الحكومة الصينية طلبت من شركات مُتعددة الجنسيات قطع العلاقات مع ليتوانيا أو مواجهة إستبعادها من السوق الصينية، مما دفع بالشركات بالوقوع في مصيدة الخلافات السياسية بين الحكومتين، بحسب ما ذكره مسؤول حكومي كبير وهيئة صناعية لوكالة رويترز.
خفضت الحكومة الصينية علاقاتها الدبلوماسية مع ليتوانيا الشهر الماضي، بعد إفتتاح مكتب تمثيلي من قبل تايوان في العاصمة الليتوانية – ڤيلنيوس.
كان الإئتلاف الحاكم في ليتوانيا قد وافق في تشرين الثاني / نوفمبر من العام الماضي على دعم من وصفهم بـ ” أولئك الذين يقاتلون من أجل الحرية ” في تايوان، مما عرض علاقة ليتوانيا مع الصين، للخطر.
تعتبرالحكومة الصينية تايوان – المتمتعة بالحكم الذاتي والمحكومة ديمقراطيًا، على أنها جزء من أراضيها وصَعدتْ الحكومة الصينية من الضغط على الدول لتقليل أو قطع علاقاتها مع تايوان.
أكثر من ( ١٥ دولة ) حول العالم، من ضمنها ( الفاتيكان ) تعترف بـ ( تايوان ) بشكل مستقل عن الصين.
في وقت سابق من الشهر الماضي، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان:-
” إن ليتوانيا تجاهلت إعتراض الصين القوي، على إفتتاح مكتب لتايوان “
يوجد لتايوان مكاتب أخرى في ( أوروبا والولايات المتحدة )، لكنها تستخدم إسم مدينة ( تايبيه Taipei )، مُتجنبة الإشارة إلى ( تايوان ).
تعتبر تجارة ليتوانيا المباشرة مع الصين ( متواضعة )، لكن إقتصادها القائم على التصدير هو موطن لمئات من الشركات التي تصنع منتجات مثل ( الأثاث، أجهزة الليزر، الأغذية، الملابس للشركات متعددة الجنسيات )، التي تبيع للصين.
قال مانتاس أدوميناس Mantas Adomenas، نائب وزير الخارجية في ليتوانيا، لوكالة رويترز :-
“ إن الحكومة الصينية ترسل رسائل إلى الشركات مُتعددة الجنسيات، بأنهم إذا أستخدموا قطع غيار وإمدادات من ليتوانيا، فلن يُسمح لهم بعد ذلك ببيعها إلى السوق الصينية أو الحصول على إمدادات هناك ”
” لقد رأينا بعض الشركات تُلغي العقود مع الموردين الليتوانيين. “
ولم يذكر أسماء أي شركات أو موردين متضررين.
أكد إتحاد الصناعيين الليتواني، الذي يمثل آلاف الشركات الليتوانية :-
” إن الصين تستهدف بعض الشركات متعددة الجنسيات التي تشتري سلعًا من موردين ليتوانيين “
قال فيدمانتاس جانوليفيسيوس Vidmantas Janulevicius ، رئيس إتحاد الصناعيين الليتواني، لوكالة رويترز
” هذا الأسبوع كانت المرة الأولى التي نشهد فيها ضغوطا صينية مباشرة على موردين للتخلي عن سلع مصنوعة في ليتوانيا، في السابق، لم يكن لدينا سوى تهديدات، والآن أصبحت حقيقة “.
“ بالنسبة لنا، الجزء المؤلم …إنها شركة أوروبية ! ”
” العديد من الشركات الليتوانية هم موردين لمثل هذه الشركات “
ولم يذكر أسماء أي شركات.
قال مسؤول حكومي كبير لوكالة رويترز :-
” إن ليتوانيا تدرس إنشاء صندوق لحماية الشركات المحلية من الإنتقام الصيني “
” إن الحكومة الليتوانية تجري محادثات مع الشركات المعرضة لخطر تداعيات النزاع مع الصين بشأن تقديم دعم مالي محتمل، مثل القروض “
كما ناشدت ليتوانيا المفوضية الأوروبية لتقديم الدعم.
في رسالة أرسلها في وقت سابق هذا الأسبوع إلى كبار المسؤولين في المفوضية وأطلعت عليها وكالة رويترز، طلب وزير الخارجية الليتواني غابريليوس لاندسبيرغيس Gabrielius Landsbergis، الدعم من المفوضية لمواجهة طلبات الصين.
ردت المفوضية الأوروبية في بيان:-
“ إن الإتحاد الأوروبي مُستعد للوقوف ضد جميع أنواع الضغوط السياسية والإجراءات القسرية المطبقة ضد أي دولة عضو “
“ إن تطوير العلاقات الثنائية للصين مع الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي مُنفردة له تأثير على العلاقات بين الإتحاد الأوروبي والصين بشكل عام “
عند سؤاله عن تصرفات الصين، قال جورج ماغنوس George Magnus، من مركز الصين بجامعة أكسفورد:-
التصرفات المتشددة والتهديد مستمر من قبل الصين، لكن إستهداف شركات ( متعددة الجنسيات ) أمر غير مُعتاد ولم يسبق رؤيته من قبل !
وقال مانتاس أدوميناس Mantas Adomenas، نائب وزير الخارجية في ليتوانيا لوكالة رويترز :-
“ إن السلطات الصينية قلصت الصادرات إلى ليتوانيا، بما في ذلك عن طريق وقف ضمانات إئتمان الصادرات للواردات الليتوانية من الصين “
” لقد أثرت على المواد الغذائية، الليزر، المواد الخام، الأدوية والأثاث والملابس “