بعد نجاح إستبعاد الشركات الصينية من مد خط كيبلات تحت البحر في المحيط الهادي، الولايات المتحدة تنجح في تمويل هذه المشاريع
قال مصدران لوكالة رويترز : إن ولايات ميكرونيزيا الموحدة ستستفيد من التمويل المالي الأمريكي لمد كيبل إتصالات للأنترنت، تحت البحر، في المحيط الهادئ، بعد رفض عرض تقوده شركة صينية – أعتبره مسؤولون أمريكيون تهديدًا أمنيًا، والخشية من إستخدامه من قبل الحكومة الصينية للتجسس.
أولت الولايات المتحدة إهتمامًا كبيرًا بالعديد من الخطط في السنوات الأخيرة لمد كيبلات الألياف الضوئية عبر المحيط الهادئ، وهي مشاريع من شأنها أن توفر إتصالات سريعة إلى حد كبير في هذه ( الجزر ).
تتمتع كيبلات ألانترنت تحت البحر، بقدرة نقل للبيانات أكبر بكثير من الأقمار الإصطناعية، مما دفع الولايات المتحدة، إلى إثارة المخاوف من أن مشاركة الشركات الصينية ( الحكومية )، من شأنه أن يضر بالأمن الإقليمي.
كالعادة، تنفي الصين بإستمرار أي نية لإستخدام البنية التحتية للكيبلات للتجسس على بقية الدول.
قال مصدران مطلعان على الخطط لوكالة رويترز : إن ولايات ميكرونيزيا الموحدة ستستخدم الأموال الأمريكية لمد خط بين ولايتين من ولاياتها الأربع، من كوسراي إلى پوهنپاي Kosrae to Pohnpei، لتكرار جزء من مسار مقترح في إطار مشروع سابق بقيمة ٧٢.٦ مليون دولار، بدعم من البنك الدولي وبنك التنمية الآسيوي.
ذكرت وكالة رويترز في حزيران / يونيو ٢٠٢١ : أن هذا المشروع، الذي يشمل أيضًا ناورو وكيريباتي Nauru and Kiribati، أُلغي بعد أن أثارت الولايات المتحدة مخاوف من منح العقد لشركة هواوي مرين Huawei Marine ، التي تسمى الآن هواوي مرين نتورك تكنولوجيز HMN Technologies ومملوكة أغلبيتها لشركة – هنغ تونغ أوبتك-ألكترك المحدودة Hengtong Optic-Electric Co Ltd المدرجة في شنغهاي.
قال أحد المصادر لوكالة رويترز : إن ولايات ميكرونيزيا الموحدة ستسحب حوالي ١٤ مليون دولار من خطة التمويل الأمريكية.
تتمتع الولايات المتحدة و ولايات ميكرونيزيا الموحدة بعلاقة سياسية أقليمية طويلة، منصوص عليها في ميثاق الإرتباط الحر، وهو إتفاق عمره عقود بين الولايات المتحدة، وهذه الجزر في المحيط الهادئ.
بموجب هذا الإتفاق، تكون الولايات المتحدة مسؤولة عن الدفاع عن هذه الجزر.
وقال المصدر الثاني لوكالة رويترز : إن الكيبل البحري الممول من الولايات المتحدة من المرجح أن يتصل بكيبل HANTRU-1 تحت سطح البحر، وهو خط تستخدمه الحكومة الأمريكية بشكل أساسي ويربط منطقة غوام الأمريكية في المحيط الهادئ.
قال البنك الدولي في بيان : إنه يعمل مع ولايات ميكرونيزيا الموحدة وكيريباتي لرسم خطواتهم التالية بعد إبرام المناقصة الأصلية للمشروع الأكبر دون منح أي عقد.
تمثل الكيبلات البحرية واحدة من أحدث الجبهات وأكثرها حساسية في التنافس بين الصين والولايات المتحدة في المياه الإستراتيجية للمحيط الهادئ.
في حين أن ولايات ميكرونيزيا الموحدة لها علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، إلا أنها تتمتع أيضًا بعلاقات دبلوماسية وتجارية طويلة الأمد مع الصين.
حذر أعضاء الكونغرس أمريكيون بارزون من أن الشركات الصينية يمكن أن تقوض المناقصات التنافسية من خلال تقديم عطاءات مدعومة من الدولة الصينية، ذكرت وكالة رويترز في السابق، هذه التحذيرات.
تُدرج وزارة التجارة الأمريكية شركة هواوي مرين Huawei Marine علنًا في ما يُسمى ” قائمة الكيانات ” – المعروفة باسم ” القائمة السوداء ” – والتي تقيد بيع السلع والتكنولوجيا الأمريكية للشركة.
قالت الإدارة ألامريكية لوكالة رويترز : إن المالك الجديد لشركة هواوي، وهي شركة هواوي مرين نتورك تكنولجيز HMN Tech، سيتم إدراجها ضمن هذه القيود.
عززت أستراليا، وهي حليف إقليمي قوي للولايات المتحدة، وجودها في المحيط الهادئ من خلال إنشاء مرفق تمويل البنية التحتية بقيمة ٢ مليار دولار أسترالي ( ١.٤٨ مليار دولار أمريكي ) والذي يمكن للدول في المحيط الهادي الوصول إليه من أجل تنفيذ مشاريع مد الكيبلات البحرية.
