حركة طالبان تعلن : ” الحمد لله أنتهت الحرب في البلاد … ننتظر خروج القوات ألاجنبية “
أعلنت حركة طالبان إنتهاء الحرب في أفغانستان بعد سيطرتها على القصر الرئاسي في العاصمة كابل، بينما سارعت الدول الغربية يوم الأثنين لإجلاء مواطنيها، وسط حالة من الفوضى في المطار فيما يبحث الأفغان عن الخروج.
فر الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد يوم الأحد، مع دخول مقاتلي حركة طالبان إلى العاصمة دون معارضة تقريبًا.
قال الرئيس أشرف غني في منشور على موقع فيسبوك : إنه يريد تجنب إراقة الدماء.
في حين أن مئات الأفغان يائسون لمغادرة مطار كابل.
أستغرق الأمر من مقاتلي حركة طالبان ما يزيد قليلاً عن أسبوع للسيطرة على البلاد، بعد إكتساح كبير بسرعة البرق، حتى وصلوا للعاصمة كابل، حيث تلاشت القوات الحكومية ، التي تدربت لسنوات ومجهزة من قبل الولايات المتحدة وغيرها بتكلفة مليارات الدولارات.
وبثت قنوات أعلامية، تظهر إنهم قادة طالبان في القصر الرئاسي مع عشرات المقاتلين المسلحين.
كانت شوارع وسط كابل مهجورة إلى حد كبير في وقت مبكر من يوم الإثنين المشمس حيث كان السكان المستيقظون يفكرون في مستقبلهم.
قال شيرزاد كريم ستانيكزاي، الذي أمضى الليلة في متجر السجاد لحراسته: أنا في حالة صدمة كاملة … أعلم أنه لن يكون هناك أجانب، ولن يأتي أشخاص دوليون الآن إلى كابل.
سعى مقاتلوا حركة طالبان إلى إظهار وجه أكثر اعتدالًا، ووعدوا بإحترام حقوق المرأة وحماية الأجانب والأفغان.
قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين : إن جميع موظفي السفارة ألامريكية في كابل، بمن فيهم السفير روس ويلسون، نُقلوا إلى مطار كابل ، بطائرة هليكوبتر، في إنتظار الإجلاء وإنزال العلم الأمريكي وإزالته من مجمع السفارة.
أقتحم مئات الأفغان مدارج المطار في الظلام، وسحبوا أمتعتهم وتنافسوا على مكان في واحدة من آخر الرحلات التجارية المغادرة قبل أن تتولى القوات الأمريكية السيطرة على الحركة الجوية يوم الأحد.
( سيطرت القوات ألامريكية على مطار كابل وأطلقت النار في الهواء لتفريق الأشخاص الذين يتدافعون للصعود على متن الطائرات )
وقالت رخشاندا جيلالي، وهي ناشطة في مجال حقوق الإنسان كانت تحاول الوصول إلى باكستان لوكالة رويترز في رسالة من المطار : هذا هو مطارنا، لكننا نشهد إجلاء دبلوماسيين بينما ننتظر في جو من عدم اليقين التام.
قال مسؤول أمريكي إن القوات الأمريكية التي تدير المطار أطلقت النار في الهواء لمنع الأفغان من الصعود إلى المدرج لمحاولة الصعود على متن رحلة عسكرية.
أظهر مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي أن عشرات الرجال حاولوا الصعود على ممر إقلاع علوي للصعود على متن طائرة بينما كان مئات آخرون يتجولون حولها.
سمحت وزارة الدفاع الأمريكية، الأحد، بإرسال ألف جندي آضافي للمساعدة في إجلاء المواطنين الأمريكيين والأفغان الذين عملوا معهم، لتوسيع وجودها الأمني على الأرض إلى ما يقرب من ( ٦,٠٠٠ ) جندي خلال الـ ٤٨ ساعة القادمة.
قالت الدول الغربية، بما في ذلك فرنسا، ألمانيا ونيوزيلندا : إنها تعمل على إخراج المواطنين وكذلك بعض الموظفين الأفغان.
وقالت روسيا إنها لا ترى حاجة لإخلاء سفارتها في الوقت الحالي.
قالت تركيا إن سفارتها ستواصل عملياتها.
يخشى العديد من الأفغان من عودة طالبان إلى الممارسات القاسية السابقة في فرضهم للشريعة الإسلامية.
خلال فترة حكمهم ١٩٩٦-٢٠٠١ ، لم تكن المرأة قادرة على العمل وتم فرض ( الرجم ، الجلد والشنق ).
وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ، وأعرب عن قلقه الخاص بشأن مستقبل النساء والفتيات.
عبد الغني بردار – أحد قادة حركة طالبان البارزين – نبذة مختصرة عن حياته ( صحيفة الغارديان البريطانية )
ظهر عبد الغني بردار، أحد زعماء حركة طالبان، الذي أُطلق سراحه من سجن باكستاني بناءً على طلب الولايات المتحدة قبل أقل من ثلاث سنوات، منتصرًا بلا منازع في الحرب التي أستمرت ٢٠ عامًا.
في حين أن ( هيبة الله أخوندزاده ) هو الزعيم العام لحركة طالبان، إلا أن عبد الغني بردار هو زعيمها السياسي وأكثر وجه علني للحركة.
قيل إنه كان في طريقه من مكتبه في الدوحة إلى كابل ( مساء الأحد ).
قال في بيان متلفز في يوم سقوط كابل : إن الاختبار الحقيقي لطالبان ما زال في بدايته وأنه يتعين عليهم خدمة الأمة.
تجسد عودة عبد الغني بردار إلى السلطة ، عجز أفغانستان عن الهروب من الأغلال الدموية التي كانت ترجع إلى ماضيها.
قصة حياته، هي قصة الصراع الدؤوب الذي لا يرحم في البلاد.
ولد عبد الغني بردار في محافظة ( اروزگان ) عام ١٩٦٨ ، وقاتل في صفوف المجاهدين الأفغان ضد السوڤييت في الثمانينيات.
بعد طرد السوڤيت في عام ١٩٩٢، وسقوط البلاد في حرب أهلية بين أمراء الحرب المتنافسين، أنشأ بردار مدرسة في قندهار مع قائده السابق وصهره الشهير قائد حركة طالبان الملا محمد عمر.
قام الأثنين معًا بتأسيس ( حركة طالبان )، وهي حركة يقودها علماء إسلاميون شباب مكرسون للتطهير الديني للبلاد وإنشاء إمارة أسلامية.
بدافع من الحماس الديني، والكراهية المنتشرة لأمراء الحرب والدعم الكبير من وكالة المخابرات الباكستانية (ISI) ، أكتسحت حركة طالبان السلطة في عام ١٩٩٦، بعد سلسلة من الفتوحات المذهلة لعواصم المحافظات، التي فاجأت العالم، تمامًا مثل ما فعلت الحركة في الأسابيع الأخيرة.
كان بردار ، نائب الملا عمر الذي كان يُعتقد على نطاق واسع أنه استراتيجي فعال للغاية، مهندسًا رئيسيًا لتلك الإنتصارات.
لعب بردار أدوارًا عسكرية وإدارية متعاقبة في نظام حكم حركة طالبان الذي أستمر خمس سنوات، وبحلول الوقت الذي أطاحت به الولايات المتحدة وحلفاؤها الأفغان، كان نائب وزير الدفاع.
خلال ٢٠ عاما من منفى حركة طالبان، أشتهر بردار بكونه قائداً عسكرياً فعالاً ومشغلاً سياسياً بارعاً.
الدبلوماسيون الغربيون ينظرون إليه على أنه جناح في مجلس ( شورى كويتا Quetta Shura ) – القيادة المعاد تجميعها لحركة طالبان في المنفى – والتي كانت الأكثر مقاومة لسيطرة المخابرات الباكستانية، والأكثر قابلية للتواصل السياسي مع كابل.
ومع ذلك، كانت إدارة الرئيس ألامريكي باراك أوباما، أكثر خوفًا من خبرته العسكرية مما كانت تأمل في ميوله المعتدلة المفترضة.
قامت وكالة المخابرات المركزية بتتبعه في كراتشي – باكستان في عام ٢٠١٠، وفي شباط / فبراير من ذلك العام أقنعت المخابرات الباكستانية بإعتقاله.
لكن في عام ٢٠١٨، تغير موقف الولايات المتحدة، وطالب مبعوث دونالد ترامب الدبلماسي الأفغاني – ألامريكي، زلماي خليل زاد، الباكستانيين، بالإفراج عن بردار، حتى يتمكن من قيادة المفاوضات في قطر، على أساس الاعتقاد بأنه سيوافق على ترتيب لتقاسم السلطة.
قال المسؤول ألامريكي السابق: لم أر قط أي إثبات حقيقي لهذه النقطة، لكنها اتخذت نوعاً من الفكرة الأسطورية.
وقع بردار إتفاق الدوحة مع الولايات المتحدة في شباط / فبراير ٢٠٢٠، فيما وصفته إدارة ترامب بأنه إنجاز نحو السلام، لكنه يبدو الآن مجرد نقطة انطلاق نحو نصر كامل لحركة طالبان.
كان من المفترض أن يتبع إتفاق الولايات المتحدة وطالبان بعدم قتال بعضهما البعض محادثات لتقاسم السلطة بين طالبان وحكومة كابل برئاسة أشرف غني.
تعثرت تلك المحادثات مع تقدم ضئيل، ومن الواضح الآن أن بردار وحركة طالبان كانا يتلاعبان بالوقت، في إنتظار مغادرة الأمريكيين والإستعداد للهجوم الأخير … علمته الحياة ( الصبر والثقة ) من أجل النصر النهائي.
وزارة الدفاع البريطانية : لن نعود لأفغانستان … حركة طالبان تسيطر عليها !
قال وزير الدفاع البريطاني يوم الإثنين : إن حركة طالبان تسيطر على أفغانستان، وإن القوات البريطانية وقوات الناتو لن تعود لمحاربة المتمردين.
نقلت بريطانيا سفارتها من العاصمة كابل إلى المطار، ورداً على سؤال حول شعوره عندما يرى علم حركة طالبان يرفرف فوق مبنى السفارة البريطانية السابق في كابل ، قال والاس: