دينسياسية

إستغلال مجموع فاغنر الروسية لأوضاع البلاد في جمهورية أفريقيا الوسطى، للسيطرة على الموارد المعدنية

" يقاتلون من أجل مصالح إقتصادية أنانية، على أراضي جمهورية أفريقيا الوسطى، هنالك صراع بين القوى العظمى، مما أدى إلى وضع السكان كرهائن "

حذر أحد الأسقف الكاثوليكيين البارزين، من أن المشاركة الروسية المتزايدة في جمهورية إفريقيا الوسطى هي محاولة لإستغلال الموارد الطبيعية في البلاد.

Cardinal Dieudonne Nzapalainga of the Central African Republic, arrives for a session of the Synod of Bishops on young people, the faith and vocational discernment at the Vatican Oct 5, 2018. (Credit: Paul Haring/CNS.)


دخلت البلاد في أزمة في عام ٢٠١٣ بعد الإطاحة بالرئيس ( فرانسوا بوزيزي Francois Bozize – مسيحي من الجنوب )- من قبل جماعة إسلامية مُتمردة تعرف باسم سيليكا Seleka.

أنتفضت جماعة مؤيدة للمسيحية تسمى ( أنتي بالاكا anti-Balaka معارضة لسيليكا )، مما أدى في النهاية إلى طردهم من العاصمة.

لا تزال الجماعات تقاتل بعضها البعض حتى يومنا هذا، ولا تملك الحكومة المركزية سوى القليل من السيطرة على البلاد خارج العاصمة بانغي.

رحبت السلطات الحكومية، بروسيا، كحليف مُفضل في حربها ضد المتمردين، بإستخدام المُرتزقة الروس للمساعدة في منح الحكومة ( وَهمْ ) من الإستقرار.

كما زودت روسيا الحكومة ( ببنادق AK47، بنادق قنص، أسلحة رشاش وقاذفات قنابل )، لمساعدة جمهورية إفريقيا الوسطى على محاربة المتمردين.

رئيس أساقفة بانغي السابق، الكاردينال ديودون نزابالاينجا Dieudonne Nzapalainga، قال في مقابلة مع صحيفة Jeune Afrique، التي تصدر باللغة الفرنسية :-

أعتقد أن الروس، مثلهم مثل القوى الأوروبية الأخرى، موجودون لسبب واحد فقط: إستغلال ثروة البلاد

روسيا لديها أهداف أكثر شراً “.

كان من المفترض أن يكون هنالك عدد قليل من الأسلحة والمدربين الروس، ولكن عندما وصلوا للبلاد، رأوا حالة الفوضى التي تعيشها بلادنا، وأعتقدوا أنه يمكنهم القيام بأعمال تجارية، إنشاء شركات، شراء المواد الخام، وإستغلال الألغام، لقد أرادوا إستغلال الوضع

رئيس أساقفة بانغي السابق، الكاردينال ديودون نزابالاينجا Dieudonne Nzapalainga


لكن وجود القوات الروسية هو مجرد جزء من المشكلة.

هنالك مرتزقة روس تديرهم شركة أمنية خاص، مجموعة فاغنر Wagner Group، شبه العسكرية.

في تشرين أول / أكتوبر ٢٠١٧، كان رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى في روسيا حيث وقع عددًا من الإتفاقيات الأمنية.

تقوم روسيا بتقديم الدعم العسكري لجمهورية إفريقيا الوسطى، في مقابل الوصول إلى رواسب الماس والذهب واليورانيوم.

كان ضمن نطاق هذه الإتفاقيات أن تكتسبت مجموعة فاغنر Wagner موطئ قدم لها في جمهورية إفريقيا الوسطى.

لكن وجودها أرتبط بإنتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

تقول الأمم المتحدة إنها وثقت أكثر من ٥٠٠ حادثة إنتهاك مثل ( القتل خارج نطاق القضاء، أعمال التعذيب والعنف الجنسي )، في عام ٢٠٢٠ وحده.

يجب أن نرد، ندين ونفعل كل ما في وسعنا لمنع عمليات الإبتزاز التي تؤثر على السكان المدنيين “.

رئيس أساقفة بانغي السابق، الكاردينال ديودون نزابالاينجا Dieudonne Nzapalainga


المرتزقة تم إرسالهم إلى جمهورية إفريقيا الوسطى بموافقة الإتحاد الروسي.


لقد أنقذوا الحكومة وأعادوا ما يشبه حرية الحركة في بعض الأماكن.

لكن هؤلاء المرتزقة لا يقاتلون من أجل حماية الناس.

إنهم ليسوا كذلك: إنهم يقاتلون من أجل مصالح إقتصادية أنانية، على أراضي جمهورية أفريقيا الوسطى، هنالك صراع بين القوى العظمى، مما أدى إلى وضع السكان كرهائن.

جمهورية إفريقيا الوسطى ليست غابة أو ساحة تصفية حسابات للقوى العظمى.

إن حقوق الإنسان ليست لأوروبا فقط، بل هي لنا
كذلك

رئيس أساقفة بانغي السابق، الكاردينال ديودون نزابالاينجا Dieudonne Nzapalainga


لقد أصبحت روسيا الحليف المفضل لجمهورية إفريقيا الوسطى في معركتها مع المتمردين.

لكن إستخدام الحكومة للمرتزقة الروس أثناء هجومها تسبب في حدوث إنقسامات داخلية وعزل الشركاء الخارجيين الآخرين.

تتزايد المخاوف بشأن الإنتهاكات الحقوقية وحملات التضليل.

فشل زعماء الدولة والمعارضة في التوصل إلى تفاهمات من أجل السلام هو سبب الإنزعاج الأساسي للكاردينال !


في شباط / فبراير ٢٠١٩، وقعت حكومة جمهورية إفريقيا الوسطى في العاصمة السودانية الخرطوم إتفاق سلام مع ١٤ جماعة متمردة تعهدت بدمج بعض مقاتلي الجماعات المسلحة في الجيش النظامي وقادتها في الحكومة.

لكن إتفاق السلام لم يستمر بشكل جيد، مع إستمرار القتال في أجزاء عديدة من البلاد.

وقال رئيس أساقفة بانغي السابق، الكاردينال ديودون نزابالاينجا Dieudonne Nzapalainga:-

إن فشل إتفاق السلام ناتج عن عدم صدق الموقعين عليه

في الخرطوم، جاء بعض الناس للحوار مع جدول أعمال خفي.

وقعوا من أجل السلام، لكن قلوبهم لم تكن كذلك.

لم يفكروا في تنمية البلاد، في إنهاء المعاناة والبؤس.

عندما تنظر إلى حالة التدهور في جمهورية إفريقيا الوسطى، تتوقع أن يؤدي ذلك إلى إندلاع إنتفاضة وطنية، لكن هذا ليس هو الحال

رئيس أساقفة بانغي السابق، الكاردينال ديودون نزابالاينجا Dieudonne Nzapalainga


ومع ذلك ، لا يزال الكاردينال يأمل في عودة السلام في نهاية المطاف إلى جمهورية إفريقيا الوسطى.

ما زلت مقتنعاً، بأن في قلوب الجميع القدرة على إحداث التغيير.

يجب أن أؤمن به وأن أكون حاضرًا للبحث عن تلك القوة في الأشخاص التي ستسمح لنا ببناء أنفسنا، ووضع أنانيتنا جانبًا والتوقف عن تدمير الذات

رئيس أساقفة بانغي السابق، الكاردينال ديودون نزابالاينجا Dieudonne Nzapalainga

المصدر
المصدر
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
إغلاق

أنت تستخدم مانع ألاعلانات

شكرا جزيلا لزيارة موقعنا - أنت تستخدم مانع ألاعلانات ٠ الرجاء قم بتعطيل مانع ألاعلانات حتى تتمكن من تصفح الموقع