الإرهاب، الجريمة المنظمة

إنتحاري مطار كابل، الذي قَتل العشرات، كان مُحتجزاً في أفغانستان من قبل وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية CIA

بعد أربعة أشهر من مقتل عشرات الأشخاص في هجوم إنتحاري ( أدعت داعش خراسان بإنه تابع لها )، من بين القتلى ( ١٣ جنديًا من مشاة البحرية الأمريكية )، خارج مطار كابل الدولي في أفغانستان، جمع مسؤولو إستخبارات أميركيون وأجانب ملفًا شخصيًا عن المهاجم.

we
مطار كابل الدولي – أفغانستان – شهر تشرين الثاني / نوڤمبر ٢٠٢١

( تقرير صحيفة نيويورك تاميز في ١ كانون الثاني / يناير ٢٠٢٢
U.S. Military Focusing on ISIS Cell Behind Attack at Kabul Airport )

يقول القادة العسكريون إنهم يستخدمون تلك المعلومات للتركيز على خلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، يعتقدون أنها متورطة في الهجوم.

يمكن أن يكون أعضاء الخلية من بين أوائل المتمردين الذين ضربتهم طائرات بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper في أفغانستان من قاعدة في الخليج العربي.

لم تنفذ الولايات المتحدة أي ضربات جوية في البلاد منذ مغادرة آخر القوات الأمريكية في ٣٠ أب / أغسطس ٢٠٢١.


وقع الهجوم المميت على بوابة المطار، خلال الأيام الأخيرة لأكبر إخلاء قام به الجيش الأمريكي على الإطلاق.

كانت واحدة من أكثر الهجمات دموية في الحرب التي أستمرت ٢٠ عامًا في أفغانستان.

أعلن تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش خراسان )، هوية الإنتحاري يدعى ( عبد الرحمن اللوغاري ).

يقول المسؤولون الأمريكيون:-

كان طالب هندسة سابقًا وكان واحدًا من عدة آلاف من المسلحين الذين تم إطلاق سراحهم من سجنين على الأقل بعد أن أستولت حركة طالبان على كابل في ١٥ أب / أغسطس ٢٠٢١ “،

أطلقت حركة طالبان ( أعضاء و مقاتلين ) من الدولة الإسلامية ( داعش خراسان أو ISIS-K )، وهو فرع تنظيم داعش في أفغانستان، وعدو لحركة طالبان.

قال إدموند فيتون براون Edmund Fitton-Brown، أحد كبار مسؤولي مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة، في مؤتمر أمني عقد مؤخرا في الدوحة، قطر:-

من الصعب شرح بماذا كانوا يفكرون من خلال إطلاق سراح الأشخاص الذين كانوا يشكلون تهديدًا لحركة طالبان ؟ “.

المدعو ( عبد الرحمن اللوغاري )، لم يكن غير معروف للأمريكيين !

في عام ٢٠١٧، أرسلت وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه CIA)، معلومات لعملاء الإستخبارات الهندية، بإن هذا الشخص ينوي تنفيذ تفجيرات إنتحارية في نيودلهي.

أحبطت السلطات الهندية الهجوم، وسلمت ( عبد الرحمن اللوغاري ) إلى وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية CIA، حيث أرسلته إلى أفغانستان ليقضي بعض الوقت في سجن پاروان Parwan في قاعدة باغرام الجوية.

وبقي هناك حتى تم إطلاق سراحه وسط الفوضى التي أعقبت سقوط العاصمة كابل.

بعد ١١ يومًا ، في ٢٦ أب / أغسطس ٢٠٢١، الساعة ٥:٤٨ مساءً، حيث سار المهاجم، الذي كان يرتدي سترة ناسفة تزن ٢٥ رطلاً ( ١١.٣٤ كيلوغرام )، تحت ملابسه، حيث تتواجد مجموعة من القوات الأمريكية، التي كانت تفتش أولئك الذين يأملون في دخول مطار حامد كرزاي الدولي ( مطار كابل ).

قال مسؤولون عسكريون أمريكيون لصحيفة نيويورك تاميز :-

إنه أنتظر حتى كان على وشك أن يتم تفتيشه قبل تفجير القنبلة، التي كانت كبيرة بشكل غير معتاد بالنسبة لسترة ناسفة، مما أسفر عن مقتله ونحو ٢٠٠ آخرين

df
مطار كابل الدولي – أفغانستان – شهر كانون أول / ديسمبر ٢٠٢١


أدى الهجوم إلى بعث رسالة للعالم، بوجود قوة لداعش – خراسان في أفغانستان، ووضعه كتهديد رئيسي لقدرة حركة طالبان على حكم البلاد، ووفقًا لمسؤولين أميركيين، بإعتباره الخطر الإرهابي الوشيك الذي يهدد خروج الولايات المتحدة من أفغانستان.

أكتسبت الجماعة ( داعش خراسان ) بعض الشهرة بطريقة قد تكون مُقنعة لهم تمامًا، على المسرح العابر للحدود، في نفس الوقت، يقاتلون حركة طالبان في أفغانستان.

إن الطريقة التي سيتم بها الإشتباك بين الطرفين في أفغانستان سيكون لها بعض الخصائص المحددة حول شكل التهديد العابر للحدود الوطنية
“.

كرستين أبي زيد ( كريستي ) Christine Abizaid ، مديرة المركز الوطني لمكافحة الإرهاب منذ حزيران / يونيو ٢٠٢١ – في مؤتمر للأمن القومي في ولاية جورجيا


في تشرين أول / أكتوبر ٢٠٢١، كولين كال Colin H. Kahl، وكيل وزارة الدفاع الأمريكية – للسياسة، أخبر لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي :-

إن داعش قد يكون قادرًا على مهاجمة الولايات المتحدة في وقت ما في عام ٢٠٢٢، ويمكننا أن نرى داعش خراسان ISIS-K لديه هذه القدرة في فترة ما بين ستة وإثني عشر شهراً “.

كان سجن پاروان في قاعدة باغرام الجوية، وسجن بول الشرقي Pul-e-Charkhi، بالقرب من العاصمة كابل، هما السجنان الرئيسيان اللذان يخضعان لحراسة مشددة من قبل الحكومة الأفغانية ( السابقة ).

شيدت الولايات المتحدة سجن پاروان في عام ٢٠٠٩، ونقلت سلطة السيطرة عليه للحكومة الأفغانية، بعد ذلك بثلاث سنوات.

في الأول من تموز / يوليو ٢٠٢١، مع قليل من التحذير وبدون إحتفال عام، تَخلتْ القوات الأمريكية عن قاعدة باغرام الجوية، المركز الرئيسي للعمليات العسكرية الأمريكية.

بعد ستة أسابيع، في ١٥ أب / أغسطس ٢٠٢١، أقتحم مقاتلو حركة طالبان القاعدة، وفتحوا بوابات السجن.

U.S. soldiers who serve as prison guards walk down the hall of the isolation cells at the U.S. detention facility in Parwan, on Nov. 24. Detainees at Parwan have hearings but do not get lawyers and cannot challenge their detention. (Dianna Cahn/Stars and Stripes)- 2011

قتلت حركة طالبان سجينًا بارزًا – القائد الأعلى السابق لتنظيم الدولة الإسلامية – داعش خراسان في أفغانستان، عمر خالد خراساني – وأفرجت عن أكثر من ١٢,٠٠٠ آخرين، بما في ذلك ما يقرب من ٦,٠٠٠ من حركة طالبان و ١,٨٠٠ من داعش خراسان، وحوالي ثلاثين من مقاتلي القاعدة، وفقًا لمسؤولين أمريكيين تحدثوا لصحيفة نيويورك تاميز.

قال بروس ريدل Bruce O. Riedel، وهو موظف سابق في وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية، أدار أول مراجعة لسياسة الرئيس باراك أوباما بشأن أفغانستان، لصحيفة نيويورك تاميز:-

لقد أعاد الفشل الذريع في أفغانستان مئات الإرهابيين إلى حواضنهم “.

كان أحدهم ( عبد الرحمن لوغاري )، نجل تاجر أفغاني، كان يزور الهند وباكستان بشكل متكرر للعمل.

أنتقل ( عبد الرحمن لوغاري ) إلى الهند في عام ٢٠١٧، لدراسة الهندسة في جامعة ماناڤ راتشنا Manav Rachna، بالقرب من نيودلهي.

تم تجنيد ( عبد الرحمن لوغاري ) من قبل داعش خراسان ISIS-K ، وتم إعتقاله فيما يتعلق بنيته تنفيذ تفجير إنتحاري في نيودلهي، وتم تسليمه إلى وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية، بواسطة جهاز التجسس الهندي، جناح البحث والتحليل، في أيلول / سبتمبر ٢٠١٧، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الهندية، التي أكدها مسؤولون أمريكيون وهنود.

قال مسؤولون أميركيون لصحيفة نيويورك تاميز :-

” إن عبد الرحمن لوغاري أمضى بعض الوقت في سجني بول الشرقي Pul-e-Charki و پاروان Parwan “، لكن من غير الواضح كيف أرتبط بخلية هجوم داعش خراسان في مطار كابل، أو لماذا!

لكن بعد الهجوم بوقت قصير، كشف مسؤولون أمريكيون وتقارير إعلامية أمريكية عن إطلاق سراح الإنتحاري من السجن المذكور، قبل أيام قليلة فقط.

أستغل تنظيم الدولة الإسلامية الطبيعة المذهلة للتفجير الإنتحاري، متفاخرًا بالنتيجة التي أدت لقتل الجنود الأمريكيين، موقعه وتوقيته، في منشورات على مواقع التواصل الإجتماعي.

في الأشهر التي أعقبت الهجوم، قال محللو المخابرات الأمريكية والمسؤولون العسكريون إنهم يركزون على معرفة المزيد عن الخلية الضاربة لداعش – خراسان، وأي هجمات مستقبلية قد تكون تخطط لها ضد الغرب.

تم إنشاء ( داعش خراسان )، قبل ست سنوات، من قبل مقاتلي حركة طالبان الباكستانيين الساخطين، وتراجعت أعدادهم إلى ما بين ( ١,٥٠٠ إلى ٢,٠٠٠ مقاتل )، العام الماضي ، أي حوالي نصف ذروتها في عام ٢٠١٦، قبل الغارات الجوية الأمريكية وغارات القوات الخاصة – الكوماندوز، الأفغانية، مما أسفر عن مقتل العديد من قادتها.

في حزيران / يونيو ٢٠٢٠، تولى القائد الجديد الطموح ( شهاب المهاجر )، السيطرة على المجموعة، وكان يحاول تجنيد مقاتلي حركة طالبان وغيرهم من المسلحين.

خلص تقرير للأمم المتحدة في حزيران / يونيو ٢٠٢١، إلى أنه حتى قبل تفجير بوابة مطار كابل الدولي، زاد تنظيم داعش خراسان من وتيرة هجماته بشكل كبير في عام ٢٠٢١.

تسبب العنف في توتر الحكومة الأفغانية الجديدة غير المُختبرة وحذر كبير في الغرب بشأن إحتمالية عودة ( داعش خراسان ) للظهور بشكل أكبر.

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار قادته العسكريين :-

إن الولايات المتحدة ستنفذ ضربات جوية، من قاعدة في الإمارات العربية المتحدة ضد متمردي داعش والقاعدة الذين يهددون الولايات المتحدة

قال الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي في الشرق الأوسط، في أوائل كانون أول / ديسمبر ٢٠٢١ :-

إن رحيل الوحدات العسكرية والإستخبارية الأمريكية من أفغانستان جعل تعقب الجماعات المتشددة أكثر صعوبة ولكنه ليس مستحيلاً

المصدر
المصدر
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
إغلاق

أنت تستخدم مانع ألاعلانات

شكرا جزيلا لزيارة موقعنا - أنت تستخدم مانع ألاعلانات ٠ الرجاء قم بتعطيل مانع ألاعلانات حتى تتمكن من تصفح الموقع