لعنة غاز الشرق الأوسط !
قال رئيس وزراء أقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، اليوم الثلاثاء :-
” إن تطوير النفط والغاز في المنطقة الكردية بشمال العراق قد لا يكون في مصلحة إيران المُنتجة للطاقة “
تؤكد الهجمات الإيرانية، التي أعترف بتنفيذها الحرس الثوري الإيراني على عاصمة الإقليم أربيل، والإجراءات القانونية للحكومة الفيدرالية العراقية، على مقاومة التنمية في المنطقة الغنية بالطاقة.
ونقلت وكالة رويترز في تقرير لها يوم الإثنين، عن مسؤوليين عراقيين وأتراك، إن خطة طموحة لإقليم كردستان العراق لتزويد تركيا وأوروبا بالغاز – ” بمساعدة إسرائيل “- هي جزء مما أغضب الحكومة الإيرانية ودفعها لإستهداف العاصمة الكردية أربيل بصواريخ باليستية هذا الشهر.
الهجوم الذي وقع يوم ١٣ أذار / مارس ٢٠٢٢، على عاصمة الأقليم – أربيل، مَثل صدمة للمسؤولين في جميع أنحاء المنطقة، لشراسته، كان هجومًا مُعلنًا نادرًا من قبل الحرس الثوري الإيراني.
قال الحرس الثوري الإيراني:-
لكن إختيار الهدف حير العديد من المسؤولين والمحللين، حيث أصابت معظم الصواريخ الـ ١٢ البالستية، ڤيلا رجل أعمال كردي يعمل في قطاع الطاقة في إقليم كردستان.
قال مسؤولون عراقيون وأتراك تحدثوا لوكالة رويترز بشكل حصري، هذا الأسبوع، إنهم يعتقدون أن الهجوم كان بمثابة رسالة متعددة الجوانب لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة – لكن الدافع الرئيسي كان بسبب خطة لضخ الغاز الكردي إلى تركيا وأوروبا، بمشاركة إسرائيل.
قال مسؤول أمني عراقي لوكالة رويترز :-
قال مسؤول أمني إيراني كبير لوكالة رويترز:-
أكد مسؤولان تركيان لوكالة رويترز :-
” إن محادثات شارك فيها مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون جرت مؤخرا لبحث إمداد العراق لتركيا وأوروبا بالغاز الطبيعي “، لكنهما لم يصرحا أين جرت.
قال المسؤول الأمني العراقي ومسؤول أمريكي سابق مطلع على الخطط لوكالة رويترز :-
هذا الكشف بواسطة وكالة رويترز، يضع هجوم إيران على أربيل في سياق مصالح الطاقة للاعبين الإقليميين، بدلاً من الرد على هجوم عسكري إسرائيلي واحد على الحرس الثوري الإيراني، كما ورد على نطاق واسع.
قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، إنها ليست على دراية بالموضوع.
نفى مكتب رئيس كردستان العراق – نيجيرفان بارزاني، عقد أي إجتماعات مع مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين لمناقشة خط أنابيب في الڤيلا المذكورة، وينفي الأكراد وجود أي وجود عسكري أو رسمي إسرائيلي على أراضيهم.
قالت المصادر ( العراقية، الغربية والتركية ) لوكالة رويترز، إن هذه الخطوة تأتي في وقت حساس سياسياً لإيران والمنطقة، فيما يخص خطة تصدير الغاز، والتي قد تهدد مكانة إيران كمصدر رئيسي للغاز للعراق وتركيا، بينما لا يزال إقتصادها يعاني من العقوبات الدولية.
تعثرت جهود إحياء الإتفاق النووي بين إيران والغرب في الأسابيع الأخيرة، مما يلقي بظلال من الشك على إحتمالات رفع العقوبات عن طهران بما في ذلك قطاع الطاقة لديها.
من أهم المسائل الشائكة، كما ذكر المبعوث الأمريكي لإيران، روبرت مالي، هو مسألة رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الأرهابية لوزارة الخارجية الأمريكية، على الرغم من رفعه من هذه القائمة لايعني شيئا، لأن العقوبات الأمريكية على الحرس الثوري ( لن ترفع ) بحسب تصريح المسؤوليين الأمريكيين في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
هذه الأحداث في الوقت الذي تعمل فيه إسرائيل – أكبر أعداء إيران في المنطقة، وتركيا على تعزيز العلاقات وتتطلع إلى مزيد من التعاون في مجال الطاقة، حيث تهدد العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا بنقص حاد في جميع أنحاء أوروبا.
وفي عام ٢٠١٩، أتفقت الحكومات الأوروبية وإسرائيل على المضي قدمًا في ما يسمى ( بمشروع إيست ميد – شرق المتوسط EastMed )، وهو مشروع خط أنابيب بقيمة ( ٦ إلى ٧ مليار دولار )، ومن المتوقع مبدئيًا أن ينقل ( ١٠ مليار متر مكعب من الغاز سنويًا من المياه الإسرائيلية والقبرصية )، إلى جزيرة كريت اليونانية، عبر الأراضي اليوناني وإلى شبكة الغاز الأوروبية عبر إيطاليا.
ووقعت اليونان، قبرص وإسرائيل في كانون الثاني / يناير ٢٠٢٠، إتفاقا لبناء خط أنابيب تحت البحر بطول ( ١,٩٠٠ كيلومتر )، لنقل الغاز الطبيعي من حقول الغاز في شرق البحر المتوسط إلى أوروبا.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في شهر شباط / فبراير ٢٠٢٢:-
كما التقى الرئيس التركي مع رئيس وزراء أقليم كردستان في ٢٠٢٢، وقال:-
لم يذكر المسؤولون العراقيون والأتراك لوكالة رويترز تفاصيل محددة بشأن خطة ضخ الغاز من كردستان العراق إلى تركيا، أو تحديد تطور المحادثات، وأين وصلت، أو ما هو دور إسرائيل في المشروع.
قال أحد المسؤولين الأتراك لوكالة رويترز :-
قال المسؤول الأمني العراقي لوكالة رويترز :-
لم يصب أحد في الهجوم، لكن الڤيلا لحقت بها أضرار بالغة.
قال فوزي حرير رئيس ديوان رئاسة أقليم كردستان:-
في عام ٢٠٠٩، أقترحت دولة قطر، أكبر مصدر للغاز، خط أنابيب لنقل الغاز ( Natural Gas- NG ) يمتد من الخليج العربي إلى تركيا، من أكبر حقل للغاز في العالم، إضافة لمشاريع الغاز الطبيعي المسال ( Liquefied Natural Gas- LNG )، المستمرة.
ألتقى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر في عام ٢٠٠٩، مع الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في غرب تركيا، حيث قال بعد هذه اللقاءات، بحسب ما نقلته وكال الأناضول التركية :-
ذكرت التقارير عبر الصحافة التركية في عام ٢٠٠٩، أن دولة قطر وتركيا يبحثان إمكانية إمداد قطر بكميات الغاز عبر مشروع خط أنابيب نابوكو Nabucco الإستراتيجي، الذي سينقل الغاز من دول آسيا الوسطى والشرق الأوسط إلى أوروبا ، متجاوزًا روسيا.
وقد يتم توصيل خط أنابيب من قطر إلى تركيا مع نابوكو في نقطة البداية المقترحة في شرق تركيا.
وقع الرئيس التركي في وقت سابق من عام ٢٠٠٩، ورؤساء وزراء أربع دول أوروبية إتفاقية عبور لخط أنابيب نابوكو، مما مهد الطريق لقرار إستثماري نهائي بشأن المشروع المدعوم من ( الإتحاد الأوروبي )، لتقليل الإعتماد الأوروبي على الغاز الروسي.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقتها، بحسب تقارير أعلامية :-
يوجد طريقين مختلفين لخط الأنابيب المقترح، يمكن يبدأ من قطر عبر المملكة العربية السعودية ، الكويت، العراق إلى تركيا.
يمر الآخر عبر المملكة العربية السعودية، الأردن، سوريا ثم إلى تركيا.
ولم يتضح في وقتها فيما إذا كان الخيار الثاني سيرتبط بخط الأنابيب العربي الذي ينقل الغاز المصري عبر الأردن إلى سوريا، وتم إقتراح خط الأنابيب هذا، الذي من المقرر تمديده إلى تركيا، كمصدر للغاز لخط أنابيب نابوكو.
كانت حكومة قطر تتطلع إلى إستغلال الإحتياطيات الضخمة من الغاز، والتي تبلغ حوالي ٩٠٠ تريليون قدم مكعب، وهي ثالث أكبر دولة في العالم، ضمن حقل الغاز العملاق المشترك مع إيران.
تصدير الغاز عبر خطوط الأنابيب، أرخص من تبريده إلى شكل سائل LNG – لشحنه في ناقلات متخصصة.
لكن مشاريع خطوط الأنابيب العابرة للحدود تواجه في أغلب الأحيان عقبات سياسية كبيرة، كما أكتشف مناصروا خط الأنابيب نابوكو.
تركيا، التي لا تمتلك موارد طاقة كبيرة، تدرك مثل دول الإتحاد الأوروبي الإعتماد على الغاز الروسي، كما أنها تحاول تحقيق أقصى إستفادة من موقعها الجغرافي بين المناطق الغنية بالطاقة مثل روسيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط، والسوق الأوروبية.
بعد وقت قصير من توقيع الإتفاق الحكومي الدولي لإنشاء خط أنابيب نابوكو، وقع الرئيس التركي صفقة مع روسيا لمشروع ساوث ستريم South Stream – لإرسال الغاز الطبيعي الروسي تحت البحر الأسود إلى بلغاريا.
لم يتم الإتفاق على أي من الطريقين لخطوط الأنابيب الناقلة للغاز القطري ( لا عبر العراق ولا عبر سوريا )، وتم التخلي عن الفكرة.
بلغاريا قررت، بعد أحداث أوكرانيا الحالية، عدم تجديد العقود مع روسيا في نهاية السنة الحالية.
أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) في عام ٢٠١١، أن وزراء نفط ( إيران، العراق وسوريا )، وقعوا على إتفاق مبدئي لصفقة مد خط أنابيب غاز طبيعي بقيمة ١٠ مليارات دولار.
وإن الوثيقة وقعت في ( منطقة عسلوية الصناعية )، من قبل وزير النفط الإيراني ووزير النفط العراقي وزير الطاقة السوري.
وقال مسؤولون نفطيون إيرانيون:-
وقع العراق بالفعل إتفاقا مع إيران لشراء ما يصل إلى ٥٠ مليون متر مكعب / يوميا لتغذية محطات الكهرباء، عبر خطوط أنابيب تم مدها من داخل إيران، داخل الأراضي العراقية.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية مهر :-
” إن المشروع يتطلب إستثمارات بنحو ١٠ مليارات دولار وسيتم تشييده في غضون ثلاث سنوات “، هذا يعني من المفترض أن يكتمل في عام ٢٠١٤.
خط الأنابيب يبلغ طوله أكثر من ١,٥٠٠ كيلومتر، وسيمتد من مجمع عسلوية في الخليج العربي، عبر العراق إلى سوريا، وبطاقة نقل ١١٠ ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميا، أو ٤٠ مليار متر مكعب / السنة، ولم يتم تنفيذه لحد الأن.
روسيا تصدر الغاز الطبيعي لأوربا ما يقرب من ( ١٥٥ مليار متر مكعب سنويا ) – بحسب تقرير للوكالة الدولية للطاقة في عام ٢٠٢٢.
بعد إتفاق الإتحاد الأوربي مع الرئيس الأمريكي في أذار / مارس ٢٠٢٢، الولايات المتحدة سوف تزود الإتحاد بـ ١٥ مليار من الغاز الطبيعي المسال LNG، من أجل تقليل إعتماد الإتحاد الأوربي على الغاز الروسي.
كان من المفترض للخط ( الإيراني ) عبر العراق وسوريا، إن ينقل الغاز من حقل غاز جنوب فارس في الخليج العربي، الذي تشترك فيه إيران مع قطر، ويحتوي على إحتياطيات تقدر بـ ١٦ تريليون متر مكعب من الغاز القابل للإستخراج.
في عام ٢٠١١، بحسب مسؤوليين، إيران تنتج نحو ٦٠٠ مليون متر مكعب من الغاز يوميا، منها ٣٧ مليون متر مكعب فقط للتصدر،وإن إيران تهدف إلى مد خط الأنابيب إلى لبنان والبحر المتوسط لتزويد أوروبا بالغاز.