إئتلاف ( أحمر – أصفر – أخضر Traffic Light Coalition ) ـ أول إئتلاف فيدرالي ثلاثي في ألمانيا
أولاف شولتز Olaf Scholz ، من الحزب الديمقراطي الإشتراكي في ألمانيا، يَستعد لتولي منصب المستشار الألماني، بديلاً لأنغيلا ميركل، بعد الإتفاق على ( صفقة ائتلافية للأحزاب الالمانية بعد نتائج الإنتخابات )، اليوم الأربعاء، والتي تهدف إلى تحديث أكبر إقتصاد في أوروبا، وتسريع التحول نحو ( الطاقة النظيفة )، ومواجهة الإصابات المرتفعة بفيروس كورونا.
قال الحزب الإشتراكي الديمقراطي (SPD) من ( يسار- الوسط ): إنهم سيقدمون إتفاقهم الثلاثي مع حزب الخضر، وحزب الديمقراطيين الحر (FDP)، في مؤتمر صحفي في الساعة ٣ مساءً. ( ٢ مساءاً بتوقيت غرينتش )، في برلين بعد شهرين من المحادثات.
الإتفاق يَنص على تنصيب ( أول حكومة ائتلافية فيدرالية ثلاثية ) في ألمانيا، منذ الخمسينيات، وينهي الـ ١٦ عامًا من الحكومة المُحافظة بقيادة أنغيلا ميركل، مما يمثل حقبة جديدة للعلاقات مع أوروبا وبقية العالم.
يتمتع التحالف – الذي ُأطلق عليه إسم ( إئتلاف Traffic Light )، على أسم الأحزاب الثلاثة ( حزب الخضر – أخضر، الإشتراكي الديمقراطي – أصفر و حزب الديمقراطيين الحر- أحمر ) – بأغلبية في مجلس النواب، ويأمل أن تؤدي الحكومة اليمين الدستورية في أوائل الشهر المقبل، بعد تصديق الأحزاب على إتفاق الإئتلاف.
الحكومة الإئتلافية تواجه تحديات حالية، حيث تتصدى الحكومة الألمانية لأسوأ موجة من الإصابات بفيروس كورونا حتى الآن، وتصارع أوروبا مع تداعيات خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، وأزمة على حدود الإتحاد الأوروبي مع بيلاروسيا.
قالت مصادر لوكالة رويترز يوم الثلاثاء : إن الأطراف المؤتلفة أتفقت على الإلتزام بالتخلص التدريجي من ( الفحم ) بحلول عام ٢٠٣٠، وإنهاء توليد الطاقة الكهربائية من الغاز بحلول عام ٢٠٤٠، مما يعكس تركيز الإئتلاف على تسريع إجراءات حماية المناخ.
أظهرت مُذكرة التفاهم بين الأحزاب المؤتلفة – من أربع صفحات، أطلعت عليها وكالة رويترز، اليوم الأربعاء : أن الأحزاب أتفقت على رفع الحد الأدنى للأجور إلى ١٢ يورو (١٣.٤٥ دولارا / ساعة من ٩.٦ يورو )، مما يؤدي إلى زيادة أجور حوالي ( ١٠ ملايين شخص ).
” نحن أحزاب نعمل في السياسة لخلق مُجتمع قائم على الإحترام “.
يخشى طائفة من المحللين السياسيين : من أن الأحزاب سوف تعاني من أجل سد الإنقسامات الفكرية بينها، والتي يمكن أن تؤدي بدورها لشل الإتحاد الأوروبي، المؤلف من ٢٧ دولة ، والتي تعتبر ألمانيا قوة دافعة فيها.
تجاوز الحزبان حتى الآن التوقعات بأن محادثاتهما الإئتلافية قد تستمر العام المقبل، أو تفشل بعد إنتخابات غير حاسمة في أيلول / سبتمبر ٢٠٢١.
في حين يُنظر إلى ( حزب الخضر والحزب الإشتراكي الديمقراطي ) على نطاق واسع على أنهما ( شريكان طبيعيان في يسار الوسط ) ، إلا أن ( الحزب الديمقراطي الُحر ) المُتشدد مالياً، كان تأريخياً أقرب إلى ( المحافظين ) في ألمانيا.
أثناء حضور إجتماع للحكومة الألمانية، ما يمكن أن يكون آخر إجتماع وزاري لها، قامت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بتوديع زملائها، وقدم المستشار الجديد ( أولف شولز ) شجرة لأنغيلا ميركل حتى تزرعها في حديقتها، بسبب خدمتها كمستشارة لأطول فترة في الإتحاد الأوروبي.
بصفته وزيراً للمالية، ونائباً لأنغيلا ميركل في الإئتلاف السابق، ( الحزب الاشتراكي الديمقراطي والمحافظين )، كان يُنظر إلى أولف شولز، البالغ من العمر ٦٣ عامًا، على أنه سياسي كفؤ، وليس سياسيًا يتمتع بشخصية لها حضور لامع، مثل أنغيلا ميركل، لكن لديه آراء مُعتدلة ومَهذب في الحوار.
كانت العقبة الرئيسية في المحادثات بين الأحزاب هي الإنقسامات حول كيفية تمويل الإنتقال نحو الإقتصاد النظيف، ومدى سرعة التحرك نحو ذلك.
يمكن أن تستمر مثل هذه الخلافات.
من المتوقع على نطاق واسع أن يتولى زعيم الحزب الديمقراطي الحر ( كريستيان ليندنر Christian Lindner ) ، ٤٢ عامًا، وزارة المالية وسيتولى ( روبرت هابيك Robert Habeck )، الزعيم المشترك لحزب الخضر ، ٥٢ عامًا، وزارة الإقتصاد والتغير المناخي، التي تم توسيعها حديثًا.
ومن المتوقع، أن يوقف حزب الديمقراطيين الحر – FDP ، أي تحرك رسمي ضد الإتحاد المالي في أوروبا، الذي يفضله الحزب الديمقراطي الاشتراكي وحزب الخضر.
لا تزال شعبية أنغيلا ميركل الشخصية عالية، لكن حزبها في حالة من ( الفوضى ) ويواجه منافسة على القيادة بعد تحقيق أسوأ نتائجه في تصويت فيدرالي بعد حملة زائفة من قبل مرشحي الحزب لمنصب المستشار.
