغتيال ) في أذار / مارس ٢٠٢٠, حيث كان العالم منشغلاً بتهديد فيروس كورونا, تم إرسال فريق من الجواسيس الإسرائيليين إلى إيران, حيث قاموا بالإتصال مع عملاء محليين.

تألفت المجموعة من أكثر من ٢٠ عنصرا, وهو عدد كبير لمثل هذه المهمة المعقدة والمحفوفة بالمخاطر.

أنطلقت عملية مراقبة دقيقة.

قال مصدر

وضع الفريق خطة مفصلة للغاية, دقيقة بدقيقة, لمدة ثمانية أشهر, كانوا يراقبونه بدقه متناهية, كل تحركاته

تم اتخاذ القرار بقتل العالم على الطريق المؤدي شرقًا من طهران إلى المنتجع الريفي الحصري أبسارد, حيث كان يمتلك فيلا.

علم الفريق, أن فخري زاده سوف يسافر إلى هناك من طهران يوم الجمعة.

وقال مصدر

” كانوا يعرفون طريقه اليومي وسرعته وتوقيته, وكانوا يعرفون بالضبط الأبواب التي سيستخدمونها للخروج “.

وأكدت الصحيفة

أن القتلة استخدموا بالفعل سلاحاً متطورًا يتم التحكم فيه عن بعد, مع قنبلة صغيرة مدمجة للسماح لها بالتدمير الذاتي ( على الرغم من أنه على عكس المزاعم الإيرانية, لم يتم تشغيلها بواسطة قمر صناعي :] ).

بما في ذلك المتفجرات, كانت العبوة المصممة حسب الطلب تزن طنًا واحدًا وتم تهريبها إلى إيران على شكل قطع صغيرة على مدى عدة أشهر.

ثم تم تجميعها وتركيبها داخل شاحنة نيسان صغيرة كانت متوقفة على جانب الطريق.

في ٢٧ تشرين الثاني / نوفمبر ٢٠٢٠, كان محسن فخري زاده يسافر مع زوجته في سيارة صالون أوبل سوداء, وسط قافلة تقل ١٢ حارسًا شخصيًا.

دون علمهم, كان فريق من الجواسيس الإسرائيليين على الأرض, يراقبون كل تحركاتهم وينتظرون تشغيل البندقية من مسافة بعيدة.

عندما تجاوزت السيارة المكان المحدد, ضغطوا على الزر وفتح السلاح فائق الدقة النار.

أصابت ١٣ رصاصة فخري زاده وجها لوجه, فيما زوجته التي كانت جالسة على بعد ١٠ بوصات, لم تتضرر.

وزعمت السلطات الإيرانية

أن مدير أمن العِالم أصيب بأربع رصاصات بينما ألقى بنفسه على رئيسه.

لكن مصادر قريبة من العملية قالت

إن هذا غير صحيح.

لم يُقتل أو يُجرح أي من حراس فخري زاده الشخصيين, ولا أي شخص آخر بخلاف العِالم.

وقال مصدر

” كانت هناك عدة طرق للعمل لكن هذه الطريقة كانت الأكثر دقة, كانت الطريقة الأكثر دقة للتأكد من إصابة الهدف, فقط هو ”

وأضاف المصدر

أن الادعاءات بأن مسلحين تحركوا للتخلص من محسن فخري زاده والتأكد من مقتله غير دقيقة.

أثناء هروب فريق الموساد, تم تفجير السلاح, مما زاد من الارتباك في مكان الحادث.

” لقد أخرجنا جميع ألافراد ولم يمسكوا بأحد “… قال أحد المطلعين على العملية

لم يعرفوا شيئا أبدا “.

لم يكن أمنهم سيئًا, لكن الموساد كان أفضل بكثير.

لقد كان شيئًا رئيسيًا, عملية دراماتيكية.

كان تأثير الاغتيال عميقاً لدرجة أنه فاجأ حتى كبار ضباط الموساد.

وقال مصدر

” كان لدى إسرائيل فريق كبير هناك, من بينهم إسرائيليون, وكان ذلك مصدر إحراج كبير لطهران”.

لقد تعرض النظام للإذلال والدمار

حتى الموساد فوجئ بالتأثير الهائل.

كانت ألاسلحة رائعة للغاية…. كان هناك فريق على الأرض أيضًا, مما جعل الأمر معقدًا للغاية, ولكن كان لا بد من القيام بذلك وكان الأمر يستحق ذلك “.

وكشف المصدر

” لقد أصابت العملية, الإيرانيين, بشدة “

قدرت طهران أن الأمر سيستغرق ست سنوات للعثور على بديل لفخري زاده.

لقد حدد التحليل الإسرائيلي الآن وقت الحصول على أسلحة نووية ( الفترة التي ستستغرقها إيران لوضع اللمسات الأخيرة على قنبلة نووية ) بعامين.

قبل رحيل فخري زاده, كان ذلك حوالي ثلاثة أشهر.

والسنتين تقدير متحفظ.

يعتقد كبار مسؤولي الموساد ( سرا )

أن وقت حصولها على قنبلة نووية, يقترب من خمس سنوات

وأضاف المصدر

” الأمريكيون لم يشاركوا, لقد كانت بالتأكيد عملية إسرائيلية “

لم تكن مسألة سياسية, كانت مسألة أمنية.

لا علاقة لها بترامب أو بالانتخابات الأمريكية.

حدث ذلك بعد انتخاب بايدن.

لكن إسرائيل أعطت الأمريكيين فكرة بسيطة عن العملية, قبل تنفيذها, ليس إلى مستوى طلب الضوء الأخضر منهم, مثل جس النبض تماما, مثلما أبلغونا قبل قتل قاسم سليماني.

وقال المصدر

إنه تم التخطيط لمزيد من الاغتيالات في المستقبل, على الرغم من أنه لا يوجد شيء على نفس النطاق مثل فخري زاده أو سليماني !!

وقال المصدر

” نعم, ربما يكون لدى الموساد خطط لمزيد من إلاغتيالات”.

نحن بحاجة لمواصلة الضغط, إسرائيل ستواصل القتال بالتأكيد, لقد خلقنا بالفعل ثغرات كبيرة لـ ( تنظيم القاعدة ) و (القوات الخاصة الإيرانية) فيلق القدس “.

وفقًا لتحليل الموساد, فإن إيران مسؤولة عن ٨٠ في المائة من التهديدات التي تواجه الدولة اليهودية.

ولا شك في أنه مهما كان أسلوب الأمريكيين تجاه إيران, فإن إسرائيل ستدافع عن نفسها بنفسها.

وقال مصدر

إستراتيجيتنا الرئيسية للضغط على الولايات المتحدة هي تقديم معلوماتنا الاستخبارية لعام ٢٠١٨, إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية “.

“ولكن إذا لم ينجح ألامر فسنتحرك, لن تحبذ الولايات المتحدة ذلك, لكننا سنحافظ على سيادتنا ونحارب كل تهديد وجودي لنا, وقد ( رحل ) العديد من عناصر القاعدة والإيرانيين, ورحل فخري زاده الآن, لقد أحدث هذا فرقًا كبيرًا “

لكن إذا أصبح الوضع حرجًا, فلن نطلب الإذن من أحد… سنقتل من يصنع قنبلة نووية لإيران.

تحليل

نورمان ت.رول الذي خدم في وكالة المخابرات المركزية (CIA) لمدة ٣٤ عامًا, من عام ٢٠٠٨ إلى عام ٢٠١٧, كان مدير ألاستخبارات الوطنية, وكان مسؤولاً عن أنشطة الاستخبارات الأمريكية المتعلقة بإيران

لقد كشف الأرشيف النووي الإيراني الذي سرقه الموساد قبل ثلاث سنوات عن تفاصيل غير عادية لبرنامج طهران السري للأسلحة النووية.

لكن سبب القيام بمثل هذه العملية المحفوفة بالمخاطر لإزالة خصم مثل محسن فخري زاده لا تبرره مثل هذه الأنشطة السابقة, ولكن من المرجح أن يكون القلق بشأن ما قد يفعله في المستقبل.

عُرف فخري زاده بعمله في برنامج التسليح النووي, ومن المنطقي أنه قُتل لحرمان إيران من هذه الخبرة.

ومع ذلك, لا ينبغي لنا أن نتجاهل احتمال أنه كان يعمل على تقنيات أخرى في نفس الوقت , والتي ربما كان يُنظر إليها أيضًا على أنها تهديد استراتيجي.

فخري زاده كان المسؤول الإيراني الكبير الوحيد الذي أدار برنامجًا سريًا للأسلحة النووية.

من المحتمل أن يتضمن عمله كل جانب من جوانب إدارة المشروع, من الإشراف على الميزانية إلى رعاية الموظفين.

وبحسب ما ورد تمتع بمستوى نادر من الوصول إلى مرشد إيران وكبار المسؤولين العسكريين.

كما اشتهر بقدرته على صد خصومه البيروقراطيين, حيث حصل على دعم أقوى المسؤوليين في البلاد.

لدى إيران العديد من العلماء النوويين, لكن تجربته جعلته فريدًا.

أياً كان خليفته, فمن غير المرجح أن يتمتعوا بمكانته أو نفوذه البيروقراطي أو الوصول إلى مثل هؤلاء القادة الكبار.

ستواجه المرشد الأعلى لإيران عدة تحديات, في حال سمح ببرنامج تسليح جديد.

أولاً : أظهر خصوم إيران قدرة ومهارة هائلة.

في الآونة الأخيرة, تكبدت إيران خسائر فادحة.

فقدت أرشيفها النووي الأكثر حساسية لصالح إسرائيل.

ثم قتلت الولايات المتحدة قاسم سليماني

بعد ذلك, في أب / أغسطس ٢٠٢٠, قُتل زعيم القاعدة أبو محمد المصري وابنته في هجوم في طهران.

لقد عانوا الآن من فقد فخري زاده, كبير علماءهم النوويين.

بالإضافة إلى ذلك

أعلنت إيران عن تأثرها بأعمال تخريبية في منشآتها النووية في نطنز

وكذلك في منشآت أخرى.

أظهرت هذه العمليات

أن خصوم طهران لديهم على ما يبدو معلومات استخباراتية قوية وقدرة على تحييد الجهات المعادية دون المخاطرة بسقوط ضحايا من المدنيين

لا يسع المرء إلا أن يفكر في أن مثل هذه العمليات تهدف إلى ثني الإيرانيين الآخرين عن أعمال عدائية مماثلة, أو حتى من أخذ مكان الأشخاص الذين قتلوا في هذه الهجمات.

كما أن القدرة المثبتة لأجهزة المخابرات الأجنبية على كشف أسرار إيران الأكثر حساسية ستجعل القيادة الإيرانية تتساءل على الأرجح عما إذا كان بإمكانها الحفاظ على سرية برنامج التسلح النووي لفترة كافية, للوصول إلى الاكتمال.

من الصعب أن نتخيل أن قادة إيران لن يصدقوا, لسبب وجيه

أن مثل هذا البرنامج سيتم اكتشافه قبل أن يصنعوا قنبلة واحدة

في هذه المرحلة, ستخاطر إيران بكارثة دبلوماسية, وربما ضربة عسكرية من قبل خصومها.

أخيرًا, قد يكون من الجيد أن الأرشيف النووي الذي سرقه الموساد لم يكن له ( نسخ ) في إيران.

لم تقدم هذه المعلومات تفاصيل حول كيفية صنع سلاح نووي فحسب, بل قدمت بنفس القدر من الأهمية الأساليب التي لم تنجح.

مثل هذه المعرفة كانت ستتيح لإيران توفير الكثير من الوقت في أي جهد مستقبلي.

بدون هذه الرؤى وذاكرة فخري زادة, فإن أي جهد مستقبلي لتسليح نووي إيراني سيستغرق وقتًا أطول لتطويره.

سيتطلب رد إيران على مقتل فخري زاده وقتا.

سيحتاجون على الأرجح إلى إجراء مراجعة أمنية داخلية, حتى لو كان ذلك فقط لمحاولة ضمان عدم اكتشاف أي عمليات إنتقامية.

سوف يخشون, أن أي شخص متورط في التخطيط للانتقام من الإسرائيليين أو الأمريكيين يمكن أن يواجه مصيرًا مشابهًا لسليماني وأبو محمد المصري وفخري زاده.

تحليل

بقلم يعقوب نيجل, مستشار الأمن القومي الإسرائيلي بالإنابة في عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو

هناك ثلاث مراحل لصنع القنبلة النووية.

أولاً, يجب إنتاج المادة الانشطارية, وهي في حالة إيران اليورانيوم.

iran
ثم يأتي التسليح, وهو ما يعني تشكيل المواد في رأس حربي.

iran
أخيرًا, تحتاج إلى إرفاقه بوسائل الإطلاق, عادةً ما يكون صاروخًا.

من وجهة نظر إسرائيلية, فإن حرمان إيران من القنبلة يتطلب التعامل مع هذه المراحل الثلاث.

يقول البعض

إن الحريق الذي شب في موقع تخصيب اليورانيوم في نطنز, أكبر منشأة إيرانية من نوعها, كان بسبب الموساد.

هذا من شأنه أن يعطل مرحلة المواد الانشطارية.

وعلى صعيد المرحلة الثالثة, شارك قاسم سليماني في تمويل البرنامج النووي ووسائل إيصاله.

كان رحيله فجوة كبيرة في تنظيم وسائل إيصال القنبلة.

كان تخصص فخري زاده في المرحلة الثانية, التسليح.

لا يوجد سوى عدد قليل من الخبراء في إيران يفهمون عملية التسليح, نحن نتحدث عن أعداد قليلة.

كان محسن فخري زادة في مقدمة هؤلاء.

خلقت مغادرته قطيعة حيوية في السلسلة نحو سلاح نووي حربي.

لكن فخري زاده كان أكثر أهمية من ذلك.

كان رئيس البرنامج النووي الإيراني بشكل عام.

كما تعلمنا من الأرشيف الذي سرقه الموساد في عام ٢٠١٨, كان مسؤولاً عن بناء ( طرق إخفاء ألاسلحة النووية عن المراقبين, بسبب إلاتفاق ), مع مشاريع مزدوجة الغرض في الأوساط الأكاديمية والصناعية والعالم المدني, مما يسمح لإيران بتنمية القوى العاملة والمعرفة اللازمة لبناء قنبلة .

الوكالة الدولية للطاقة الذرية على وشك تقديم تقرير يشرح بالتفصيل المخلفات التي عثرت عليها مؤخرًا في أربعة مواقع مختلفة في إيران, وهو دليل على التجارب النووية.

كل هذا كان تحت إدارة فخري زاده.

هذا هو سبب ( ترحيله Depart ) من قبل ( الموساد )

كان موته بمثابة ضربة كبيرة لطهران, خاصة بعد الضربة التي وجهها مقتل سليماني.

ربما سيكون من الضروري المزيد من الضربات.

من المؤكد أنه إذا طورت إيران القنبلة, فستكون مشكلة للعالم بأسره, بما في ذلك المملكة المتحدة.

لا تستطيع إسرائيل بشكل خاص التعايش مع إيران نووية.

لذلك سندافع عن أنفسنا بأنفسنا, وفي هذه العملية ندافع عنكم ( بريطانيا / مقر الصحيفة ) أيضًا.

المصدر
المصدر
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
إغلاق

أنت تستخدم مانع ألاعلانات

شكرا جزيلا لزيارة موقعنا - أنت تستخدم مانع ألاعلانات ٠ الرجاء قم بتعطيل مانع ألاعلانات حتى تتمكن من تصفح الموقع