لن تستطيع روسيا ( إستيراد حتى من موردين غير أمريكيين ) أي تقنيات إلكترونية جديدة، الصين ليست بديلاً لها
فرضت الولايات المتحدة يوم الخميس قيودًا على الصادرات إلى روسيا من مجموعة واسعة من المنتجات الأمريكية الصنع وكذلك السلع الأجنبية المُصنعة بإستخدام التقنيات الأمريكية، في أعقاب غزو أوكرانيا، كيف ستؤثر القيود الجديدة على الشركات ؟
وكالة رويترز أستعرضت كيفية تأثير القواعد الجديدة على شركات التقنية الأمريكية، وفقًا لستة خبراء في قانون التجارة الأمريكي.
ما هي التقنيات المحظورة حديثًا من التصدير إلى روسيا؟
يتعين على الشركات الأمريكية الآن الحصول على تراخيص لبيع ( أجهزة الكمبيوتر، أجهزة الإستشعار، الليزر، أدوات الملاحة، معدات الإتصالات، الفضاء والمعدات البحرية، حيث سترفض الولايات المتحدة جميع الطلبات تقريبًا ).
وقالت أما آدامز Ama Adams، الشريكة في شركة Ropes & Gray للمحاماة:-
” توقعنا شيئًا كاسحًا، وكان هذا كاسحاً بالتأكيد “.
كما تجبر القواعد الجديدة الشركات التي تصنع منتجات تقنية في الخارج بأدوات أمريكية على السعي للحصول على ترخيص أمريكي قبل الشحن إلى روسيا.
تم تطبيق قيد مماثل لأول مرة في السنوات الأخيرة على الشركات التي تشحن إلى شركة التقنية الصينية هواوي Huawei ، مما أدى إلى تأثير كبير عليها وأخراجها من سوق الهواتف الذكية والتأثير على أرباحها السنوية.
ما هي الشركات الأمريكية التي ستتأثر أكثر؟
قال خبراء قانونيون:-
” إن العديد من الشركات قد تختار تعليق جميع المبيعات إلى روسيا بدافع الحذر “
قال دان غورين Dan Goren، الشريك في شركة المحاماة ويجين ودانا Wiggin and Dana:-
” أحد العملاء الذين يصنعون المعدات الإلكترونية قد أوقف بالفعل شحنات إلى موزع روسي يوم الخميس “
أظهرت بيانات الإحصاء الأمريكي:-
” إن الصادرات الأمريكية إلى روسيا أقتصرت على حوالي ٦.٤ مليار دولار العام الماضي “، وكانت الآلات والمركبات من بين الفئات الكبيرة في السنوات الماضية.
قد تأتي أشد العقوبات على التقنية لروسيا من القيود المفروضة على السلع الأجنبية، المُصنعة بأدوات أمريكية.
على سبيل المثال، أشارت جمعية صناعة أشباه الموصلات (SIA) ، التي تمثل صانعي الرقائق الأمريكيين:-
” روسيا ليست مُستهلكًا مباشرًا مهمًا لأشباه الموصلات وأن الإنفاق على الإتصالات والتقنية لروسيا بلغ ٢٥ مليار دولار فقط من السوق العالمية التي تبلغ عدة تريليونات في عام ٢٠١٩ “.
لكن العديد من المُنتجات المصنوعة في آسيا والمخصصة لروسيا تشمل رقائق مصنوعة بأدوات أمريكية.
أكثر من عشرين بلداً في الإتحاد الأوروبي، وكذلك المملكة المتحدة، كندا، اليابان، أستراليا ونيوزيلندا ، يفرضون قيودًا مماثلة على الصادرات للحد من خيارات روسيا.
كيف ستتأثر روسيا؟
قالت إميلي كيلكريس Emily Kilcrease، الزميلة البارزة في مركز الأمن الأمريكي الجديد Center for a New American Security ونائبة مساعد الممثل التجاري الأمريكي السابق:-
” إن القيود ستجمد التقنية الروسية على ما هي عليه اليوم “
” لن تكون روسيا قادرة على إدخال تقنيات جديدة إلى البلاد“.
يتوقع ويليام راينش William Reinsch، الخبير التجاري في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية Center for Strategic and International Studies ومسؤول تصدير سابق بوزارة التجارة الأمريكية
” تصعيدًا بطيئًا للتأثير “
” في نهاية المطاف سوف يتلقون ضربة قوية، ولكن ربما ليس لعدة أشهر، إنها ليست ضربة مباشرة للوضع الحالي “
قال محامون:-
” إن القيود والعقوبات ليست شاملة مثل الإجراءات التجارية الأمريكية ضد إيران وكوريا الشمالية، لكن قد يكون لها عواقب أكبر على الصعيد العالمي لأن روسيا أكثر إرتباطًا بالإقتصاد العالمي “
ما هي التقنيات التي لا تغطيها القيود الجديدة؟
لاتشمل الإجراءات عناصر إستهلاكية مثل الإلكترونيات المنزلية والسلع الإنسانية والتقنيات اللازمة لسلامة الطيران.
يُسمح ببيع الهواتف المحمولة طالما لم يتم إرسالها إلى موظفي الحكومة الروسية أو بعض الشركات التابعة.
كما أن التقنيات التي تستخدم للتشفير الإلكتروني ليست من ضمنها، والتي وصفها أحد المحامين بأنها ( علامة على أن الولايات المتحدة وحلفائها لا يريدون تعطيل المتظاهرين ووسائل الإعلام )
لا شيء يمنع الولايات المتحدة من تمديد العقوبات في وقت لاحق لتشمل المزيد من البنود.
كوريا الجنوبية لم تكن مدرجة في قائمة الدول المشاركة في القواعد الجديدة، وستكون مساعدتها مهمة لمنع وصول روسيا إلى الرقائق من هناك.
قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، يوم الخميس، إنه من المتوقع أن تنضم المزيد من الدول.
قالت كوريا الجنوبية يوم الخميس، إنها ستنضم إلى عقوبات إقتصادية متعددة الأطراف غير محددة ضد روسيا، ردا على عملياتها العسكرية في أوكرانيا، لكنها لا تدرس إتخاذ إجراءات أحادية الجانب.
ما هي الشركات التي يمكن أن تستفيد من القواعد الجديدة؟
يتوقع الخبراء القانونيون:-
“ إن شركات التقنية الصينية قد ترغب في ملء بعض الفراغات التي أوجدتها القيود المفروضة على شركات التقنية الغربية، على الرغم من إن القوانين الأمريكية ستثنيها عن ذلك. “
قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية:-
“ إن الصين لا تستطيع توفير الإحتياجات العسكرية الحاسمة لروسيا ، خاصة بالنسبة للرقائق الأكثر تقدمًا “
