وَدعَ مُقاتلوا حركة طالبان الجنود ألامريكيون من مطار كابل، بالصلاة وإطلاق الرصاص فرحاً
- إنسحاب أخر جندي أمريكي من أفغانستان، وسط فرح غامر من مقاتلي حركة طالبان
- وقف العمل الدبلوماسي ألامريكي في كابل، بعد مغادرة السفير ألامريكي، والعمل من قطر
- مجلس الأمن يتبنى قرار عن الوضع في أفغانستان، مع إمتناع ( الثنائي - روسيا و الصين ) عن التصويت ! حتى في هذا الوضع الحرج !
- إنخفاض مستوى التأييد لجو بايدن إلى أدنى مستوى بسبب الفوضى في أفغانستان
أكملت الولايات المتحدة يوم الأثنين إنسحابها العسكري من أفغانستان، بعد جسر جوي ضخم ولكنه فوضوي أودى بحياة ١٣ جندياً أمريكياً، وخلف وراءه آلاف من الأفغان ومئات الأمريكيين الذين ما زالوا يسعون للفرار من حكم حركة طالبان، ومع مغادرة أخر الجنود ألامريكيين، سَجدَ مقاتلوا حركة طالبان لله شكراً وأطلقوا الرصاص إبتهاجاً بهذه المناسبة
قالت وزارة الدفاع الأمريكية، في مؤتمر صحفي بعد ظهر اليوم الأثنين، لم يبقى في أفغانستان أي جندي أمريكي، بعد ٢٠ عاماً من الحرب.
كانت كلمة ” Heartbreak حسرة ، غصة في النفس ” هي الكلمة التي أستخدمها الجنرال فرانك مكنزي، قائد القيادة ألامريكية المركزية، وهو ضابط من مشاة البحرية الأمريكية، عندما وصف المشاعر المحيطة بخروج الولايات المتحدة من أطول حرب لها بعد جهود خطيرة ودؤوبة لإجلاء المواطنين الأمريكيين والأفغان المستضعفين.
وقال : هنالك الكثير من الحزن المرتبط بهذا الرحيل، لم يتم إخراج الجميع … كما أردنا.
كان السفير ألامريكي في أفغانستان، روس ويلسون، على متن آخر رحلة نقل عسكرية من طراز سي -١٧ C-17 من مطار كابل في الساعة ١١:٥٩ مساءً، بتوقيت العاصمة كابل، جنبًا إلى جنب مع قائد الفرقة ٨٢ المحمولة جواً التابعة للجيش الأمريكي.
أكثر من ١٢٢,٠٠٠ شخص تم نُقلهم جوا من كابل منذ ١٤ أب / أغسطس ٢٠٢١.
قال ماكنزي: أعتقد أننا لو بقينا ١٠ أيام أخرى، لما كنا سنخرج الجميع.
مع مغادرة القوات الأمريكية ، دمرت أكثر من ٧٠ طائرة وعشرات المركبات المدرعة وعطلت الدفاعات الجوية ( منظومة سي رام )، التي أحبطت محاولة هجوم صاروخي لتنظيم الدولة الإسلامية عشية رحيل الولايات المتحدة ( ٥ صواريخ ).
بعد أن فشلت الولايات المتحدة في توقع أن تسيطر حركة طالبان بهذه السرعة على البلاد، أضطرت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو إلى الخروج السريع، تاركين وراءهم آلاف من الأفغان الذين ساعدوهم وربما تأهلوا للإجلاء وآخرين يشعرون أنهم معرضون للخطر.
أنتهى الإجلاء الجوي الطارئ قبل دقيقة واحدة من الموعد النهائي الذي حدده يوم الثلاثاء الرئيس جو بايدن، ٣١ / أب – أغسطس / ٢٠٢١، الذي ورث إتفاق إنسحاب القوات العسكرية مع حركة طالبان من قبل سلفه، دونالد ترامب ، وقرر إكمال الإنسحاب دون شروط مُسبقة.
أدى قرار جو بايدن إلى أكبر أزمة خلال فترة رئاسته، وأثار تساؤلات بعيدة المدى حول قدرة الديمقراطيات الغربية على بناء مؤسسات دائمة على صورتها في الخارج، وأستعدادها في المستقبل للقيام بذلك.
وأشاد جو بايدن، في بيان، بالقوات الأمريكية لتنفيذها أكبر جسر جوي في تاريخ الولايات المتحدة : بشجاعة ومهنية وتصميم لا مثيل لهما … والآن، أنتهى وجودنا العسكري في أفغانستان الذي دام لـ ٢٠ عاما.
وقتل نحو ٢,٥٠٠ أميركي في الصراع بينهم ١٣ جندياً في تفجير إنتحاري نفذته الدولة الإسلامية ( داعش خراسان )، الأسبوع الماضي خارج المطار.
كان الكثير من هؤلاء الجنود من مشاة البحرية، مجرد أطفال، عندما وقعت هجمات ١١ أيلول / سبتمبر ٢٠٠١، أثارت الحزن الكبير بين أهليهم، وألقوا باللائمة على قائدهم ألاعلى ( جو بايدن )، بإنه تخلى عنهم.
وقال الجنرال فرانك ماكنزي : إن مقاتلي حركة طالبان ساعدوا في تأمين المطار، بينما نفذت الولايات المتحدة عملية الإجلاء.
لكنه أشار إلى ( تلاقي مصالح نادر ): أرادت حركة طالبان إخراج الولايات المتحدة من أفغانستان، وأرادت الولايات المتحدة المغادرة منها !
لكنه حذر من أن حركة طالبان ستواجه صعوبة في مواجهة الدولة الإسلامية – داعش خراسان، العدو اللدود لكل من الغرب وطالبان.
رفض القائد العسكري للقيادة المركزية في الشرق ألاوسط، التكهن بشأن التعاون المستقبلي مع حركة طالبان بعد رحيل الولايات المتحدة، حتى مع تعهد جو بايدن بملاحقة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولين عن تفجير الأسبوع الماضي.
وقال : لقد تركوا ( حركة طالبان ) الكثير من هؤلاء الأشخاص … يخرجون من السجون، والآن سيكونوا مستعدين لجني ما زرعوه.
يفتح الإنسحاب صفحة جديدة في جهود الولايات المتحدة لمواصلة الضغط على الجماعات التي تعتبرها أعداء لدودين، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة.
في أعقاب الهجوم الإنتحاري الأسبوع الماضي، أرسل الجيش الأمريكي طائرات مسيرة لشن ضربات في أفغانستان يومي الجمعة والأحد لمهاجمة أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية….( في كلا الغارتين سقط مدنين، منهم ١٠ من عائلة واحدة، من ضمنهم طفل عمره أقل من ٣ سنوات فقط في الضربات الجوية الأخيرة ).
يحذر الخبراء من أن جمع المعلومات الإستخباراتية الأمريكية أصعب بكثير من الخارج وأن الضربات الجوية أكثر خطورة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلنكين يوم الأثنين : إن الولايات المتحدة علقت وجودها الدبلوماسي في أفغانستان وستجري عملياتها من دولة قطر … أن الولايات المتحدة ستمضي قدما في جهودها الحثيثة لمساعدة الناس على مغادرة البلاد ( أفغانستان )، حتى بعد خروجها من البلاد، وإنسحاب القوات المقاتلة.
وقال وزير الخارجية في تصريحاته، التي تجاهل بعدها أسئلة الصحفيين الملحة : إن الولايات المتحدة ستجري العمليات الدبلوماسية فيما يخص أفغانستان، بما في ذلك العمل القنصلي وإدارة المساعدات الإنسانية من العاصمة القطرية الدوحة، مع فريق برئاسة إيان مكاري، نائب رئيس البعثة الأمريكية إلى أفغانستان.
وقال
” لقد بدأ فصل جديد من إنخراط أمريكا في أفغانستان … إنه فَصلٌ سنقوده بدبلوماسيتنا … سنواصل جهودنا الحثيثة لمساعدة الأمريكيين والأجانب والأفغان على مغادرة أفغانستان، إذا أختاروا الخروج “
وقال إنه يعتقد أن ما يقرب من ١٠٠ أمريكي ما زالوا في أفغانستان ممن أرادوا المغادرة، لكن واشنطن تحاول تحديد عددهم على وجه الدقة، حيث تم إجلاء أكثر من ٦,٠٠٠ أمريكي.
مع بقاء مصير مطار كابل، البوابة الرئيسية للبلاد إلى بقية العالم، غير مؤكد، بعد رحيل الولايات المتحدة وإستيلاء طالبان على السلطة، قال بلنكين : إن الولايات المتحدة تعمل على إيجاد طرق لمساعدة الأمريكيين وغيرهم ممن قد يختارون المغادرة عبر الطرق البرية.
وقال : لن نتوهم بأن أيًا من هذا سيكون سهلاً أو سريعًا.
دوى إطلاق نار كثيف في كابل، فرحاً وإبتهاجاً، بعد إستكمال الإنسحاب الأمريكي الذي أنهى أطول حرب خاضتها أمريكا.
وقال المتحدث باسم حركة طالبان قاري يوسف: غادر آخر جندي أمريكي مطار كابل وحصلت بلادنا على الاستقلال التام !!. ( ** حصلت حركة طالبان على الأستقلال، لأن القوات السوڤيتية كانت في أفغانستان لمدة ١٠ سنوات، وخرجت كذلك في عام ١٩٨٩ ! …ألم يكن ذلك إستقلال ؟ )
من غير الواضح ما إذا كان الإنسحاب الأمريكي يمثل نهاية المشاركة العسكرية الأمريكية في أفغانستان – بالنظر إلى مصلحة الولايات المتحدة، بمعاقبة الدولة الإسلامية لهجوم المطار، والحفاظ على البلاد من أن تصبح ملاذا للمسلحين المتطرفين.
في الوقت نفسه، يواجه السكان خارج المدن ما وصفه المسؤولون بالأمم المتحدة وضع إنساني كارثي تفاقم بسبب الجفاف الشديد.
تقول وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة U.N. : إن ما يصل إلى نصف مليون أفغاني يمكن أن يفروا من وطنهم بحلول نهاية العام.
تبنى مجلس الأمن الدولي ( المنقسم بسبب روسيا و الصين … كذلك )، يوم الأثنين قراراً يدعو حركة طالبان إلى السماح بمرور آمن لمن يسعون لمغادرة أفغانستان، لكنه لم يذكر إنشاء منطقة آمنة في كابل، كما اقترح الرئيس الفرنسي يوم الأحد.
وشدد القرار، الذي حظي بـ ١٣ صوتًا ( ماعدا روسيا والصين أمتنعت عن التصويت … ** في كل أزمة دولية تعارض القرارات حتى لو كانت صالحة ! )، على أهمية الحفاظ على وصول المساعدات الإنسانية، ودعم حقوق الإنسان، والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة ومكافحة الإرهاب.
ولم يحدد القرار أي بنود لمعاقبة حركة طالبان إذا فشلت في السماح بمثل هذه المغادرة أو اتخاذ الخطوات الأخرى التي حثت عليها.
قالت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية FAA، يوم الأثنين : إن مطار كابل بلا خدمات مراقبة الحركة الجوية الآن ، بعد أن أنسحب الجيش الأمريكي من أفغانستان، وتم منع الطائرات المدنية الأمريكية من العمل فوق البلاد ما لم تحصل على إذن مسبق.
وقالت إدارة الطيران الفيدرالية في بيان
” بسبب نقص خدمات الحركة الجوية وسلطة طيران مدني عاملة في أفغانستان، فضلاً عن المخاوف الأمنية المستمرة، يُحظر على المشغلين المدنيين والطيارين والطائرات المدنية الأمريكية المسجلة في الولايات المتحدة العمل في أي ارتفاع فوق جزء كبير من أفغانستان “.
في وقت سابق من هذا الشهر، قال الجيش الأمريكي إنه تولى مسؤوليات مراقبة الحركة الجوية في مطار كابل لتسهيل إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص من أفغانستان.
وقالت إدارة الطيران الفيدرالية
” إن المشغلين المدنيين الأمريكيين قد يستمرون في إستخدام طريق مرور جوي واحد على أرتفاعات عالية بالقرب من الحدود الشرقية البعيدة … ويجب أن يحصل أي مشغل طائرات مدني أمريكي يرغب في السفر إلى / خارج أفغانستان أو فوقها على تصريح مسبق من إدارة الطيران الفيدرالية “
Flightradar24
في ١٨ أب / أغسطس ٢٠٢١، قالت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) : إن الناقلات الجوية والطيارين المدنيين الأمريكيين يمكن أن يطيروا إلى كابل للقيام برحلات إجلاء أو إغاثة بموافقة مسبقة من وزارة الدفاع الأمريكية.
وساعدت شركات الطيران الأمريكية في نقل آلاف الأشخاص الذين تم إجلاؤهم هذا الشهر لكنها قامت برحلات جوية من مطارات خارج أفغانستان.
أقل من ٤٠ ٪ من الأمريكيين يوافقون على طريقة تعامل الرئيس جو بايدن مع الإنسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان، ويريد ( ثلاثة أرباع ) منهم، من القوات الأمريكية البقاء في أفغانستان، حتى خروج جميع المدنيين الأمريكيين، وفقًا لإستطلاع رأي أجرته وكالة رويترز / إبسوس يوم الأثنين. .
أجري في الفترة من ٢٧ إلى ٣٠ أب / أغسطس ٢٠٢١
بحسب الإستطلاع : ٥١ ٪ رفضوا نهج بايدن في الإنسحاب بينما وافق ٣٨ ٪، فقط.
في الإستطلاع، قال ٤٩ ٪ أن الجيش الأمريكي يجب أن يبقى في أفغانستان، حتى يتم إجلاء جميع المواطنين الأمريكيين والحلفاء الأفغان.
قال ٢٥ ٪ : أن القوات الأمريكية يجب أن تبقى حتى يتم إجلاء جميع المواطنين الأمريكيين.
قال ١٣ ٪ فقط ، إن على القوات ألامريكية الإخلاء الفوري من أفغانستان.
عندما سئلوا عن رأيهم في كيفية تعامل إدارة جو بايدن مع إعادة توطين حلفاء أمريكا الأفغان، وافق ٤٥ ٪ منهم على الطريقة المتبعة، بينما رفض ٤٢ ٪.
تعرضت إدارة بايدن لثلاث أزمات هذا الشهر، بما في ذلك وباء فيروس كورونا وإعصار إيدا، الذي أغرق الولاية في الفوضى في جميع أنحاءها ( ولاية لويزيانا )، بعد أن وصل إلى اليابسة يوم الأحد.
وجد استطلاع رويترز / إبسوس أن ٢٠ ٪ من البالغين، قالوا : إن جو بايدن يستحق اللوم الأكبر على الوضع الحالي لحرب أفغانستان.
وألقى ١٠ ٪، باللوم على الرئيس السابق جورج دبليو بوش، الذي أمر بغزو البلاد قبل عقدين.
٩ ٪ على الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي تفاوض العام الماضي على إنسحاب سريع للقوات الأمريكية.
وألقى ٣٠ ٪ باللوم على عدد كبير من الجهات الفاعلة الأخرى في المنطقة، بما في ذلك حركة طالبان والجيش الأفغاني وقادة عسكريون أمريكيون وداعش- خراسان، الجماعة المتشددة التي أعلنت مسؤوليتها عن تفجير مطار كابول الأسبوع الماضي وأسفر عن مقتل ١٣ جنديًا أمريكيًا من مشاة البحرية.
حتى أثناء مشاهدتهم لعملية الإخلاء الدراماتيكية الجارية في أفغانستان، ظل الأمريكيون يركزون على قضايا أقرب إلى الوطن: الوباء والاقتصاد الأمريكي، كلاهما من المجالات ذات القوة النسبية لجو بايدن.
ووجد الإستطلاع أن ٣٥ ٪ من الأمريكيين يعتقدون أن فيروس كورونا هو أكبر مشكلة تواجه البلاد اليوم.
بينما قال ١٨ ٪ إنه الإقتصاد.
١٠ ٪ فقط قالوا إنها كانت الحرب في أفغانستان.
يوافق حوالي ٥٥ ٪ من البالغين على الطريقة التي وجه بها جو بايدن إستجابة أمريكا لـ وباء فيروس كورونا.
بينما لا يوافق ٣٨ ٪.
فيما يتعلق بالإقتصاد، قال ٤٧ ٪ إنهم يوافقون على سياساته.
يعارضها ٤٥ ٪.
كما لا يبدو أن الأمريكيين ينتقدون الحزب الديمقراطي، بعد جهود الإخلاء التي تعرضت لإنتقادات شديدة في أفغانستان.
عند سؤالهم عن الحزب الذي لديه خطة أفضل للتعامل مع الحرب على الإرهاب :-
قال ٢٩ ٪ إنهم الجمهوريون.
بينما قال ٢٦ ٪ إنهم الديموقراطيون، مما يمنح الجمهوريين ميزة ٣ نقاط أعلى من الحزب الديمقراطي.
قبل أربع سنوات، قبل إنتخابات التجديد النصفي لعام ٢٠١٨، كان للجمهوريين ميزة ٧ نقاط على الديمقراطيين بنفس السؤال.
مثل دونالد ترامب، وعد جو بايدن بإنهاء الحرب في أفغانستان.
لكن إدارته أخطأت في تقدير قوة الجيش الأفغاني الذي دربته الولايات المتحدة، والذي سرعان ما سلم أجزاء كبيرة من البلاد إلى حركة طالبان في الأسابيع التي سبقت الموعد النهائي الذي حدده جو بايدن في ٣١ أب / أغسطس ٢٠٢١، لإنسحاب الولايات المتحدة.
تم إجراء استطلاع وكالة رويترز / إبسوس عبر الإنترنت، باللغة الإنگليزية، في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
