إستطلاعات الرأيمقال رأي وتحليلات

الديموقراطيون في طريقهم لأكبر خسارة تأريخية في إنتخابات ٢٠٢٢، بسبب غياب دونالد ترامب !

من الواضح أن الأمريكيين ينقلبون ضد الحزب الديمقراطي، الذي يشعرون أنه أصبح أكثر إنسجامًا مع أولويات التقدميين ( Progressive ) وأقل تركيزًا على المُعالجة لمخاوف وإحباطات الناخبين الأمريكيين الأوسع.

لقد فقد الديموقراطيون بصيرتهم في كيفية بناء تحالف واسع ذو قاعدة شعبية بسبب غياب دونالد ترامب أو الحزب الجمهوري الذي يشبه ترامب، كعدو، نتيجة لذلك، قد يكونوا في طريقهم إلى تلقي أكبر خسارة تأريخية في إنتخابات الكونغرس ٢٠٢٢، لم يتعرض لها أي حزب في التاريخ الحديث.

مقال رأي بواسطة ( دوغلاس شوين Douglas E. Schoen – مستشار سياسي، عمل مستشارًا للرئيس بيل كلينتون وللحملة الرئاسية لعام ٢٠٢٠ لمايكل بلومبرغ، وهو مؤلف كتاب ” نهاية الديمقراطية؟ روسيا والصين في صعود وأمريكا في تراجع ” )، في صحيفة ( The Hill )

بعنوان

Democrats are sleepwalking towards electoral disaster in 2022
الديمقراطيون يسيرون وهم نائمون نحو كارثة إنتخابية في عام ٢٠٢٢

لقد فقد الرئيس جو بايدن الدعم العام خلال الأشهر الأولى له في المنصب، أكثر من أي رئيس أمريكي منذ الحرب العالمية الثانية، وفقًا لإستطلاعات الرأي بواسطة غالوب Gallup.

في الأسبوع الماضي، أنخفضت نسبة تأييد جو بايدن إلى مستوى مُنخفض جديد عند ( ٤١ ٪ ) موافقون على أداءه في المنصب.

( ٥٣ ٪ ) لا يوافقون، وفقًا لإستطلاع أجرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة أي بي سي نيوز، الأمريكيتين ABC News / Washington Post.

يحتل الجمهوريون في إستطلاعات الرأي فارقاً بـ ( ١٠ نقاط ) في التصويت العام للكونغرس ٢٠٢٢ – وهو أكبر تقدم تم تسجيله على الإطلاق لـلحزب الجمهوري ( G.O.P )، منذ ( ٤٠ عامًا ).

مقارنة مع التأرجح الحاسم لصالح الجمهوريين في إنتخابات ولايات ( فيرجينيا، نيوجيرسي ونيويورك ) في وقت سابق من هذا الشهر، فمن الواضح أن الأمريكيين ينقلبون ضد الحزب الديمقراطي، الذي يشعرون أنه أصبح أكثر إنسجامًا مع أولويات التقدميين ( Progressive ) وأقل تركيزًا على المُعالجة لمخاوف وإحباطات الناخبين الأمريكيين الأوسع.

لخصت هيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز، مؤخرًا، المخاطر التي تضر الديمقراطيون أنفسهم: إن الحزب الديمقراطي الوطني الذي يتحدث عن السياسات التقدمية، على حساب الأفكار من الحزبين، والذي يسهب في الحديث عن دونالد ترامب على حساب الأفكار التطلعية، معرض للخطر أن يصبح حزبًا ديمقراطيًا هامشيًا لا يناسب سوى اليسار.

في الواقع، يعتقد ( ٦٢ ٪ ) من الناخبين المُسجلين : أن الحزب الديمقراطي بعيد عن التواصل بمعظم الأمريكيين، وفقًا لإستطلاع صحيفة الواشنطن بوست – وشبكة أي بي سي نيوز ABC News / Washington Post.

منذ أب / أغسطس ٢٠٢١، وَقعَ الديمقراطيون في نزاع داخل الحزب حول حجم ونطاق حزمة تشريعية ضخمة تتألف من أولويات الإنفاق الإجتماعي الخاصة بهم، مشروع قانون البنى التحتية ” إعادة البناء بشكل أفضل BBB ” ، والتي يمكن القول إن الجمهور يعرفها أكثر من خلال عدة التريليونات، أكثر من محتواها.

لقد عمل الجمهوريون – بدرجة معينة من النجاح – لتصوير جدول أعمال الديمقراطيين على أنه ” تضخمي “.

في نهاية المطاف، في سعيهم لتحقيق التغيير ” المطلوب “، الذي ( يوفره مشروع إعادة البناء بشكل أفضل ) – غالبًا بدون القدرة على صياغة رؤية واضحة لما يستتبعه هذا التغيير في الواقع – كان جو بايدن والديمقراطيون يتجاهلون الحقائق السياسية الواضحة على مسؤوليتهم الخاصة.

السخط الإقتصادي مُنتشر على نطاق واسع، والتضخم عند أعلى مستوى له منذ ٣٠ عامًا، وأسعار البنزين والسلع الإستهلاكية في صعود مستمر – وكلها يعزوها الناخبون إلى سياسات إدارة جو بايدن ، سواء أكانت عادلة أم لا.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الناخبين قلقون بشأن الأزمة على الحدود الجنوبية، وهم قلقون من سن سياسات مناخية شاملة.

يقول ( ٧٠ ٪ ) من الناخبين : إن الإقتصاد في حالة سيئة.

( ٣٩ ٪ ) يوافقون على تعامل جو بايدن مع الإقتصاد.

ما يقرب من ( ٥٠ ٪ ) يلومونه على التضخم، وفقًا لإستطلاع صحيفة الواشنطن بوست وشبكة أي بي سي نيوز ABC News / Washington Post.

يعتقد ( ٦١ ٪ ) من الناخبين : أن إرتفاع أسعار البنزين، يرجع إلى سياسات إدارة جو بايدن ، وفقًا لإستطلاع أجرته جامعة هارفارد / هاريس مؤخرًا، والذي وجد : أن ما يقرب من ( ٩٠ ٪ ) من الناخبين قلقون بشأن التضخم.

فيما يتعلق بالهجرة:-

( ٣٥ ٪ ) فقط من الناخبين يوافقون على سياسات الهجرة لإدارة جو بايدن.

الأغلبية أو نسبة ( ٥٤ ٪ ) من الناخبين يعتقدون : أن إدارة جو بايدن تَخلق سياسة حدود مفتوحة.

( ٤٦ ٪ ) يطالبون بفرض قوانين الهجرة بشكل أكثر إنسانية.

وفقًا لإستطلاع جامعة هارفارد / هاريس.

فيما يتعلق بالمناخ :-

يعتقد ما يقرب من ( ٦٠ ٪ ) من الناخبين : من أن الحفاظ على إستقلال الطاقة، أكثر أهمية من تقليل إنبعاثات الكاربون، إذا كان هنالك تعارض بين الإثنين.

الملاحظ بالأمر، إن جو بايدن فاز في إنتخابات ٢٠٢٠، بصفته ( معتدلاً )، تعهد بإعادة الوحدة، الحياة الطبيعية وحل المشكلات في الولايات المتحدة.

لم يفز ( جو بايدن ) بتفويض من الشعب لسن جدول أعمال ( تقدمي Progressive ) – ويمكن القول إنه مثير للإنقسام… ( ** جدول الأعمال ).

لم يحقق الديمقراطيون شيئاَ كبيراً في الكونغرس، فازوا بمجلس الشيوخ بأضيق هامش ممكن ( ٥٠ – ٥٠ ) ، وحافظوا على سيطرتهم على مجلس النواب، بحفنة من المقاعد.

الجدير بالذكر، إن أداء الديمقراطيين في الإقتراع كان دون المستوى في جميع المجالات في عام ٢٠٢٠.

كان فشل الديمقراطيين في إدراك هذا، هو القوة الدافعة وراء خسارتهم للولايات في ٢٠٢١، ومن المتوقع خسارتهم الكبيرة في إنتخابات التجديد النصفي العام المقبل ٢٠٢٢.

كما هو متوقع، أصبح الديمقراطيون الذين يدافعون عن مناطق مجلس النواب ( مناطق إنتخاب الأعضاء ) الضعيفة في عام ٢٠٢٢ ، محبطين بشكل متزايد من جو بايدن.

قالت النائبة أبيجيل سبانبيرجر Abigail Spanberger، التي تمثل منطقة فاز بها جو بايدن بفارق نقطة واحدة في عام ٢٠٢٠، وخسارة الديمقراطيين للولاية ٢٠٢١.

لم ينتخبه أحد ليكون فرانكلين روزفلت FRD ، لقد أنتخبه الأمريكيين ليكون رئيساً ويوقف الفوضى

أستند جو بايدن لإرث الرئيس فرانكلين روزفلت، وألمح إلى أن هذا ( هو نوع الإرث الذي يطمح إليه ).

حتى أن بعض الديمقراطيين رسموا أوجه تشابه بين جدول أعمالهم ” إعادة البناء بشكل أفضل BBB ” و “الصفقة الجديدة New Deal ” التي قدمها فريق الرئيس فرانكلين روزفلت F.D.R.

مع ذلك، خلال الفترة من منتصف إلى أواخر الثلاثينيات، عندما تم تمرير جزء كبير من ” الصفقة الجديدة ” ، كان الديمقراطيون يسيطرون على أكثر من ٣٠٠ مقعدًا في مجلس النواب ( ٤٣٥ مقعد الكلي )، وما يصل إلى ( ٧٦ مقعدًا في مجلس الشيوخ من أصل ١٠٠ ).

من الواضح أن هذا ليس هو الحال اليوم – مجلس الشيوخ منقسم بنسبة ( ٥٠ – ٥٠ )، نائبة الرئيس كامالا هاريس الصوت المرجح في القرارات ( نصف + ١ )، ويسيطر الديمقراطيون على مجلس النواب بفارق ( خمسة مقاعد فقط ).

يحتاج الديمقراطيون إلى إدراك أن جمهور الناخبين الأمريكيين الأوسع، وخاصة ناخبي الولايات المتأرجحة ليسوا ليبراليين، وليسوا ضمن نظرية اليقضة من تزايد التحييز العنصري والتمييز العنصري، ولا يرون العالم بالطريقة التي يفعلها الأشخاص الذين يتطوعون ويتبرعون للحملات الديمقراطية.

الحزب الديمقراطي يحتاج طريقة للوصول إلى جدول أعمال معتدل، أكثر من مجرد رد فعل على دونالد ترامب والحركة المناصرة له !.

جدول أعمال يركز على السيطرة على التضخم وإرتفاع الأسعار، وإصلاح الرفاه الإجتماعي، والسياسات الضريبية المسؤولة، وحدود أقوى، تنمية الإقتصاد للجميع.

إذا لم يتمكنوا من ذلك، فسوف ينتهي بهم الأمر بالسير أثناء نومهم نحو كارثة إنتخابية في عام ٢٠٢٢.

المصدر
المصدر
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
إغلاق

أنت تستخدم مانع ألاعلانات

شكرا جزيلا لزيارة موقعنا - أنت تستخدم مانع ألاعلانات ٠ الرجاء قم بتعطيل مانع ألاعلانات حتى تتمكن من تصفح الموقع