مقال رأي وتحليلات

فشلت الولايات المتحدة في منَع ( كوريا الشمالية ) من الحصول على أسلحة نووية، سيفشلوا كذلك مع إيران

الإستنتاج الذي لا مفر منه هو أن إيران مصممة للغاية على إمتلاك أسلحة نووية، ومارست ذلك عن طريق ( الغش و الخداع )، بحيث لا يمكن السماح للنظام حتى ببرامج نووية سلمية.

أخيرًا، يبدو أن التذمر بدا على الرئيس الأمريكي جو بايدن لإحياء الإتفاقية النووية الإيرانية لعام ٢٠١٥، المَعيبة من الأساس، مع طرق للتحقق من ما تفعله إيران في الداخل، غير كافية بشكل خطير، إضافة للأحداث الحالية، فإن ( الأعلان عن موت الصفقة )، لن يأتي في وقت قريب.

جون بولتون مستشار للأمن القومي للرئيس دونالد ترامب من ٢٠١٨ لغاية ٢٠١٩ ، وسفيرًا للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة من ٢٠٠٥ إلى ٢٠٠٦ وشغل مناصب رفيعة في وزارة الخارجية في ٢٠٠١-٢٠٠٥ و١٩٨٥-١٩٨٩، مؤسس John Bolton Super PAC ، وهي لجنة عمل سياسي تدعم المرشحين الذين يؤمنون بسياسة خارجية قوية للولايات المتحدة.

مقال رأي لـ ( جون بولتون John Bolton )، في صحيفة ( The Hill )

بعنوان

Biden is losing contest of wills with Iran over nukes
( بايدن يخسر صراع الإرادات مع إيران بشأن الأسلحة النووية )


نحن نواجه سؤالين عاجلين وثيقي الصلة بالموضوع:-

* لماذا فشلت أمريكا في إيقاف برنامج إيران للأسلحة النووية ؟

مع نفاد الوقت،

* كيف تتجنب الولايات المتحدة فشلها مرة أخرى في منع برنامج إيران للأسلحة النووية ؟

مستشارو الرئيس الأمريكي جو بايدن يلقون باللوم على إنسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق من قبل الرئيس السابق دونالد ترامب، في عام ٢٠١٨، بعد أن أستشعروا أن ( الكأس المقدسة ) لا يمكنهم الحصول عليها.

مما يشير إلى إستمرار ( جهلهم )، بأن الصفقة نفسها كانت خاطئة من الأساس، وليس إنسحاب الولايات المتحدة.

كان الإتفاق النووي لعام ٢٠١٥ – أُطلق عليها ( خطة العمل الشاملة المشتركة Joint Comprehensive Plan of Action (JCPOA) )، مليئة بالعيوب، و خطيئة حُكم عليها بالفشل.

إذا أعترف جو بايدن بهذه الحقيقة، فقد تتمكن الولايات المتحدة من صياغة سياسة أمريكية جديدة، ومتفق عليها على نطاق واسع.

إذا لم يعترف بذلك ؟

يجب الإستعداد لفشل جديد بنفس الطريقة السابقة تماماً !

كان الخطأ المركزي هو السماح لإيران من قبل إدارة باراك أوباما، بالمضي ( بأي قدرة على تخصيب اليورانيوم )، وهو خط أحمر واضح.

في سبعة قرارات من عام ٢٠٠٦ إلى عام ٢٠١٠، طالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إيران بوقف جميع عمليات تخصيب اليورانيوم.

كان المفاوضون السابقون الأمريكيون، عقب قرارات مجلس الأمن، قد رفضوا جميع المطالب الإيرانية بمواصلة أنشطة التخصيب.

لكن خلال عام ٢٠١٢، أنحنى الرئيس الأمريكي بارك أوباما لهذه الرغبات !

قبلت الولايات المتحدة في نهاية المطاف إستمرار إيران في تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تخص المفاعلات النووية ( من ٣ ٪ إلى ٥ ٪ نسبة تخصيب )، إذا أوقفت طهران التخصيب الذي تجريه ( بنسبة ٢٠ ٪ ، تزعم إيران أنه ضروري لتزويد مفاعل أبحاث قديم – أمريكي، في جامعة طهران، بالوقود النووي ).

أستندت هذه الإمتيازات المقدمة لإيران، من قبل إدارة باراك أوباما، إلى ( تصورات خاطئة جوهرية )، لما تعنيه مستويات التخصيب المتغيرة.

كان مفاوضو إدارة باراك أوباما يخشون أن يكون التخصيب الإيراني ( بنسبة ٢٠ ٪ )، قريب جدًا من مستويات تصنيع الأسلحة النووية، ( في العادة تتطلب الأسلحة النووية تخصيب أعلى من ٩٠ ٪، من نظير اليورانيوم ٢٣٥).

لكنهم أكدوا، أن حَصر إيران في التخصيب بدرجة خاصة بالمفاعلات فقط، من شأنه أن يُقلل من مخاطر وصولهم لمراحل تطوير للأسلحة النووية.

كان هذا خطأ فادحًا !.

يجب ألا نكرره في عالم ( ما بعد خطة العمل الشاملة المشتركة ).

إن مجرد التخصيب لمستويات درجة المفاعلات النووية، سوف ينجز ( ٧٠ ٪ )، من العمل المطلوب للوصول إلى اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة النووية.

التخصيب من مستوى المفاعلات النووية إلى مستويات تخصيب الـ ٢٠ ٪، يعني إكمال ما يقرب من الـ ٢٠ ٪، المتبقية للوصول لمستوى الأسلحة النووية.

بالتالي، أقرب إلى نقطة الخطر !

لكن الأهم من ذلك، والواضح بإستثناء مفاوضي باراك أوباما، هو أن ( ٧٠ ٪ ) من العمل أكبر من ٢٠ ٪…( ** الخائفون منها ).

إذا مُنعت إيران من البداية من إجراء أول نسب التخصيب الـ ( ٧٠ ٪ )، ( أي من مستويات درجة المفاعل )، فلن تكون نسبة الـ ٢٠ ٪، اللاحقة ذات أهمية.

كان مفاوضو إدارة باراك أوباما ( مصابين بالعمى ) عن هذه النقطة.

فازوا بإنتصار تفاوضي صغير، لكنهم خسروا الحرب الدبلوماسية.

من خلال السماح بالتخصيب لمستوى المفاعلات النووية، أكد باراك أوباما، أن إيران، ستكون على الدوام قادرة، مجرد خطوات صغيرة، من قدرات تصلح لتصنيع الأسلحة النووية، وهو تنازل قاتل !

كان مفاوضوه مخطئين تمامًا.

كانوا يعتقدون بأن مستويات درجة المفاعلات النووية ( على وجه الدقة، ٣.٦٧ ٪ في خطة العمل المشتركة الشاملة ) بعيدة بما يكفي عن درجة الأسلحة النووية، بحيث تسمح المراقبة والقيود المفروضة على الإنتاج والتخزين بإستجابة دولية فعالة، قبل أن تتمكن إيران من الوصول لقدرة الأسلحة النووية.



لكن أي إجراء لتقييد إيران بالإتفاق يتطلب تحققًا فعالًا، وهو ما لم تقدمه خطة العمل الشاملة المشتركة أبدًا، كما يتضح من القيود الإيرانية على مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية…( ** منعت إيران الوكالة من الوصول لمواقع عدة، بحجة عدم شمولها بالإتفاق ).


وبنفس القدر من الأهمية، فإن الوقت الإضافي اللازم للوصول إلى مستويات درجة الأسلحة من ( ٣.٦٧ ٪ )، بدلاً من الـ ( ٢٠ ٪ )، من التخصيب، التي كانت إيران قد وصلت لها قبل توقيع الإتفاق، هو مسألة أسابيع، ويعتمد أكثر على عدد أجهزة الطرد المركزي، التي تدور.

علاوة على ذلك، أثناء التفاوض على خطة العمل الشاملة المشتركة، تخلى باراك أوباما عن الجهود المبذولة للتأكد من ” الأبعاد العسكرية السابقة – قبل ٢٠٠٣ ” ، لبرنامج إيران النووي، على عكس التصريحات الفرنسية وغيرها من البيانات التي دعت للقيام بذلك.


حصلت إيران على ما أرادت: لا يوجد إفصاح حقيقي عن برامجها العسكرية السابقة، والتي تم الكشف عنها لاحقًا من خلال غارة إستخباراتية إسرائيلية جريئة.

لا يوجد تحقق فعال من إمتثال إيران، لخطة العمل الشاملة المشتركة، وأهمها، تسهيل حصولها على مواد نووية تستخدم في صنع الأسلحة النووية.


بالنظر إلى المستقبل، سترفض إيران رفضًا قاطعًا أي إتفاق لا يتضمن النقاط المثارة السابقة ( ** أهمها أنها تريد إبقاء نسبة الـ ٢٠ ٪ الحالية من التخصيب، على الرغم من وصولها لنسبة ٦٠ ٪، وأعلنت عن إستعدادها للتخصيب لنسبة ٩٠ ٪ )، من بين أمور أخرى.

الإستنتاج الذي لا مفر منه هو أن إيران مصممة للغاية على إمتلاك أسلحة نووية، ومارست ذلك عن طريق ( الغش و الخداع )، بحيث لا يمكن السماح للنظام حتى ببرامج نووية سلمية.

على مدى عقود، أعلن رؤساء الولايات المتحدة أنه ” لايمكن القبول ” بإمتلاك إيران أسلحة نووية.

قالوا الشيء نفسه عن كوريا الشمالية :)


لقد فشلوا إلى حد كبير مع كوريا الشمالية، ومستعدون للفشل مع إيران، كذلك.

لقد فشلت العقوبات الإقتصادية، لإن الصين على وجه الخصوص، مُستعدة لشراء كل النفط الذي يمكن لإيران بيعه، وإما بإستخدام حق النقض أو تجاهل عقوبات مجلس الأمن المُستقبلية.

إذا كانت إيران النووية ( غير مقبولة )، فإن الطريق الوحيد ( هو تغيير النظام في طهران )/ الإجراءات العسكرية / الإستخباراتية، التي تجعل البرامج النووية الإيرانية غير ضارة.

وعليه، وفي وقت متأخر جدًا، يجب على الحكومة الأمريكية أن تقرر من سيفوز في مسابقة الإرادات هذه.

( إيران فائزة لحد الأن ) !

الإن يأتي دوركم، سيدي الرئيس.

( ** الصور، التعليقات، ملف نص الإتفاقية النووية …غير موجودة في النص الإصلي )

المصدر
المصدر
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
إغلاق

أنت تستخدم مانع ألاعلانات

شكرا جزيلا لزيارة موقعنا - أنت تستخدم مانع ألاعلانات ٠ الرجاء قم بتعطيل مانع ألاعلانات حتى تتمكن من تصفح الموقع