أستعدت القوات الغربية التي تدير الجسر الجوي الأفغاني يوم السبت لمزيد من الهجمات بعد أن شنت الولايات المتحدة غارة بطائرة بدون طيار، أدت على ما يبدو إلى مَقتل ” يزعم أنه المخطط للهجوم على المطار ” تابع لتنظيم الدولة الإسلامية ( داعش خراسان ) في أفغانستان، في محافظة ننگرهار بالقرب من باكستان، بعد يومين من إعلان الجماعة الإرهابية مسؤوليتها عن تفجيرات مطار كابل المميتة.
من بين القتلى الـ ٩٢ ( ** وكالة الأسوشييتد پرس تقول ١٦٩ قتيل إضافة لـ ١٣ جندي من مشاة البحرية ألامريكية و ١٢٠ جريح من ضمنهم ١٨ من جنود مشاة البحرية ألامريكية )، في التفجير الإنتحاري الذي وقع يوم الخميس، وأعلن فرع تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان ( داعش خراسان ) المسؤولية عنه، ١٣ جنديًا أمريكيًا، وهو أكثر الحوادث فتكًا بالجنود الأمريكيين في أفغانستان منذ عقد.
وقال الجيش الأمريكي في بيان : المؤشرات الأولية تشير إلى أننا قتلنا الهدف … لا علم لنا بسقوط ضحايا مدنيين.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية : إن الضربة الجوية وقعت في محافظة ننگرهار شرقي العاصمة كابل والمتاخمة لباكستان، ولم تذكر ما إذا كان الهدف مرتبط بهجوم المطار.
قال سكان مدينة جلال آباد، عاصمة ننگرهار، إنهم سمعوا عدة إنفجارات في غارة جوية قرابة منتصف ليل الجمعة ، لكن لم يتضح ما إذا كانت الطائرة المسيرة الأمريكية هي السبب.
قال البيت الأبيض : إن الأيام القليلة المقبلة من المرجح أن تكون أخطر عملية إجلاء أمريكية.
قالت وزارة الدفاع ألامريكية : إنها أخرجت حوالي ١١١,٠٠٠ شخص من أفغانستان في الأسبوعين الماضيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، جون كيربي : إن الولايات المتحدة تعتقد أنه لا تزال هنالك تهديدات محددة وذات مصداقية، ضد المطار بعد تفجير أحد بواباته.
وقال جون كيربي للصحفيين في واشنطن
” نحن بالتأكيد مستعدون ونتوقع محاولات مستقبلية … نحن نراقب هذه التهديدات، بشكل خاص للغاية، فعليًا بشكل مستمر “
حذرت السفارة الأمريكية في كابول الأمريكيين من تجنب مطار كابول بسبب التهديدات الأمنية ويجب على من على بواباته المغادرة على الفور.
تتسابق القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها لإستكمال عمليات إجلاء مواطنيها والأفغان المعرضين للخطر والإنسحاب من أفغانستان، بحلول الموعد النهائي، الثلاثاء ٣١ أب / أغسطس ٢٠٢١، الذي حدده الرئيس جو بايدن بعد عقدين من الوجود العسكري الأمريكي هناك.
وبينما تم إجلاء الآلاف، فإن عدد الذين لم يتمكنوا من الخروج يفوقهم بكثير.
وقال جو بايدن في وقت سابق: إنه أمر وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاغون ) بالتخطيط لكيفية ضرب تنظيم داعش خراسان، الذي أعلن مسؤوليته عن تفجير يوم الخميس.
والجماعة الأسلامية المتشددة هي عدو لحركة طالبان وكذلك للغرب…. ( ** وعدو لتنظيم القاعدة ).
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية : إن هجوم يوم الخميس نفذه ( إنتحاري واحد ) عند بوابة المطار، وليس اثنين، كما أعلنت في وقت سابق، ولم يكن هنالك ( إنفجارين )، بمتفجرات تزن ( ٢٥ باوند / رطل = ١١.٣٣ كيلوغرام ) مع شظايا قاتلة.
قال مسؤول أمريكي لوكالة رويترز : إن الضربة الجوية بطائرة بدون طيار، كانت ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش خراسان )، كانوا يخططون لهجمات جديدة.
أقلعت الطائرة من قواعد أمريكية في الشرق الأوسط….( أقرأ : مهمة وكالة الإستخبارات المركزية ألامريكية التي لا تنتهي في أفغانستان )
كان ( المتشدد المزعوم من تنظيم داعش خراسان )، في سيارة مع أحد المقربين من أعضاء الدولة الإسلامية.
بحسب المسؤول ألامريكي : نعتقد أن كلاهما قد تم قتلهم.
وفي جلال أباد، قال مالك أديب، أحد كبار السن من السكان المحليين : إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب أربعة في غارة جوية ليلية، مضيفًا أنه تم إستدعاؤه من قبل حركة طالبان للتحقيق في الحادث.
قال أديب: النساء والأطفال من بين الضحايا … وإن لم يكن لديه معلومات عن هويتهم.
قال قائد بارز في حركة طالبان: إن بعض أعضاء داعش خراسان قد أُعتقلوا، وهم على صلة بهجوم كابل.
وقال : يتم إستجوابهم من قبل فريق إستخباراتنا …. ( ** هل هذا يعني أنه سيتم مشاركة هذه المعلومات مع القيادة المركزية ألامريكية ؟ لأن الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية ألامريكية، قال أن الولايات المتحدة تتشارك ببعض المعلومات الإستخبارية مع حركة طالبان !!! ).
سلط الهجوم الضوء على السياسة الواقعية التي تواجه القوى الغربية : قد يكون الإنخراط مع قوات حركة طالبان التي حاربوها منذ فترة طويلة، أفضل فرصة لهم لمنع البلاد من أن تصبح أرضًا خصبة للتشدد الإرهابي من جديد ( ** لأن حركة طالبان غير قادرة على السيطرة عليهم جميعاً ).
وقالت المتحدثة بأسم البيت الأبيض : إن الولايات المتحدة تتوقع أن يكون هنالك بعض التواصل الضروري مع حركة طالبان بعد الإنسحاب لتسهيل المزيد من عمليات الإجلاء، بحكم الواقع هو أن حركة طالبان تسيطر على مساحات شاسعة من أفغانستان.
كان بايدن يواجه بالفعل إنتقادات في الداخل والخارج بسبب الفوضى التي أحاطت بسحب القوات وعمليات الإجلاء.
مع تقدم حركة طالبان بسرعة إلى كابل وسط الإنسحاب، انهارت قوات الحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب والجيش.
دافع جو بايدن عن قراراته، قائلاً : إن الولايات المتحدة حققت منذ فترة طويلة أساسها المنطقي لغزو البلاد في عام ٢٠٠١.
قالت حركة طالبان : إن الأفغان الذين يحملون وثائق قانونية، سيتمكنون من السفر بحرية في المستقبل – وهي تعليقات تهدف إلى تهدئة المخاوف من أنهم يخططون لفرض قيود صارمة.
لكن المسؤولين في الأمم المتحدة يقولون : إن السكان الذين تركوا وراءهم يواجهون وضعاً إنسانياً كارثياً، ويمكن لما يصل إلى نصف مليون أفغاني، الفرار من وطنهم بحلول نهاية العام.
قالت إميلي هاردينغ Emily Harding، المحللة السابقة في وكالة المخابرات المركزية ونائبة مدير لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، إنها تُشك في تأكيدات جو بايدن بأن الولايات المتحدة ستكون قادرة على مراقبة وضرب التهديدات الإرهابية من خارج حدود أفغانستان.
كما تصر وزارة الدفاع ألامريكية على قدرتها في مراقبة الأهداف وضربها بدقة، والتي تشمل طائرات المراقبة والإستهداف، المتمركزة في منطقة الخليج العربي، ستكون فعالة.
قال البيت الأبيض : إنه حتى صباح الجمعة، تم نقل حوالي ١٢,٥٠٠ شخص جواً من كابل في الساعات الأربع والعشرين الماضية على متن طائرات الولايات المتحدة وقوات التحالف.
في الـ ١٢ ساعة التي تلت ذلك، تم إجلاء ٤,٢٠٠ شخص آخر.
حوالي ٣٠٠ أمريكي غادروا وإن وزارة الخارجية ألامريكية تعمل مع حوالي ٥٠٠ آخرين يريدون المغادرة.
الإدارة ألامريكية تعتزم المضي قدما في الجسر الجوي وإستكماله على الرغم من التهديدات الإرهابية.
قال قائد القوات المسلحة البريطانية : إن القوات البريطانية ستنهي إجلاء المدنيين من أفغانستان اليوم السبت.
وقال لبي بي سي : نحن نصل إلى نهاية الإخلاء، وبعد ذلك سيكون من الضروري إجلاء قواتنا على الطائرات المتبقية.
” لم نتمكن من إجلاء الجميع ، كسر قلبنا هذا ألامر …وكان هنالك قرارات صعبة للغاية كان من الواجب إتخاذها “.
قال مسؤول أمريكي لوكالة رويترز، يوم السبت : إن الهدف من الضربة الجوية التي نفذتها الليلة الماضية لا يُعتقد أنه أحد كبار مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، ولم يستبعد اتخاذ إجراء في المستقبل ضد التنظيم.
( ** تفاصيل عمليات الإجلاء )
