الصين تَفشل في إقناع دول الأسيان ( ASEAN ) للسماح لحاكم مينمار العسكري لحضور قمة أقليمية صينية
قالت مصادر دبلوماسية لوكالة رويترز، يوم الخميس : إن مبعوثا صينياً ( مارس ضغوطاً ) على دول جنوب شرق آسيا – الأسيان، بالسماح لحاكم مينمار العسكري بحضور القمة الإقليمية التي يستضيفها الرئيس الصيني، الأسبوع المقبل، لكنه واجه معارضة شديدة لطلبه.
تم شطب عضوية الدولة الأسيوية ( مينمار ) في رابطة دول جنوب شرق آسيا ( آسيان Association of Southeast Asian Nations (ASEAN) ) التي تضم ١٠ دول بعد إنقلاب ( شباط / فبراير)، عندما أطاح الجيش بالحكومة المُنتخبة ( ورئيستها أونغ سان سو كي )، الذي أثار إضطرابات دموية.
سعت العديد من الدول الأعضاء في رابطة ( الآسيان )، الذين إستاءوا من عودة الأزمة، وقمع الديمقراطية في مينمار، إلى الضغط على جنرالاتها من خلال إستبعادهم من الإجتماعات التي تعقدها الرابطة.
في قرار غير مسبوق الشهر الماضي، مَنع زعماء الآسيان قائد جيش مينمار، الجنرال الكبير ( مين أونغ هلاينغ Min Aung Hlaing )، من حضور قمة، بعد أن فشل في الوفاء بالتعهدات بالسماح لمبعوث من رابطة الآسيان بلقاء المشرعين الذين أُطيح بهم في الإنقلاب.
قال قادة الآسيان : ينبغي إن يتم تمثيل مينمار بواسطة شخصية ( غير سياسية ).
في النهاية، لم يحضر أحد.
قالت أربعة مصادر دبلوماسية وسياسية في المنطقة لوكالة رويترز : إن إندونيسيا، بروناي، ماليزيا وسنغافورة طلبت منع ( الجنرال مين أونج هلاينج ) من حضور الإجتماع لدول الآسيان في ٢٢ تشرين الثاني / نوفمبر ٢٠٢١، والذي يستضيفه الرئيس الصيني.
وقال مصدر حكومي في إحدى دول الآسيان، لوكالة رويترز : وافقت ماليزيا، إندونيسيا، سنغافورة وبروناي على الحفاظ على نفس الموقف لقمة الآسيان.
في إشارة إلى المطالبة بتمثيل مينمار بشخصية غير سياسية !
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإندونيسية ( تيوكو فايزاسياه Teuku Faizasyah )، موقف البلاد الثابت تجاه الشخصية غير السياسية، في إشارة إلى ” الحكمة ” التي أظهرها القادة قبل قمة تشرين أول / أكتوبر.
وقال : إندونيسيا ثابتة في موقفها بشأن من يجب أن يمثل مينمار في القمة المقبلة.
كانت إندونيسيا من بين أكثر منتقدي ( رابطة آسيان ) صراحةً، من خلال وزيرة خارجيتها، ريتنو مارسودي Retno Marsudi ، مشيرةً إلى أنه لا ينبغي تمثيل مينمار على المستوى السياسي، حتى تُستعاد الديمقراطية.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو لي جيان Zhao Lijian، قال يوم الثلاثاء : إن الصين تدعم جميع الأطراف في مينمار في السعي إلى تسوية سياسية من خلال الحوار وستعمل مع المجتمع الدولي في جهود إستعادة الإستقرار وإستئناف التحول الديمقراطي.
قال دبلوماسي إقليمي اطلع على جهود الضغط التي تبذلها الحكومة الصينية، لوكالة رويترز : إن مبعوثها الخاص للشؤون الآسيوية ( سون غو شيانغ Sun Guoxiang )، زار سنغافورة وبروناي الأسبوع الماضي، لكن قيل له إن ( الجنرال مين أونغ هلاينغ )، لا يمكنه المشاركة في القمة الإفتراضية.
في مواجهة معارضة الآسيان، أخبر( سون غو شيانغ )، الجنرال ( مين أونغ هلاينغ )، في إجتماع عُقد في نايبيداو عاصمة مينمار في نهاية الأسبوع : أن على الصين قبول موقف رابطة دولة الآسيان.
قال الدبلوماسي الإقليمي، نقلاً عن المبعوث الصيني ( سون غو شيانغ ): إن الصين ستحافظ على مبدأ التمثيل غير السياسي لمينمار، الذي تُطبقه الآسيان.
عُرفت رابطة دول جنوب شرق آسيا منذ عقود بسياستها القائمة على المشاركة وعدم التدخل، لكن إنقلاب مينمار غير ذلك.
في نيسان / أبريل ٢٠٢١، توسطت رابطة دولة الآسيان في خطة من خمس نقاط في قمة القادة الخاصة، التي حضرها الجنرال ( مين أونغ هلاينغ )، والتي تضمنت تعهدات بإنهاء العنف والسماح لمبعوث الآسيان ببدء الحوار مع ” جميع الأطراف ” ، بما في ذلك المشرعين المخلوعين.
لم تتبع مينمار ذلك، قائلة : لدينا خارطة الطريق، خاصة بنا، لإجراء إنتخابات جديدة.
لا يزال بإمكان رئيس المجلس العسكري لمينمار الظهور في القمة المزمع عقدها.
مينمار هي الدولة المنسقة للصين مع رابطة دول الآسيان هذا العام، مما يعني أنها تساعد في تسهيل تفاعلها مع الكتلة.
قال أحد المصادر لوكالة رويترز: عادةً ما يقوم العضو المُنسق بإعداد كل شيء، مثل الروابط الإفتراضية وما إلى ذلك، وأن مينمار قد تستخدم هذا الدور من أجل فرض ظهور الجنرال ( مين أونغ هلاينغ ) في القمة، حتى لو أعترضت دول أخرى في الآسيان.
