حذر أحد الأسقف الكاثوليكيين البارزين، من أن المشاركة الروسية المتزايدة في جمهورية إفريقيا الوسطى هي محاولة لإستغلال الموارد الطبيعية في البلاد.
دخلت البلاد في أزمة في عام ٢٠١٣ بعد الإطاحة بالرئيس ( فرانسوا بوزيزي Francois Bozize – مسيحي من الجنوب )- من قبل جماعة إسلامية مُتمردة تعرف باسم سيليكا Seleka.
أنتفضت جماعة مؤيدة للمسيحية تسمى ( أنتي بالاكا anti-Balaka معارضة لسيليكا )، مما أدى في النهاية إلى طردهم من العاصمة.
لا تزال الجماعات تقاتل بعضها البعض حتى يومنا هذا، ولا تملك الحكومة المركزية سوى القليل من السيطرة على البلاد خارج العاصمة بانغي.
رحبت السلطات الحكومية، بروسيا، كحليف مُفضل في حربها ضد المتمردين، بإستخدام المُرتزقة الروس للمساعدة في منح الحكومة ( وَهمْ ) من الإستقرار.
كما زودت روسيا الحكومة ( ببنادق AK47، بنادق قنص، أسلحة رشاش وقاذفات قنابل )، لمساعدة جمهورية إفريقيا الوسطى على محاربة المتمردين.
رئيس أساقفة بانغي السابق، الكاردينال ديودون نزابالاينجا Dieudonne Nzapalainga، قال في مقابلة مع صحيفة Jeune Afrique، التي تصدر باللغة الفرنسية :-
“ أعتقد أن الروس، مثلهم مثل القوى الأوروبية الأخرى، موجودون لسبب واحد فقط: إستغلال ثروة البلاد “
” روسيا لديها أهداف أكثر شراً “.
لكن وجود القوات الروسية هو مجرد جزء من المشكلة.
هنالك مرتزقة روس تديرهم شركة أمنية خاص، مجموعة فاغنر Wagner Group، شبه العسكرية.
في تشرين أول / أكتوبر ٢٠١٧، كان رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى في روسيا حيث وقع عددًا من الإتفاقيات الأمنية.
تقوم روسيا بتقديم الدعم العسكري لجمهورية إفريقيا الوسطى، في مقابل الوصول إلى رواسب الماس والذهب واليورانيوم.
كان ضمن نطاق هذه الإتفاقيات أن تكتسبت مجموعة فاغنر Wagner موطئ قدم لها في جمهورية إفريقيا الوسطى.
لكن وجودها أرتبط بإنتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
تقول الأمم المتحدة إنها وثقت أكثر من ٥٠٠ حادثة إنتهاك مثل ( القتل خارج نطاق القضاء، أعمال التعذيب والعنف الجنسي )، في عام ٢٠٢٠ وحده.
المرتزقة تم إرسالهم إلى جمهورية إفريقيا الوسطى بموافقة الإتحاد الروسي.
لقد أنقذوا الحكومة وأعادوا ما يشبه حرية الحركة في بعض الأماكن.
لكن هؤلاء المرتزقة لا يقاتلون من أجل حماية الناس.
إنهم ليسوا كذلك: إنهم يقاتلون من أجل مصالح إقتصادية أنانية، على أراضي جمهورية أفريقيا الوسطى، هنالك صراع بين القوى العظمى، مما أدى إلى وضع السكان كرهائن.
لقد أصبحت روسيا الحليف المفضل لجمهورية إفريقيا الوسطى في معركتها مع المتمردين.
لكن إستخدام الحكومة للمرتزقة الروس أثناء هجومها تسبب في حدوث إنقسامات داخلية وعزل الشركاء الخارجيين الآخرين.
تتزايد المخاوف بشأن الإنتهاكات الحقوقية وحملات التضليل.
فشل زعماء الدولة والمعارضة في التوصل إلى تفاهمات من أجل السلام هو سبب الإنزعاج الأساسي للكاردينال !
في شباط / فبراير ٢٠١٩، وقعت حكومة جمهورية إفريقيا الوسطى في العاصمة السودانية الخرطوم إتفاق سلام مع ١٤ جماعة متمردة تعهدت بدمج بعض مقاتلي الجماعات المسلحة في الجيش النظامي وقادتها في الحكومة.
لكن إتفاق السلام لم يستمر بشكل جيد، مع إستمرار القتال في أجزاء عديدة من البلاد.
وقال رئيس أساقفة بانغي السابق، الكاردينال ديودون نزابالاينجا Dieudonne Nzapalainga:-
” إن فشل إتفاق السلام ناتج عن عدم صدق الموقعين عليه “
ومع ذلك ، لا يزال الكاردينال يأمل في عودة السلام في نهاية المطاف إلى جمهورية إفريقيا الوسطى.