شركة ستارلنك للإنترنت عبر الأقمار الإصطناعية قدمت فائدة كبيرة للقوات الأوكرانية
" روسيا غاضبة جداً "
ساعد نظام الأقمار الإصطناعية – ستارلنك Starlink التابع لشركة سبيس أكس SpaceX، القوات الأوكرانية على تسجيل نجاحات كبيرة في حرب الطائرات بدون طيار، حيث يتم إستخدام الإتصالات عبر مجموعة الأقمار في جهود لتعقب وقتل الجنود الروس والعجلات العسكرية بمختلف الصنوف، بحسب تقرير لصحيفة تليغراف البريطانية.
في طليعة الجهود العسكرية الفعالة بشكل مذهل لأوكرانيا ضد القوات الروسية، هنالك وحدة تسمى ( Aerorozvidka – الإستطلاع الجوي ) تستخدم طائرات المراقبة والهجوم لإستهداف الدبابات والمواقع الروسية.
بسبب إنقطاع الإنترنت والتيار الكهربائي، والتي من المتوقع أن تزداد سوءًا بشكل مستمر، أتجهت القوات الأوكرانية إلى نظام ستارلنك للأنترنت من الفضاء Starlink المتاح حديثًا لبعض من إتصالاتها.
يمكن لفرق الطائرات بدون طيار في الميدان، في مناطق ريفية سيئة الإتصال إستخدام أقمار ستارلنك Starlink لربطهم بالمستهدفين والإستخبارات في قاعدة بيانات ساحة المعركة الخاصة بهم.
و يمكنهم توجيه الطائرات بدون طيار لإلقاء ذخائر مضادة للدبابات، وفي بعض الأحيان تُحلق بصمت على القوات الروسية في الليل أثناء نومهم في سياراتهم.
تُستخدم الطائرات بدون طيار من نوع PD-1 ، التي يبلغ طول جناحيها ١٠ أقدام ومزودة بأجهزة إستشعار تعمل بالأشعة تحت الحمراء، لجمع معلومات عن تحركات القوات الروسية.
ردت الحكومة الروسية بشدة على تورط شركة ستارلنك Starlink في أوكرانيا.
قال ديمتري روغوزين، المدير العام لوكالة الفضاء الروسية روسكوزموس: –
” هذا هو الغرب الذي لا يجب أن نثق به أبدًا، عندما تنفذ روسيا مصالحها الوطنية العليا على أراضي أوكرانيا، يظهر إيلون ماسك مع ستارلنك الذي تم إعلانه سابقًا على أنه إستخدام مدني بحت “
” لقد حذرت من ذلك، لكن عشاق إليون ماسك هنا قالوا إنه نور رواد الفضاء في العالم، هنا، انظروا، لقد أختار الجانب ( ** الغربي العسكري ) “.
تستخدم وحدة الطائرات بدون طيار الأوكرانية نظامًا متطورًا يسمى “دلتا Delta ” تم بناؤه خلال السنوات الأخيرة بمساعدة مستشارين غربيين ويمكن الوصول إليه من أجهزة الكمبيوتر المحمولة الأساسية.
يتضمن برنامج ” الوعي بالموقف Situational Awareness ” الذي ينشئ خريطة تفاعلية تتضمن صورًا من الطائرات بدون طيار والأقمار الإصطناعية وأجهزة الإستشعار والذكاء البشري بحيث يمكن تعقب العدو.
النظام ( دلتا ) متوافق مع أنظمة حلف شمال الأطلسي – الناتو، وقد تم إختبارها في مناورة ( Sea Breeze ) العسكرية في البحر الأسود العام الماضي، والتي شاركت فيها الولايات المتحدة وأوكرانيا و ٣٠ دولة أخرى.
إستفاد ( النظام System ) الأوكراني من المعدات التي قدمتها الدول الغربية، بما في ذلك الإتصالات اللاسلكية التي حلت محل التقنية السوفيتية، كما أنفقت الولايات المتحدة ملايين الدولارات للحماية من القرصنة الروسية والتشويش على الإشارات ومحاولات التأثير على تقنية – نظام تحديد الموقع العالمي الأمريكي GPS.
مع ذلك، كانت هنالك مخاوف من أن تتأثر بتعطيل الإنترنت مع إستمرار روسيا في تدمير البنية التحتية لأوكرانيا.
بعد وقت قصير من الغزو الروسي، طلب ميخايلو فيدوروف، وهو نائب رئيس الوزراء الأوكراني، من إليون ماسك على موقع تويتر تزويد أوكرانيا بمحطات إنترنت لإستقبال الإشارات من شبكة ستارلنك.
في غضون ساعات رد أليون ماسك على الطلب.
تستخدم شبكة ستارلنك Starlink كوكبة ضخمة من آلاف الأقمار الإصطناعية الصغيرة التي تدور حول الأرض على إرتفاع ٣٤٠ ميلاً ( أكثر من ٥٤٥ كيلومتر ) والهدف من ذلك هو توفير الوصول إلى الإنترنت في المناطق الريفية ذات الإتصال الضعيف في العالم.
المحطات الأرضية تبث موجات الراديو لتصل إلى الأقمار الإصطناعية، والتي بدورها ترسل الإشارة للمحطات الأرضية المستقبلة ( طبق إستقبال ) على الأرض.
يمكن أن تكون إتصالات الإنترنت سريعة لأنها تنتقل عبر فراغ الفضاء، ويسمح مدار شبكة ستارلنك Starlink للإشارات بالإنتقال بسرعة أكبر، مما يعني أن السرعات يمكن أن تنافس إتصالات الخطوط الأرضية.
تم إطلاق أكثر من ٢,٠٠٠ قمر إصطناعي حتى الآن، مع وجود خطط لحوالي ١٢,٠٠٠ في المجموع.
في غضون ٤٨ ساعة بعد تشغيل شبكة ستارلنك Starlink في أوكرانيا ، وصلت شاحنات تحمل محطات أرضية لإستقبال بث الشبكة Starlink.
أصبح التطبيق الخاص بشبكة ستارلنك Starlink يوم الأحد هو التطبيق الأكثر تنزيلًا في أوكرانيا، ويستخدم أكثر من ١٠٠,٠٠٠ شخص في البلاد للإتصال بالإنترنت، والذي يمكنه التعامل مع مكالمات الفيديو وغيرها من وظائف البيانات العالية، لكن فائدته للجيش أصبحت واضحة بشكل متزايد.
في حالة إنهيار الإنترنت في أوكرانيا إلى حد كبير، فإن الطائرات بدون طيار لـ Aerorozvidka سيظلون قادرين على التواصل مع قواعدهم عن طريق إرسال إشارات من محطات ستارلنك Starlink المُتنقلة، وإستخدام المحطات الأرضية في البلدان المجاورة بما في ذلك بولندا.
بالنسبة لمتطوعي الوحدة ( Aerorozvidka )، فإن الطريق بعيد جدًا عن بدايات الوحدة في عام ٢٠١٤.
وقد تم تشكيلها في أعقاب إندلاع الحرب في شرق أوكرانيا من قبل مجموعة من عشاق نماذج الطائرات المدنية والأشخاص ذوي الخلفيات الهندسية.
لقد ساعدوا في بناء طائرات بدون طيار وأجهزة إستشعار للجيش لمراقبة الحدود، بما في ذلك تركيب كاميرات فوق أعمدة طويلة.
كما قاموا بتكييف طائرات بدون طيار متوفرة تجاريًا لجمع المعلومات الإستخباراتية وإلقاء متفجرات محلية الصنع عليهم، وبدأوا في صنع صواريخهم الخاصة.
تم إطلاق جهد تمويل جماعي للمساعدة في بناء طائرة بدون طيار هجومية كبيرة.
في السنوات القليلة الأولى قُتل عضوان من الوحدة.
مع إزدياد نجاحها، تم دمجها في الهيكل التنظيمي للقوات المسلحة الأوكرانية ، مما سمح لها بتبادل المعلومات الإستخبارية مع الجيش والقوات الجوية، والتفاعل والتدريب من قبل مستشارين عسكريين أجانب.
تواجه فرق الطائرات بدون طيار الآن خطرًا متزايدًا بينما يحاول الروس تعقبهم، وعليهم التحرك كثيرًا.
أثبتت الطائرات بدون طيار فعاليتها لدرجة أن وزارة الدفاع الأمريكية تشعر أن تزويد أوكرانيا بالطائرات المقاتلة ليس ضروريًا.
بدلاً من ذلك، فإنها ترسل الآن المزيد من طائرات بدون طيار إنتحارية Switchblades الفتاكة – والتي تم تصميمها للقوات الخاصة الأمريكية، ويمكن حملها في حقيبة ظهر ويمكن أن تدمر دبابة.
نظرًا لأن الإنترنت في أوكرانيا في حالة تدهور حتمًا، فإن شبكة ستارلنك Starlink ستكون بديلاً.
أخبر الجنرال جيمس ديكنسون James Dickinson، قائد قيادة الفضاء الأمريكية، لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي:-
” ما نراه من قدرات ستارلنك يوضح لنا حقًا ما يمكن أن تقدمه مجموعة ضخمة، أو تشكيلة منتشرة، من حيث التكرار و الإمكانية “
