عودة النفط إلايراني للسوق النفطية اختبار لهيمنة العراق على سوق الخام الهندي

نمت صادرات العراق من النفط الخام إلى الهند بما يقرب من ١٠ ٪ العام الماضي, مما ساعده على الاحتفاظ بلقب أكبر مورد للنفط للهند في عام ٢٠٢٠

لكن قد يواجه صعوبة في تحقيق نمو مماثل في عام ٢٠٢١, إذا أعاد الرئيس الأمريكي المعين حديثًا جو بايدن إحياء الاتفاق النووي مع طهران.

من المحتمل أن تشهد عودة الخام الإيراني, حسبما قال محللون لوكالة ستاندردز أند پورز غلوبال پلاتس.

مع كون عام ٢٠٢٠ هو العام الأول الذي تنخفض فيه تدفقات النفط الخام الإيراني إلى الهند إلى الصفر, فقد أتاح ذلك للعراق فرصة للاستيلاء على حصة سوقية تصل إلى ٢٥ ٪, مع شحنات تبلغ حوالي ٥٠.١٧ مليون طن متري في عام ٢٠٢٠, ارتفاعًا من ٤٥.٨٨ مليون طن متري في عام ٢٠١٩.

قال ليم جيت يانغ, مستشار أسواق النفط في
S&P Global Platts Analytics

” كان التسعير التنافسي عاملاً مهمًا لجعل العراق أكبر مورد للخام إلى الهند, لكن حصة العراق في عام ٢٠٢١, قد تنخفض نظرًا لاحتمال عودة بعض النفط الخام من إيران بسبب التخفيف المحتمل للعقوبات الأمريكية من قبل بايدن ”

تضررت صادرات النفط الإيرانية بشدة منذ أن انسحب الرئيس السابق دونالد ترامب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في أيار / مايو ٢٠١٨ وفرض عقوبات متعددة.

وأشار فريق بايدن إلى أنه سيسعى إلى إعادة الاتفاق, المعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشتركة, في أقرب وقت.

على الرغم من أن هذا سيعتمد على مدى انفتاح المسؤولين الإيرانيين على صفقة إعادة التفاوض.

تتوقع S&P Global Platts Analytics

” أن إمدادات النفط الخام الإيراني يمكن أن تنمو بمقدار ٥٠٠ ألف برميل في اليوم بين حزيران / يونيو و كانون أول / ديسمبر ٢٠٢١, على افتراض إبرام اتفاقية جديدة بحلول أواخر عام ٢٠٢١

وأن ​​إدارة بايدن ليست صارمة فيما يتعلق بتطبيق العقوبات مثل إدارة ترامب.

في أفضل الحالات, يمكن تحقيق نمو يصل إلى مليون برميل في اليوم بحلول شهر كانون أول / ديسمبر ٢٠٢١ “

عودة محتملة لإيران

ووفقًا لبيانات الشحن, زودت إيران الهند بـ ٧٩٥ ألف برميل يوميًا من النفط الخام في عام ٢٠١٧, و ٤٧٠ ألف برميل يوميًا في عام ٢٠١٨, بينما انخفضت إلى ٩٠ ألف برميل يوميًا في عام ٢٠١٩.

وقال مسؤول بإحدى المصافي

” المصافي الهندية معتادة جدا على الخام الإيراني, سيكونون سعداء بالعودة لشراء الخام من إيران “

وهذا سيجعل المنافسة أقوى للموردين مثل العراق.

في حين أن المصافي الخاصة, ظلت تشتري نفط ألبصرة الخفيف والبصرة الثقيل في السوق الفورية في عام ٢٠٢٠, فإن مصافي التكرير الحكومية تقوم أيضًا بشراء النفط الخام من الموردين في الشرق الأوسط, على الرغم من تقلص أحجامها مع تعافي الطلب على النفط.

أظهرت بيانات الگمارك

أن السعودية كانت ثاني أكبر مورد للنفط في ٢٠٢٠, لكن أحجامها تراجعت قرابة ١١ ٪ من ٢٠١٩ إلى ٣٥.٩١ مليون طن متري العام الماضي.

يتوقع التجار والمحللون

أن تظل الأحجام من المملكة العربية السعودية متوازنة في عام ٢٠٢١.

أعلنت المملكة العربية السعودية في أوائل كانون الثاني / يناير مفاجأة عن خفض إضافي للإنتاج بمقدار مليون برميل يوميًا.

وتعتزم إبقاء إنتاجها من النفط الخام في شباط / فبراير و أذار / مارس عند ٨.١١٩ مليون برميل في اليوم, وهو أقل بكثير من حصتها البالغة ٩.١١٩ مليون برميل في اليوم, للمساعدة في خفض مخزونات النفط التي تضخمت بسبب الوباء.

وأضاف ليم

“حصة المملكة العربية السعودية في السوق الهندية قد تشهد تراجعا مع تعهدها بخفض الإنتاج, مع توقع مكاسب المصدرين الآخرين “.

تتمتع كل من المصافي الحكومية والخاصة في الهند بميل طبيعي نحو الخام المحتوي على الكبريت المتوسط ​​والثقيل من الشرق الأوسط بسبب قدرة مصافي التكرير المعقدة في البلاد على معالجة هذه الدرجات.

يلعب الشحن دورًا مهمًا في شراء مصافي التكرير الهندية للنفط الخام.

إنهم يفضلون شراء الكميات ذات فترة الشحن القصير, على سبيل المثال حوالي ٤-٥ أيام فترة الشحن من الشرق الأوسط, مقارنة بحوالي ٣٠ يومًا لكولومبيا و ٤٠-٤٥ يومًا لفنزويلا.

الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة تشهدان نمواً قوياً في توريد النفط للهند

قال سينثيل كوماران, رئيس نفط جنوب آسيا في فاكتس غلوبال إنيرجي.

” احتفظ العراق بالمرتبة الأولى بينما نرى نمو الصادرات من الإمارات العربية المتحدة , ويقدم بعض كبار الموردين فترة ائتمان ممتدة, وينوي الموردون مثل أدنوك ألاماراتية, استثمار وتخزين النفط الخام في احتياطيات النفط الاستراتيجية الهندية, مما يساعد على زيادة الأحجام الموردة “

أظهرت بيانات گمركية

أن الإمارات كانت ثالث أكبر مورد للخام للهند في عام ٢٠٢٠, حيث نمت الكميات بما يقرب من ٣٠ ٪ على مدار العام إلى ٢١.٣٥ مليون طن متري في عام ٢٠٢٠.

لجذب الاستثمارات الأجنبية لتوسيع المرحلة الثانية من مرافق احتياطي النفط الاستراتيجي, سمحت الحكومة الهندية مؤخرًا بإعادة تصدير النفط الخام, تعمل الهند أيضًا بنشاط على تأمين حصص صغيرة في أصول نفطية في الخارج.

وأظهرت بيانات گمركية

أنه بخلاف الشرق الأوسط, بلغت واردات الهند من الخام الأمريكي في ٢٠٢٠ ١٢.٦٩ مليون طن متري, بارتفاع نحو ٢٩ ٪ عن العام السابق, مما ساعد البلاد على الصعود إلى المركز الخامس من السادس في ٢٠١٩.

وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الأمريكي

صدرت الولايات المتحدة ٤٣٠ ألف برميل يوميًا من الخام إلى الهند في تشرين الثاني / نوفمبر, مما يجعلها الوجهة الأولى للخام الأمريكي لهذا الشهر.

يتوقع المحللون أن يرتفع إجمالي واردات الهند من الخام في عام ٢٠٢١ حيث تعزز المصافي عمليات التشغيل لمواجهة انتعاش الطلب على النفط بعد الانكماش الحاد في عام ٢٠٢٠.

تتوقع – FACTS Global Energy Group – FGE

أن يبلغ متوسط ​​واردات الهند من النفط الخام حوالي ٤.٤ مليون برميل في اليوم في عام ٢٠٢١, بزيادة حوالي ٩ ٪ عن مستويات ٢٠٢٠.

ملاحظة

الطن المتري الواحد للنفط الخام = ٧.٤ برميل نفط.
يعني :

كل ١ مليون طن متري = ٧.٤ مليون برميل نفط