أطلقت وكالة ناسا الأمريكية مركبة فضائية تدعى ( لوسي Lucy )، في مهمة مدتها ( ١٢ عامًا )، لإستكشاف حزام من الـ ( كويكبات Asteroids ) التابعة لكوكب المشتري، تدعى ( Jupiter’s Trojan )، لأول مرة اليوم السبت، لجمع المعلومات حول النظام الشمسي، وبالخصوص الأيام الأولى لتشكيله منذ ٤.٥ مليار سنة.
أنطلق الصاروخ ( أطلس ٥ )، التابع لشركة ( ULA- United Launch Alliance )، وهي شركة مشتركة بين ( شركة بوينغ و شركة لوكهيد مارتن )، الذي يحمل المسبار، في تمام الساعة ( ٥:٣٤ صباحاً )، بالتوقيت المحلي للولايات المتحدة – ( ٩:٣٤ صباحاً بتوقيت غرينتش )، من قاعدة كيب كانڤيرال، في الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
سميت لوسي ( Lucy ) على أسم متحجرات قديمة لأسلاف ما قبل وجود الإنسان على الأرض، وسيصبح هذا المسبار، أول مركبة فضائية تعمل بالطاقة الشمسية تراقب عدة كويكبات في مهمة واحدة، أكثر من أي مسبار أطلقته الوكالة الفضائية – ناسا.
سيقوم المسبار بعمل ثلاث محاولات عودة لمدار قريب من الأرض للمساعدة في تغيير المسار والإستفادة من الجاذبية الأرضية، مما يجعلها أول مركبة فضائية تعود إلى الأرض، من النظام الشمسي الخارجي.
وصرح توماس زوربوشن Thomas Zurbuchen، المدير المساعد لبعثة ناسا العلمية، للصحفيين في مكالمة هاتفية: كل كويكب من هذه الكويكبات، يقدم لنا العينات الأصلية، وهي جزء من قصة نظامنا الشمسي، قصة وجودنا.
ستقوم بعثة لوسي الفضائية في إستكشاف أول مجموعة في عام ٢٠٢٥، وهو الكويكب دونالد جوهانسن Donald Johanson الواقع في ( الحزام الرئيسي )، بين كوكب المريخ و كوكب المشتري.
سمي الكويكب بهذا الأسم على أسم مُكتشف ( الحفريات القديمة لوسي )، وسيقوم المسبار بالمرور بالقرب منه، لدراسته، وتكريماً لمكتشف الحفريات.
بين عامي ٢٠٢٧ و ٢٠٣٣، ستقوم بدراسة ( سبعة كويكبات ) – خمسة منها في مقدمة ( Leads ) كوكب المشتري، وإثنان منها تتبع ( Trails ) كوكب المشتري.
يبلغ قطر أكبر هذه الكويكبات، حوالي ٦٠ ميلاً ( ٩٥ كيلومترًا ) أو تقديرات أخرى ( ١٤٠ ميلاً ) – ٢٢٥ كيلومتر.
سيقوم المسبار بالمرور بالقرب من هذه الكويكبات المستهدفة بمسافة ٢٥٠ ميلاً ( ٤٠٠ كيلومتر )، وبإستخدام ( المطياف الموجود على متنهِ، والكاميرا الرقمية عالية الدقة )، لدراسة تركيب هذه الكويكبات الصخرية، بما في ذلك ( مكوناته -التركيب، الكتلة، الكثافة والحجم )، وإرسال المعلومات للأرض عن طريق الهوائي الكبير.
يعتقد علماء وكالة ناسا أن هذه الكويكبات تحتوي على مركبات ( الكاربون )، وهي أصل المواد العضوية المتعارف عليها على كوكب الأرض.
يُعتقد أن هذه الكويكبات، يزيد عددها عن ٧,٠٠٠، هي المواد الخام المتبقية من تكوين الكواكب العملاقة في نظامنا الشمسي – ( كوكب المشتري، كوكب زحل، كوكب أورانوس و كوكب نبتون ).
يعتقد العلماء أن لديهم أدلة حيوية حول التكوين والظروف الفيزيائية للكواكب الأولية التي تشكلت منها جميع كواكب المجموعة الشمسية، بما في ذلك الأرض.
يتم تجميع هذه الكويكبات على نطاق واسع في ( سربين ) – السرب في المقدمة لكوكب المشتري، يتقدم بمقدار ( السدس من دورة كاملة للكوكب )، بينما السرب الأخر يتخلف بمقدار ( السدس من دورة كاملة للكوكب ).
تم إكتشاف ( المتحجرات القديمة – لوسي ) في إثيوبيا في عام ١٩٧٤، وساعدت هذه المتحجرات في إلقاء الضوء على التطور البشري على كوكب الأرض.
تم إختيار إسم المهمة ( لوسي )، على أمل أن تلقي الضوء على تطور نظامنا الشمسي.
أطلق علماء الأنثروبولوجيا ( العلم الذي يهتم بالتطور البشري منذ القدم Paleoanthropology ) الذين أكتشفوا هذه ( الحفرية في أثيوبيا )، الأسم ( لوسي ) على إسم أغنية لفرقة البيتلز ” لوسي في السماء مع الماس Lucy in the Sky with Diamonds ” ، والتي كانوا يعزفونها بصوت عالٍ في معسكر الرحلة الإستكشافية هناك.
يحمل المسبار، جهاز مطياف للكشف بالأشعة تحت الحمراء، لقياس درجة حرارة الكويكبات ويدعى ( Lucy Thermal Emission Spectrometer ).
من خلال قياس درجة الحرارة في أوقات مختلفة من اليوم، يمكن للفريق إستنتاج الخصائص الفيزيائية، مثل ( كمية الغبار أو الرمل أو الصخور الموجودة ).
سيستخدم المسبار في الفضاء ( مصفوفتين كبيرتين من الخلايا الشمسية بعرض حافلة مدرسية )، لإعادة شحن البطاريات، التي ستعمل على تشغيل الأدوات العلمية الموجودة، كذلك دفع صاروخي من أجل المناورة في تغيير المسار.