أعدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا، بقيمة ( ٢٠٠ مليون دولار ) في الأسابيع الأخيرة، لكنها ( أوقفت تسليم هذه المساعدة العسكرية )، على الرغم من ( المناشدات المتكررة ) من الحكومة الأوكرانية، وبعض أعضاء الكونغرس، وفقًا لثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر تحدثوا لشبكة أن بي سي NBC News.
قال مصدر مطلع على الأمر لشبكة أن بي سي NBC News :-
” إن هنالك عددًا من الخيارات الأخرى المطروحة لتنفيذها، لمزيد من المساعدة لأوكرانيا، بما في ذلك حزمة أكبر بكثير من المساعدات التي تمت الموافقة عليها، في حالة المزيد من التوغل من قبل روسيا، لأراضي أوكرانيا “
قال مستشار الأمن القومي الأمريكي – جيك سوليفان، للصحفيين :-
” إن الرئيس جو بايدن أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه إذا شنت روسيا هجومًا، فستفرض الولايات المتحدة عقوبات شديدة على الحكومة الروسية، وسترسل المزيد من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا “
” سنوفر عتادًا دفاعيًا إضافيًا للأوكرانيين يتجاوز ما نقدمه بالفعل “.
قال الأشخاص الثلاثة المطلعون على القضية لشبكة أن بي سي نيوز NBC News :-
” إن تأجيل الإدارة لشحنة المساعدات والمعدات العسكرية كان يهدف إلى منح مزيد من الوقت للجهود الدبلوماسية لنزع فتيل التوترات والإحتفاظ بالنفوذ في حالة وقوع هجوم روسي على أوكرانيا “
قال أحد المصادر المطلعة على القضية :-
” إن الحزمة الأصغر من المساعدات بقيت على مكتب الرئيس منذ ما يقرب من ثلاثة إلى أربعة أسابيع “.
” كان من المتوقع الموافقة على الحزمة الأصغر البالغة ٢٠٠ مليون دولار، والإعلان عنها الأسبوع الماضي، لكن بدلاً من ذلك أختار البيت الأبيض تأجيل أي قرار نهائي “
على الرغم من أنه من غير الواضح ما تتضمنه حزمة المساعدات العسكرية المقترحة البالغة ٢٠٠ مليون دولار، فقد طلبت أوكرانيا أنظمة دفاع جوي وصواريخ مضادة للسفن والمزيد من صواريخ مضادة للدبابات ومعدات تشويش إلكترونية وأنظمة رادار وذخيرة وذخائر مدفعية مطورة وإمدادات طبية، وفقًا لـ شخصين على دراية بالطلبية.
بعد تقديم طلبهم العاجل للمساعدة العسكرية قبل شهر وتلقيهم ردًا إيجابيًا، كانت الحكومة الأوكرانية في حيرة من سبب عدم تنفيذ حزمة المساعدات كما هو متوقع.
قال شخص مطلع على وجهة نظر الحكومة الإوكرانية:-
” هنالك إحباط طفيف بشأن هذا “.
كتبت مجموعة مؤلفة من ٢٢ عضواً من الحزبين ( الجمهوري والديمقراطي ) برسالة إلى جو بايدن يوم الأربعاء حثت فيها الإدارة على تسريع المساعدة العسكرية لأوكرانيا.
” لتحقيق أقصى قدر من الردع، من الأهمية بمكان أن يتم توفير بعض المساعدات العسكرية على الأقل – مثل صواريخ Stingers ، و Javelins ، والطائرات بدون طيار، والصواريخ المضادة للسفن – على الفور.
جزء من رسالة أعضاء الكونغرس للرئيس الأمريكي جو بايدن
يجب أن تكون الدولة الأوكرانية مُجهزة بالأدوات اللازمة للدفاع عن نفسها والمنطقة ضد العدوان الروسي “
في تعليق نُشر يوم الجمعة في مجلة الشؤون الخارجية Foreign Affairs، قال وزير الخارجية الأوكراني – دميترو كوليبا Dmytro Kuleba:-
” من الضروري تعميق المساعدة العسكرية لأوكرانيا “.
” لدينا قواتنا العسكرية القادرة في أوكرانيا، ولا نتوقع من الدول الغربية إرسال جنود لمساعدتنا.
وزير الخارجية الأوكراني – دميترو كوليبا Dmytro Kuleba
مع ذلك، نحتاج إلى المزيد من الأسلحة لنتمكن من الدفاع عن أنفسنا.
كل شيء مهم، من ذخيرة للمعدات الطبية، لكننا في حاجة خاصة للدفاعات الجوية والصاروخية “.
” إن العزيمة القوية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي هي الوحيدة التي ستنجح في مواجهة روسيا “
وزير الخارجية الأوكراني – دميترو كوليبا Dmytro Kuleba
” لفترة طويلة، رفض الغرب أخذ طموحات فلاديمير بوتين على محمل الجد، وإستجاب بتأخير، تردد وبشكل قليل.
حان الوقت لمواجهتهم بقوة “.وزير الخارجية الأوكراني – دميترو كوليبا Dmytro Kuleba
تقدم الولايات المتحدة بالفعل مساعدة عسكرية لأوكرانيا على أساس متجدد، وقد سلمت حوالي ٤٠٠ مليون دولار حتى الآن في عام ٢٠٢١، مع ٥٠ مليون دولار أخرى في طور الإعداد.
يعكس القرار بشأن توقيت أي مساعدة عسكرية إضافية لأوكرانيا نقاشًا أوسع في الولايات المتحدة، حول كيفية منع روسيا من التحرك في إتجاه أوكرانيا.
تعتقد إدارة جو بايدن وأنصارهم :-
” أن مجموعة من العقوبات المُهددة والمساعدات العسكرية والدبلوماسية يمكن أن تقنع فلاديمير بوتين بسحب عشرات الآلاف من القوات الروسية التي نشرها على طول الحدود الأوكرانية “
لكن المتشككين في الكونغرس الأمريكي، بمن فيهم بعض الديمقراطيين والمسؤولين الحكوميين في أوروبا الشرقية وبعض الدبلوماسيين الأمريكيين السابقين، قلقون من أن:-
” البيت الأبيض كان شديد الحذر في مقاربته مع روسيا وتجنب إتخاذ خطوات متشددة، بما في ذلك فرض عقوبات على خط أنابيب شبه كامل يجلب الغاز الطبيعي إلى أوروبا، عبر بحر البلطيق – الخط الشمالي ٢ / نورد ستريم -٢ “
في وقت سابق من هذا العام، عندما أحتشدت القوات الروسية بالقرب من أوكرانيا، كان لدى الإدارة حزمة مساعدات عسكرية كبيرة أخرى أُعدت لأوكرانيا.
لكن المسؤولين أجلوا تسليمها، مع خفض روسيا وجود قواتها في ( نيسان / أبريل )، وأتفقت الحكومة الروسية والحكومة الأمريكية لعقد قمة بين الرئيسين.
لم يتم الإعلان بعدها، عن المزيد من المساعدات العسكرية حتى أيلول / سبتمبر ٢٠٢١، عندما التقى الرئيس الأوكراني، بالرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن.
بالنسبة للبيت الأبيض:-
” أثبتت النتيجة ( السابقة ) الأسلوب المتبع للإدارة، ونزع فتيل التوترات مع إظهار التصميم “
بالنسبة للنقاد:-
” أظهر الموقف والأسلوب المتبع من إدارة جو بايدن ( ضعفاً أمريكياً )، وشجعت فلاديمير بوتين على إستغلال هذا الضعف “
لعب مستشار الأمن القومي، جون سوليفان، ونائبه، جون فينر Jon Finer، دورًا مؤثرًا في تشكيل سياسة جو بايدن تجاه روسيا، ودعوا إلى إتباع أسلوب مرن، وضعهم في بعض الأحيان على خلاف مع مسؤولين آخرين في الإدارة، وفقًا لمسؤولين سابقين ومساعدين لأعضاء الكونغرس، تحدثوا لشبكة أن بي سي نيوز NBC News.
تم إلغاء طلب كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية، الذين أيدوا فرض عقوبات على خط أنابيب الغاز – نورد ستريم ٢، الروسي، إلى أوروبا في أيار / مايو ٢٠٢١، حيث أراد البيت الأبيض تجنب الصدام مع الحكومة الألمانية التي دعمت خط الأنابيب.
أشارت الإدارة الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على خط أنابيب الغاز الطبيعي، إذا غزت روسيا أوكرانيا مرة أخرى.
قال وليام تيلور William Taylor، السفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا :-
” إن المساعدة العسكرية الأمريكية كانت عنصرًا رئيسيًا، إلى جانب التهديد بفرض عقوبات قاسية والحوار الدبلوماسي، في صد هجوم روسي محتمل على أوكرانيا “
” يجب على الولايات المتحدة أن تواصل وتسريع المساعدة العسكرية لأوكرانيا ردًا على التهديدات المتجددة لها ولأوروبا وأمنها الدولي “.
وليام تيلور William Taylor، السفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا
” كان هنالك تدفق جيد للمساعدات منذ الغزو الروسي لأول مرة في عام ٢٠١٤، بما في ذلك ٦٠ مليون دولار تم الإعلان عنها في أيلول / سبتمبر ٢٠٢١، وتم تسليمها هذا الأسبوع “
وليام تيلور William Taylor، السفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا
