سياسية

الإتحاد الأوربي يتحدث عن حلول لنقل البضائع إلى كالينينغراد الروسية

التجارة عبر ليتوانيا إلى منطقة كالينينغراد الروسية قد تعود إلى طبيعتها في غضون أيام، حيث يتجه المسؤولون الأوروبيون نحو إتفاق تسوية مع ليتوانيا لتدارك الخلاف مع روسيا حتى لايتطور إلى مواجهة، وفق مصادر وكالة رويترز.

مدينة كالينينغراد، التي تحدها دول الإتحاد الأوروبي وتعتمد على السكك الحديدية والطرق عبر ليتوانيا لمعظم البضائع، تم قطعها عن بعض عمليات نقل البضائع من روسيا منذ ١٧ حزيران / يونيو ٢٠٢٢، بموجب عقوبات فرضها الإتحاد الأوربي.

قالت المصادر لوكالة رويترز، المسؤولين الأوروبيين يجرون محادثات بشأن إعفاء المدينة من العقوبات، التي أضرت بالسلع الصناعية مثل الصلب حتى الآن، مما يمهد الطريق لإبرام صفقة في أوائل تموز / يوليو ٢٠٢٢، إذا تخلت ليتوانيا العضو في الإتحاد الأوروبي عن معارضتها.

kal1

يختبر الخلاف عزم أوروبا على تنفيذ العقوبات المفروضة على روسيا، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، مما يغذي المخاوف من التصعيد بعد أن دفعت قيود أخرى روسيا إلى التخلف عن سداد ديونها المالية.

في حين تعهدت القوى الغربية بالوقوف إلى جانب أوكرانيا، مؤكدة عزمها في كل من قمتي مجموعة السبع G7 وحلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع، فإنه يثبت أنه من الصعب على أوروبا الوقوف أمام عقوبات صارمة وتجنب المزيد من التصعيد مع روسيا.

هذا هو السبب في أن المسؤولين الأوروبيين، بدعم من ألمانيا، يسعون إلى حل وسط لحل أحد نزاعاتهم العديدة مع روسيا، على حد قول أحد المصادر لوكالة رويترز.

قال المصدر لوكالة رويترز، إنه إذا لم يتم إستعادة المسار التقليدي للبضائع الروسية إلى كالينينغراد، عبر حليفتها ( بيلاروسيا ثم ليتوانيا )، فإن ليتوانيا تخشى أن تستخدم روسيا القوة العسكرية لفتح ممر بري عبر أراضي ليتوانيا.

في غضون ذلك، يتمركز جنود لألمانيا في ليتوانيا، ويمكن أن ينجروا إلى مواجهة إلى جانب حلفائهم في الناتو إذا حدث ذلك.

يعتمد أكبر إقتصاد في أوروبا ( ألمانيا ) بشكل كبير على واردات الغاز الروسي، وسيكون عرضة لأي إنخفاض في التدفقات إذا تصاعد نزاع كالينينغراد.

قال مصدر لوكالة رويترز، مطلع على مناقشات الإتحاد الأوروبي:-

علينا أن نواجه الواقع

ووصف كالينينغراد بأنها ( مقدسة ) بالنسبة لروسيا.

وقال:-

(بوتين) لديه نفوذ أكبر بكثير مما لدينا، من مصلحتنا إيجاد حل وسط

معترفا بأن النتيجة النهائية قد تبدو غير عادلة.

قال متحدث بإسم وزارة الخارجية الليتوانية، إنها ستواصل التشاور مع المفوضية الأوروبية بشأن تطبيق العقوبات، وأن أي تغيير من جانب الإتحاد لا ينبغي أن يقتصر على ليتوانيا.

وقال المتحدث:-

يجب تطبيق العقوبات، وأي قرارات تتخذ يجب ألا تقوض مصداقية وفعالية سياسة عقوبات الإتحاد الأوروبي

نظرًا لأن العبور لكالينينغراد ممكن من خلال العديد من الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي، فإن تفسير المفوضية الأوروبية لكيفية تنفيذ عقوبات الإتحاد الأوروبي … لا يمكن أن يقتصر على ليتوانيا.

أشار متحدث بإسم المفوضية الأوروبية إلى بيانها الصادر في ٢٢ حزيران / يونيو ٢٠٢٢، بأن ليتوانيا تنفذ قيود الإتحاد الأوروبي، وأن توريد السلع الأساسية إلى كالينينغراد يسير دون عوائق.

قال أحد المصادر لوكالة رويترز، الذي لديه معرفة مباشرة بالأمر، إنهم يتوقعون التوصل إلى إتفاق بحلول ١٠ تموز / يوليو ٢٠٢٢.

قال مصدر آخر لوكالة رويترز، إنه قد يتم الإعلان عنه الأسبوع المقبل.

قال أحد المصادر، إن أحد الحلول الوسط من خلال حركة الشحن بين روسيا وكالينينغراد تعفى من عقوبات الإتحاد الأوروبي على أساس أنها لا تعتبر تجارة دولية عادية لأنها جزء من روسيا ( كأنها داخل أراضي روسيا ).

لا يمكن تطبيق هذا الإقتراح إلا بشرط إستخدام الشحن المعتمد لـ ( كالينينغراد ) وعدم تصدير للخارج عبر مينائها، حيث يقع المقر الرئيسي لأسطول البلطيق الروسي.

قال المصدر لوكالة رويترز، إن ذلك قد يكون من الصعب ضمانه، وقد يضع ليتوانيا، المكلفة بتحديد الوجهة النهائية للبضائع، بمسار تصادمي مع روسيا.

قال مصدر آخر لوكالة رويترز، إنه يمكن إستخدام أسباب إنسانية للتوصل إلى إعفاء لكالينينغراد، الواقعة بين ليتوانيا وبولندا وبحر البلطيق.

لكنه قال، إن ليتوانيا لديها تحفظات جدية بشأن تقديم ما يمكن إعتباره تنازلاً لروسيا

ليتوانيا، التي كانت جزءاً سابقا من الإتحاد السوڤيتي السابق، هي الآن واحدة من أشد منتقدي روسيا في الإتحاد الأوروبي، وعلى خلاف مع المسؤولين في ألمانيا، والإتحاد الأوربي الذين يريدون تجنب الخلاف مع روسيا.

حتى الآن، تمنع عقوبات الإتحاد الأوروبي المفروضة على روسيا نقل الحديد والصلب والمعادن إلى كالينينغراد عبر دول الإتحاد الأوروبي.

ستمتد قائمة السلع الخاضعة للعقوبات لتشمل ( الأسمنت والكحول ) إعتبارًا من ١٠ تموز / يوليو ٢٠٢٢.

سيتم حظر الفحم في شهر أب / أغسطس ٢٠٢٢.

سيتم حظر المنتجات النفطية مثل الوقود في كانون أول / ديسمبر ٢٠٢٢، حيث تبدأ المرحلة النهائية، سيتم حظر ما يقرب من نصف الشحنات المرسلة إلى كالينينغراد من روسيا.

لا يتم حظر تنقل الركاب ولا المنتجات الغذائية ولا يزال من الممكن الوصول إلى كالينينغراد بالطائرة أو البحر.

بينما فرضت الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي عقوبات على وجه السرعة للحد من وصول روسيا إلى التمويل الدولي، ومبيعاتها من الفحم والنفط، فإن الإجراءات العقابية لم تفعل شيئًا يذكر لتخفيف العدوان العسكري الروسي.

في الأسابيع الأخيرة، تقدمت روسيا بخطوة مسبقة من خلال تقليص إمدادات الغاز الضرورية، مما دفع ألمانيا إلى الإستعداد لتقنين ومراقبة الخلاف المتصاعد بشأن كالينينغراد، مع مخاوف متزايدة.

قال ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، هذا الأسبوع، إن القيود المفروضة على شحن البضائع إلى كالينينغراد جزء من حرب بالوكالة مع الغرب، وإن روسيا لديها طرق عديدة للرد.

وقال لصحيفة روسية:-

هنالك العديد من الطرق وجزء كبير منها ذو طبيعة إقتصادية وقادرة على التأثير بشكل كبير عن جيراننا في البلطيق الذين أتخذوا إجراءات عدائية.

هنالك إحتمال إستخدام إجراءات غير متكافئة .. من شأنها أن تتسبب في تصعيد خطير للصراع.

المصدر
المصدر
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
إغلاق

أنت تستخدم مانع ألاعلانات

شكرا جزيلا لزيارة موقعنا - أنت تستخدم مانع ألاعلانات ٠ الرجاء قم بتعطيل مانع ألاعلانات حتى تتمكن من تصفح الموقع