الهند وقعت اتفاقية دفاعية مع الولايات المتحدة في أعقاب المواجهة في جبال الهيمالايا مع الصين

أعادت الولايات المتحدة والهند تأكيد علاقتهما الدفاعية والأمنية ، حيث تواصل واشنطن حشد الحلفاء في آسيا وسط مخاوف من زيادة النشاط العسكري الصيني في المنطقة

أعلن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر ونظيره الهندي راجناث سينغ خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الثلاثاء في العاصمة الهندية ، عن توقيع اتفاقية التبادل والتعاون الأساسية (بيكا) ، مما يتيح قدرًا أكبر من تبادل المعلومات وتعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين

قال إسبر

تظل العلاقات الدفاعية بين بلدينا ركيزة أساسية لعلاقتنا الثنائية الشاملة, استنادًا إلى قيمنا المشتركة ومصالحنا المشتركة ، فإننا نقف جنبًا إلى جنب لدعم منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة للجميع ، لا سيما في ضوء تزايد العدوان والأنشطة المزعزعة للاستقرار من جانب الصين

قال سينغ

إن الاتفاقية عززت التزام الجانبين المستمر بـالقانون وحرية الملاحة في البحار الدولية مع الحفاظ على وحدة أراضي وسيادة جميع الدول

ومن المقرر أن تشارك كل من الهند والولايات المتحدة في مناورات ( مالابار ) البحرية المقبلة التي ستقام في المحيط الهندي الشهر المقبل

وستشارك في التدريبات جميع أعضاء ما يسمى الرباعية ، وهو تحالف غير رسمي للولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا ، والذي اقترحه البعض على أنه الناتو الآسيوي المحتمل

يهدف إلى موازنة القوة العسكرية الصينية في المنطقة

في اجتماع للجنة الرباعية في وقت سابق من هذا الشهر في طوكيو ، انتقد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو

تستر الحزب الشيوعي الصيني في المراحل الأولى من وباء فيروس كورونا ، قائلاً إنه أمر أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى أن نتعاون من أجل حماية شعبنا وشركائنا من استغلال الحزب الشيوعي الصيني وفساده وبشاعته

في حديثه إلى الصحفيين بعد ذلك الاجتماع ، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية

إنه لا مفر من حقيقة أن الصين وأفعالها في المنطقة هي التي تجعل المجموعة الرباعية مهمة وتعمل هذه المرة

وقال المسؤول

إن التحول المفاجئ نحو العدوان الجسيم من قبل الحكومة الصينية تجاه جيرانها أثار قلقهم

وأشار بشكل خاص إلى التوترات المستمرة بين الهند والصين على حدودهما المشتركة في جبال الهيمالايا


خريطة توضح مناطق النزاع بين الصين والهند

وفي حديثه في دلهي يوم الثلاثاء ، قال بومبيو

إن الحزب الشيوعي الصيني ليس صديقًا للديمقراطية وسيادة القانون والشفافية ولا لحرية الملاحة – وهي أساس منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة والمزدهرة

وأضاف

أن أشياء كبيرة تحدث بينما تتقدم ديمقراطياتنا

وقال

إن العلاقات بين الولايات المتحدة والهند تنمو يومًا بعد يوم


لطالما حاولت الهند موازنة العلاقات مع واشنطن وبكين ، اللتين تشتركان معهما في حدود متنازع عليها بشدة يبلغ طولها ٣٣٧٩ كيلومترًا

كانت تلك الحدود موقعًا لتوترات كبيرة هذا العام ، في أعقاب الاشتباك الدموي بين القوات الهندية والصينية في حزيران / يونيو ، والذي خلف عشرات القتلى من الجنود

من المرجح أن يمنح توقيع اتفاقية ( بيكا ) ، كما هو موضح في البيان المشترك لوزراء الدفاع ، نيودلهي إمكانية الوصول إلى المعلومات الاستخباراتية الجغرافية الأمريكية ، مما قد يؤدي إلى تحسين دقة أنظمة الأسلحة الهندية على طول الحدود

في الشهر الماضي ، اتهمت كل من الهند والصين الطرف الآخر بالتعدي على حدود الأمر الواقع ، خط السيطرة الفعلية، وواجهت محاولات خفض التصعيد صعوبة ، رغم أن الجانبين اتفقا في ٢١ أيلول / سبتمبر على وقف إرسال المزيد من القوات إلى المنطقة المتنازع عليها

ومع ذلك ، فإن محاولة خفض التصعيد هذه لم تمنع وسائل الإعلام الحكومية الصينية من الاستمرار في شن هجومها على الهند

بالنظر إلى أن إستراتيجية إدارة الولايات المتحدة في المحيطين الهندي والهادئ يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تستهدف الصين ، فإن ما إذا كانت نيودلهي ستقفز بحماس إلى عربة واشنطن سيكون بمثابة دليل لمستقبل استراتيجية الولايات المتحدة في المحيطين الهندي والهادئ


وقالت صحيفة تشاينا ديلي في تعليق هذا الشهر ، أعيد نشره لاحقًا على الموقع الرسمي لجيش التحرير الشعبي الصيني

قد تدفع المناوشات الحدودية مع الصين الهند إلى الاقتراب أكثر من الجانب الأمريكي من أجل اكتساب المزيد من النفوذ في مفاوضاتها مع الصين

ولكن اتباع نهج الولايات المتحدة الأعمى لن يؤدي إلا إلى دفعها إلى الاقتراب من صراع مباشر مع الصين ، والذي لن يكون في مصلحتها

وفي تعليق آخر هذا الأسبوع ، نددت وكالة أنباء الصين الحكومية (شينخوا) بتدريبات مالابار المقبلة ، قائلة

إنها دليل على أن الرباعية تفكر في التعاون العسكري والأمني لخدمة مصالح سياسية

وأضافت

يتعين على أعضاء الرباعية أن يدركوا أن محاولة إثارة التنافس في المنطقة تتعارض مع اتجاه العصر ولن تقبل بالتأكيد من قبل الدول الكبرى في جميع أنحاء العالم, محاولات بعض الدول للدفاع عن عقلية الحرب الباردة وخلق الفوضى في المنطقة لن تؤدي إلا بالتأثير عليهم

كتب الدبلوماسي الصيني لي بيجيان على موقع تويتر يوم الثلاثاء ردًا على مقال في وسائل الإعلام الهندية حول كيفية احتضان دلهي للرباعية ، وتساءل

هل تعرفون ما هي آثار اللعب بالنار؟

تقرير سي أن أن ٢٧ تشرين أول / أكتوبر ٢٠٢٠