الصين تستقبل قادة حركة طالبان بحفاوة، لكن تحثهم على منع حدوث حرب أهلية في أفغانستان، ومنع المقاتلين من مهاجمة ألاراضي الصينية !
- الصين تستقبل قادة حركة طالبان بحفاوة، لكن تحثهم على منع حدوث حرب أهلية في أفغانستان، ومنع المقاتلين من مهاجمة ألاراضي الصينية !
رحبت الحكومة الصينية بشكل كبير بمبعوث حركة طالبان، الذي يجري زيارة للصين، من أجل إجراء مباحثات، حيث تحث الحكومة الصينية حركة طالبان على إجراء محادثات السلام، حيث تشعر بالقلق بشأن الحرب ( ألاهلية ) في أفغانستان، وفق تقرير لصحيفة نيويورك تاميز اليوم ألاربعاء.
أستقبلت الصين بحفاوة مبعوث لحركة طالبان ( عبد الغني بردر ) يوم الأربعاء ، معلنة أن حركة طالبان تستولي بسرعة على أجزاء كبيرة من أفغانستان ، وأنها ( الحركة ) ستلعب دورًا مهمًا في عملية المصالحة السلمية وإعادة الإعمار في البلاد.
بدأ المسؤولون الصينيون يومين من المحادثات مع وفد حركة طالبان في مدينة تيانجن، مما رفع بشكل كبير من مكانة الحركة على المستوى الدولي، بعد مكاسب عسكرية كبيرة، مستفادة من إنسحاب القوات القتالية الأمريكية وحلف شمال الأطلسي من أفغانستان.
ووصف وزير الخارجية الصيني، وانغ يي Wang Yi، حركة طالبان بأنها ” قوة عسكرية وسياسية محورية !
لكن وزير الخارجية الصيني، حث قادة الحركة على رفع راية السلام عالياً، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية.
وضغط وزير الخارجية الصيني على قادة الحركة من أجل العمل على ( تحسين صورتها الدبلوماسية ) و أنتزع تعهدًا علنيًا بأن الحركة ( لن تسمح للمقاتلين ألارهابيين بإستخدام الأراضي الأفغانية كقاعدة لشن هجمات داخل الصين )، وفقًا لبيان وزارة الخارجية الصينية.
قامت حركة طالبان بفورة علاقات دبلوماسية إقليمية خلال الشهر الماضي، حيث زار مبعوثيها كل من الدول التالية ( إيران، روسيا وتركمانستان ) لإجراء محادثات مع المسؤولين في هذه البلدان، مع تنامي هيمنتها العسكرية في أفغانستان.
الشرعية المتزايدة التي منحها الزعماء الإقليميون لحركة طالبان، تم مواجهتها ( بالصمت العلني من الحكومة الأفغانية )، ولم تكن زيارة الصين، يوم الأربعاء، إستثناءاً.
كانت زيارة الصين، أهم إنقلاب دبلوماسي لحركة طالبان حتى الآن.
التقى المسؤولون الصينيون بمبعوثي حركة طالبان من قبل، بما في ذلك إجتماع في العاصمة الصينية بكين في عام ٢٠١٩، ولكن ليس على هذا المستوى الدبلماسي العالي وبهذه الطريقة العلنية.
يبرز هذا الإجتماع مدى نجاح ( حكام البلاد السابقين من ١٩٩٦ لغاية ٢٠٠١ ) ، حيث أطاحت بهم الولايات المتحدة قبل ٢٠ عامًا، بعد هجمات ١١ أيلول / سبتمبر ٢٠٠١.
وأظهرت وزارة الخارجية الصينية ووسائل الإعلام الرسمية الصينية أن وزير الخارجية الصيني، يرحب بحفاوة بمبعوث حركة طالبان عبد الغني بردر، نائب زعيم حركة طالبان، وكذلك مع دبلوماسيين صينيين آخرين وجميع أعضاء وفد حركة طالبان التسعة.
عن قصد أو دون ذلك، كان الإستقبال على ( نقيض ) من الإستقبال الفاتر الذي قدمه وزير الخارجية الصيني، ومسؤولون صينيون آخرون في مدينة تيانجن قبل يومين إلى نائبة وزير الخارجية، ويندي شيرمان.
لدى الصين شعور بالقلق بشكل متزايد بشأن مصير أفغانستان، حيث تشترك الصين بحدود قصيرة في نهاية منطقة جبلية ضيقة تسمى ممر واخان Wakhan Corridor.
في الشهر الماضي، أستولت قوات حركة طالبان على جزء كبير من ألاراضي المتاخمة لأقليم شينجيانغ غرب الصين، وهي منطقة غالبية سكانها من الأويغور المسلمون، حيث تحتجز الحكومة الصينية ما يصل لـ مليون شخص في مخيمات تطلق عليها الحكومة الصينية ” مخيمات أعادة التأهيل ” … لمحاربة التطرف.
وانتقد وزير الخارجية الصيني، مرة أخرى، يوم الأربعاء الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال ألاطلسي – الناتو، الإنسحاب المتسرع، الذي قد يغرق البلاد مرة أخرى في الفوضى، وفقًا لبيان الوزارة.
على الرغم من أنها لم تقل ذلك صراحة، يبدو أن الصين تحاول القيام بدور الوسيط بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، لتشجيع نوع من التسوية السياسية.
سعت الصين منذ فترة طويلة إلى لعب دور دبلوماسي أكبر في أفغانستان، لكن النفوذ الهائل للولايات المتحدة كقائد للمهمة العسكرية الداعمة للحكومة ألافغانية طغى عليها دائمًا.
قد يتغير هذا الآن بعد أن سحب الأمريكيون القوات المقاتلة إلى حد كبير ويبدو أن طالبان لديها المبادرة العسكرية.
تحدث الرئيس الصيني، شي جن بنغ، عبر الهاتف مع الرئيس الأفغاني، أشرف غني، في ١٦ تموز / يوليو ٢٠٢١، وحث حكومته أيضًا على إيجاد حل بقيادة أفغانية لأفغانستان.
على الرغم من أن الصين أنتقدت منذ فترة طويلة التدخل العسكري الأمريكي في أفغانستان، إلا أنها أعتمدت عليه أيضًا للمساعدة في إحتواء ما تعتبره أمراً حاسمًا لأمنها: وهو إستخدام البلاد كقاعدة للمتطرفين الذين يقاتلون من أجل استقلال أقليم شينجيانغ المسلم، التي يسميها المطالبون بالإنفصال ” تركستان الشرقية “.
بعد هجمات ١١ أيلول / سبتمبر ٢٠٠١، صنفت الولايات المتحدة ( حركة تركستان الشرقية الإسلامية ) على أنها منظمة إرهابية، جزئيًا لدعم الصين الجهود الأمريكية في ” الحرب على الإرهاب “.
ألغت إدارة ترامب هذا التصنيف في ٢٠٢٠، قائلة إنه لا يوجد دليل على أن الجماعة أستمرت في شن هجمات إرهابية، وهو تأكيد ترفضه الصين.
أستشهدت الصين بتهديد تطرف مسلمي الأويغور كسبب لحملة أعتقال شرسة في أقليم شينجيانغ.
للصين مصالح أخرى تحميها في أفغانستان أيضًا.
وقد قامت بإستثمارات كبيرة في البلاد، بما في ذلك التعهد بإنفاق ٣ مليارات دولار لتطوير منجم عينك Aynak للنحاس.
العديد من هذه الإستثمارات متوقفة بسبب عدم الإستقرار في البلاد.
أشار المسؤولون الصينيون في الأشهر الأخيرة إلى أن أفغانستان يمكن أن تستفيد من مشاريع التنمية في إطار مبادرة الحزام والطريق في البلاد، وهي جهد صيني كبير للإستثمار في البنية التحتية، أُطلق في عام ٢٠١٣.
وقالت حركة طالبان، في بيانات سابقة، إنها ترحب بالإستثمارات الصينية.
وشكر المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم الصين يوم الأربعاء على توجيهها دعوة للإجتماع ، بحسب بيان نُشر على تويتر، حيث أبدت الحركة حرصها على معالجة القلق الرئيسي للصين.
أستغلت الولايات المتحدة فرصة زيارة وزير الخارجية ألامريكية ( أنتوني بلنكن ) للهند، لإرسال رسالة قوية للصين حول التبت، من داخل البلاد التي تستضيف القادة الدينيين للتبت، الدالاي لاما، وهي الهند.
يوم الأربعاء، بدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلنكن، زيارة رسمية إلى العاصمة الهندية نيودلهي، ألتقى فيها بقادة المجتمع المدني، حيث كان موضوع النقاش ( تقديم نمو وتطور عادل، شامل ومستدام ).
وفي حديثه إلى مجموعة قادة المجتمع المدني في فندق بنيودلهي، قال أنتوني بلنكون إن العلاقة بين الولايات المتحدة والهند كانت واحدة من أهم العلاقات في العالم.
كذلك عقد وزير الخارجية ألامريكي إجتماع منفصل مع ممثل الدالاي لاما وحكومة التبت في المنفى، Ngodup Dongchung.
مع إقتراح العديد من القوانين في الولايات المتحدة حول منطقة التبت والحاجة إلى منطقة مستقلة، حتى دعا العديد من أعضاء الكونغرس ألامريكي إلى ( تحرير التبت من الاضطهاد الصيني ).
يأتي الإجتماع ألامريكي بعد أيام فقط من قيام الرئيس الصيني شي جن بنغ بزيارة نادرة إلى منطقة التبت بإعتبارها عرضا للقوة، ورداً على إنتقادات المجتمع الدولي.